الفصل التاسع والثلاثون

ابدأ من البداية
                                    

نفخت بإستياء أتذكر فيه تفضيله علينا كلما مر بموقف، وكأن كفتها بهذا العالم أجمع، فان كان بر الوالدين مطلوب، فالعدل أيضا مطلوب أكثر:-

- مشترتش خاطر حد فى حياتك قدها، لو كانت ضرتى مكنتش تعمل لها ده كله أدق الخصوصيات ال بينا بتدخل فيها فين شخصيتك يا وليد

نكس رأسه بغموض وإبهام :-

- يمكن قدام لو عرفتى الحقايق تعذرينى

صحت بحدة وإنفعال، ألوح بكفى فى الفضاء كارهة لألغازه وعودته مجددا للأسرار إلى متى .....!!!!!!، ربااااه، ثم حاولت الإمساك :-

- حقايق حقايق، يعنى لسى مش واضح ولا صريح معايا

أستطردت بسيطرة أكبر على أعصابى، فأنا مخطئة لإظهارى ولو جزء من مشاعر عقيمة له لن تدوم، أخرها أربعة أشهر وسأنكوى ككاملة العمر بأكمله بحبه، لا لن أقع فى شباكه ولو كلفنى الأمر حياتى

- أردفت ببرود يراقبه هو بشغف منتظرا أن أعلن غيرتى، ولعى به وبحاته وخصوصياته :-ودى طبعا حاجة ترجع لك لأنى مش مرتك بجد، دى فترة كده زى الحبس الإنفرادى لحد ما أطلع للدنيا وتنفصل عنى بهدوء تسمح بقى تقولى بتبرر لى وتدافع ليه، مش أنت مبيهمكش رأى حد فيك وبتعمل ال فى دماغك و...!

لم يجب بل أجابت أنفاسه الساخنة، يدنو منى ببطء، تتحسس فيه كفوفه الخشنة شعرى الحريرى الأسود، رعشة خفيفة أصابتنى، فتحت فمى لأعترض، لأثور، لأرفض أى عهد ووعد فالقبلة كما قالوا سابقا هى وعد وإلتزام بحياة جديدة تحمل طفلا فى ثناياها، لكن حروف الأبجدية خانتنى وشجعته على فتح أزرار قميصه العلوى، وهو يسحبنى من يداى كطفلة صغيرة يدثرها بالغطاء فى أعماق صدره، مقبلا كفها بحنو أندهشت له وهو يهمس بأذنى وأنا مصعوقة لسرعة الموقف :-

- أنتى مرأتى وال أنا عاوزه هاخده وبمزاجك يا قطتى الناعمة الجميلة

*****

قبل أن ينطق بحرف واحد أتى هادم اللذات هاتفه، ليطالع الشاشة بإرتياب، متجها إلى الشرفة بينما أنا أخبط بقدماى بقوة فى الأرض وغضب من نفسى، فأنا بهذا الشكل أنتقم من نفسى وبشدة أن نجم عن تلك اللقاءات أطفال، فلن أغادر هذا الكابوس أبدا، وضعت الحجاب بشكل عشوائى على شعرى لأسترق السمع لتلك المكالمة الهامة للغاية، فصدمت حينما تناهى إلى سمعى المكالمة التالية:-

تسائل وليد بقلق :-

-الشغل ماشى تمام يا حاج ولا نقول يا دكتور عبد المنعم..؟

أجاب عبد المنعم بإرتياح :-

-الحمدلله يا ولدى، وأخواتك جودة وحمدان ورضوى عاملين أيه وحشونى أوى

إبتسم بعذوبة ورقة :-

-بيسلموا عليك وبيبوسوا رأسك يا أحلى أب، بتاخد الدواء بإنتظام ولا مطنش ..؟

عشقت صعيدي الجزء الثاني - الكاتبه أميرة السمدونىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن