𝟭/𝟮

12.1K 662 744
                                    

يا أهلًا

أتمنى إن يومكم يمضِي بخير، ما اطول عليكم انجوي♥︎

_________________

صَباحُ يَومٌ جَدَيدٌ أشرق، وَ عانقَت الشَمسُ بِبلجَاءُ نُورُها الأرضُ غامِرةً ما تَحُل عَليه بالدِفئ، تَكللت النُجومُ مُنبَلِجَةً خَلفَ قَمرُها مُودعِةً أرضُ البَشر مُؤقتًا.. إلى أنّ يَحُلُ لَيلُها مُقرِنًا القَمرَ بالسَخم..

فِي إحدَى أحياءُ بارِيس، حَيثُ ذَلِكَ المَكانُ العَتِيق يَختَبِئُ بَينَ البِناياتِ وَ لا يَعلمُ عَنهُ سِوى قَلِيلٌ مِنَ البَشر..

جِيون جُونغكوك يَمتَلِكُ مَكانًا صَغِيرًا يَجمعُ بِهِ أزهَارُه وَ عبقُ الرَوائِحُ التِي تَجذُبهُ، ذَلِكَ المَكانُ يَبعُد عَن مَنزِلهُ بِشارِعان.. كُلُ اختِبارَتهُ تتكَونُ هُناك وَ حِين تَنجَحُ رائِحَةٌ فِي جَعلهُ يَنبهِر.. يُقدِمُها لِمَحلهُ الذِي اُشتهِرَ بروئِحَهُ الخّلابة

العَملُ هُناكَ يُعدُ أفضلُ مَا حَصلَ إليه، هُو مُحاطٌ بالزُهور بِكُل أنواعُها، يُحادِثُها وَ يعرِفُ الكَثِيرُ عَنها، صَنعَ الكَثِيرُ مِنَ الرَوائِح.. وَ أتى إلى يَداهُ كَنزٌ مِن صنائِعُ الفوائِح لكِنهُ لَم يَستطِع أن يَجِد تِلكَ الرائِحةُ التِي تَسُد فَراغًا شَغلهُ..

أو أنّهُ وَجدهُ... لَكِن دَفعَ ثَمنهُ بأنّ يَفقِدَ صاحِبهُ..

كَانَ يَومًا كَأيُّ يَوم، بَدأ صَباحهُ بقهوتِهُ وَ زارَ زَهُورَهُ التِي تَمَكُثُ فِي حَدِيقتهُ مُثبِتَةً جُذُورُها فِي أرُضها وَ كأنّها المَوطِنُ الذِي لا تأبَى عَنهُ النزُوح..

"مَرحَبًا يا أوركِيدَتِي.. مَرحبًا يا زَهرة الصَفصافُ حَبيبَتِي.. مَرحَبًا يا بَنفسجِي.."

جَلسَ جاثِيًا قُربَ زُهورَهُ يُحادِثُها بِشوق وَ بِرقِةٍ تُلامِس أنامِلَهُ بَتلاتُها، أمالَ بِرأسهُ نَحو زَهرة الاقحُوان التِي كَانت ذَابِلة.. نَظرَ لهَا بِحزُنٍ طغَى على مَلامِحَهُ وَ وَد لَو كَان بِيدهُ أن يُبِيدَ كُلَ ما يؤثِرُها

"مَا بَالُ اقحُوانتِي ذَاوِية؟ مَا بالُ زَهرتِي الحَبيبةُ خاوِية؟ أزَارَكِ الظَمأُ يا فَاتِنَة؟ سأسقِيكِ مِن حُبِي قَبلَ أن أسقِي جُذورَكِ الناهِلَة.."

يُحادِثُها بَينما يَسقِيها بإبريقَهُ مِياهًا أغدقت أرضَها التِي احتَوتها، وَ مد يَدهُ يُسقِي الباقياتُ راوِيًا ظمأهُم..

استقام مِن مَكانهُ بَعدما ألقى نَظرةً أخيرةً على زُهورَهُ التِي يَعشقها.. لوحَ لها بِيدهُ بابتسامِةٌ شِبهُ ظاهِرة

parisian flowerحيث تعيش القصص. اكتشف الآن