الفصل الثالث والعشرون - سفراء الظلام

ابدأ من البداية
                                    

حرك رأسه برفض وقالت بنبرة باكية:
- عايز تقنعني إن طيف عمل كدا في اخته؟ ده بيعشقها وهي بتعشقه ولا نسيت إن سبب اختفائه من الأول بسبب اللي حصلها وإنه كان عايز يساعدها، عمري ما هصدق ده أبدا

في تلك اللحظة تقدمت «نيران» التي حضرت لتوها واستمعت لتلك الكلمات لتقول:
- للأسف يا ماما هو طيف، أنا وقفت قصاده وواجهته وش لوش، ساعتها حسيت إني في حلم حتى كلامه خلاني ثابتة مقدرتش اتحرك لدرجة إنه خد سلاحي بسهولة مني، هو طيف فعلا لكن مش طيف اللي نعرفه كلنا وعاشرناه، طيف رجع لكن بعقل وذكريات مختلفة، طيف غاب سنة ومكناش نعرف هو فين ولا حصل فيه ايه لكن بعد اللي حصل ده عرفنا كويس هم عملوا فيه ايه، حولوه لشخص تاني خالص، شخص بيقتل بدم بارد، شخص ناسي وميعرفش مين أهله بس خلينا نبص للجانب الإيجابي وهو إنه رجع، إن شاء الله رنة تقوم بالسلامة وطيف نقدر نوصله ونعالجه وساعتها ميبقاش فيه خسارة

***

عاد من الخارج بعد أن أنهى عمله فوجد زوجته تحمل ابنته وتهزها أثناء تحركها فاقترب منها وهو يقول:
- لورا بتعيط ولا ايه؟
حركت رأسها بالإيجاب وقالت بحزن:
- مش عارفة مالها بتعيط جامد ولازم اتحرك بيها علشان تهدى
ابتسم وفرد ذراعيه وهو يقول:
- طب هاتيها كدا

أخذ طفلته منها وحملها بين ذراعيه وهو يقول بابتسامة:
- تاعبة ماما ليه يا قردة؟
توقفت الصغيرة عن البكاء فابتسم وقال بهدوء:
- يا خلاصي على العسل يا ناس، شوفتي أول ما شيلتها سكتت إزاي
رفعت أحد حاجبيها وقالت بتعجب:
- غريبة فعلا، ماشي يا ست لورا بقى أنا أشيل واهدي واسهر وافضل معاكي وفي الآخر أول ما بابا يشيلك تسكتي ومعايا طول الوقت عياط؟!

ضحك «إلياس» وضم الصغيرة إلى صدره وهو يقول:
- دي حبيبة قلب بابا دي
ابتسمت «إيلين» فجذبها وضمها هي الأخرى وهو يقول:
- ربنا يخليكم ليا دايما يارب
اغلقت عينيها وقالت بارتياح:
- امين يارب

***

نزل «هاني» الدرج بعد أن أخبره أحد العاملين بالقصر بوجود أحد ينتظره بالأسفل وما إن وجده صديقه السابق «زياد» حتى ابتسم وقال:
- زياد عاش من شافك
نهض «زياد» من مكانه وردد بعدم رضا:
- عاش من شافني بردو؟ ده أنا بقالي فترة كبيرة بتصل بيك وأنت مش بترد عليا ولا كأن ليك صاحب أساسًا
لوى ثغره وتقدم ليجلس وهو يقول:
- بص يا زياد أنت عارف إن صحوبيتنا كانت بتغضب ربنا بمعنى إننا مش بنشجع بعض على العبادة لا ده إحنا كنا بنشجع بعض تعالى نسهر في المكان الفلاني، تعالى ده فيه بنات كذا هنا، تعالى ده فيه كذا كذا، وأنا بعد ما ربنا هداني قررت ابعد عن الطريق ده كله علشان كدا مكنتش برد عليك لأني عارف إنك هتجرني للطريق  ده تاني
رفع «زياد» أحد حاجبيه وقال بعدم رضا:
- أنت هتعمل فيها شيخ يا هاني؟ الكلام ده مش عليا

حرك رأسه بأسف وعاد بظهره إلى الخلف وهو يقول:
- هي دي مصيبتنا دلوقتي للأسف، لما حد من شلة معينة يقول حاجة محترمة أو فيها نصيحة لله الباقي يقوله أنت هتعمل فيها شيخ وبتاع رغم إن ده هو العادي مش محتاج الواحد يبقى شيخ ولا حاجة وحتى لو كدا ده دينا وده اللي ربنا أمرنا بيه ليه نستهزأ بالكلام ده بالشكل ده؟ ليه وصلنا إن اللي يقول كلام صح ومحترم أو يتكلم في الدين عموما نقوم نقوله أنت هتعمل فيها شيخ، ياسيدي ما يعمل شيخ فيها ايه؟ هل دي مشكلة دلوقتي لما يعمل شيخ؟ ولا أنت رافض اللي بيقوله فبتحاول تبين إن اللي بيقوله مش كلامه ولا له حق يقوله

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن