نجوماً بين كفيّهِ

ابدأ من البداية
                                    

و بعفويةً تامةً مدَ يده لرسّامه كي يُمسكه في المقابل..، اخذَ بيده رغم
عدم حاجبته لذلك و استقر جالساً بجواره داخل العربة.

تبسّم آريس وهو ينظر الى يداهم و لوكاس يشابك
اصابعهم سوياً و يقبض على كفّه

أُلفةً و حناناً انسابَ داخله بعدَ زوبعةً من المشاعر الطاحنة

اخبرَ الرسّام السائق بالعنوان الذي يريد قَصده لكن بصوت
خفيض لم يتسنى للصغير سماعه

و عكسَ ما ظنّه آريس ان لربما المكان قريب، اخذت رحلتهم
وقتاً اكثر من المتوقع حيث ان الشمس بدأت تغيب في الافُق

الهواء البارد كان يصطدم بقوة في وجههم ليضيق لوكاس عيناه
إثرَه، التفتَ يلقي نظرةً على حبيبه الصغير ليجدهُ مُطأطأً رأسه
يتجنب الرياح القويةَ تلك

خصيلاته الفحميةَ تتطاير بقوةً متبعثرةً فوقَ رأسه لكنها
تعود مُتهادلةً بترتيب لشدة نعومتها

و لتوّه تنبّه الرسّام الى طول خصلات صبيّه ، تتعدى حدود وجهه
و تغطي عنقه كاملاً ، حتى تلك القصيرة التي تتربع على جبينه عادةً
كانت تصل الى انفه و علويةَ شفاههُ

سرحَ فيهِ دونَ إدراكٍ ، كيفَ لا يفعل وهو يهيم به كثيراً
، كل يومٍ يبدو اليوم الاول الذي وقع فيه بُحبهِ..

صلباً لم يعتَد رقةُ المشاعر ، مازال صلباً بقلبٍ يُشيّد قلعةً حصينةً بقسوةً
يعهدها ،،ولكن داخل تلك القلعةِ؟ مشاعرَ حُبٍ كفراشةً تطير في كل زاويةً
تدغدغ قلبه بـ مشاعر لذيذةً ..شيئاً فـ شيئاً باتَ يعهدها هي الاخرى

هي وحدها وحسب ..تلك المشاعر التي يملُكها لآريس .. يعلم
جيداً أنها لن تتكرر ، حُبه كانَ معجزةً حلّت بـ مُلحِداً للحُبِ..



"تشعر بالبرد؟" بصوت ثقيل لطولَ صمته قالَ

" الرياح باردةً جداً " أجابه وهو يغمض احد عيناه بينما
رفع رأسه ينظر لهُ

"تعالَ " باعدَ يده عن صدره يحثه على المكوث في حضنه مُبعداً معطفه
يُظهر سترته اسفله

و كم بدى مُغرياً المكوث في حضنه و التنعّم برائحته ..،
تلألئت أعينَ آريس الرماديةَ و لكنه التفت يحدق في ظهر السائق
الذي يمسك بلِجامَ الحصان يقودهُ

لاحظَ لوكاس الامر ، يعلم انه لن يتوقف عن القلق من الناس
بسهولةً .. لذا مدَ يده و جذبه من اكتافه الى صدره

First sight |vkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن