انت اللي زي حالاتك ماليهش يعاشر اسياد، مليهش يعاشر غير انجاس زيه.
خلصت كلامها وابتدت تدفع فكرار بره الاوضه لغاية ماطلعته وقفلت الباب عليه،

ووقف هو بره باب الاوضه وكل اللي كان سامعه حس التكسير بتاع اللنض البنور اللي كانت عتتهبد عالارض، وحس ولده اللي عيبكي، وهو مش متحمل حس بكاه وعيقول ياريتني خدته معاي واني طالع من الأوضه.
هديت نوبة غضب شوقيه وقعدت جار ولدها عالسرير وابتدت تفكر بعقل، وقالت لروحها انها لو قسيت اكتر من اللازم جايز موقف كرار يتقلب من الخوف والطاعه وطلب السماح للعند والمعانده وخصوصي إنه رجع داق شام واكيد النوبادي غير قبل سابق؛ عشان قبل سابق كان مبعد عنها لسبب وغايه، ودلوك وصل لغايته والسبب زال، يعني فيده يفرض عليها الوضع ويقولها اخبطي راسك في الحيطان، واهو بقى مقتدر ومش بعازتها ولا بعازة حد.

فقررت إنها تماين لغاية ماتقصقص ريشه، وبعدها ترميه من فوق جبل عالي تخليه ينزل على جدور رقابته وهو عاجز عن الطيران.
وخدت بعضها وراحت على بيت ابوها؛ عشان ترسم معاه الخطه وترجع كرار اللي هيفر منها ويحط فباط شام، وتعاوده لقفصها من تاني.
❈-❈-❈
اماعديله فطلعت من البيت وراحت تدور علي ربيعه عشان تجيبها لشام، لانها هي الوحيده اللي تقدر تطيب خاطرها وتداوي وجعها هبابه، وبالفعل بمجرد مادخلت بيها على شام اتحركت شام اللي كانت عامله كيف التمثال ومدت اديها التنين لستها عديله، وعديله حطتلها ربيعه فحضنها، وشام ضمتها وابتدت تشم فيها وتحب، كيف ماتكون الروح اللي عتردها للحياة بعد كل مره تموت فيها على يد حد من اهل البيت او بسبب عمايلهم.

أما ممدوح فدخل ورا شام ووقف في الحوش وقال قدام الكل إن كرار ضرب ربيعه وعورها عشان خدت من الكيس تفاحه، والكل برغم سكوتهم الا إن عقولهم وقلوبهم استنكرت عملته، وورده طلعت أوضتها فوق وجابت لربيعه تفاحه من اللي جايبه صفوت لعياله، وعزت طلع قوام وراح جاب لربيعه كيس تفاح وحطهولها فحجرها، وربيعه كأي طفله فرحت بالتفاح وحضنته كيف مايكون مراضايتها على الضربه اللي خدتها والتعويره اللي اتعورتها.
أما شام فبصت للتفاحه اللي جابتها ورده، وكيس التفاح اللي جابه عزت، وسواء من داي أو من ديه التنين حست باللي عطوه لبتها إن بتها عامله كيف بت الخدامه اللي الناس عتحن عليها وتعطيها صدقه، وكد ايه الاحساس زود وجعها وجع، وكان بودها تاخدهم من يد بتها وترميهم من طول دراعها، وتقول للكل اني شام بت عبصمد اللي كانت تاكل لقمه وترمى عشره، واللي الخير كان تحت رجليها تعفص عليه عفيص ممستنياش هي ولا بتها صدقه من حد، لكن للأسف عهد بيت ابوها وعزه راح، وسواء قبلت أو رفضت هي دلوك اقل من الخدامه، ومش باقيلها من عز ابوها والخير وعزة النفس اللي شافتهم فيه، غير بس الاسم والذكريات.

وبصت لبتها اللي ماسكه فكل يد تفاحه وعتاكل من كل وحده قطمه كيف المحرومه، واتصعبت عليها وقالت في بالها، إن هي طيب عاشت اللي كل ماعتفتكره تتصبر بيه، وداقت اللي كل ماتشم يدها عليه تشبع،
انما اللي طالعه للدنيا داي وهي هتستجدي اللقمه من أبوها وتستنى الصدقات من الناس هيكون مصيرها ايه؟ ودعت في سرها على كرار اللي ماراحمها ولا هيرحمها ومانع منها اللي كانت هتشوف على يدهم كل الرحمه والمحبه والمحنه..
جدها عبد الصمد  وستها اللي لو كان كرار سامحلهم يجولها وتروحلهم، كان زمان بتها شام اميره فبيت المقاول؛ من كتر ماكانوا هيجيبوا ويحطوا فحجرها ويدلعوها الدلع اللي ماحد فبيتهم شافه ولا سمع عنه، لكن ماباليد حيله ونصيبهم حكم عليهم ظالم.
❈-❈-❈

نفق الجحيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن