انتبهت الخالة فأسرعت إلى هند تقول بقلق:
_صفية مالها ياهند؟ ردي علينا يابنتي.قالت هند بصوت واهن:
_صفية كويسة متقلقوش، من ساعة ماخدت الحقنة وهي نايمة.. أنا بس....صمتت فاستحثها عادل قائلا:
_انتِ إيه؟ مالك ياهند؟_مش عارفة ياعادل، دايخة وحاسة روحي بتنسحب مني وألم رهيب في دماغي و جسمي.....
لم تكمل كلماتها والدنيا تسود أمام عينيها، لتسقط مغشياً عليها فالتقطها عادل بين ذراعيه بينما خالتها تصرخ بلوعة.
_________________
مغمضة العينان تسمع همهمات جوارها، تحاول أن تفتح عيناها ولكنها تجد صعوبة في ذلك، نيران في عمودها الفقري تحرقها، ترغب في أن تنقلب على جانبها فلا تستطيع أيضاً، وجنتاها رطبتين تشعر بأنامل لا تخصها تمسح شيئاً من على وجهها، الأصوات لم تعد همهمات بل صارت أكثر وضوحاً، انها خالتها تقول بألم:
_ياعيني عليكم يابناتي ، عين وصابتكم.. دي بتبكي ياحبة عيني وهي نايمة.صوت زوجها يقول:
_خلاص ياست نبيلة، ملوش لزوم البكا دلوقتي.. شوية أنيميا وضغط واطي زي ماقال الدكتور، واهي خدت المحلول وهتبقى زي الفل._والله الدكتور ده مابيفهم حاجة.. تحاليل ايه اللي عملهالها دي؟ هو تحليل واحد اللي كان مفروض تعمله.
_تحليل ايه ده بقى إن شاء الله؟
_تحليل حمل.
همس قائلاً:
_حمل ايه بس؟ هو احنا لحقنا._بتقول حاجة ياعادل؟
_ها.. لأ مبقولش.. استنى كدة باينها بتفوق.
نظرت الخالة إلى وجه هند لتجدها بالفعل تحاول فتح عيونها حتى استطاعت فزفرت الخالة بارتياح قائلة:
_ياما انت كريم يارب.. حمد الله على سلامتك ياهند.قالت هند بوهن:
_الله يسلمك ياخالتي.قال عادل بحنان:
_عاملة ايه دلوقتي ياحبيبتي؟ حاسة بحاجة؟أندهلك الدكتور؟_ملوش لزوم.. هو بس ألم في ضهري وهيروح لحاله، الظاهر من الوقفة.. صحيح صفية أخبارها إيه؟
قالت الخالة بمرارة:
_من شوية فاقت وقعدت تعيط، ادوها حقنة مهدئة ونايمة ياقلبي، مش عارفة آخرة المهدئات دي إيه؟ كل أما تفوق يدوهالها تاني._بسبب حالة الانهيار اللي هي فيها.. لازم مهدئ والا هتجنن.. ربنا يصبرها ياخالتي، اللي حصل كتير قوي عليها.
_والله ماأنا عارفة هسيبها كدة ازاي وأروح أحضر دفنة محمد، البوليس بلغنا نستلمه من المشرحة بعد ماخلصوا التحقيق، منه لله صاحب العمارة بناها باسمنت مغشوش وآدي النتيجة.. موت وخراب ديار.
قالت هند بحزن:
_منه لله.. روحي انتِ وأنا هفضل مع صفية.. هي اصلا هتفضل نايمة مدة طويلة ولو صحيت هيدوها مهدئ تاني.. محمد الله يرحمه ملوش حد غيرك، يتيم وانتِ كنتِ أمه وأبوه..ومحدش هيخرجه لقبره غيرك.
أنت تقرأ
المستحيل
Romanceمقدمة هل يمكن أن ننسي بسهولة جُرح أصابنا ممن ظنناهم أقرب إلينا من أرواحنا؟ هل يمكن أن نغفر طعنة غدر أصابتنا في الصميم فأردت قلوبنا وجعلتنا نفقد الثقة في الجميع؟إن جاء الغادر معتذراً يعض أنامله من الندم هل نسامحه ونبدأ من جديد أم يصير الغفران مستحيلا...
الفصل الثالث
ابدأ من البداية