عَدَلْتُ عمَّا كُنت أفعلُهُ لأنصرفَ للحمامِ سرِيعاً أبدلُ ثيابي، ثم استلقيتُ ليحشُرَ نفسهُ بصدري؛ فتنسلَّ أنامِلي تلاطِفُ خُصيلاتِهِ الطويلة..

Wonwoo

------


12:52 PM


فتحَ عينيهِ بجَزَعٍ من الكابُوسِ الذي زارَ سُباتَه، بنفسٍ مبددٍ، ونبضٍ مشتتٍ إلتفتَ سريعاً لجانِبِه يرمُقُ جسدَ الأصغَرِ، فيزفِرَ بإطمئنان..

نظرَ للوقتِ وتسائلَ لما لم يوقِظهُ أحدٌ إلى الآن، ولكنَّهُ نفضَ فِكرهُ سريعاً ليطبعَ قُبلةً على جبينِ مينقيو قبل أن يتجِهَ للإستحمام..

حالَ خروجِهِ لمحَ زوجاً من الأعيُنِ خلفَ الغطاءِ ترتوي بمظهرِه اللافِتِ وهو ينتشِلُ قطراتِ الماء التي تشبَّثَت بدُجنةِ شعرِه..

مضى بخُطواتِهِ نحوَ السريرِ ناطقاً "هل جروي يشعُرُ بتحسُّن؟"، سرَت أنامِلُهُ البيضاءُ أسفل ذقنِ مينقيو تداعِبُه، فأخذ يمسحُ نفسَهُ بيدِ ونوو التي كانت تمُرُّ على وجهه تتفقدُ حرارته..

تلى تحديقَهُ المديدِ سؤالٌ عطَّلَ الأكبر "هل أنت بخيرٍ الآن؟ اتمنى لو أنك لم تشعُر بالوحدة كثيراً من دوني" ضربٌ على كتفِهِ جعلتهُ يتأوه ليتحدثَ ونوو بسخط "من يقلقُ على من الآن؟ لقد أخفتني حد الموتِ البارحة والآن ماذا؟"..

"أتظُنُّ أنه بإمكانِكَ الإستحمامُ بمُفردِك؟ حرارتك انخفضت، سأُساعِدُكَ بالنهوض" عاونَ الفتى على الجلوس ومن ثمَّ الوقوف وحتى الحمام كما كان قد جهَّزَ بعض الثيابِ لهُ سابقاً..

"نادني إن طرأ شيء، سأحلُّ مسألةَ الغداء" أردفَ ليجبَ الأصغرُ بهمهمةٍ مغلقاً الباب..

Mingyu


شعَرتُ وكأنني بأُفعوانيَّة حال خروجي من أسفلِ سيلانِ الماءِ ذاك، بذلتُ جُهدي لارتداء ملابسي والخروجِ بسلام..

أفَلَت بعضُ الأماكِنِ برُؤيتي وكأنَّ هنالكَ من يقطرُ الحبرَ على بصري..

"عزيزي! إلهي، هل أنت بخير؟!" رنَّ صوتُهُ الأجشُّ القلِقُ بمسمعي ولازلتُ مستنداً على عتبةِ بابِ الحمامِ أُناضِلُ لاستِعادةِ توازُني، فإكتفيتُ بالهمهمة..

لحظاتٌ حتى استبانت هيئتُه البهيَّةُ يتعابيرِهِ المضطرِبةِ وكأنَّما يطالِبُني بطمئنتِهِ والحديثِ عن حالي..

وطأ كفِّي على وجنتيهِ الحليبيَّةِ أمسحُ عليها بإرهافٍ وكأن وقعَ يدي عليها قد يخدُشُها "أنا بخير" قلتُ بوهنٍ ليكتنِفَ جنبي يسارِعُ بي نحو الاريكةِ بالصالةِ فيلقي الغطاءَ عليَّ باهتمام..


Mingyu


هنيهةٌ مرَّت وإذا بالأطباقِ توضغُ أمامه، حدَّقَ بالأكبرِ يطالبُ بتبيانٍ للوضع فكُلُّهُ درايةٌ بعدمِ قدرتِهِ على الطبخ لينبس ونوو "يبدو أن تشول قد طلب الطعام ووضعهُ بالثلاجة، خذ" مرر له قصاصةَ الورقِ الملونةَ التي خُطَّ عليها 'طلبتُ حساءَ الدجاج المطهوِّ ببطء بدل العصيدةِ حتى لا تشتكي من فقدان طاقتكَ كالمرةِ السابقة، تعافى بسرعة، كوبس'..

"إلهي من هذا الرجل" قهقهةٌ صغيرةٌ فرَّت من شفتيهِ ليُحلَّ الملاحظةَ جانِباً ويشرعَ بتناولِ غداءه..

أسكَنَ رأسهُ على منكبِ حبيبِهِ السُكَّريِّ لتُلقي شفاهُ الأكبَرِ بحبِه بين خصيلاتِه، متهنِئينِ بالهدوءِ الذي يغمِرُ الجوَّ، يعترضِهُ صوت التلفازِ الذي يعرضُ الوثائِقِيَّ الذي أولِعَ به ونوو بالآونةِ الأخيرة..

وقِطعاً لم يكُنِ من مفضَّلاتِ الأصغر، فهو يعرِضُ ظواهِرَ خارقةَ وأماكنَ يُعتقَدُ أن الأشباحَ تظهرُ بها..

تكشَّرَت ملامِحُهُ وسرتِ القشعريرةُ جسدهُ؛ فآثرَ الإستلقاءَ وإلقاءَ رأسِهِ على الوسادةِ بِحجرِ حبيبِهِ طامِراً وجهه ببطن ونوو الذي هربت ضِحكةٌ من ثغرِه..

"آسف، لم أكُن بجانِبكَ البارحةَ وأنت تبكي" نطقَ من العدَمِ محرِّراً وجههُ من مخبَإه يُحاذي مليحَ المُحيَّى متسبِباً بجَعلِ ونوو يوقفُ ما يشاهِدُهُ ويُدني ببصرِهِ نحو الأثيرِ بحضنِه..

نفى برأسِهِ يسرِّحُ الخُصيلاتِ القاتِمةِ بأنامِلِه الشاحِبةِ حتى بدت كالنُّورِ في الدَّيجور، "بل أنا الذي يجبُ أن يعتذر لم ألحظ سقمَكَ، وتركتُ ترَّهاتٍ تأثِّرُ بي، كُنتُ أنانياً، أعتذر" إختتمَ حديثَهُ بوضعِ شفتيهِ على صدغِ مينقيو يقبِّلُهُ بحنوٍّ، مزهِراً بسمةً على ثغرِ حبيبِهِ..

"أحِبُّكَ ونوو" تبلَّجَ هواهُ بمُقلتيهِ حتى غدتِ النجومُ حَسوداً من سناها، "هائمٌ بك جروي" ببشاشةٍ قبض كفَّ صغيرِهِ يُعانِقُها بين خاصتِهِ..

هكذا يكونُ الحُب، متعةُ القرب..

-----------------

حيِّزٌ لآراءكم..

البارت الجاي الأخير 😞

Hope u enjoyed..

Along With You || MW°حيث تعيش القصص. اكتشف الآن