"موضع الالم"

Start from the beginning
                                    

حرك رأسه موافقًا في صمت بعد دخول عبد العزيز إلى المرحاض بعدة دقائق تناهى إلى مسامعه صوت طرقات عاليه على باب المنزل، فنهض واقترب من الباب بتؤده، وضع عيناه عند ثقب الباب وأبعدها مسرعًا عندما رأى مجموعه من العساكر وفي المقدمه يقف رجلا بانت هيبته بكل وضوح من خلال نظراته الثاقبه كنسرٍ وجد فريسته بعد بحث طويل، الصق ظهره بالباب بوجهٍ مزعور بينما صوت غليظ من الخارج يقول:

ـ "افتح يا عبد العزيز، مكنتش اتخيل ان ممكن يوصل بيك الفشل لإنك تساعد مجرمين."

نبس هادي بخفوت وخوف مما هو قادم:
ـ "لا لا مش النهارده مش النهارده."

تبع تلك الكلمات رعشه قويه اجتاحت جسده واصواتٍ بلغه غريبه تردد صداها في رأسه بقوه وعاد يقول تلك المره بنبره متهدجه:
ـ "لا مش دلوقتي مش دلوقتي."

حاول أن يسير حتى يصل إلى المرحاض ويبلغ عبد العزيز بحضورهم وقد سرع من خطوته عندما سمع أحدهم يقول في الخارج:
ـ "اكسروا الباب."

وصل بخطوات مترنحه وغير متزنه إلى المرحاض وظل يطرق الباب بقوه ويقول:

ـ "اطلع بسرعه يا عبد العزيز البوليس برا اطلع بسرعه."

بعد ثوانٍ قليله فتح الباب وقد غطته كومه من رغو الصابون واستطاع أن يضع منشفه حول خصره، وجد هادي يقف أمامه مستندًا للحائط بتعب والباب من الجهه الاخرى أوشك على الهبوط.

ـ "خش الاوضه بسرعه يا هادي ومتطلعش اي صوت."

سار هادي نحو أحدى الغرف واغلق الباب بإحكام بينما تقدم عبد العزيز من باب المنزل وفتحه فتوقف العسكري الملزم بكسر الباب قبل أن يسدد له ركله قويه.

ـ "خير يا سيادة اللواء طلعتني مفزوع من الحمام."

طالع اللواء هاشم جسده المغطى بالصابون وحاول تجاهل ذلك مستفسرًا بجديه:
ـ "حسن فين يا حضرة الظابط."

ـ "حسن مين يا فندم؟"

تقدم شرطي آخر وتبين أنه هو ذات الشرطي الذي سمعه يتحدث مع اياد ويبدو أنه اكتشف كل شئ، فتح أمامه هاتف توجد داخله صوره لعبد العزيز وهو يسند حسن إليه ويسيران نحو سيارته:

ـ "الصوره دي كانت امبارح بالليل يا حضرة الظابط، تفسرها بـ إي؟"

ابتلع لعابه بصعوبه وحاول مقاومة تلك الغصه التي جلت في جوفه، وفي محاوله منه أن يكون ثابتًا قال:

ـ "مش انا."

طالعه الجميع بإستفهام وتابع هو حديثه:
ـ "اقصد أن اللي في الصوره دا متصور من ضهره ومافيش إثبات يقول إن دا قفايا، ف مش انا، ما يمكن تكون متفبركه."

من والىٰWhere stories live. Discover now