هناك فوج من المشاعر الغريبة تغزوه يشعر بها للمرة الأولى , وعندما عجز عن ترتيب أفكاره ومشاعره مال إليها محاولاً تقبيلها لعله ينسى كل شئ ويهدأ كما اعتاد أن يشعر عند اندماج انفاسه بأنفاسها
ولكنها أحادت بوجهها بعيد عنه متجنبة إياه , عقد حاجبيه بحدة أكبر وهو يحاول مجددًا ولكنها أعرضت عنه كذلك
" لماذا؟ "
سألها هامسًا يسألها عن سبب رفضها له وهو يشعر بقلبه ينزف لإعراضها عنه , ألم تعد تريده؟ هل أصبحت تكرهه الآن ؟
" لا أريد "
قالت بجفاء وهي تنظر داخل عينيه التي تبدل الغضب الموجود بداخلهم لانكسار تراه للمرة الأولى , ولكنها نهرت قلبها الذي كاد يلين لتلك النظرات , لا يجب أن تلين .. ليدرك خطأه أولاً
بينما هو فقد ظل ينظر إليها لبعض الوقت قبل أن يزفر أنفاسه وهو يبتعد خطوتان عنها محررًا جسدها من بين يديه
" دعينا نتحدث"
قال بهدوء لتبتسم هي بسخرية , الآن يريد التحدث؟
" عن ماذا ؟"
سألته ليعاود النظر إليها غير مصدق للبرود والجفاء الذي تحادثه به , إنها المرة الأولى التي تخاطبه فيها زوجته بهذه القسوة , والمرة الأولى التي تقع كلماتها على قلبه كهجمات العدو تملأه بالندوب
تقدم الجنرال منها ليأخد بيدها ثم قادها لأريكتهم المفضلة , أجلسها هناك وجلس مقابلاً لها
" لماذا أنا آخر من يعلم بأمر المرسوم ؟"
سألها بشئ من العتاب لتنظر له ماريا بلا مبالاة , ألم يكن هو من اختار أن يكون؟
" لم يكن هناك وقت لإخبارك فقط "
قالت ببساطة ولامبالاة ليتنهد الجنرال بنفاذ صبر , هل تتعمد اغضابه ؟ هل تعرف أنه لن يجرؤ على صب غضبه عليها أو معاملتها به لذلك تتجرأ على استفزازه هكذا ؟
" ماريا ... لا تختبري صبري "
قال بشئ من الحدة لتنظر له ماريا وقد تبدلت نظراتها الباردة واللامبالية لأخرى أكثر حدة , هل يقول صبره؟ هي من تختبر صبره ؟ يالها من مزحة
" صبرك ؟ وماذا قلت ؟ هل كنت تمتلك الوقت لتعرف أي شئ عني ؟ ألم أنتظرك الليل بطوله لإخبارك بهذا ولكنك عدت لي بخبر رائع وهو مكوث حبيبتك معنا لمدة غير معلومة ؟ "
صاحت به ماريا مخرجة من يضيق به صدرها في وجهه بدون تفكير , يريد التحدث , ليكن إذًا , ليعرف من فيهم المذنب
YOU ARE READING
مـــلاذ / Santuario
Fanfictionيمكن للشيء أن ينتهي لأجل أن يبدأ مرة أخرى، لقد انتهيت معك لأبدأ بك آلاف المرات..
41/ اعترافات غير واعية
Start from the beginning