"هَل كُنتِ بِجانبي طِوال هَذه المُدة ؟"
رَفعتُ جَسدي لأُعتَدِل بِجَلسَتي

"بالطبع لا لقد كانت لدي بعض الأمور التي علي أن أقوم بها "
أخبرني وهو يضع يده خلف رقبته وينظر إلى الاتجاه الآخر وشعرتُ أنه كان يكذب

"اذًا لتَذهَب وَتُنهي امورَك بَعيدًا عَنِّي، لِماذا تظهَر لي كُلِما اَبصَرتُ؟"

اردتُ النهوض ولكِن كدتُ أن اسقط لإختلال تَوازني، عَلى ما يَبدو أنَّني قَطعًا لَم اعتادُ على هَذِه الإصابَة، يَديهِ الدافِئةُ أحاطَت خِصري للمَرة الثانيِة ولَكِن لِما الأمرُ لَيس بهذِه السهولة بالنِسبة لِي!

"هَل تَعتقدِين أنَّ مَن يقِف امامُكِ سَيمنعُكِ مِن السُقوط بِكُل مَرةٍ؟ لِماذا تنهضين وأنتِ تَحتاجين إلى الرَاحة؟"

تَحمحَمتُ وجلستُ مُجددًا على الفِراش، أي مكانٍ عَدا ذِراعيه سَيكون جيًدا.

مَددتُ ساقي وقَد ساعدني بذلك، ارجعتُ خُصلات شَعري خَلف اذُني كانت حركةٌ لأُخفي بِها تَوتُري لَيس إلا.

"هل تَعلمين كم الساعة الآن؟ انها الرابعةُ فجرًا لذلك عائلتُك كلِها نائمة"
بِنَبرةٍ هادِئة كَكُل شيئًا حَولي بهذه الليلة رَدد

"الا تنام انتَ ايضًا؟ اذهَب من غُرفتي هذا يَعُد انتهاكًا للخُصوصية"
ضَيَّقتُ عَيني بإنزعاجٍ

"لو انكِ لستِ مريضة كنتُ سأرد عليكِ بغير رد ولكني سأكتفي بالصمت"
قال لي بصوت بارد وعميق مما جعلني اصمُت بالفعل

"انتَ لست مخيف بالمرّة بالنسبة لي فَقط إعلَم ذَلك"
ما المُخيف بشأن نَظراتٍ حادة؟ بالطَبع لا شيء لذلك كنتُ مُطمئنة.

كَونه هنا الآن، يطمئن عَلى حالتي يدُل إما أنه يتظاهر عَكس ما بداخلُه من كونه شخص جيد، أو انَّه كاذِب بارِع يتلاعب بي، وحتمًا اريد أن يكون ما خطر ببالي اولًا.

"إذًا عليكِ أن تخافي، يُمكنُني أن اؤذيكِ دُون لَمسُكِ حَتى"

"ولكنكَ لَن تفعل"
نظرتُ إلى النافذة التي تُسَبب رياحٌ طَفيفة احتاجُ استنشاقُها، اتفادى نظراتُه المُصَوَّبة نَحوي.
ضوءِ الغُرفَة الطَفيف بدأ يَرتعِش والنافِذة قَد اُغلقَت مِن تلقاءِ نَفسها.

"ما الذي يحدُث؟"
سألته وانا انظر إلى ضوء غرفتي بخوفٍ هَل انا بفيلمٍ مُرعِب أم ما اللعنة اللتي تحدث الآن!

"هل لاتزالين غير خائفة مني إيلينا ؟"

سألني بصوته العميق وهو ينهض ليَجلِس بِجانبي لذلك ابعدتُ وَجهي عِندما اقترب لِدرجةٍ سَلبت انفاسي.

"لازلتُ غير خائفة، اللعنة هل انتَ من تفعل هذا؟"

"اتذكر أنني قلتُ لكِ ألا تلعني مرة أخرى أمامي، هل اذكركِ؟"
ضغط على فكه وهو يخرج حروفه مُقابلًا نظرات التَحدي اللتي قد فارقت وجهي، عند نِهاية جُملته انطفأت جميع مصابيح غُرفتي وحلَّ الظَلام ولم ارى سوى عينيه التي تَلمع في ضوءِ القَمر ينظر لي بِحاجبَين معقودَين.

احببتُ نِصف بشريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن