الفصل التاسع عشر

ابدأ من البداية
                                    

اومأت له و كادت أن تذهب و لكنه هتف بتحذيرٍ جعل القلق ينتابها:"زينة" ، لو خرجت قبل ربع ساعة يا "زينة" كل حاجة هتتعرف

اومأت له مجددًا و اتجهت لداخل المطبخ بعدما ازدردت ريقها في وجل شديد و احتل علامات وجهها التوتر و الإرتباك!
_________________________________________
نهضت من علي الأريكة ببرودٍ تامٍ لتقف قبالته قائلة بوجه خالٍ من التعابير:اسمع يا "عمار" احنا لازم نتفق ، لو فضلنا في المشاكل دي مش هنخلص صدقني لازم نعمل إتفاق و كل واحد يقول شروطه علي التاني

كاد أن يعارضها و لكن مر بباله فكرة شيطانية و علي أثرها ارتسم علي ثغره ابتسامة ماكرة ليقول بدهاء:و ماله احب أسمع شروطك الأول و بعدها أسمعك شروطي

تعلم جيدًا أن وراء ابتسامته تلك خطط خبيثة ستدمرها و لكن اصطنعت عدم الأنتباه لتقول بجدية:اولًا الجواز دة لازم يتحدد ليه فترة و يخلص

تنهد بعمقٍ ليجيبها بجمود و هو يهز ساقه بصورة منتظمة:موافق

اومأت بصمت و هي تفكر جيدًا لتتذكر ذلك الأمر فرفعت سبابتها أمام وجهه بتحذير لتقول بتهديد:و اوعي تمد ايدك عليا ولا تضربني تاني انتَ فاهم؟

اجابها بنفس نبرته السابقة و لكن اعتلي ثغره تلك الأبتسامة التي لم تفهمها بعد:موافق

توترت قليلًا و دعكت عينيها بإرتباك لتهمس بقلقٍ تبين من خلال نبرتها المضطربة:طب..طب انتَ كنت عايز تقول شروط اية هي!

رد عليها بثقة و هو يجلس علي الأريكة واضعًا قدمًا فوق الأخري بغرورٍ كما توقعت من ذلك الرجل المعتد لتجده يقول بخبثٍ و هو يتابع تعابير وجهها المصدومة:انا عايزك تجيبيلي طفل.

اجابته ببلاهة و هي تصطنع عدم الفهم:اجيبهولك منين و ازاي يعني!؟

تعالت قهقهاته لترمقه بإشمئزاز واضح فرد عليها من بين ضحكاته بوقاحة:اية مش عارفة البيبي بيجي ازاي!

صرخت به و قد احتقن وجهها بالدماء من وقاحته التي جعلتها تستشيط غضبًا:انتَ قليل الأدب

اجابها ببرودٍ تامٍ و هو يتجه نحو باب المنزل:انا قولت اللي عندي ، هتفضلي موجودة التسع شهور لغاية ما تخلفي و بعدها يا تمشي و متشوفينيش ولا تشوفي ابنك تاني يأما تفضلي القرار ليكي

انتظر لبرهة و لكن علم أنه لن يحصل علي اجابه محددة الآن لذا فتح باب المنزل ليخرج و قبل أن يلج للخارج أستمع لها بإستنكار و هي تقول بخنوع:موافقة

صفق الباب بصورة شبه عنيفة ثم ابتسم بصورة بدت مرعبة لها و اخذ يقترب منها حتي اصبحت المسافة بينهما قصيرة للغاية حتي أن انفاسه الحارة لفحت وجهها لتشعر و كأنها بين نيران مشتعلة تحرق روحها بلا رحمة ، رأت بوجهه تعابير و علامات الثقة و الإنتشاء و من الواضح أنها امتثلت لأمر ما كان يريده و بشدة لما يريد منها طفل كما طلب لم تفهم خطته الخبيثة و الماكرة ابدًا و من الواضح أنها لن تفهم ، قُطع حبل أفكارها لتتسارع نبضات قلبها بصورة عنيفة حتي أن اذنيها كادت أن تصم لأثرها عندما قال و تلك الأبتسامة السخيفة التي بدت لها كأبتسامة الإنتصار تعتلي ثغره و كأنه ظفر بالمعركة:تحبي نبدأ الأتفاق امتي؟

كاذبة امتلكت قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن