إختفى في نهاية الحي و ذهب لمنزله ، فتح الباب و نادى لزوجته بصوت عال أفزعها لتأتي ركضا له

" ماذا بك ؟ ماذا حدث ؟"

" أخبرني بعض المصلين عن أنهم رؤوا فتاة مشردة و يبدوا عليها الجنون قرب المسجد فذهبت لأرى ما بها و قصتها فلما  كلمتها عرفت انها بلا منزل "

حكى لزوجته ما جرى معه و مع تلك الغريبة ، أشفقت عليها فمن الواضح أنها تأذت

" ماذا كانت تعني بكلامها ؟"

" يبدو أن هناك من ظلمها ، فكلماتها واضحة أنها لفتاة بتعليم عال جدا "

" سأرتدي ثيابي و آتي معك و نجلبها ، حرام أن تبقى هكذا بالشارع "

عاد لها مجددا ليجدها متكورة حول نفسها ، فتقدمت زوجته منها ، طبطبت على كتفها ، لتشهق بفزع و هي تتراجع بخوف بينما الأخرى تهدؤها

" ابنتي ، اهدئي أنا زينب زوجة الإمام ، لا تخافي لقد حكى لي ما رآه منك ، تعالي معنا للبيت ، حتى لا تبقي هكذا و يحدث لك شيء "

أحست بخوف تلك الفتاة لتكمل

" لا تخافي لا يوجد غيري انا و زوجي و كلانا كبيران بالسن ، إعتبرينا والديكي ، قفي فبقاؤك هنا خطير عليك "

خافت على نفسها ، لكن ما الأسوء مما حدث لها بالفعل ، فقد ضاع كل شيء ، اومأت بخوف و ذهبت مع تلك المرأة لمنزلهما ، أجلسوها على أريكة لتنظر هي بكل إتجاه ، لا تزال تفزع فهي لم تتعود على هذا الظلام كله ، و أكبر مخاوفها هم الناس الغرباء ، فحتى لما كانت ترى لم تكن تحب أن تكون مع غرباء ، و الآن هي أصبحت عاجزة كليا


شعرت تلك المرأة بأن هذه الفتاة تخفي قصة كبيرة خلفها ، لكن لم تشعر بأنها فتاة سيئة أبدا ، بل العكس بأنها فتاة طيبة ، و انتبهت لخوفها فقررت أن تريح بالها قليلا

" لم تخبريني بإسمك ؟"

" ن ... نسرين "

ابتسمت زينب لتكمل " اسم جميل ، يعني الورد الابيض برائحة المسك ، صحيح ؟"

همست " أجل "

" أتعلمين ؟ أنا و زوجي معا منذ 30 سنة لم يرزقنا الله بأولاد ، فأصبحت أساعد الكل ، علها تكون في ميزان حسناتي ، و لعل أحدهم يتذكرني بعد موتي فتكون صدقة لي "

ابتسمت نسرين بقلق " أسفة ، لكن ليس دائما الأولاد يكونون مثل آبائهم و يعتنون بهم عند الكبر "

Lord of MafiaWhere stories live. Discover now