ليعلمه الشيطان عن مهمته التي تم تكليفه بها لينصت له الآخر بتركيز شديد فها قد تحقق حلم حياته الذي ينتظره وقد قُدِّمَ له على طبق من ذهب وهو ان يباشر مهمته الاولى مع ...الشيطان.
فما الذي سيحدث يا ترى؟!
•~~~~~~~~~~~~~~~•
وبعيدا عن ذاك المكان تجلس فاطمه بغرفتها وهي ستنفجر من شدة الغضب فعند رجوعها من العمل اخبرتها والدتها بأن هناك احد الخطابه سيأتي اليوم لمقابلة والدها.
وكأن هذا ما ينقصها هي بالفعل غاضبه من علي وقد اتى امر الخطابةِ هذا ليزيد الطين بله.
وبعد ضغط من والديها لإرتدائها احد الفساتين وقد كانت تريد عدم الخروج من الاساس لكن تلك الفكره امام اصرار والديها الغريب يبدو معدوما، ارتدت فستان بسيط باللون الوردي الفاتح مع حجاب من نفس اللون وحذاء ذا كعبٍ عالي باللون البيج وبعض الاكسسوارات البسيطه ليكتمل مظهرها الانيق والذي حافظت على بساطته.

رن جرس الباب معلنا عن قدوم احد الزوار لتأتي والدتها تنبهها بعدم الخروج الى ان ينادوها.
ليفتح والدها الباب لذلك الزائر المهندم والذي كان يرتدي بذله انيقه هو الآخر وقد كان في يده بوكيه ورد وقالب من حلوى الشيكولاته الفاخره والذي لم يكن سوى علي.
كانت فاطمه بالداخل تقف عند باب الغرفه تلصق اذنها به لكي تسمع شيءً مما يقولونه بالخارج لكنها لم تستطع كل ما وقع على اذنها هو بعض الهمسات غير المفهومه.
بينما في الخارج اردف والد فاطمه راداً على ما قاله علي: بص يا علي يا بني كلامك دا كله معنديش معاه مشاكل بس القرار الأخير هيكون لفاطمه زي ما قلتلك قبل كدا وانا مش هغصبها على حاجه.
ليردف علي بسرعه : طبعا يا عمي....امال هي فين العروسه مش هناخد رأيها بردو.
ليردف والد فاطمه بإبتسامه : طبعا...ناديها يا ام فاطمه.
لتجيبه الأخرى بالإيجاب لتتجه لغرفة ابنتها بينما هناك استمعت فاطمه لطرقات حذاء والدتها لتبتعد بسرعه من عند الباب وتجلس على سريرها مدعية اللامبالاة لتدخل والدتها في ذات لحظة جلوسها على السرير لتردف بسعاده : باباكي عايزك.
لتردف فاطمه وهي تقف من على السرير : عشان تبقوا عارفين اني كدا كدا هرفض يعني زي كل مره عشان متتأمليش اوي.
لتردف والدتها وهي تضربها بخفه على كتفها وهي تخرج : لما تبقي تشوفي الاول ابقي ارفضي ولو انه ميترفضش يعني.
لتخرج فاطمه من الغرفه وطرقات حذائها ذو الكعب العالي تصدر صوت طرقاته على الأرضيه.
بينما علي يجلس في الخارج متحمس لرؤيتها وهو يستمع لطرقات حذائها على الارض وكأنها تلعب على اوتار قلبه.
لتظهر امامه وكأنها ملكه في هذا الفستان الذي فُصِّل فقط من اجلها حتى شعر بأن الوقت قد توقف وهو يتأملها.
بينما هي كانت تنظر في الارض خجلاً ولم تره بعد ليردف لها والدها بأن تجلس، لتجلس مقابله لترفع نظرها قليلاً لتراه وقد توقف الزمن لديها هي الاخرى، ما هذا؟ هل هي تتخيل ام هذه احد احلام اليقظه؟
لتفيق على صوت والدها الذي اردف : بشمهندس علي تعرفي يا فاطمه هو متخرج من نفس الكليه بتاعتك وشغال بردو معاكي في الشركه.
فاطمه وقد بدأت الحمره تكسو وجهها من الخجل لتنظر للأسفل قليلاً وتردف : لأ يا بابا مخدتش بالي.
فكيف ستخبره انها طوال خمس سنوات الجامعه وهي واقعه بحبه ولم يكن هو يعلم عن وجودها اصلا والآن هو يجلس امامها لخطبتها، ليفيقها أحد إن كان هذا حلم!
لتردف والدة فاطمه لزوجها : قوم يا ابو فاطمه خليهم يتعرفوا على بعض.
لينهض والد فاطمه ليتركهما لوحدهما قليلا ليردف علي بعد ان تأكد من ذهابهما : اي رأيك بقى في البنت اللي رحت اتقدملها.
لم تستطع الأخرى الرد عليه فهي ما زالت تحت تأثير الصدمه من وجوده امامها ليردف مجددا : اللي يشوفك الوقتي ميشوفكيش وانتي في الشركه متعصبه وقاعده بتزعقيلي.
لترفع الأخرى وجهها وقد استفزتها جملته لتردف متجاهله : لا والله ولا كأن انت اللي كنت قاعد بتستفز فيا.
ليردف الآخر ببعض الخبث وهو يمنع الابتسامه من الظهور: كلامي مكنش هيدايقك الا.....لو انتي بقى اللي بتغيري عليا.
توترت قليلا الا انها اردفت مدعية اللامبالاة وقد قالت اي شيء خطر ببالها: دا مكنش غيره انا اللي كان صعبان عليا البنت اللي رايح تتقدملها دي ف من كتر ما كانت صعبانه عليا اتعصبت.
ليردف علي مدعيا التفكير وكأنه يرتب الافكار امامه : يعني انتي دلوقتي صعبان عليكي نفسك عشان انا جيت اتقدملك؟
هنا فقط لم تستطع الرد عليه وماذا تقول لتحمر وجنتيها من الخجل مجددا.
ليردف الآخر لمضايقتها ليخرجها من جو الخجل بالرغم من انه قد راق له حمرة خديها ولكن ليس هنا في منزل والدها : اي دا طلعتي بتحسي وبتتكسفي زي البنات.
وفي تلك اللحظه تحول حَمَار خدَّيها لشرار يخرج من عينيها لتمسك المخده الصغيره التي على الاريكه بجوارها لتقذفها برأسه.
كاد ان يرد عليها الا ان والدها قد اتى وارأى تلك المخده الطائره والتي استقرت على وجه علي ليردف : في اي يا فاطمه بترمي المخده لي؟
لتردف مدعيةً البراءه : وانا هرمي المخده لي يا بابا بشمهندس علي قال انه مش مستريح في القعده شويه فكنت بديله المخده عشان يعد براحته.