-الفصل الثاني- "قسوة الماضي"

Start from the beginning
                                    

ابتسم له "سالم" مودعًا بينما طرق "عامر" بيده على تفكير أخاه وذهب ليركب مع ابنه الذي ضجر من انتظاره ، لم يهتم "عامر" بقسمات وجه "ياسين" بل اكتفى بأمره كما اعتاد كل مرة:

-يلا اطلع ، أنا تعبان وعايز أرتاح

نظر له "ياسين" بحنق وأدار محرك سيارته وانطلق بها سريعًا للغاية فقد شعر بالغليان اليوم بما يكفي !

.....................................................

عادت "بسمة" إلى منزلها التي ترعرعت به ، كانت تشعر بالإرهاق الشديد حيال العمل بالمكتبة ولكن الفرحة لم تغادرها فور رؤية أختها الصغرى "صِبا" ، وبالمقابل رأت عمتها "سلوى" تتفرس بها عن كثب واقتربت منها وهي تقول مصمصة شفتيها:

-خير الله ما اجعله خير ، وشك منور يعني يا بسمة

تبدل وجهها إلى العبوس مجددًا ورسمت معالم الجدية على وجهها وقالت بهدوء:

-أبدًا يا عمتي بس أخيرًا خلصت الشغل اللي ورايا في المكتبة فبمسوطه بقى إن الهدة دي مش هعملها كل يوم ، خصوصًا إني على وش ولادة !

ذمت "سلوى" شفتيها بضيق وقالت بغير رضا:

-أنا عارفة إيه الفرفرة اللي أنتم فيها دي ، ده إحنا لما كنا قدكم كنا بنقوَم الدنيا دي كلها وشايلين بدل العيل اتنين وتلاتة ومحدش بيتشكي، جرا إيه بس في الدنيا !

تنهدت "بسمة" بقلة حيلة وعلمت هنا أن أختها على حق وقررت عدم إخبارها برؤيتها لأختها حتى لا تلقي على مسامعها ما لا تحب سماعه ، جلست على أقرب أريكة كي ترتاح من عمل اليوم ، وجلست بجانبها "سلوى" وهي تسألها بضجر:

-أختك بردو مكلمتكيش ولا عرفتي مكانها فين

قالت "بسمة" وهي تحاول الهروب من نظراتها :

-لاء لسه متكلمتش وباين غيرت رقم موبايلها عشان خارج الشبكة

تنهدت "سلوى" بضيق كبير وهي تهز قدميها بعصبية وتقول موبخه:

-البت دي جبتلِنا العار بسفرها كل شوية وبعدها عننا البت دي مبقتش مننا ربنا يبعدها عننا هي السبب في موتك يا "مجدي" يا أخويا منهم لله اللي كانوا السبب !

احتنقت "بسمة" بشدة وقالت تدافع عن أختها بنبرة عالية نسبيًا:

-أنتِ عارفة كويس يا عمتي إن صِبا ملهاش علاقة بالموضوع ده وهي بردو اتخدعت واطعنت في حياتها فكافية تأنبي في البت واللي حصلها ده كله هو اللي خلاها تبعد عننا وبدل ما نحاويها ونخليها وسطينا لاء حطيتي اللوم كله عليها وعايرتيها وعملتي كل حاجة تقول إنها غير مرغوب فيها وسطينا ، ودلوقتي مضايقة عشان مش بتكلمنا !

غضبت ملامح "سلوى" بشدة وقالت هي ترسم قناع الحسرة المزيف:

بتعلي صوتك عليا يا بنت أخويا ومرات ابني ، أهو ده اللي كان ناقص !

"الفَـــنَكْ" ... للكاتبة دينا عادلWhere stories live. Discover now