بدون مبالغات وبدون كلام زياده، علطول طلعت على غرفتي وانرميت على السرير؛ تعبان بنااااام....
ثاني يوم الساعه عشرة ونص الصباح قمت من النوم... ما بقول ما عرفت انام من الأرق والتفكير وذي الأشياء، لا واللّه اني من أوّل ما راسي جات عالمخدة نمت زي المقتول ولا حسيت بشيء، بس كنت ضابط منبهي على الساعة عشرة ونص عشان ما يضيع اليوم وأنا ما بجلس كثير هنا....
قمت اتوضّيت وصلّيت الصبح، بعدها خرّجت من شنطتي فطيرة وعصير كنت جايبهم في الطريق وناسيهم...
العصير طعمه ماسخ وهو حار فما كمّلته وتركته مفتوح عالطاولة اللي جنب السرير واكتفيت بالفطيرة، ويادوب أكلت نصها بعدين سندت باقيها جنب العصير لأني كنت مستعجل أبغى أدق على الأخ براطم..أخذت جوالي من على الطاولة ودقيت على "سالم".. اللّه يستر وما أكون جيت كل ذا عالفاضي...
رنّه رنّتين ثلاثة وبعدين رد..“لجي: ألو، السلام عليكم..
سالم: وعليكم السلام، هلا "لجي" أخبارك؟
لجي: بخير الحمد للّه.. أسمع أنا دحين في الرياض، وين تبغى نلتقي ومتى؟
سالم 'بتعجّب': منجد؟!، ما شاء اللّه.. شكلك جدًا مهتم بالموضوع أنا صراحه توقّعت تسحب...”ذا إيش فيه يتكلّم كأنه خاطف لي أحد وكان ينتظر مني أدق عليه عشان نتفق على الفدية؟!... المهم ما علينا، نرجع لمحور الحديث...“
لجي: تقول موضوع يخص الوالده اللّه يرحمها.. أكيد مهتم أعرف إيش هو وانت كيف عرفته...
سالم 'بجدية': فاهم.. طيب تمام، نلتقى في المقهى اللي موجود جنب المدرسة إذا تذكره، والموعد حدده انت، إذا توّك واصل وتبغى تنام ممكن نأجّل لبكره...
لجي: لالا؛ أنا وصلت قبل الفجر بفترة وأخذت كفايتي بالنوم، غير كذا موعد عودتي بكره الفجر.. فخلّينا نلتقي اليوم، وحده بعد الظهر يناسبك؟
سالم: تمام بكون بانتظارك.. سلام.
لجي: مع السلامة...”بغيت وأنا أحدد الموعد أقول دحين بس لا مو لذي الدرجة أنا متحمّس أعرف الموضوع، لا ولّا فعلًا لذي الدرجة ويمكن أكثر، أكيد معاي حق لأن السالفة تحيّر....
بصعوبة انتظرت لين يأذّن الظهر.. وطوال ذي الفترة جالس على سريري و ماسك جوالي... طبعًا كلّمت الوالد بعد ما قفّلت مع "سالم" علطول وأعلمته انّي وصلت من زمان بس ما دقيت عليه عشان كنت نعسان، الحمد للّه عدّاها..
والحمد للّه عدّى الوقت واذّن الظهر أخيرًا...خرجت متوجّه للمسجد اللي جنب البيت... وحشني ذا المسجد كنت أنا وأبوي نصلّي فيه دائمًا، وأوّل ما بدأ أبوي يعلمني الصلاة وأنا صغير كان ياخذني لذا المسجد... ياخي إيش بيصير يعني لو رجعت ذي الأيّام؟!
بعد الصلاة قرّرت أخرج من المسجد وما بغيت أتأخّر؛ لأن "سالم" بيته جنب المقهى اللي حدده فأكيد بيوصل بسرعه...
بس للأسف، قفطني واحد من جيراني.. ما بفتك دحين..! “.- "لجي"؟، هلا واللّه من زمان عنّك..!
لجي 'يتصنّع ابتسامة': يا هلا بعمّي أبو عبد الرحمن.. أخبارك؟
أبو عبد الرحمن: طيب الحمد للّه، انت إيش أخبارك وإيش أخبار أبوك؟.. من كام يوم أبوك كان هنا، انت جيت معاه ولا كيف؟، ما كنت أشوفك..
لجي: لا واللّه انا توّي جيت أمس، وأبوي رجع جدّه خلاص..
أبو عبد الرحمن: لا تآخذني في السؤال بس إيش جابك دحين مو المفروض دراسة؟!”ياربي ذا كيف افتك منّه ومن أسئلته اللي مالها داعي؟!.. كأنه ما يدري إيش يقول بس يبغى يتكلّم وخلاص، هو دائمًا كذا..“
لجي: إيه بس أنا برجع بكره يعني قبل الدوام.. جيت هنا عشان اشتقت للمكان وكذا وكمان عندي موعد دحين مع زملائي من المدرسة من زمان عنهم..
”يارب يحس يارب...“
أبو عبد الرحمن: أهااا.. طيب خلاص ما بعطلك روح، بس اليوم عشاك عندي ياويلك ما تجي وترا البيت جنب البيت...
لجي 'باستعجال': اي عمي ان شاء اللّه يصير خير...”الحمد للّه افتكيت..!
ذا الشخص ما يصلحله غير أبوي، يفتحون الأحاديث والحكاية والرواية وأيام زمان ومدري إيش... الله لا يبلانا بس..المقهى مو مرّه بعيد عن هنا يعني كام شارع كان ممكن آخذهم مشي، لكن ما بقي عالموعد اللي حددته إلا عشر دقايق وأخاف أتأخر إذا مشيت؛ عشان كذا أخذت سيارة أجرة لين المقهى...
دخلت المقهى بهدوء، ولا حوووول.. حتى هنا ما في مفر من الذكريات؟!
حاولت أقطع كل أفكاري وأنا أدوّر بعيوني على "سالم"... شوي وسمعت صوته قريب وهو يقول: "هييي "لجي" هنا.."..
ناظرت وشفته يشاور لي من طاولة قريبة فرحت عنده... وهو أوّل ما اقتربت قابلني بابتسامة وقام سلّم علي بعدين جلسنا...“.سالم: أخبارك، ان شاء الله بخير؟
لجي: بخير، صراحه لين ما جاني اتصالك..
سالم: أدري واللّه، وأنا بعد ما كلّمتك ندمت..”إيش ذي البداية؟!، لا يكون الموضوع مو مهم أو مزحه..!“.
لجي: مو فاهم، يعني الموضوع مو مهم لدرجة انّي ما كان في داعي أدري؟!
سالم: لا مو كذا بس... أنا كنت داري اني بضغط على أعصابك إذا قلتلك ان في موضوع مهم عن والدتك اللّه يرحمها، وقلت كذا بشكل مبهم وبدون تفاصيل.. ولازم تدري انه بينضغط على أعصابك أكثر اذا دريت ايش الموضوع..”بسم اللّه.. بدأت أخاف..! “
لجي 'بربكه': ممكن تتكلّم رجاءً..
سالم: حاضر حاضر.. بس قلّي إيش تشرب أوّل..
لجي 'بنرفزة': ولا شيء بس اتكلم..!
سالم: طيب طيب بس هدّي عشان أتكلّم..