‹ ٣٤ › أرض الفَناء

ابدأ من البداية
                                    

اعتصرت مقلها بأسى عندما ثبتها الجنود مانعين اياها من الرحيل مع اخيها .

حرروا العصابة المغطية على بصر انجلو ومال هو نحو الالتفات تأكيداً لصورة اخته الواقفة بوجه باكي ومقل لامعة ، برودة الطقس قد كسرت جلدها الاحمر ولكنها لم تشعر به انذلك لشعر مبعثر وجسد نحيل .

اماء لها انجلو بالثقة مطمئناً اياها قدر استطاعته وتحرك مع الجنود اخذين اياه من امام المنصة فرفع رأسه مطالعاً الواقفين سخطاً ، غلاظة وسرعان ما تغيرت معالم وجههُ نحو الذهول ، الاعين المتوسعة ، الشفه المتفرقة تغرباً عندما راى براينير .

*ماذا يفعل السيد براينير هنا ؟ ،لماذا يرتدي الزي الالماني اساساً ؟! * ، فكر باعين مرتابة لاتساع واضح وشفاه متفرقة ذهولاً في لحظة تحركه تحت اوامر العساكر مسحوباً نحو الامام بعيداً .

التفتْ فاليتا لتتحرك من موقعها بخطى راكضة بعد ان جرت يديها بعنف كامل خلف اخيها ولكنها منعت للمرة الثانية حينما اشار لهم الجنرال وضوحا مبعدين اياها قصراً .

توقفتْ مطالعة اخيها بحسرة لاعين حمراء وشفاه مرتجفة ، سحبت نفس عميق قبيل ان ترمش ببطئ منزلة من مشاهدها نحو الارض شاكرة في سرها الرب اولاً وبعدها الجنرال على نجاة اخيها .

جرتْ جزء شفتها السفلية باسف وباشرت بالتحرك جانباً بعد ان مسحت مقلها بشدة لقلب محطم ، فرح وشعور متضارب قد تداخل لتصطف مع الحشد مطالعة باهتمام براينير الواقف بوجه ضاجر ومقل جافة ، باردة لا تنتبه لها اساساً .

تحمحم حينما توقف اخذاً اهتمام الواقفين ،

ابتسم باعتيادية لاجتماعية مفاجئة ناطقاً بلحن عال ، مقل حريصة فجدية فارضة ، " كما اسهبت حضرتُ لتحسين الاحوال ، نتصرف بالمثل والسياسة تطبق في وقتها ، معكم جنرال الماني وفرنسي ، لا اخجل ولا انكر ، الشعوب وان كانت محتلة لها صوت ، لا يتوقف السوق ولا الحال ولكن ان كان في التمرد ارتياحكم ففي ايقاف هذا واجبي واريحيتي ".

ختم كلامه بصوت خافت لمقل تهكمية ذات مغزى غير معلوم قبيل ان يطالع فاليتا الواقفة لمشاهد متطلعة وملامح هادئة منصتة بكامل حواسها .

ارتد نحو الخلف والقى التحية باحترام الى المارشال ليصف ذاته قرباً من الكسندر لمشاهد جامدة ، غير مبالية معدلاً من قبعته .

" فقط لرد فعل الاناس اسامحك كسراً لكلامي ، لا تكرر هذا جنرال " ، نطق المارشال بهدوء لهمس قريباً من مسامع الجنرال المنزاح نحوه بعد اشارة الاخر .

أزَهارُ الحِربْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن