كوني عاهرة

ابدأ من البداية
                                    

لكن اندفعت بيلا و وضعت يدها تمنع إلتقاء جانبي الباب ، غير ان جيمين هز رأسه نفيا لفعلها فاستغربت الأخرى ، و انطلق المسكين نحو الدرج يسابق الوقت

" اسحبي يدك .. او سأسحبها بطريقتي "

قالت فيرجينيا بحدة دون انزال نظراتها ما جعل صغيرة السن تستغرب

" لكن انسة "

" لا اعيد كلامي ! "

صرخت في كلماتها ، فتراجعت الاخرى و أُغلق الباب

اوشكت على اطلاق سراح عبرتها ، لكنها تذكرت كلام جيمين عن مزاج جوري المتغير

فعذرتها لفعلها و امسكت ما كان سيفيض على خديها

" ليس هذا ما انتظرته .. و لن اقبل بغيره "

لم تفهم بيلا مقصد معلمتها ، فسألتها

" لماذا لم تسمحي للسيد جيمين بالقدوم معنا ؟ "

" ارفعي نبرة صوتك اكثر .. و اجعليها حادة ، أو لا تسألي أصلا "

" لكن لماذا ؟؟ "

تجاهلتها الاكبر فتحمحمت الصغرى و أعادت السؤال كما طُلب منها

" تصرفي كعاهرة مع من يسيء التصرف إليك .. الأمر أفضل بكثير مما يظنه الناس "

" المعنى ؟ "

" انا تصرفت بلؤم مع جيمين .. كان عليك ايقافي حينها .. كان سيصعد لو انك اقدمت على الدفاع عنه ، لكنك صمتّ خوفا

و من يخاف لا يعيش "

" اكون طيبة مع الطيب و سيئة مع السيء ؟ "

" بل كوني عاهرة شديدة .. و اتركيهم يخافون لتتمتعي انت بالحياة "

انهت كلماتها و جعلت خطواتها ثابتة متجهة نحو مكتبها فتبعتها الاخرى ، و لا تعلم السبب لكنها أرادت بشدة المشي مثلها .. ارادت ان تكون قوية .

وقفت غاردينيا امام باب مكتبها ثابتة و لم تدرك بيلا السبب إلا عندما سمعت خطوات جيمين السريعة خلفها

" انسة جوري .. السيد مارك يريد محادثتك ، في الطابق الرابع عشر "

أومأت له و وضعت يد بيلا في كفه

" علمها بعض القواعد .. لن تصمد اكثر "

تركتهما و عادت نحو المصعد الذي انغلق مع سقوط جيمين ارضا يلتقط انفاسه

" سيد جيمين ، لماذا لم تعارضها ؟؟ "

" لا أعلم بشأنك ، لكنني اختار الحياة "

" كلا ! يجب أن ترد السوء بالسوء .. و هي كانت سيئة ! "

استقام جيمين من مجلسه و نفض ملابسه بملامح مستغربة

" سيئة ؟ هي لم تفعل شيئا "

" لقد جعلتك تصعد إلى هنا مشيا ، اين الخير في ذلك ؟! "

" هل تساءلت عن السبب وراء فعلها ؟ "

تحركت حدقتاها في تشويش و حيرة فابتسم و قال

" فيرجينا ، إمرأة عظيمة أتمنى لو أنني أصبح مثلها يوما ، و اعلم انني لن افعل "

وضع يده على كتفها و سحبها يدخلان المكتب

" التوازن في شخصيتها ، بين القوة و الضعف ، الطيبة و الشر ، الصرامة و الليونة ، العقل و القلب .. شيء لم أرى مثله من قبل

لم تسمح لي بالصعود معها ، لأنني اتيت متأخرا ، بينما عملنا يفترض وجودي قبلها لتجهيز العروض .. لم تكن سيئة ، بل انا المخطئ "

" لكنك ستتزوجها ! عليها ان تتنازل قليلا "

" سَمِعْتِنِي أناديها " آنسة فيرجينيا " صحيح ؟؟ نحن شركاء عمل هنا ! عليك تنظيم العلاقات او ستتداخل عليك الامور و تتوهين بين الصواب و الخطأ "

ابعدت ذراعه عنها و قالت في ضيق

" لماذا تبرر افعالها ؟؟ "

" اولا .. لأنها ليست مخطئة
و ثانيا لأنني أحبها "

" لكنها لا تثق بك ! "

" اكملي الجملة "

ازدردت ريقها و تحمحمت

" هي لا تثق بك لكنها تحبك .. لا افهم شعورها على اية حال "

استنفرت نهاية حديثها فتكلم الاخر في هدوء

" تماما كعلاقتك بيونغي ، تحبينه لكن لا تثقين به .. انت تحبينني لكنك لا تثقين بي ، و لا فيرجينا كذلك .. الثقة ليست سهلة ، لكن الحب يأتي فجأة بأفعال و أقوال او دونها

الثقة هي الرابط بين العقل و القلب لو تقلّبين الامر قليلا في ذهنك "

شردت تحاول إيجاد النقطة التي أضاعتها

" سأتركك تفكرين "

...



Purple you love
💜💜💜

P.J || In the middle of the night حيث تعيش القصص. اكتشف الآن