فوق رؤوس جميع الخدم النائمين هُنا، فوق السرائر
الصلبة والبائسة، توجد قضبانُ حديدية سوداءُ تمتدُ
على طولِ السقفِ، واحدُ في سقف كل صفِ، تنحدرُ
منهُ سلاسلُ منتهيَة بجلد اسودِ، تربطُ يديّ الخادمِ
النائِم، كماشيَة لاتُطمئِن اقفالُ الحظِيرة سيّدها.لكنهم غير معلقين بالسقفِ، تكفِي هذه السلاسلِ
لتنامَ في السريرِ وتتقلبَ قليلاً، لكنها ستجرُك فور
ان تطأ قدمك الأرضَ، وان ارتكبت جُرماً، مثلي،
وانتبَه لكَ احدُ المراقبينِ وانت تحدقُ من خلال النافذة
متسائلاً ماذا يوجدُ خارج القلعة، فسيتمُ جرُ بكرَة خلفيَة،
تعملُ على تقصيرِ طول السلسلة، وتجعلك من نائم
على سريرك، الى مُعلقُ فوقه.وظهرك ملتصقُ بالجدارُ الحجريّ الخشن، الذي
يخدشُ بشرَتك كلما تحرّكت، نظراً لكونِ القمصانِ
البيضاءَ الخفيفَة جداً والتي نرتديها كُلنا لاتكفِي لتصُد
شيئًا عن جلدك، لا برودة الجدار التي تتسلل الى عظامك، وتصيبك بألمُ يستمرُ لأيامِ في طول ظهرك،
ولاقذارته، التِي تُصيبُ المرءَ بالغثيانِ.خلال تنظيفُ اروقة القلعة نهار الأمسِ، لم
اتمكن من تجاهُل النوافذ الطويلَة التِي تملؤها،اقتربت
من ستائرها، التي تكون مغلقة حين نكون موجودين
للتنظيف، وحدقتُ الى الخارِج لثوانِ قصِيرة..لم اتمكن من رؤية شيءُ حتَى، لكن المُراقب المسؤول عن مجموعتي، هادِيس استشاطَ غضبًا، وعاقبني
على الفورِ، حتى انَهُ الغَى ذهابي الى سيّدي، ولعل
هذا كان الخير الوحيد الذي خرجت به من كُل ذلك.لكني لم اعُد احتمِلُ، اسناني تصتدمُ ببعضهَا، ومعدتي
مُلتصقة بظهرِيّ، الجميعُ نائمون، ان كل يومٍ تعيشهُ
في هذه القلعة هو كدٌ وإجهاد يجعلِ العودة للفراشِ المهترئ اكبر أحلامك، اذاً..لابأس، لو بكيتُ قليلاً؟،
انا متعبُ جداً، لايمكنني حتى ان ارفعّ رأسِي،
لكنِي قُلت لهم اني بخيرِ..انا اخافُ ان احدهم سيستيقظُ ويسمعُنِي انوحُ بكُل
بُؤسِ، مُتألمًا وجائعًا وتعيسًا، ولايستطيع احد منهم مساعدتي، لن يتمكن من العودة للنومِ حِينهَا، وفُرصة الراحة لشيءُ نادرُ يتمسك المرءُ بِه كالماء والطعامُ!.هيا..هيا هاديسِ! متى تأتي ايُها الحقيرُ؟
انهُ الصباحُ بالفعلِ، ويجبُ ان ينامّ الخادمُ ويأكُل
كي يبقى دمهُ لذيذاً، كيف يُفترض بأي احدُ ان
يُعجب بدمي وانا احتضرُ منذ الأمس هكذا؟!.احدقُ في البابِ المِقوّس، من بين قُضبانه الطويلَة
ارى الضوءُ البُرتقالي المُرتعش للمصابيحِ الزيتية المُعلقة بجُدرانِ الروّاق، انتظر لأرى ظِل هاديس قادمًا،
لكنهُ لم يأتِ، تشوّشَت رُؤيتِي وشعرتُ بِجمرة تحتَ
لُساني، اللعنَة..لقد هُزمِت.
أنت تقرأ
Sins of blood +18
Vampireولكن القدر كذبة، والمعنى زائفُ، والأملُ ذبيحُ الأمسِ، والطاغية إله اليُوم، الولادة ذنبُ، والوجودُ خُرافة، والأحلام قاتِلة سفّاحة، الصداقة ضِمادُ جُرح لايغلقُ، والحُب نزيفُ عينٍ لايتوقفُ، والحياة قاربُ مثقوبُ، يتظاهرِ الجميعُ انَهُ لايغرق. وانا سأُ...
Chapter 1
ابدأ من البداية