41:(١)

8.8K 589 314
                                    

نيرڤي pov

كل شيء بدا كمقتطفات من حلم بعيد ومشوّش..!
الحفل أولاً ومن ثم اعتقال إيزابيلا، تقبيلي لجايكوب ويليه إصابتي علي يد ماريا..!

الاحداث كانت تترابط في عقلي تارة، وتتفكك تارة أخرى لتشكل عددا من الافكار غير المفهومة والتي بدورها شكلت مجموعة من المتاهات التي حبستني داخلها مراراً وتكراراً..

شعرت وكأنني أسقط في حفرة لا نهاية لها!! حيث استمر جسدي في الهبوط بسرعة الي الاسفل وكأنّ اكواما من الحجارة الثقيلة تمت خياطتها بداخل جسدي!!

ثم عندما ارتطمتُ أخيراً بالأرض، إرتدّ جسدي الي الأعلى بعنف و استطعت فتح عيناي بشكل طفيف..

تنهدت بألم؛ حواسي كانت ضعيفة للغاية وجسدي كان متيبسا  لدرجة انني لم استطع تحريك اي طرف من أطرافي ناهيك عن أن عقلي بدا ثقيلا ومتلبدا وكنت بصعوبة قادرة علي التركيز في اي شيء!!!

ثم بعد مدة شعرت بحضور آخر من حولي!! أصوات هامسة كانت تتكلم بالقرب مني بوضوح وبنغمة صغيرة وملحّة!!!

" أسرعي تانيا..! ستأتي السيدة جوديث في اي وقت!!!" تحدث صوت فتى صغير وهو يهمس بإلحاح قبل ان تجيب عليه فتاة صغيرة بنفاذ صبر " شششش أيها الجبان.. انت تسبب الإزعاج للونا!!"

الحديث القصير والمتعجّل جعل حاجباي يتجعدان بعدم فهم ،والسنانات في عقلي بدأت تتحرك كي أحاول استيعاب وضعي الغريب والمكان الذي كنت فيه...!
علمت انني لم اكن في منزل الالفا  بسبب السقف الابيض والجدران البيضاء الناصعة، ولكن مع ذلك بدا المكان مألوفاً لي جداً..! وكأنها ذكريات قديمة عشتها من قبل..!

" تانيا!!" صاح الفتي مجدداً بألم قبل ان اسمع صوت إصطدام وأنين شخص ما بجانب السرير.. 
بصعوبة رفعت جسدي، ونظرت الي الأسفل لأجد طفلين صغيرين بعمر السادسة تقريبا واقعان علي الارض بينما هناك ثلاث زهرات ملقية بالقرب منهما..

" يا الهي!!" همست بذعر ووجدت نفسي بطريقة ما قد  نزلت من الفراش و أنحنيت أمام الطفلين لأساعدهما علي النهوض..!

"هل انتما بخير؟!!" سألت الفتاة التي كانت تنظر لي بحرج قبل ان أنظر الي الصبي الذي كان يبكي بأنين صغير ويحاول كبح الدموع..!

"لو-لونا!!" تمتم الصبي بينما يمسح دموعه من انفه المحمر، وانا حملته ووضعته علي السرير قبل ان انظر الي ركبته التي بدت حمراء ومتورمة الي حد ما..

" هل تؤلمك؟!" سألته بينما ألمسها ولكن الصبي نفى بينما ينظر الي الفتاة التي كانت تنظر الي الارض مع تعبير نادم علي وجهها..!

الرابطة الأبدية "متوقفة مؤقتا" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن