WHITE TEETH [BNHA]

~بِبُطء | Slowly~

مرّت سبع أيام بالفعل على هذه الحال، لا يبدو أن هيكاري بالت إلى الدماء اللتي لطّخت الحبل الخشن حول رقبة ميو، مما كان في صالح تلك الأخيرة.

دخلت هيكاري كما في العادة، كانت ترتدي قُبعة الدلو ذاتها اللتي إرتدتها عندما ذهبت إلى الخارج لأجل الدعاية لطائفتهم.

ميو : ستخرُجين؟

إلتفتت هيكاري اللتي كانت على وشك المُغادرة، ببُطئ شديد ناحية ميو، و كان هذا هو أوّل تواصل حقيقي بينهما مُنذ أن تمّ ربطُها.

كانت نبرة ميو هشّة و جافّة للغاية، بدت كما لو أنّها عانت للحديث، كما لو أنّها على وشك أن تسعُل دماً لمُجرّد أنّها تنفّست، دون ذكر عينيها الغائرتين، و الطريقة اللتي نهش بها الحبل جلد رقبتها.

هيكاري : أجل.

عاودت الفتاة السير ناحية الباب بشكل أسرع، كما لو أنّها كانت تُحاول تجنُّب الحديث إلى ميو، و هو ما لم يُعجب تلك الأخيرة.

ميو : لما تهرُبين؟

هيكاري : أنا لا أهرُب!!!

إلتفتت الفتاة ذات الشعر البُنّي ناحية ميو المُعلّقة في مكانها بوهن، واقفة على أطراف أصابعها فقط للتمكّن من إلتقاط الأنفاس الضعيفة المُؤلمة اللتي بإمكانها إلتقاطُها.

هيكاري : هذه أوامر القِس.

إلتفتت بعيداً، كما لو أنّها لم تمتلك القُدرة على النظر في عينيها مُطوّلاً.

ميو : إذاً تعلمين أنّها أوامر ذلك العجوز، و ليست أوامر إلهك الشيطان كما يدّعيـ..

هيكاري : بلى!! أوامر القِس هي أوامر الإله!! علينا إتّباعُها..

زفرت ميو بحُنق عندما ثبتت الفتاة الأُخرى على عنادها، مع أنّها بدت خائفة في الواقع، لرُبما كانت مُقتنعة إلى حدٍ بعيد بإمكانية القِس على مُراقبة تحرّكاتها حتى لو لم يكُن بالجوار.

ميو : مما أنتِ خائفة؟ لا أحد غيرُنا هُنا.

هيكاري : يُراقب الإله أتباعه، و يقتُل الإله الخونة.

تنهّدت ميو قبل أن تسعُل بشكل جاف و تبصُق قليلاً من الدم إلى الجانب، ثم عاودت النظر إلى الفتاة اللتي راقبتها بأعيُن مُرتبكة، لكنّها إلتقطت لمحة من الرهبة في عينيها.

هيكاري : أنا أحسُدكِ حقاً، لقد لفتِّ إنتباه الإله لكِ، ليس عليكِ أن تعبُديه مثلنا.

حدّقت ميو للحظة في الفتاة بنظرة ميّتة، أحقّاً كانت تحسُدها على ما هي فيه الآن؟ هل تم غسل أدمغتهم حقاً أم ماذا؟ شعرت بتجمُّع المزيد من الدم في فمها كما لو أن دمائها كانت تغلي في كُل مرة سمعت فيها هذا النوع من الهُراء العقيم.

ميو : أتعلمين..؟ إذا كان الأمر هكذا.... فلدي نصيحة لأجلك..

إستغرق الأمر لحظات قليلة لتستوعب هيكاري ما سمعته للتو، زاد ذلك من حدّة إرتباكها، لكن لا يُمكن إخفاء وميض الحماس اللذي ظهر في عينيها، و بدت الآن مُتردّدة فيما ارادت فعله.