لحظة.. لحظة، دعني أتمعن في مفردات كلامه جيدا، أنا حقا مشوشة الآن! لكن هل قال أنه يريد مني أن أكون له؟ هل قال أنه سينسيني الماضي؟ سيكون أبي و أمي!! حتى إيفان ورغم عشقي الخالص واللامتناهي له لم أستطع أن أعُده غير كونه حبيبي!
لاأحد بمكانة والدي، لا أحد ينسيني ماضيّ وماعشته من مشاعر فيه..
لاأستطيع! هذا غير ممكن البتة.. أساسا أنا لازلت متعلقة بالآخر فكيف سأحب هذا ؟ غير أنني لاأريد نسيان الماضي أنا بحاجة لمن يبني معي مستقبلي وليس يمسح ماضيّ، كيف يريد مني أن أرتبط منه تحديدا؟! هل هو جاد؟ أنا.. أنا لاأستطيع الكلام! الحروف وقد تبعثرت برأسي..
لأسمعه يقول مجددا ويكمل كلامه
- أريدك زوجة ليقالها وهو يلتسق بي أكثر، لأدفعه بإنفعال حتى تراجع للوراء بضع خطوات وهو متفاجئ، هذا واضح جدا من ملامح وجهه ونظرات عينيه التي تحمل سؤال "لماذا"
حسنا سأجيب، يجب أن أضع حدا لهذا على كل حال، لقد مر شهر أو أكثر منذ ذاك الحضن الذي لو وضعت ردة فعل جدية عليه لما وصل الأمر لهذا الآن..
- كيفين، لاأريد نسيان الماضي ولاأحد كان أو سيكون بمكانة والداي، ثم أن أرتبط بك و قلبي لآخر هذا مالايمكنني فعله.. سأظلم نفسي قبل أن أظلمك..
هذه أول جملة قلتها بجدية منذ زمن، فلطالما كنت تلك التي تتكلم بخفوت و هدوء أو تظل صامتة..
نظرت له لأرى لمعة الخيبة في عينية والتي سرعان ماأستُبدلت بالغضب وقال مجيبا على آخر شيء قلته
- رَجُلُكِ قد رحل! لما لاتعترفي بهذا وتكفي عن إكتئابك عليه؟
- ربما كان قد رحل لكن أثره لم يرحل، لاتزال نبضات قلبي تتبعثر فقط لسماع إسمه..
أجبت بصدق، هذه أول مرة أتحدثت فيها عن حبي له علانية هكذا، لطالما كنت أطمس هذه المشاعر عميقا داخلي..
- إنسيه، تجاوزيه، كوني معي..
قالها بنبرة مترجية مقتربا مني..
أنا آسفة، لكن لايمكنني ..
أرجوك إبقى بعيدا..
لاتقترب!
- لايمكنني ، إنه كالنقش الذي في الحجر وإن مرت عصور ستبقى لمسته وبصمته موجودة..
وجهي مبلل تماما، لاأعلم متى بدأت في البكاء.. لأنهار أرضا دموعي تنهمر بشدة، عند ذكر الماضي أصبح في أشد لحظاتي ضعفا، لايزال مسيطر علي و يؤلمني..
رأيته يتقدم ناحيني حتى وقف بمحاذاتي و إنحنى حتى يجلس قريبا مني لايبعد بيننا الكثير.. عيونه هو الآخر تحمل ألم، لكن ليس بمقدار ألمي الآن، ألا يكفي كل آلامي حتى يجعلني أتألم أكثر لكونه متألم، لأنه بسببي .. أنا سبب تألمه الآن..
أنت تقرأ
Revenge for lost memories
Mystery / Thrillerإنتقام لذكريات مندثرة مقتطف : نظرت له بعاطفة كبيرة لكنها لم تفعل شيء، ألمْ يخبرها في لقائهما السابق أن تبقى بعيدة عنه؟ هي بعيدة ولن ترتمي عليه حتى تعرف أنه لن يصدها.. عندما تشعر به يكسر الحواجز ويستسلم لها حينها فقط ستفتح بوابة حبها وستغرقه بعشقها...
PART V
ابدأ من البداية