أخيراً تدخلت الأم لتشارك فى الحديث بشئ من الحدة
:- ونعم بالله ...كله بأمر الله مش معترضين ... لكن محدش بيدخل فى علاقة وهو متأكد إنه مش هيخلف
دققت النظر فى ملامح ابنها ناصحة بلهجة واثقة
:- أنت ما تعرفش إحساس الناس المحرومة من الخلفة مستعدين يعملوا إيه عشان يبقى عندهم ضفر عيل
لم يمهله والده الفرصة للكلام بل أكمل على حديث الأم قائلاً
:- أنت دلوقتِ بتفكر بشهامة نحو بنت أنت معجب بها ... وحط تحت كلمة (معجب بها) ديه ميه خط
حدق عماد بوجه والده الجاد الذى واصل حديثه بخبرة السنين بنبرة واثقة
:- اللى أنت فيه ده يا عماد مجرد إعجاب لإنسانة ممكن تكون مختلفة عن البنات اللى قبلتهم قبل كده ... مجرد إعجاب وانبهار هيروحوا بعد وقت
أعتدل الأب فى جلسته ليواجه أبنه وأستطرد بانفعال
:- تقدر تقولى أنت شفتها كام مرة!! ... قابلتها كام مرة!!
دقق النظر فى وجه عماد يسائل باستهجان
:- ماتقولش إنك لحقت تحبها وقررت أنك تضحى بنسلك وتتنازل عن الخلفة عشان خاطرها ... وكل ده من الكام مرة اللى قابلتهم فيها واللى يتعدوا على الصوابع
زفر الأب بإرهاق من هذا الجدل قائلاً :- أنت لو فكرت كويس هتلاقى نفسك ماتعرفش شخصيتها كويس ولا تعرف حاجة عنها (رفع سبابته موضحاً) وده مش معناه إنها بنت مش كويسة لاسمح الله ... لكن هى مش مناسبة لك
ولتضيق الخناق عليه أسرعت الأم تضيف بنبرة ناصحة
:- لو كنت شايفها دلوقتِ مميزة ومختلفة ... بعد الجواز وفرحة أول الجواز وبريقه ما يختفوا مش هيفضل غير بيت بارد عايش فيه شخصين ... واحد منهم حاسس طول الوقت إنه ضحى تضحية كبيرة والتانى حاسس إنه عنده نقص
رمقت عماد بنظره خاصة تسأله :- تفتكر ديه هتبقى حياة ... وقتها هتندم وهتكرها وتكره نفسك
أطرق عماد بوجهه قليلاً يعلم أن جانب كبير من كلامهم صحيح فهو حقاً لايعلم عن ياسمين سوى القشور ولم يتحدث معها فعلياً سوى مرة واحدة لكن عليه أن يثبت صحة وجه نظره ... عاد ينظر نحوهم قائلاً بهدوء رغم تزعزعه الواضح
:- ياسمين مش عاقر ... الدكاترة قالوا إنها سليمة
حرك كفيه فى الهواء مفسرا :- كل الحكاية إن محصلش حمل أثناء جوازها
شحب وجه والدته وهى تراه مصراً على رأيه ويحاول إقناعهم
فقالت بعصبية واضحة
:- واحدة كانت متجوزه سنة ومحصلش حمل وجوزها خلف من غيرها هتبقى إيه!! ... وماتنساش إنك متجوزتش قبل كده ... أنا مش فاهمة أزاى تفكر فى واحدة مطلقة ومش بس كده ... لا ديه كمان
أنت تقرأ
التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطان
Romanceرواية تدور أحداثها في الصعيد وما يحتويه من عادات وتقاليد تربط بين العائلات من خلال يوسف الذى تجره الأحداث للعودة إلى دياره ليكتشف سبب هروب والده من بلدته ويحاول إثبات براءة والده من خلال مجموعة من الأحداث سيتم نشر الفصول تباعا....
الفصل الحادى عشر
ابدأ من البداية