تَعَافَيْتُ بِكَ الجزءالاول الفصل التاسع عشر

ابدأ من البداية
                                    

"لـ..لو سمحت هو ينفع أروح؟"

على الرغم من حزنه على تغيرها فجأة لكنه إبتسم مُطمئنًا لها ثم قال:
"طبعًا ينفع، يلا علشان أوصلك"

أومأت له ثم أخذت نفسًا عميقًا لكي تُهدئ به نفسها بينما هو كان ينظر لها ويراقب تصرفاتها عن كثب وحينها قرر قرار لا رجعة فيه.
___________

في منزل آلـ «رشيد» تحديدًا في الطابق الخاص بشقة «مُحمد» كانت «عبلة» جالسة وهي تُفكر في حديث أخيها عن «وليد» وعن حديثه أمام أخويهما، للحق لمست الصدق في حديثه ونظرته، كما ان علاقته بـ «هدير» لم تكن علاقة مُحبذة لتجعل بينهما قصة حب، لذلك إتخذت قرارها ثم قررت أن تُفاتح أخيها في قرارها.

في غرفة «طارق» كان جالسًا على فراشه وهو مُمسكًا صورة بين كفيه، كان ينظر للصورة بعمقٍ ثم أخرج زفيرًا قويًا ثم تبعه بقوله:
"لو كنتي موجودة كانت حاجات كتير إتغيرت، كان زماني كاتب كتابي عليكي زي ما قولتيلي وأنتِ صغيرة إنك هتتجوزيني في نفس يوم جواز خديجة، عارفة كمان إن أنا وهي أكتر أتنين تعبنا بعدك، هي إتلامت بسببك ومعرفتش تقرب من حد  وأنا عيشت عمري كله مش قادر أنسى حبي لكِ ولا عارف أشوف غيرك"

قام بتقبيل الصورة ثم نظر لها مرة أخرى، أخرجه من ذكرياته تلك طُرقات على باب غرفته من قِبل أخته «عبلة» قام بوضع الصورة تحت وسادته ثم فرك وجهه بكفيه ليمحي أثار تعبيراته السابقة، ثم قال بصوتٍ أجش:

"أدخــل"

دخلت «عبلة» الغرفة ثم جلست بجانبه على الفراش وهي تنظر له بتفحص ثم قالت:
"أنتَ كنت بتعيط يا طارق ولا إيه؟ و وشك أحمر كدا ليه؟"

تصنع الثبات ونظر لها ثم قال بسخرية:
"أعيط! ليه إن شاء الله ياختي، كل الحكاية إني بفكر في الشغل والمرحلة الجاية، لسه عاوز أحقق أحلام كتير أوي"

هذه هي حُجته الدائمة حينما يأخذه التفكير في رحلة إلى الذكريات الماضية، كانت «عبلة» تعلم أنه يكذب عليها، لذلك لم تريد التطرق إلى الموضوع أكثر من ذلك فقالت بعدما زفرت بعمق:
"ربنا معاك يا حبيبي وتحقق كل اللي بتتمناه، ويجمعك باللي نفسك فيه"

نظر لها فـفهم من نظرتها له أنها علمت فيما كان يفكر قبل دخولها أومأ لها برأسه ثم آمن وراء دعاؤها، أما هي أخذت نفسًا عميقًا وكأنها تُعد نفسها ثم قالت:

"طارق ، أنا قررت أدي علاقتي بـوليد فرصة، وهنسى كل اللي فات، حتى الرسالة اللي شوفتها بعيني هعمل نفسي مشوفتهاش أصلًا، بس أنتَ اللي مسؤول قُصادي لو طلع بيكذب عليا"

إعتدل «طارق» في جلسته حتى إقترب منها أكثر ثم سألها بـلهفة قائلًا:
"بجد يا عبلة.. يعني مش هترجعي لأسلوبك الزفت دا تاني معاه؟"

هزت رأسها نفيًا ثم قالت:
"لأ يا طارق بس أنتَ اللي هتضمنلي إنه مش زي ما أنا فاكرة"

إحتضنها «طارق» ثم قال بفرحة عارمة إحتلت نبرة صوته:
"وأنا موافق وأضمنهولك برقبتي"

 رواية_تَعَافَيِّتُ_بِكَ الجزء الاول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن