" قام كل من مارثا و رافاييل بالتجول حول السوق بين المحلات و المكاتب هنا و هناك .. كانت جولتهما صامتة و ابعد ما تكون عن موعد غرامي .. لكنها كانت مليئة باللحظات اللطيفة من حين لاخر .. حيث يمسك بكتفها ليجرها نحوه حتى لا تصطدم بالمارة و حين اشترى لها عقدا فضيا لطيفا حين لاحظ انها حدقت فيه بينما كان هو مشغولا بالتحدث في اعمال ما مع صاحب المحل .. و كذلك تناولهما بعض الطعام من الاكشاك التي في السوق .. كان يحيي الناس و يساعد العجائز و يعطي المتشردين..لم تكن مارثا متأكدة ان كان يمثل او انها شخصيته الحقة..
شعرت مارثا بالسعادة في داخلها و بالذنب من انها سترفض شخصا لطيفا مثله بسبب حبها لويليام..و يبدو ان الحبيب ياتي حين تفكر فيه حقا .. فقد التقت هي و رافاييل بويليام صدفة امام باب سوق المجوهرات .. كان يرتدي قلنسوة و معه فتاة ترتدي قلنسوة كذلك و يتبعهم بعض من الفرسان...
لقد كانت الفتاة التي معه ذات شعر بني طويل نسبيا .. و عيون سوداء .. لم تقم بتغطية وجهها .. لكن مارثا عرفت ان هذه الفتاة الواقفة امامها ما هي الا " رام" .. حيث كانت حليها الغريبة من اقراط و اساور غريبة الشكل الى زينة شعر لا تناسب العصر الفيكتوري بالمرة ..
تعرف رافاييل على ويليام مباشرة و قام بتحيته تحية لائقة .. و بالمثل فعلت مارثا شاكرة في نفسها كل الانميات و المانهوات الرومانسية التي كانت في العصر الفيكتوري و قد قرأتها لانها ساعدتها كثيرا اليوم في كلامها و تصرفاتها ..
رد ويليام التحية بوجه فارغ نوعا ما .. و بعد ان حيوا بعضهم رات رام جوهرة بنفسجية كبيرة اعجبها شكلها .. فقامت بمسك يد ويليام و جره نحو المحل لتستطيع النظر للجوهرة بشكل افضل .. حينها شعرت مارثا بالم في قلبها .."
مارثا محدثة نفسها بسخرية : * ما الذي توقعته ؟ موعد مزدوج مثلا ؟*
" لكن حزنها تضاعف حين رات ويليام و هو يبتسم باشراق بعد ان امسكت رام بيده .. و كانه لم يكن فارغ الوجه قبل ثواني .. و كانه رأى حياته تبتسم له .. و كانه راى في تلك الرام الرفقة و الانسة ..احست مارثا بانه لا مكان لها في حياته بعد الان .. و انها اصبحت جزءا من الماضي في حياته ...دخلا معا للمحل مبتسمين ممسكان بيدي بعضهما.."
مارثا لنفسها في حزن : *ااااه.. اذا هذا هو الحب .. كم هو مؤلم .. على الاقل سابقى في ذاكرته .. على الاقل سيبقي في ذاكرتي .. حتى لو بقيت في ذاكرته كلوكاس و لم يعرف عني شيئا .. عني انا ميلا التي احببته سرا*
رافاييل مقاطعا تفكيرها بابتسامته المشرقة غير داريا عن مشاعرها الحزينة : هل تودين ان ندخل و نتفقد المكان نحن ايضا ؟
مارثا و هي تحاول ان تبتسم ابتسامتها السوقية لكنها كانت اكثر ابتسامة مؤلمة ابتسمتها في حياتها بينما تمسك بمرفقها الايمن بيدها اليسرى: اعتقد انني متعبة و اريد العودة للمنزل ..
رافاييل و قد شعر بانه لا يجب عليه ارغامها على الاستمرار في التجول: اذن ساعود مع..
مارثا مقاطعة له بحزم بينما تبتسم نفس ابتسامتها الحزينة و هي تنظر للارض: لا .. لا داعي لذلك .. فقط اوصلني للعربة لو سمحت..
رافاييل بحزن قليلا: حسنا..
" يذهب معها و يوصلها للعربة و يقوم بمساعدتها على الركوب للعربة و الحزن و التوتر بادي على وجهه"
رافاييل و هو ينظر لوجهها تحت قلنسوتها حزينا: لا اعرف ان لم يعجبك الموعد كثي..
مارثا مقاطعة له بينما تضع كفيها على وجهه مبتسمة بسعادة: لقد كان موعدا جميلا جدا و لقد استمتعت به كثيرا!
رافاييل و هو يمسك بيديها الممسكة بوجهه بينما لا يزال ينظر لوجهها بحزن: ارجوك فكري بالامر بجدية..
مارثا و هي تبعد يديها عن يديه و تبتسم له ابتسامة سوقية : ارجوك ارسل لي رسالة رسمية غدا تطلب مني فيها الزواج و اعد قول كل ما قلته لي ان كنت جادا فيه... عندها سافكر بالامر..
رافاييل و هو يغلق باب العربة حتى تبدا العربة بالتحرك :سافعل..
" تغادر العربة السوق .. تغادر ويليام .. و تغادر رافاييل و رام .. تنزل مارثا غطاء رأسها و تنظر للريف من خلال نافذة العربة بحزن و هي تقول "
مارثا و عيناها تغرقان بالدموع بينما يتكيء رأسها على الاريكة ناظرا للريف: سحقا!
اعود و اودعه؟ بصفتي ماذا؟
لقد كنت مستعدة هذا الصباح للتضحية بحياتي لاجله!
انهما يعشقان بعضهما! انهما مقدران لبعضهما!
سحقا لحب المراهقة!
ان الرواية مثالية ! و الكل سعيد ! حتى من دوني !
وجودي هنا لا طائل منه!
على الاقل ستستطيع مارثا الحقيقة معرفة ما قاله لي رافاييل اليوم..
ان هذا الشيطان كاتب ممتاز...
انا استسلم...اتسمعني ايما كنت؟ اعلم انك تعرف ما اقوله..
اريد العودة للمنزل .. و البكاء على حبي الاول الذي انتهى كفتاة مراهقة عادية !
ما الذي عناه خادم الشطان حين قال انني مميزة؟!انني مجرد فتاة عادية!
" ليغمى على مارثا ... لكنها هذه المرة تستيقظ بسرعة .. لتجد نفسها في غرفتها .. غرفة ميلا .. منزل ميلا ... عالم ميلا .. و تجد الكتاب بجانبها على الارض.. و هناك صوت خافت يتلاشى"
الصوت: انسية حمقاء و ضعيفة...كلكم هكذا..لستي مميزة ..كل ما في الامر ان دماغك بسيط و يستطيع تحمل انتقاله لعالم اخر..
" تبتسم ميلا بمرارة موافقة هذا الشيء في كلامه .. لتحمل الكتاب من على الارض و تذهب به الى سريرها..تتمدد عليه .. تتغطى بلحافها .. و تفتح الكتاب بعد ان حدقت فيه بحزن لبعض الوقت .. لم يحصل شيء...و لم تدخل للكتاب..
قرأت ميلا الرواية .. كلها .. من اولها الى اخرها...
ابتسمت.... تفاجئت...غضبت ...و استغربت....و سعدت لويليام و رام و لنهايتهما معا..و بكت..
لقد مضى معظم الليل و الساعة الان ال3 صباحا .. انتهت ميلا من الكتاب و اغلقته .. اغلقت معه احدى صفحات حياتها...و بكت .. و بكت .... و بكت كما لم تبكي من قبل...
نامت بعدما انتهى خزان دموعها و هي تحتضن الرواية ناسية يومها الحافل الذي ينتظها في الغد ...
بينما تتسائل ان كان قلبها الاحمق الذي احب شخصية رواية سيعافى يوما ما..."
المؤلفة: ميكا
أنت تقرأ
انا خادم كسول !؟
Romance" ما هذا الحظ ؟! .. لا اقع في الحب الا الآن ؟! إلا بعد ان اصبحت في جسد فتى نحيل غبي ؟! ماذا سأفعل الان؟ "
اضطراب 💔💔
ابدأ من البداية