ما زالت لا تذكر...إن كان الطقس وقتها، ربيعيا...خريفيا أو...شتويا...ليس لأنها نسيت...لا...بل لأنها...اعتادت الجلوس في غرفتها...وحيدة...كانت قد اعتادت الروتين اليومي...اعتادت الصمت...و ملازمة الخمول و التعب...أجل...التعب الجسدي الذي أدى بها للتعب النفسي... و لكن...إن صح القول...فهي...لم تنس أبدا...ما زالت تذكر عندما استقبلها بأحضان معطفه الشتوي ليطرد عنها برودة الطقس...و غمر لها رأسها بذراعه مانعا الثلح الأبيض من أن يستولي على شعرها الحريري الأسود...ما زالت تتساءل...لو أنها أدركت أهمية الوقت عندها...أكانت لتسرع في اختيار المواقف و تحقيقها؟! لا تستطيع...انتهى كل شيء...رحل...و بقت الذكريات... "مجموعة قصصية تحاكي واقع أشخاص اختلفت حياتهم، و تشابهت معاناتهم".