٢⇜ذكريّات

ابدأ من البداية
                                    

++++++

ألحانٌ عالية تبعثُ الحماس وَ تهزّ طبلةَ إذنه،
اضواءٌ بمختلفِ الألوان
أحمر، أخضر، اصفر
وَ أخيرًا أناسٌ يرقصونَ بأجسادٍ غيرِ مُتزِنة
منتشرين كـالنحلِ حولَ خليّة العسل، لكن بعشوائية

"لا تشرب كثيرًا"
تمتمَ يونغي بهدوء بينما يجتازونَ الحشودَ للوصولِ للطاولةِ المُعتادة، قابلهم الساقي بحفاوةٍ لِـحضورهم

تجاهلهُ تايهيونق مبادلًا الساقي الابتسامة ذاتِها، جلسَ الأربعةُ على الكراسي الشاغِرة

"الطلبُ المعتاد؟"
اومأ الجميعُ، دقائقٌ ومشروبهُ المُفضلُ يتربعُ أمامهُ على الطاوِلة، حدّقَ فيه مطولًا..
امسكَ به وَ رفعهُ ليترطِمَ السائلُ بحافةِ لسانه قبلَ أن ينسابَ إلى بلعومه، يليه حنجرته
انكمشَت شفتاه كردةِ فعل على لاذعةِ ما تذوقه، كانَ قد نسيٌ طعمه

هذا الشرابُ بالذات، يعيدُ إليّه مشاهدَ لا تنفكُ تؤلمه
لكنّهُ كما الدماء، كلاهما سائل
كلاهما خطر
لكنّهُ يحبهما

صاحَ صوتٌ في عقله:
توّقف!
فَـدفعه إلى الخارج، بهزِ رأسهِ يمنةٍ ويسرة

"أيّنَ هوَ هوسوك؟"
سأل، لسانهُ بدأ يثقلُ بفعلِ الكحول

أجابَ جونغكوك بسخريّةٍ مشوبةٍ بالجديّة في جملتهِ الأخيرة:
"تعلمُ بأنّهُ يثملُ من قطرة، هذهِ الأماكنُ لا تناسبه"

طلبَ كأساً آخراً، يليهِ اثنان، ليصبحَ المجموعُ أربعة

الأضواء تصبحُ أكثرَ حيويّةً وجمالًا
  كما الموسيقى تدعو جسدهُ لِـيتراقص على أنغامها

"أين؟"
استفسرَ يونغي حينما رآهُ يستقيمُ مُتأرجِحًا

"أرقص، تريدُ أن تكونَ شريكتي؟"
نظرَ إليّه بعصبيّة وَ ابتسامةٌ مُتهكمة تظهرُ واضِحةً على شفتيّه

تداعى صوتُ نامجون إلى أذنيّه وهوَ يقولُ حانِقًا:
"بدأت مزاجيّتهُ بالفعل!"
ولو لم يكن ذاهبًا للرقصِ لكانَ نامجون تلّقى لكمةً تكسرُ نظاراته

كانتِ الأغنية الخامِسةُ قد بدأت، الأضواء تشوّشت والصوتُ أصبحَ أقربَ للصدى..
كأنّهُ يقفُ في مكعبٍ خاوٍ

اصطدمَ بجسدٍ صلب، اشتّمَ رائحةَ سكاكرٍ مخلوطةً بعطرٍ رِجاليّ يعرفه جيّدًا،  لِيلتفت بـابتسامةٍ مُتعبة
"مرحبًا، جيميني"

رغمَ صوتِ الموسيقى الذي يصمّ الأذان، إلّا أنّهُ كادَ يقسمُ بأنهُ قد سمعَ أسنانَ جيمين تصتكُ ببعضها

ابتَسِم || KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن