اللقاء الثالث

ابدأ من البداية
                                    

أودري : لماذا تنظر إلي بهذه النظرة .
عمر : لا شيء انا فقط أعجبني فستانك

في الحقيقة لم يقل عمر الحقيقة بل قال بعضاً منها ، فالحقيقة هي انه اعجبه فستانها و اللؤلؤ الذي ترتديه و تصفيفة شعرها و جمالها و شخصيتها .. لقد أعجبه كل ما بها و لكنه لم يقل سوى فستانها .

أودري : أكمل .. أنا اعلم انك لم يعجبك فستاني فقط
عمر (أحس بالإحراج) : لا حقاً أعجبني فستانك فقط 😅
أودري (تعلم الحقيقة) : آها هكذا اذاً
عمر : نعم
اودري : شكراً على اعجابك بكل ما بي
عمر (لقد خاف منها) : ماذا ؟😅 لا أنتِ لم تفهمِ قصدي
أودري : نعم لقد فهمت قصدك سأذهب لإستلام قهوتي الآن
عمر : لكن مهـل....

ذهبت اودري لإستلام قهوتها ، و أحس عمر بشعور غريب ، هل هي حقاً تعرف كل شيء عنه ؟ هل هي حقاً ساحرة ؟ أم انها كانت تمزح ؟

لم يفهم عمر لماذا أودري تعرف كل شيء عنه ، هي لم تلاقيه سوى مرّتان و هذه المرّة الثالثة .

أتت اودري و سألها عمر بتعجب و اهتمام

عمر : كيف تعرفين كل شيء عني ؟
اودري : لأنني دوماً بجانبك
عمر : لم الاقيك سوى مرتان و هذه المرّة الثالثة !
اودري : أمزح معك ، أنا هكذا أعرف الكثير عن الناس من أول نظرة

عمر لم يصدقها و أراد التأكد فسألها عن الشخص الذي يجلس دائماً بالطاولة التي تقع على زاوية المطعم ، فأجابت بكثير من الكلمات و كانت كلها صحيحة .

عمر : كيف عرفتيه ؟
اودري : من لا يعرف هذا الشخص ؟ الجميع هنا يعرفه .
عمر : يا الهي لا يوجد احد غيره الآن في هذا المقهى كيف لي ان أتأكد انك تعرفين الشخص من أول نظرة له .
اودري : مع مرور الوقت سأريك كيف اعرف الشخص من أول نظرة .
عمر : حسناً أشكرك على المحادثة الجميلة و الغريبة و أتمنى أن القاك غداً في مثل هذا المكان و في مثل التوقيت ، يجب ان أذهب للجامعة .
اودري : حسناً أوعدك سأكون هنا غداً ، و انا ايضاً يجب علي الذهاب إلى حصة الباليه ، اراك لاحقاً
عمر : وداعاً .

ذهب عمر إلى الجامعة و هو مدرك بأن تلك المرأة ساحرة ، لم تكن مجرّد ساحرة تسرق المعلومات من عقول البشر ، بل كانت ساحرة سحرت عُمر بجمالها ، لم يستطع عمر التركيز في محاضراته ، فأودري المرأة الساحرة شغلت تفكيره طوال الوقت ، سرقت عقله و قلبه و وقته ، أراد عمر حقاً بأن يتكلم مع ماريا في هذا الموضوع ، فهو يؤمن بأنها تستطيع المساعدة .

"اشعار من الهاتف"
عمر : ماريا اريد أن اكلمك عن تلك المرأة
ماريا : هل تقصد أودري ؟
عمر : نعم
ماريا : ما بها ؟
عمر : انها حقاً امرأة غريبة و أظن انها ساحرة !
ماريا : نعم لقد استغربت من اسمها و لكنني لا اظن انها ساحرة 😂
عمر : لكنها تعرف الكثير عني و لم الاقيها سوى ثلاثة مرات
ماريا : امم حسناً ربما تدرس علم النفس و تعلم ما تخفيه انت
عمر : لكنني شخص يصعب فهمه و انتِ تعلمين ذلك
ماريا : نعم ، احتجت وقت طويل لأفهمك و لكنني لست عالمة نفس ، ربما علماء النفس يفهمون البشر بسرعة .
عمر : حسناً ربما يكون كلامك صحيح ، سأسألها غداً عن تخصصها
ماريا : حقاً ! إلى الآن لم تسألها عن تخصصها !!
عمر : 🌚🌚
ماريا : أتمنى لكم التوفيق في تلك العلاقة الغريبة 🙂
عمر : و اتمنى لك التوفيق مع حبيبك الخيالي ذاك
ماريا : و أنا ايضاً أتمنى لنفسي التوفيق في تلك العلاقة 😂

(مر يوم)

تجهز عمر للقاء أودري و في هذه المرة بالفعل قد تأنّق و كأنه ذاهب لموعدٍ مع حبيبته ، وصل إلى المقهى و رأى أودري جالسة في الطاولة التي يجلس فيها دائما ، و أدرك أن أودري في كل يوم تزداد جمالاً ، ذهب إلى أودري و ألقى التحية عليها ثم استلم قهوته و جلسوا و تحدثوا عن الكثير من الأشياء ، تحدثوا عن الهوايات و عن الأخبار و عن العمل و حتى عن الميول السياسية ، لقد تأخر الإثنان عن عملهما ، هذه عن حصة الباليه و الآخر عن محاضرته ، و لكنهم لم يهتموا لهذا الشيء ، لقد أصبحت الساعة الآن 8:45 ، لقد مرّت أكثر من ساعة لعمر و أودري و قرروا أن يذهبا للعمل و لكن سألها عمر .

عمر : هل من الممكن أن أحصل على رقم هاتفك ؟
أودري : في الحقيقة أنا لا أملك هاتف 😅
عمر : ماذا !! 😂
عمر : كيف لإنسان ما في سنة 2019 لا يملك هاتف ..
أودري : أنا لا أحب الهواتف و أراها مضيعة للوقت كثيراً .
عمر : حسناً اذاً نلتقي هنا غداً في نفس المكان و التوقيت ؟
أودري : لنلتقي في الصباح الباكر ، في الساعة 6:30 صباحاً .
عمر : انه وقت مبكر جداً و لكنني سأغيّر من روتيني و سآتي في هذا الوقت .
عمر : نسيت أن اقول لك ايضاً .. ما هو تخصصك ؟
أودري : أنا لست جامعية .. أنا راقصة باليه و أعتمد على هذه الهواية للحصول على قوت يومي و أيضاً أحياناً أعزف الكمان في بعض الحفلات .
عمر : واو ! هذا يعني انكِ حقاً ساحرة و لستِ عالمة نفس .
أودري : معرفة حقيقة الناس لا تحتاج لتخصص أو شهادة
عمر : امم كلامك مقنعاً بعض الشيء ، و أيضاً أنا أعشق الكمان و صوته ، هل من الممكن في لقاءاتنا القادمة أن تعزفي لي ؟
أودري : حسناً سأعزف لك
أودري : و نسيت أن اقول لك شيئاً آخر
عمر : ما هو ؟
أودري : أنا أحبك ♥️ ..

يا خيال واقعي و واقع خياليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن