الفصل الرابع عشر

ابدأ من البداية
                                    

همس بصوت كساه الحزن : ماينفعش اللى بتعمليه ده ، لازم تتماسكي عشان نوصل الى عمل فيها كده

نظرت له بعيون تائهه لم تقدر على الحديث فقط أصوات بكاءها هو الذي يصدح بالمكان ولم تجد سوا انها تلقى بنفسها داخل احضانه وتتشبث به بقوه فلم يعد لديها أحدا فى هذه الحياه بعد فقدانها لوالدتها ، ظل فهد متسمرا مكانه ، جامدا مندهشا من ذلك العناق ، حاول ان يضمها هو الاخر ليمدها بالحنان والدفئ التى بحاجته ، رفع ذراعيه وقبل ان يطوقها بذراعه هو الاخر ، عاد لجموده ورفض الاخضاع لتلك المشاعر ، ولكن دموعها التى مزقت نياط قلبه كانت مثابه النيران التى تذيب الجليد ، تخلى عن جموده وشدد فى عناقها هو الاخر وظل يربت على ظهرها بحنان هو نفسه مفتقد ذلك الإحساس .

بعد لحظات ابتعد عنها بهدوء ثم سحبها من يديها لتنهض معه ، سار بها الى حيث المرحاض ، فتح صنبور المياه ووضع كفيها الملتخطه بالدماء لتتمزج المياه بالدم وهى تصوب انظارها بصدمه وتسير معه كالمغيبه ، جذب منشفه وجفف لها كفيها وحاوطها من كتفها يسير بها الى الصالون اجلسها بالمقعد وجسي على ركبتيه امامها ينظر لها بشفقه .

اخرجت تنهيده حارقه ثم همس لها بتسأل : احكيلي ايه اللى حصل ؟ وازاي اكتشفتي المنظر ده ؟

ظلت تشهق ولم تقدر على الحديث ، ربت على كفها بحنو ثم ابتعد عنها وهو يهمس بجديه :

- هجبلك تشربي

ابتعد عنها ليجرا اتصالا هاتفيا استغرقت المكالمه لثواني معدوده ثم أغلق الهاتف وعاد إليها حاملا كوب من الماء ،ارتشفت منه القليل وظلت ترتجف والدموع تتساقط بصمت ، نزع عنه سترته ووضعها برفق اعلى ذراعيها وساعدها فى ارتداءها بصمت دون ان يهتف بكلمة واحده .

____

صفا فارس سيارته اسفل البنايه التى توجد بها عياده الطبيب الذي يريد الفتك به ولكن قبل ان يترجل منها سبقه قاسم :

- هشوف أنا الوضع ايه واسأل البواب هو فعلا موجود هنا ولا فى بيته

هتف فارس بحده - تسأل على عنوان بيته

هز قاسم راسه ثم ترجل من السياره وظل يتحدث مع البواب قليلا ثم عاد يستقل السياره بجانب فارس .

- ها قالك ايه ؟ انطق أنا على اخري ؟

نظر له بضيق : البيه سافر من ساعه بيقول عنده مؤتمر فى لندن وهيرجع بعد ٣ ايام

ضرب فارس بقوه اعلى عجله القياده وتحدث بانفعال : الوسخ بيهرب بعد عملته السوده وديني وما أبعد ماهسيبه وهجيبه لو فى بطن الحوت ،انا هعمل تحريات عنه بنفسي .

صدح رنين هاتف قاسم ليجعل قاسم يشير الى صديقه بالصمت:

- ده سياده اللواء ، ربنا يستر أكيد فى مصيبه حاصله

ارملة أخي للكاتبه فاطمه الالفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن