الفصل السادس(نـظـرة غـامـضـة)

Start from the beginning
                                    

نظرت "رّفيف" لوالدها الذي تحدث بلهجة صارمة:
تعالى هنا فهمني مالك داخل واخد في وشك كده ليه،وعاوز أيه من أختك كلمني أنا الأول

-يا بابا خمس دقايق بس عشان اللي عملته مايتعداش معلش

ردت عليه "رّفيف" بقلق:
عملت أيه أنت تقصد أيه بظبط

هدر "ريان" بإنفعال:
أقصد البيه اللي حضرتك كنتي نازلة من عربيته دلوقتي ومش فارق معاكي حد،أقصد قلة أدبك أنك راجعة في وقت زي ده مع واحد غريب،أقصد أنك متربتيش ومحتاجة تتربي لأنك مش أهل بالثقة أصلاً

كانت الصدمة من نصيب كلاً من "سناء" و"حنين" اللتان غادروا المطبخ على أثر صوته،أما "رّفيف" فأخفضت رأسها بخزىٰ ولمعت الدموع في مقلتيها وكان رد فعل "أسامة" الصارم هو القاطع لكل شئ:
أخـــرس أنت أزاي تتكلم عن أختك بالمنظر ده وتقول كلامك الزبالة ده،على فكرة هي حكتلي كل حاجه قبل ما سيادتك تطلع بثانية واحدة لأن لو حضرتك بصيت ف تليفونك هتعرف هي عملت كده ليه وخلت مديرها يوصلها،وعلى فكره أنا عمري ما هفقد ثقتي في بنت من بناتي لأني عارف مربيهم أزاي ومعلمهم أيه

أختلطت المشاعر بين فخر وفرحة وصدمة التى كانت من نصيب "ريان" الذي أخرج هاتفه وبالفعل وجده صامت وهناك مكالمات فائته من شقيقته،أما "أسامة" فتابع حديثه بحزم:
ومن هنا ورايح أختك شغلها بيبدأ عشرة وبيخلص 8 تعدي تاخدها ترجعها وبعدين ترجع شغلك،ولو أنا خلصت قبل معادها هعدي أخدها ودايماً تليفونك يبقى معاك وعام أنت عندك أخوات بنات ممكن يوقعوا في أي مصيبة ويحتاجوا أخوهم،مفهوم

تحدث "ريان" بندم:
مفهوم يا بابا

ثم ألتفت "أسامة" لأبنته ورفع رأسها وأزاح لها عبراتها بحنو وأردف بفخر:
أنا فخور بيكي وواثق فيكي لأبعد الحدود أنتي تربيتي،وأنا تربيتي ماتخيبش أبداً

أبتسمت له وأرتمت بين أحضانه وضمها هو بقوة يربت على ظهرها بحنو،ثم ذهب كلاً منهم ليغير ثيابه وأجتمع الجميع ليتناولوا طعام العشاء سوياً
             __________________________________

"يبدو أنّ الوحدة تليق بهذا العنفوان الذي لا أحد يشعر به غيري."

جلست "إلهام" على الأريكة بإنهاك واضح على وجهها بعد أن قامت بتنظيف الجزء المتبقى في المنزل وأزالت الأتربة الخفيفة المتكونة على الأسطح،لكن ما مرت دقائق حتى عادت لسرحانها وتفكيرها بالوحدة التي تشعر بها في غياب زوجها بسبب عمله ثم جلوسه مع والده للتحدث معه،ظلت تفكر في وحدتها بشكل مرهق فبالرغم من انها تعتبر أولاد أخوتها أبنائها الذي ساهمت في تربيتهم وتربوا في أحضانها،لكن كل هذا لم يشبع مشاعر الأمومة بداخلها نهائياً،فالأمومة هي العاطفة الأعمق في المرأة وغريزة تنمو مع كل مشهد يجمع أم بأبنائها وتغمرهم بحنانها،وليس كل سيدة لم تنجب يكن بنيتها الحسد أبداً متي يفهمون أنها أول شئ تفعله هو ذكر الله في سرها كثيراً لكن الجميع يخاف على أولاده منها؛إلا زوجات شقيقيها كانوا يتركون لها أولادهم بالساعات ويأتمنوها عليهم وبشدة

وعد لا ينكسر 'قيد الكتابة'Where stories live. Discover now