كانت تلقي كلماتها و شفاهها ترتجفان من هول الموقف لكنها أبت أن تحول دون الحقيقة فعادت تكمل كلامها :
" أتحسبي نفسك أماً يا سويون ؟! . أنا أخاف على سوكجين من كلام الناس أن يأذيه ، أخاف عليه من نسمات الهواء أن تمسه بضر ، أريد أن أشعل الشموع في حياته و أبدد ظلامها و أرسل في السماء رسائل شكر للرب على ذلك ... أنت لست أمرأة حكيمة يا سويون ، أنت أمرأة عجول تهوى المغامرة أن كان نهايتها مالاً و علواً ، ولم و لن تكوني يوما أماً ... فأسعد ساعات المرأة، هي الساعة التي تتحقق فيها أنوثتها الخالدة، وأمومتها المشتهاة، وتلك هي لحظة ولادة جنينها ، و بما أنك فقدت جنينك و أفقدتي نفسك رأفة و حنية الأم التي تُنشأ فطرياً في قلب الحامل ، من البداهي أن من الصعب عليك ان تفضي بشيء من الحنان و رقة على هذا الفتى الذي سرقتيه .."
صمتت قليلا و أخذت نفسا عميقا من بين شهقاتها الخفيفة عندها تقدمت سويون نحوها و هي تكشر عن اسنانها ساخرة من دموعها و دموع الواقفة أمامها ، دفعة واحدة أرجعت سويون جسد ساريتا الهزيل الى الوراء ، قوة الدفعة كانت كافية لخلع عظام كتفها الأيسر و كان من الجيد أن الحائط كان خلفها و فلولا وجوده لسقطت ارضا و تهشمت جمجمتها ، لم تشعر سوى بيد تشي روينغ للمرة الثانية تحاوط ذراعها و تعيدها إلى الوراء ، أطلقت الملكة " تشه " ساخرة و رفعت كفها لأعلى لتهبط على كتف سويون بقوة و كأنها تريد خلعه ثم علا فجأة صوت ساريتا القلق :
" جلالة الملكة ، عودي الى الداخل ارجوك "
جالت ساريتا بعينيها حول الثوب المخملي الطويل و الشعر المنسدل بطريقة جذابة و الوجه الخالي من مساحيق التجميل و قدميها الحافيتين، تكاد تقسم أن الملك لو رأى تشي روينغ بهذه الهالة في وسط جمعٍ من مملكتها لأنهى كل شيء بينهما و طلقها ..
" لن أقول لك لماذا ضربت وصيفة الملكة أو استعتبك في الصراخ بوجهها وسط جمع من الناس و لن أحاكمك لتعديكي عليها بالضرب ، فالأخلاق كالأرزاق في هذه الحياة ، الناس فيها بين الغني و الفقير ... والأنسان حين يعشق اخلاق شخص ما يعشق شكله و تصرفاته ، حتى لو لم يكن على قدر عالي من الجمال ، فكيف لسوكجين أن يتعامل معك و أنت بهذه القبح من الأخلاق؟ " تحدثت تشي روينغ بنبرتها الهادئة و كأنها تلقي خطابا ليوم الخُلق العالمي ... هدأت أنفاس ساريتا لثوان لتعود الى المارثون بعد أن وقعت عيناها على سوكجين.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
