جلس على المقعد بجانبها ووضع نظارة الشمس التي كان يضعها على عينيه على درابزين الشرفة.
"لحسن الحظ ستخرجين أنت هذا المساء! وهكذا بإمكاني أخيرا أن أكون وحدي"
أحست راشل بأنه ينظر إليها بطرف عينه كي يرى ردة فعلها على هذه الإهانة. لكنها لم تغضب بل حافظت على هدوئها وابتسمت.
"إن للوحدة سحر خاص. لقد أمضيت نهارا لذيذا ولقد قمت بأعمال كثيرة"
"حقا؟ ماذا فعلت على سبيل المثال؟" سألها ساخرا.
"أوه لقد غسلت الأواني ونظفت غرفتك. لا شيء أخر"
فنظر إليها جيدا
"ماذا قلت؟"
"لقد فتشت غرفتك. إنك رجل شريف وقدير, أليس كذلك سيد ايميت شاندلر, جاك آدامز, بن او هانلون؟ كيف أصبحت صحفيا لامعا؟"
فنهض من مكانه بهدوء. وأحتاجت راشل لكل شحاعتها كي لا تتراجع, ودخل إلى غرفته مسرعا, بينما ظلت راشل جالسة مكانها على الشرفة تنتظر أن تنهال عليها الشتائم. هذا الرجل لا يبدو أنه وصل إلى شهرته هذه لو لم يكن يعرف كيف يختار كلماته البليغة.
وبعد لحظات عاد ووقف أمامها ونظر غليها بحدة.
"لم أكن أظن أن هذا ممكن, ولكن الآن بدأت أفهم الرجال الذين يضربون زوجاتهم" قال لها بصوت يرتجف من شدة الغضب.
"ولكننا لسنا متزوجين"
"الحمد لله! هل أنت فخورة بنفسك؟"
"بعض الشيء نعم الآن على الأقل فهمت لماذا تبحث عن اخي ايميت"
"لماذا؟"
"من أجل كتابك بالتأكيد لا يمكنك أن تخدعني أكثر. لقد قرأت المقال أنت تحقق حول الأصولين. وايميت ليس شخصية مهمة في هذه الحركات السياسية لكنه كان مشتركا في عملية التفجير في كامبردج وهو من عائلة معروفة"
"كما وأنه وريثها" أضاف بن ببرود
"برأيي لا يريد ايميت هذه التركة"
"حقا؟"
"لو كان يريدها لكان ظهر من جديد. بالتأكيد سمع عن هذه الوصية. لقد كان يستهزأ في صغره في المال, ولا أظن أنه تغير"
"قد يكون خوفه من الثمن الذي سيدفعه ثمنا لهذه التركة هو الذي منعه من الظهور" أجابها بن ساخرا.
"إنه لا يخاف شيئل. ولم يرتكب أية جريمة. وإذا تورط في ذلك الأنفجار فإن ذلك جاء صدفة"
"إذن كيف تفسرين صمته؟ ولماذا أختفى خمسو عشرة عاما إذا لم يكن لديه سبب لذلك؟"
أنزعجت راشل من سؤاله
"لا أعرف ولكني ساسئله عن هذا السبب عندما سأراه"
"إلا إذا رأيته أنا أولا"
ولمعت عيون الرجل ببريق غريب. فارتعدت الفتاة ولم تتمكن من الرد عليه. لأنها بهذه اللحظة سمعا هدير سيارة تقترب وتمزق سكون المساء. ثم سمعا صوت زمور السيارة فابتسم بن ساخرا.
"هيا لقد وصل صديقك لا تدعيه ينتظر"
فنهضت راشل ونزلت السلم فاصطدمت ب بن وتابعت سيرها وهي تقول له
"أنت وغد!"
نظر إليها بن وهي تبتعد وأحس بألم يعصر قلبه. إنه ألم يرفض أن يسميه. لقد أحس بملامسة ثوبها عندما أصطدمت به وشم عطر الياسمين. فتنهد وأدار ظهره للسيارة السبور التي تبتعد في الليل.
ليس هذا وقتا مناسبا لتحريك مشاعر راشل شاندلر. لقد حدثت أشياء كثيرة في هذا اليوم. لقد اصبح قريبا من فريسته ولن يدعها تفلت منه.
كان يجب عليه مساء أمس أن يكشف لها عن هويته الحقيقية. إنها لم تكن قادرة على المقارنة صحيح لقد كان عمرها فقط اثنتي عشرة عاما في ذلك الحين. فلماذا يجب عليها أن تتذكر ما يحمله هم في ذاكرته, والذي نقش فيها إلى الأبد؟ فالمراهقة الصغيرة لا تعلق أهمية لذلك.
أنه تفاجأ عندما تخيل كيف كانت في تلك السنة, بوجهها الصغير وعينيها الغامضة, وشعرها الحريري. غنها فتاة صغيرة مسالمة ناعمة وأولادها سيكونون مثلها.
دخل إلى الشاليه وقد توترت أعصابه أكثر ووقف متجمدا مكانه عندما رأى باب غرفته مفتوحا. فابتسم إنها لا تتوقف عن إثارة دهشته! كان يجب عليه أن يشك بأنها داهية لا يوقفها قفل صغير.
غدا سيكون نهارا قاسيا. ويجب أن يكون مستعدا له. لقد استرجع قواه بعد اشهر الاعتقال الصعبة. ولكن هل سيتمكن من اقتحام الشاطئ الصخري في نابالي هذه قصة اخرى.
فقط لو أنه أستطاع أن يضع يده على الأب فرانك! فهو كالعادة يبقى مختفبا والبستاني هو شاهد لا يثق به حيدا ولكنه أكد له بأنه ايميت شاندلر شوهد في تلك الشواطئ الصخرية عدة مرات خلال الأشهر الأخيرة, وبن لا يمكنه أن يتجاهل مثل هذه المعلومات.
تبقى مشكلة راشل فطالما أنها تعتقد بهذا الإنقلاب كل شيء سيسير على ما يرام. وعندما ستكتشف حقيقة نواياه سيكون قد فات الأوان. بالنسبة لايميت وبالنسبة لبن ولراشل.
ولكن لا وجود لبن ولراشل قال لنفسه غاضبا فلا شيء ممكن بينهما بسبب هذه الأحداث الأخيرة إذا لم يكن مقتنعا بذلك. فهو أحمق نعم ألم يثبت خلال هذه الأيام الأخيرة بأنه أحمق هو رجل في الأربعين كيف سمح لنفسه أن تثير فتاة مثلها مشاعره لهذه الدرجة؟ أبسبب عيونها الكبيرة أم بسبب فمها الرقيق؟ إنه سيكره رائحة الياسمين حتى آخر أيام عمره.
*****************************
أنت تقرأ
الاعتراف الصعب
Romanceالاعتراف الصعب كاترين بلير من كنوز عبير الجديدة الملخص : في الطائرة التي تحملها نحو هاواي كانت راشل شندلار تطرح على نفسها العديد من الأسئلة . فهل ستتعرف على أخيها بعد فراق دام خمسة عشرة عاما ؟.... نعم , أميت , موجود على هذه الجزيرة وعادت إليها ذكري...