الفصل الاول(3)

ابدأ من البداية
                                    

" لنقل فقط بأن البحر كان امامي و العدو خلفي "

و لولا بكاء الرضيع الذي اخذ يتعالى صوته لكانت زهراء تنهمر عليها كالسيل بوابل من الاسئلة التي لا تنضب و لهذا حمدت الله سرا فبكائه انقذها ، دلفت الى غرفة الرضيع و بعد أن هدأ روعه قليلا وضعته والدته على فراشه و بدأت تفتش بين ثيابه على ما يحتاجه لسفرتهم ووقفت حياة تساعدها و في حين التفاتة منها لمحت الطفل على وشك السقوط عن حافة الفراش ، هرولت إليه بأقصى سرعتها ، اصطدمت بخزانة معدنيّة و لكنها لم تلقِ بالا للامر و بعد ان امسكت به و حالت بينه و بين السقوط تنفست زهراء الصعداء و قالت

" دعيني احمله عنكِ لقد اصطدمتِ بالخزانة بقوة ، لابد انها تؤلمك "

لم تلتفت حياة لتنظر اليها حتى و رددت بهدوء بينما تعانق عمر بسكينة

" ليس مهما ابدا ، و الآن فلتهدأ يا صغيري أنتَ بمأمن الآن "

و بعد برهة وجهت رأسها صوب جميلة و استطردت

" يمكنكِ أنتِ المضي بحزم الحقائب و انا هنا سأقف هنا و احمل عمر "

استكملت زهراء حزم الحقائب بينما حياة كانت تربت بيديها على ظهر الرضيع بينما يسند هو كفين صغيرين على كتفيها و قد قربت جبينها من جبينه و اغمضت عينيها في طمأنينة .

غفى عمر بين ذراعيها هكذا و حملته إلى فراشه و بعدها ودعت زهراء و عانقتها بحرارة و ذهبت لتعود ادراجها و في الطريق توقفت امام احدى الصيدليات لتبتاع العقاقير التي وصفتها لها الطبيبة سارة و بعدها استكملت سيرها للمنزل .

بين الحوائط ذات اللون الفاتح و على فراشها الوثير تناولت جرعة من العقار المنوم و قامت بتلاوة اذكار النوم و بعض آيات القرآن الكريم و بعد وقت لم تدرك ماهيته بدأت تغوص في الظلام .

رويدا رويدا بدأ الضوء يتسلل إلى المكان خلسة و يداعب عينيها ، رأت والدتها تجلس على كرسي هناك في احد اركان الغرفة فتوجهت اليها بعد ان غادرت فراشها و كانت تشعر بحركة خلفها و لكنها لم تعرها انتباها فلو كان احدهم خلفها حقا لحذرتها والدتها من فورها و بعد بضع  خطوات شعرت بأحد يقبض بيدين قويتين على عنقها و يخنقها بكل ما لديه من قوة وهي تصارع من اجل انفاسها و تحاول التخلص من قبضته و تنظر لوالدتها و إذا بها لا تحرك ساكنا ، بدأت الدموع تترقرق في عينيها و صرخت بصوت مكتوم بينما ذلك الشخص يحاول سلب آخر انفاسها

" لماذا ؟"

شهقة قوية و انتفاضة عن الوسائد و اخذت تلهث و تعب الهواء كأنها كانت تختنق حقا ، ظلت هكذا لوقت غير يسير ثم ازاحت نواظرها باتجاه الساعة ، انها الثانية بعد منتصف الليل ، الدواء لتنام اربع سويعات ، قلة خير من عدم .

نهضت عن فراشها و توجهت صوب الحمام ، أدارت مضخة الماء و شرعت في اخذ حمام دافئ لربما يساعدها على استعادة هدوئها بعض الشئ .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 10, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نجمة الراعي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن