راوغت رفل السؤال بسؤال:

-ما رأيك بيوسف يا سعاد؟

ابتلعت سعاد ريقها فهل تتوقع رفل منها جاوب صريح. شجعتها رفل :

-صارحيني يا سعاد برأيك، و لا تخشي مني، ان الحديث هذا بين صديقتين لن يخرج لاحد.

-لا أعلم ماذا تتوقعي مني قوله، ان السيد يوسف حسب معرفتي به شخص جدي و منضبط قد يكون عصبي احيانا لكنه رجل جيد و تتمناها كل الفتيات.

-هذه مشكلتي يا سعاد ، انه جدي و منضبط لدرجة اخشى ان أتحدث معه، لذلك انا لست تعيسة بقدر ما انا متوترة لذا لا تقلقي و لا تشغلي بالك.

ضحكت سعاد بعد ان صدقت رفل و قالت و هي تضرب ساعد الفتاة التي كانت تجلس بجانبها على الاريكة امام التلفاز و بيدها كتاب لم تقرأ منه كلمة:

-الذي يسمعك لن يصدق انك تزوجتِ مرتين، يا حبيبتي ان الخطأ خطئك، زوجك سيتخلى عن جديته وتزمته لو قمتِ بحركة او حركتين من حركات العرائس الحديثات، اين دلعك، غنجك، تبرجك، ملابس الاغراء؟ هل تعتقدين انه سيصمد أمامك و امام جمالك لو لعبتِ اوراقك صح... تخلي عن حياءك المفرط و استقبليه بحضن و قبلة و اشعري رجولته بالاهتمام،، سترين العجائب حينها.

عضت رفل شفتها بقوة حتى تمنع عقلها الذي حاول ان ينطق انها تشعر بالغثيان منه، انها لا تطيقه و لا تحبه، انها تشعر بالراحة لأنه ليس موجود الان.
-ربما...
~~
كانت رفل في الجامعة و للتو انتهت محضرتها و كنت تهم بالخروج عندما وجدت امامها شخص لم تكن تشعر يوماً بالسعادة لرويته و كان يثير دوما اعصابها لكنه الان اشعل فيها لهب من الحنين لم تستطع أيقافه. 

كان وجه نورس أخت حمزة ، تبادر لذهن رفل مئات الاسئلة عن سبب وجودها لكن ما أخافها هي أمكانية معرفتها ان تزوجت بهذا السرعة.

كانت نورس المبادرة في الحركة و الحديث و عيناها تشع أسف و رجاء:

-رفل أرجو ان لا تصدي محاولتنا للحديث هذا المرة ايضاً، أرجوكِ هناك شيء هام يجب ان تسمعيه.

اقتربت رفل منها بغير فهم لكنها كانت مضطربة خائفة ربما من كلمه مهينه قد توجها كالعادة لها :

-ماذا هناك، ما الذي تريدينه مني؟

نظرت نورس حول المكان ثم نظرت لرفل تعلمها ان المكان ليس ملائم للحديث:

-ارجوكِ لنتحدث في مكان أكثر خصوصية.

-حسناً؛ اتبعيني للحديقة الداخلية.

قالت نورس و هي تسير بجانبها:

-متى بدأتي ترتدين الحجاب؟
-منذ مدة

-انه جميل عليكِ.

-شكراً

صمتتا كل شخص في عالمه الخاص، جلست نورس قبل رفل تحاول ان تتشجع و تتكلم بهدوء من اجل خاطر اخيها اما رفل ترددت قبل ان تأخذ مقعد بجانب الشابة، قالت نورس:

-لا أعلم لما ترفضين الحديث معنا، أعلم ان أخي قد جن قليلاً لكنك كنت زوجته و يحب ان تعذريه و تحاولي على اقل تقدير ان تستمعي له عندما اخيراً يحاول ان يبرر لك الامور.

جاوبت رفل بشيء من الحدة رغم ان غصة تخنقنها :

-متى رفضت الحديث، لا تأتي لي بكلامك المسموم يا نورس فلست في حالة تسمح لي بسماعه.

اجابت نورس بسرعة :

-ان أهلي منذ أسبوعين يحاولون التكلم معكِ لكن والدك يتحجج بأنك لست موجودة، هل تظنين اننا مغفلين، لم أجد حل سوى ان أتي هنا للتكلم معك.

رمشت رفل بعينها غير قادة على الفهم:

-لكن... حسناً ما الذي تريدونه؟ لقد تخليت لحمزة عن كل شيء هل هناك شيء عالق لم يحل بعد؟

-أن حمزة يريد لقائك يا رفل،، انه يتوسلكِ ان تقبلي برؤيته.

انتفضت رفل و هي تصيح بها :

-بصفتي من ازوره في السجن؟ بصفتي طليقته؟

-رفل حباً وافقي... ان أخي أصبح كالمجنون و الان لا يهذي الا باسمكِ.

-لا جدوى يا نورس،،، أفهمي ان لقائي به لن يغير شيء (صرخت بها) لن يغير شيء ابداً

-يا رفل انه يقسم بعد ان حاولنا اقناعه انه طلقك و لا حق له بطلبك بأن هناك شيء مهم عليكِ ان تعلمي به، اخبرنا انه سر فقط أنتِ يجب ان تعرفيه. ارجوك يا رفل من أجل الزاد و الملح الذي تشاركنه ان توافقي، لن تخسري شيء، لن تخسري شيء مطلقاً.

-وقاحة منه ان يطلبني، وقاحة منه ان يتذكر هذا الشيء الان.. ان حمزة لا يستحق اي شيء مني.

حاولت نورس ان تتمالك أعصابها، هي تتضرع للجماد لا لبشر، الا تقدر معاناة اخيها، الا تعلم كم العار التي تشعر به العائلة و ابنهم متهم بالترويج عن المخدرات.

-يا رفل ناشدتك بالله أن توافقي، ان عائلتي منهارة من كلام الناس لا يحتاجون الان انهيار حمزة عليهم، أخبرتك انه أصبح كالمجنون الا يوجد عذر للمجانين، فقط أسمعيه لن تخسري شيء.

بكت رفل أخيراً :

-كيف تريدني ان اوجهه؟ يا نورس ان الامر صعب علي، انت لا تعلمين حجم ما تطلبين.

-من أجل العشرة فقط يا رفل وافقي.. أعلم انكِ تحبين اخي من أجل المشاعر العالقة فقط وافقي.. هيا رفل هل تريدين مني ان اركع لك حتى تتنازلي عن عنادك.

حاولت رفل ان تجفف دموعها لكن كتلة المشاعر المهتاجة داخلها جعلت الامر مستحيل.

-لا أعلم.. هل من الصائب زيارته؟

-صدقيني لا ضرر في الامر، أقسم لك بالله.

هزت رفل رأسها باذعان :

-هل سيسمحون اي بزيارته؟

-نعم، لن يدققوا بالامر فقط اخبريهم انك بنت عمه.

-مستحيل ان أذهب بمفردي

-اذا دعي أمي ترافقك.

بضعف و عجز نظرت لنورس:

-متى مسموح لنا بزيارته؟

-بعد غد، سأخبر أمي ان تمر بكم لتصطحبكِ 

بفزع تذكرت رفل في اي موقف كانت و اي واقع تعيش فرظت بعجل على نورس :

-لا داعي... من الجامعة سأتي لمنزلكم.

الظالًِم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن