أربعة في واحد

46- ستة وأربعون

"أنت بتهددني؟"

"آه بهددك، عشان أنا قولتلك اصبر على داليا شوية واديها وقتها بس أنت متسربع وعايز الكون يمشي على مزاجك، وهروح أقولها كل الكلام اللي أنت قولته ده وإنك رايح تقابل واحدة."

"طب لو قولتلها فلا أنت صاحبي ولا أنا أعرفك،" رمى بكلماته وهم ليتحرك فأوقفته سخرية أدهم "لما هي مش فارقة معاك ببصلة، خايف ليه؟"

استدار ليواجه أدهم من جديد وزمجر "ممكن ما تتحشرش في علاقتي بيها؟"

"لا بقى هتحشر، دي صاحبتي وأنا مش هسمحلك تجرحها!"

تحلى عن غضبه وضحك "أجرحها؟ دي هي اللي معلمة عليا! دي خزوقتني خازوق طلع من دماغي! داليا دي ربنا باعتها يكفر بيها ذنوبي، وهي اللي جرحتني مش أنا اللي جرحتها."

صمت أدهم عندما لم يجد ما يقوله بينما غمز قيس لأحمد وصاح "روح ياض ما تسمعش كلامه، مش عايزة تتجوزك شوف غيرها يعني ما البنات كتير!"

ضحك أدهم ثم حرك رأسه لقيس واستنكر "طب ما تشوف واحدة غير ليلى لما هو الموضوع عادي كدا."

ابتلع قيس لعابه ونظر بعيدًا في حين وجدها أحمد فرصة رائعة لتغيير الموضوع "صحيح، بمناسبة ليلى، حطيت خطة زي الفل، هخلص بس مع المزة ونتقابل بكرة أقولهالكم وننفذها."

نهض له قيس بسرعة وتحرك نحوه بدون تصديق "بجد؟ طب ما تفكك من المزة وننفذها دلوقتي حالًا."

تجاهله أحمد وحرك عينيه لهشام "هشام، أنت معانا في الخطة؟"

عدل عشان من نظارته وأومأ فابتسم أحمد وربت على كتف قيس وهو يقول "خلاص، خلصانة، ألقاك غدًا."

وقبل أن يهم قيس بالاعتراض تحرك أحمد بسرعة وأغلق الباب خلفه، لكن فور خروجه نهض هشام وقال "تراهنوا بخمسين جنيه إنه مش هيعرف ينيل حاجة مع البت اللي رايح يقابلها وهيرجع لداليا تاني؟"

ابتسم أدهم بحماس وأخرج خمسون جنيهًا "دي مني، وبقولكم هيرجع لداليا تاني."

أخرج قيس خمسون جنيهًا ووضعها على الطاولة وضحك "طب أنا كمان شايف إنه هيرجع قفاه يقمر عيش."

"خلاص إحنا المية وخمسين جنيه دول نجيبله بيهم مرهم فولتارين لما يرجع،" ضحك هشام عاليًا وضرب كفه بكف قيس في حين ضيق أدهم عينيه ورمقهما باستغراب، متى كانا هذان الإثنين في وفاق؟ أيوم القيامة يقترب؟

"هو أنتوا بقيتوا أصحاب إمتى ولا أنتوا عيانين ولا إيه؟"

نظرا لبعضهما باستغراب حك هشام عنقه بتوتر بينما رفع قيس كتفيه وسخر "ما إحنا طول عمرنا أصحاب! حد قالك إننا أعداء؟"

ضحك ورجع بظهره للخلف ورفع كتفيه هو الآخر "لا أصلكم خير اللهم اجعله خير بقالكم فترة ما بتتخانقوش!"