- السلام عليكم.

"قلت وانا أجلس جنبه بس هو انتفض وناظرني بعدين حط يده على قلبه وقال بفجعه: - بسم اللّه من متى جيت انت؟!
منعت نفسي اني أضحك على ردة فعله وقلت: - توني دخلت البيت، كنت عند اخواني.
اتنهّد براحة وقال: - ياخي فكرتك نايم، فجأه كذا بعد ما الجو كان هادي ألاقي أحد يجلس جنبي لوهلة قلت جني بس كيف جني ويقول السلام؟

ذي المرة ما قدرت امنع نفسي وضحكت عليه بصوت عالي".

- انطم..

"قال وهو يناظرني بطرف عيونه وأنا حاولت أوقف ضحك وانا أقول: - خلاص آسف، المهم إيش مخططاتكم لليوم؟، لا تقول نجلس في البيت.
حك راسه بحيرة وقال: - مدري واللّه أنتظر "أحمد" يقوم بعدين نشوف.

لمن ذكر "أحمد" سألت بجدية: - بخصوص "أحمد"، مافي أمل يصير أي تغيير في موضوع عيلته؟ يعني يرجعون بأي طريقة؟
اتنهّد "بندر" بثقل وقال: - للأسف شكله مافي ولّا كان صار أي شيء في الفترة الماضية، اللي فهمته ان أهل "أحمد" نظّموا أمورهم على أنهم خلاص يستقروا في مصر، وزي ما قلتلك هم شايفين ان من مصلحة "أحمد" انه يجلس هنا، المهم دحين اني أحاول بأي شكل أقنع "أحمد" انه يسافر يقضي معاهم الأجازه عالأقل بس هو رافض ومسوي معصّب منهم.
- واللّه مشكلة منجد مدري كيف ذولي الناس قدروا يسوون كذا!.. طيّب ما في أي أوراق تثبت...
قبل ما أكمّل كلامي قاطعني فجأه باندفاع كأنه اتذكر أهم شيء في الحياة: - أيواااا زين انك فكّرتني بموضوع الأوراق.
سألت بقلة فهم: - أوراق إيش؟
- لحظه.
قال وهو يقوم عن مكانه ويتجه لغرفة أهله اللي صارت غرفته دحين، ما مر دقيقتين إلا وكان راجع وفي يده أوراق مثنية وجلس جنبي.

- ذي الأوراق لقيتها مرّه في جيب ثوبك أوّل ما جيت هنا يوم أخذته عشان أحطه مع الغسيل، قلت أشيلها عشان ما تضيع وكل ما أتذكّر اني أعلمك أنسى.

صفنت فتره وأنا أناظر الأوراق اللي صارت بين يدي وأنا أحاول أتذكر من وين جات، وقبل ما أفتحها اتذكرت علطول المرة اللي "أفنان" غابت فيها عن الوعي وأنا ركضت أجيب عبايتها عشان ناخذها للمستشفى، وقتها سحبت ثوب بالغلط وطاحت منه ذي الأوراق وأنا من توتر الموقف أخذتهم علطول وحطيتهم في جيبي، دحين اتذكرت.
بس الشيء اللي مازال على وضعه هو اني ما أدري إيش في فذي الأوراق، لين ما خطر على بالي خاطر.
إيش لو كان العقد اللي أبوي طلب مني أدور عليه في الرياض موجود في هذي الأوراق؟!

علطول فكّيت ثنية الأوراق عشان أشوفهم، كانوا أربع أوراق وأول ورقة مدري إيش كانت بالضبط بس ما اهتميت لأنها مو اللي أدور عليها، شفت الورقة الثانية وأول شيء لفت انتباهي هو توقيع أبوي آخر الورقة ومن شكلها واضح انه عقد، هي هذي أكيد!

بدون أي انتظار قمت من مكاني وقررت أرجع لعند "حمد" و "سعد" وأفهمهم الموضوع، وحتى ما انتظرت أشرح ل"بندر" شيء وعلطول خرجت.
ذي الورقة هي اللي ممكن تثبت براءة أبوي وترجّع كل شيء لمكانه، ورغم ان أبوي طلب مني ما أعلّم أحد ولا أدخّل اخواني في الموضوع بس أنا خلاص قررت اني ما راح أحمّل نفسي مسؤولية أكبر مني لأي سبب.

لُجَيْ | عاميّة سعوديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن