الفصل الأول

ابدأ من البداية
                                    

التف جبران برأسه ناحية اليسار حيث يقف الضابط ، ليلتف بجسده كاملا رفع كفيه لأعلي كأنه يدعو يصيح منفعلا :
- ولاد الحلام ، ولاد الحرام منهم لله ... عاملين شبكة من ورايا وأنا اللي اويتهم في ورشتي وقولت ياكلوا قرشهم بالحلال ..يغفلوني أنا ، دا أنا المعلم جبران السواح ... حسبي الله ونعم الوكيل !

ضحك الضابط عاليا ليتحرك من مكانه عائدا إلي مقعده يردف متهكما :
- بركاتك بقي يا شيخ جبران ... يا عسكري

علا بصوته في جملته الأخيرة ليدخل العسكري الواقف خارج الغرفة ادي التحية للضابط ليشير الضابط ناحية جبران يبتسم متوعدا :
- خد المعلم جبران وخد بالك منه الراجل دا بركة

رفع العسكري يده يؤدي التحية من جديد أمسك بذراع جبران يجذبه معه التفت جبران للضابط قبل أن يرحل رفع يده يرسل سلامه له بابتسامة صغيرة ساخرة ، قبل أن يتحرك بصحبة العسكري دون أدني مقاومة
_______________
صوت الاغاني الاجنبية العالية المزعجة يصدح بعنف من سيارتها تحرك رأسها مع إيقاع الموسيقي .. تضعط علي الدعاسات بعنف بطرف حذائها الرياضي تتطاير خصلات شعرها السوداء مع تيار الهواء العنيف ، رفعت نظارتها الشمسية الفاخرة تلقيها بعيدا لتظهر عينيها السوداء اللامعة يحددها الكحل ليزيدها اتساعا مدت يدها تضبط مرآة سيارتها الأمامية لينعكس فيها وجهها الجميل الممتلئ قليلا بلون سنابل القمح التي لفحتها أشعة الشمس قليلا فقط ..جيدها الطويل ... جسدها النحيف ترتدي كنزة بيضاء بحملات عريضة وسروال من الجينز ممزق القدمين وحذاء رياضي ، تركت المقود من يدها للحظات تُخرج أحمر الشفاة من حقيبتها تنظر للمرآة تملئ شفتيها الفارغة ... صدح صوت هاتفها يدق لتزفر حانقة القت أحمر الشفاه من يدها سماعة اذنها البيضاء تجيب متأففة :
- هاي يا غادة

سمعت صوت صديقتها عبر الهاتف تسألها مدهوشة :
- وتر where are you ، أنا دورت عليكِ في الاوتيل كله

تأفتت من جديد تمط شفتيها حانقة كادت أن ترد حين توقفت السيارة التي أمامها فجاءة في إشارة المرور لتزفر حانقة تضرب زامور سيارتها بعنف ارتمت بظهرها إلي ظهر مقعدها تخلل أصابعها في خصلات شعرها كادت أن ترد حين بادرت صديقتها تصيح مذهولة :
- وتر أنتي في العربية ... you are back in Cairo ، ليه

قلبت عينيها ساخرة لتزفر بعنف من جديد تردف في حدة :
- ايوة ، بعد كلام المستفزة ماهي دي عايزاني أفضل إزاي

صاحت صديقتها فيها تحاول إقناعها بالعدول عما تفعل :
- come on وتر كلنا عارفين إن ماهي بتغير منك وقالت كدة عشان تضايقك ، ارجعي بقي مش هنعرف نيجي الجونة تاني عشان خلاص الامتحانات قربت

علي الرغم من أن كلمات صديقتها أشبعت القليل من غرورها الا أنها رفضت العودة ليس ما بعد ما قالته تلك الفتاة وسخريتها منها أمام الجميع أن والدتها هجرت والدها وتركتها تنفر منها ... كورت قبضتها تردف محتدة :
- لاء يا غادة مش هرجع باي

جبران العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن