41/ اعترافات غير واعية

Start from the beginning
                                    

هناك فوج من المشاعر الغريبة تغزوه يشعر بها للمرة الأولى , وعندما عجز عن ترتيب أفكاره ومشاعره مال إليها محاولاً تقبيلها لعله ينسى كل شئ ويهدأ كما اعتاد أن يشعر عند اندماج انفاسه بأنفاسها

ولكنها أحادت بوجهها بعيد عنه متجنبة إياه , عقد حاجبيه بحدة أكبر وهو يحاول مجددًا ولكنها أعرضت عنه كذلك

" لماذا؟ "

سألها هامسًا يسألها عن سبب رفضها له وهو يشعر بقلبه ينزف لإعراضها عنه , ألم تعد تريده؟ هل أصبحت تكرهه الآن ؟

" لا أريد "

قالت بجفاء وهي تنظر داخل عينيه التي تبدل الغضب الموجود بداخلهم لانكسار تراه للمرة الأولى , ولكنها نهرت قلبها الذي كاد يلين لتلك النظرات , لا يجب أن تلين .. ليدرك خطأه أولاً

بينما هو فقد ظل ينظر إليها لبعض الوقت قبل أن يزفر أنفاسه وهو يبتعد خطوتان عنها محررًا جسدها من بين يديه

" دعينا نتحدث"

قال بهدوء لتبتسم هي بسخرية , الآن يريد التحدث؟

" عن ماذا ؟"

سألته ليعاود النظر إليها غير مصدق للبرود والجفاء الذي تحادثه به , إنها المرة الأولى التي تخاطبه فيها زوجته بهذه القسوة , والمرة الأولى التي تقع كلماتها على قلبه كهجمات العدو تملأه بالندوب

تقدم الجنرال منها ليأخد بيدها ثم قادها لأريكتهم المفضلة , أجلسها هناك وجلس مقابلاً لها

" لماذا أنا آخر من يعلم بأمر المرسوم ؟"

سألها بشئ من العتاب لتنظر له ماريا بلا مبالاة , ألم يكن هو من اختار أن يكون؟

" لم يكن هناك وقت لإخبارك فقط "

قالت ببساطة ولامبالاة ليتنهد الجنرال بنفاذ صبر , هل تتعمد اغضابه ؟ هل تعرف أنه لن يجرؤ على صب غضبه عليها أو معاملتها به لذلك تتجرأ على استفزازه هكذا ؟

" ماريا ... لا تختبري صبري "

قال بشئ من الحدة لتنظر له ماريا وقد تبدلت نظراتها الباردة واللامبالية لأخرى أكثر حدة , هل يقول صبره؟ هي من تختبر صبره ؟ يالها من مزحة

" صبرك ؟ وماذا قلت ؟ هل كنت تمتلك الوقت لتعرف أي شئ عني ؟ ألم أنتظرك الليل بطوله لإخبارك بهذا ولكنك عدت لي بخبر رائع وهو مكوث حبيبتك معنا لمدة غير معلومة ؟ "

صاحت به ماريا مخرجة من يضيق به صدرها في وجهه بدون تفكير , يريد التحدث , ليكن إذًا , ليعرف من فيهم المذنب

مـــلاذ / Santuario Where stories live. Discover now