الفصل الثامن عشر

ابدأ من البداية
                                    

تمتم لها خاطر بصوت مجهد

( حسنا اتركينا من التحدث في هذا الامر الان وهيا بنا للمنزل فأنا مرهق جدا من السفر واريد النوم قبل موعد الاجتماع .)

ابتسمت تمسك بكفه تمشي بجواره وهي تميل برأسها على صدرها حتى وصلت لسيارتها فتحت بابها وجلس كليهما لتنطلق بها حيث يوجد منزلها .

.......................

كان الجميع ملتف حول مائدة الطعام يتناولون طعامهم في صمت مطبق كلا عينيه مثبتة على طبقه ما عاد راجح الذي كان يختلس بعض النظرات إليها يرى رأسها المنكس يعلم ما حدث فوالدته نعمه قد أخبرته بما فعلته آمنة مع الفتاة وتهديدها الصريح لها وحديث عمه الذي أتى مكملا لحديث زوجته ظل يتابعها ليشعر بعينين مصوبتين نحوه ابتعد ببصره عنها لتقع عينيه في عينا أبا فراس ليتحدث الاخير وهو يقف عن مقعده قائلا

( راجح إذا كنت انتهيت من تناول طعامك اتبعني لغرفة المكتب .)

أماء له راجح يقول

( نعم لقد انتهيت .)

وقف عن مقعده هو الآخر ليستمع لتذمر فراس الذي يحاول أن يتناول طعامه ولا يستطيع ملئ الملعقة بالطعام فكلما فعل انسكب ما فيها فوق ملابسه رأت رقية معاناته في تناول طعامه فحاولت مساعدته وملأت الملعقة بالحساء تقربها من فمه ليرفع رأسه يطالعها بضيق يضرب الملعقة بيده لينسكب ما فيها فوقها فهو مازال غاضبا منها منذ آخر مرة عندما حاولت أن تخلع عنه ملابسه ثم تحرك يدندن لحن أغنية للاطفال وكأنه لم يفعل شيئاً  تركها يكاد وجهها يشتعل من احراجها وشدة ضيقها .

رأي راجح ما حدث من فراس أراد أن يوبخه لكنه لم يفعل فإذا تحدث بحرف سيجلب الأنظار إليه وربما يفهموا سبب دفاعه عن رقيه بطريقة خاطئة فزفر أنفاسه غاضبا وتحرك يتبع عمه لغرفة مكتبه .

دخل راجح لغرفة مكتب ابا فراس ليشير  له الآخر بالجلوس ففعل راجح وجلس امامه على المقعد ليبدأ أبا فراس التحدث كان راجح يستمع لحديثه بتركيز شديد ولكن سرعان ما شعر بالصدمة والذهول فما يطالبه به عمه شيء خطير إذا اكتشف لاحد سيدمرهم جميعا ...  تجهمت ملامح وجهه وتقبض كفيه يحاول التحكم في مشاعره المتناقضة يتساءل بداخله كيف توصل عمه لتلك الفكرة من الاساس ... كيف يطلب منه هذا الشيء  ..... كيف استطاع نطقها .... هل ما يطلب سهلا ليأمره بتنفيذه بكل هذا البرود والهدوء مرتاحاً في جلسته ألم يفكر أنه بحديثه هذا يشعل فتيل الحرب ....نيران ستندلع ولن يجد من يطفئها  شرد قليلا يفكر ولما لا ....  هل انا افضل من عمي أنا أيضا لم اكف عن تخيلاتي وهي بين أحضاني وملك يديي احركها كيفما اشاء وها هو عمي يقدم لي تلك الفرصة على  طبق من ذهب وبعلمه أيضا ... ولكن هل هي ستوافق ..... يعلم بداخله أن هذا ذنب كبير سيقترفه في حقها ولن تكون المرة الأولى الذي يخطأ معها فلقد اخطأ في حقها من قبل عندما دفع المال ليخرج لفراس شهادة طبية تسمح له بالزواج وانه ليس فاقد للأهلية بل هو مريض عقلي ولكنه بنسبة بسيطة تؤهله للزواج فهو شاب عاقل .... راشد .... يرغب بزوجه وقتها كل شيء مر على ما يرام ولكن ما بني على باطل فهو باطل شعر بوخزة في قلبه يفكر هل زواج رقية من فراس باطل حقا قرر أن عليه بسؤال أهل العلم ليصل لإجابة قاطعة ولكن إذا فعل وتوصل لما يشعر به ما الذي سيكون بيده ليفعله لها فهو أيضا سيفعل ويأخذ حقه فيها وكأنها حق مكتسب له ولعائلته رسم ملامح الصدمة و الضيق  على وجهه يقول متلعثما

ليلة بكى فيها قلبي بقلمي موني عادلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن