الخاتمه من بين خوفها و هوسه بقلمى ساره مجدى
كانت تقف امام البحر تتابع ابنتها التى تركض باتجاه البحر تداعب الامواج وحين تقترب الموجه منها تركض الى الخارج سريعا وهى تصرخ بمرح اقترب منها وضمها من الخلف وقبل وجنتها وهو يقول
- وحشتينى
ابتسمت وهى تضع يديها حول خاصته التى تحاوط خصرها وقالت
- وانت كمان وحشتنى .
ثم رفعت عيونها اليه وقالت
- خلصت شغلك
ليهز راسه بنعم مع ابتسامته الجذابه التى سكنت قلبها منذ اول مره رأتها
ابتعد عنها ليجلس على رمال الشاطىء وجذبها لتجلس بين ذراعيه و كانا ينظران الى الصغيره نور وهى تلعب بسعاده ليقول هو بفخر
- شبهك اوووى
نظرت اليه باستفهام ليقول هو بعشق كبير
- رقيقه لكن جواها قوه كبيره لما بتحب بتحب بجد ربنا يحميكم ليا انتو الاتنين
ظلت تنظر اليه بحب ليقول هو بمشاغبه
- مش يلا بقا نوديها لمدام ناهد علشان معاد السباق
لتنظر اليه بمشاغبه هى ايضا وقالت
- ايوه يا لا علشان نلحق نغلب رواد ولين و إياد وفاتن
ليضحك بصوت عالى وهو يقول
- مش هتنسى ابدا مش السباق الى مش عاجبك ده هو الى نساكى الخوف ورجع ضى القديمه
لتضع يدها حول عنقه وهى تقول
- وخلاك كمان نصيبى وابو بنتى وحبيبى
ليضمها بقوه وهى تغمض عينيها لتتذكر ما حدث منذ ثلاث سنوات وكيف ساعدها فى التخلص من خوفها .... كيف اعادها للحياه من جديد
حين توقفت السياره بعد الاصطدام ظل أيهم مغمض العين من كثره توتره بسب كل ما حدث يحاول ان يستجمع هدوءه من جديد ولكنها كانت تنظر حولها بهستيريا ثم اقتربت منه وهى تصرخ بقوه و تقول
- اصحى اصحى .. انا مش هسيبك مش هيحصلك زيه ... انا هنقذك هخرجك انت هتعيش مش هتكون زيه متخافش مش هسمح انك تموت زيه مش هتموت زيه
كان سيفتح عينيه حتى يطمئنها ولكن حين سمع كلماتها استمر كما هو حتى يرى ماذا ستفعل
وحين كانت تحاول فتح بابا السياره ارسل رساله صغيره سريعا لرواد فحواها
(( محدش يقرب ))
كان رواد لا يفهم معنى الرساله ولكنه اوقف السيارات بعيدا بعد ان تحدث لأياد واخبره بالرساله ليشاهدوا ما يحدث من بعيد و يكونوا على استعداد للتدخل فى اى وقت
ترجلت من السياره وكان كل جسدها ينتفض بقوه و يدها ترتعش .... خلعت خوذتها والقتها ارضا وتوجهت الى بابه فتحته ليفتح معها بسهوله ومدت يدها تفك حزام الامان ثم امسكته من ملابسه وبدأت فى اخراجه من السياره مددته ارضا وخلعت عنه خوذته وبدأت فى ضرب وجنته برفق وهى تقول
- أيهم اصحى ... فوق بالله عليك
وكان هو حقا يتألم فحين اخرجته من السياره شعر بألم قوى فى ساقه صدرت عنه اااااه الم لتبتسم من بين دموعها وهى تقول
- أيهم انت سامعنى انت سامعنى صح متخافش هتبقا كويس انا معاك و مش هسيبك ابدا
وكان رواد يتابع ما يحدث من بعيد ولم يجد حل سوى ان يتصل بهاتف أيهم وحين سمعت صوت هاتفه واسم رواد امامها اجابته سريعا وهى تجيبه قائله
- ارجوك الحقنى .... الحقنى أيهم بيموت بسرعه الحقه ارجوك بسرعه انا مش هقدر استحمل انه يروح منى زيه مش هقدر ... مش هقدر
اغلقت الهاتف وهى تضع راسه على قدمها تبكى بقوه وكان هو يستمع الى كلماتها ورغم انه يتألم من اجلها الا انه استمر كما هو حتى سمع صوت سياره الاسعاف وايضا وصول رواد و إياد و الفتاتان وخلال نص ساعه كان الجميع فى المستشفى وكانت هى فى حاله هستيريه كبيره
اهتم الاطباء بهم و فى تلك اللحظه شعر إياد بوجوب الاتصال بعمه واخباره بكل شىء
وفى غضون ساعتان كان والدى أيهم فى المستشفى وايضا والدى ضى و عبد الحميد وناهد
كانت هى نائمه بسب المهدئات التى اعطاها لها الطبيب و أيهم وضعت قدمه المصابه فى الجبس وتجمع الجميع لديه فى الغرفه
- انا عايز افهم ايه السباق ده وحادثه ايه حد يفهمنى
قالها صفوان بغضب شديد ليعتدل أيهم فى جلسته وقال بهدوء
- انا حبيت يا بابا تصدق لقيت حاجه تانيه غير العربيات اعشقها وابقى مجنون بيها انا حبيت
مع تلك الكلمات شعر صفوان ان الامر مختلف عما كان يتصور فصمت يستمع لكلمات ولده الذى قص عليه كل شىء من اول مره وقعت عينيه على ضى يوم الحادث الذى توفى فيه سعيد و سبب كذبه السباق و الغرض منه و صولا الى تلك اللحظه التى يقفوا فيها جميعا وايضا اخبره بطلب رواد لخطبه لين ورغبه إياد فى خطبه فاتن
كان طاهر صامت تماما لا ينظر الى احد يستمع لكلمات أيهم و من داخله سعيد ان شاب كأيهم ظهر فى حياه ابنته وايضا يشعر بالخجل من صفوان خاصه لما اصاب أيهم بسب ابنته
خيم الصمت على الجميع لعده دقائق ثم قال صفوان موجه كلماته لطاهر
- و يا ترى انت موافق على ابنى زوج لبنتك ؟
ليرفع طاهر راسه ينظر الى صفوان بصدمه ولكنه وجده يتحدث بجديه فوقف على قدميه يواجهه وقال
- وليا اشرف كمان
ليمد صفوان يديه لطاهر وهو يقول
- يبقا نقرا الفاتحه
وقبل ان يضع طاهر يده فى يد صفوان قال إياد سريعا
- طيب واحنى
لينظر صفوان لرواد وقال باستفهام
- هتصون بنتى وتشيلها جوه عنيك ؟
ليقول رواد بصدق
- جوه عينى وقلبى وفوق راسى كمان
ثم نظر لفاتن وقال
- وانت موافقه على المجنون ابن اخويا و ابنى انا كمان
لتصمت فاتن وتنظر ارضا ليقول هو بسعاده اب اطمئن على اولاده جميعا
- يبقا نقرا الفاتحه كلنا
كان أيهم سعيد حقا بكل ما حدث و سوف تكتمل سعادته حين يطمئن عليها
••••••••••••••••••••••••••••••
كانت ترتدى الثوب الابيض الذى يشبه ثوب الاميرات تقف على اول درجات السلم يدها بين يد والدها تنظر اليه وكان هو يقف اسفل الدرج ينظر اليها و على وجهه ابتسامه مليئه بالحب والسعاده وهو يتذكر حين استيقظت فى المستشفى ودلف الى غرفته قلقه تنظر اليه بتمعن وهى تقول
- انت ما موتش صح انت عايش انا انقذتك صح
ليهز راسه بنعم وهو يقول بأمتنان
- بسببك انكتبلى عمر جديد
وكان الجميع يقف بالخارج يكتم ضحكاته بصعوبه رغم اشفاقهم على حالتها ظلت تنظر اليه ثم جلست ارضا تبكى بصوت عالى
حاول أيهم التحرك ولكن قدمه تؤلمه والجبس يقيد حركته ليقترب طاهر من ابنته وضمها بقوه
لترفع عيونها الى والدها وقالت
- انا انقذته يا بابا مامتش زى سعيد انا انقذته
ليبتسم لها وهو يقول بحنان
- ايوه يا حبيبتى انقذتيه وهو كمان بيشكرك اوى وكمان بيحبك اوووى
تجاهلت كلمات والدها وظلت تردد
- انقذته مامتش .... لسه عايش لسه عايش
كانت الدموع تتجمع فى عيون الجميع ليضمها طاهر من جديد وهو يربت على وجنتها برفق وهو يقول
- اهدى يا بنتى اهدى كل حاجه بقت كويسه اهدى
عاد أيهم من ذكرياته حين وقفت امامه ليسلم على والدها الذى اوصاه عليها بشده ثم قبل راسها ويديها ودلف بها الى القاعه
و كان طاهر يتابع خطواتهم وهو يتذكر يوم اتى ايهم و والده الى بيتهم بعد الحادث بثلاث اسابيع حتى يطلبها مره اخرى ويتفقوا على كل شىء
كانت تشعر بالخوف وايضا تشعر بالخجل من ذلك الشعور الذى يغمرها ... انها سعيده ويجب الا تكون سعيده فسعيد ليس معها فليس لها حق فى حياه جديده او سعاده من ذلك النوع
ولكن حضور ام سعيد فى ذلك الوقت حين علمت بالامر وجلوسها مع أيهم و والديه وموافقتها على الامر وخاصه حين طلبت من أيهم ان يقترب منها
فاقترب منها وجثى على ركبتيه امامها لتقول هى بضعف
- هتمنعها عنى ؟
ليجيبها سريعا
- هنجيلك احنى الاتنين لو ده مش هيضايقك
لتبتسم ابتسامه صغيره ودموعها تمتلىء بالدموع
- هتخليني اشوف ولادكم ؟
ليمسك يديها يقبلها وهو يقول
- دول احفادك ازاى همنعهم عنك
لتنحدر تلك الدمعات على وجنتها وهى تقول
- هتحافظ عليها ؟
ليبتسم وهو ينظر اليها وقال بصوت عميق يملئه الصدق
- بعمرى
لترفع عيونها تنظر الى ضى التى كانت تقف بجانب والدها منكمشه و مدت يدها لها لتقترب ضى بخجل و امسكت يدها وقبلتها
لتقبل والده سعيد راس ضى وهى تقول
- مبروك يا بنتى ربنا يتمم بخير
••••••••••••••••••••••
كان يمسك بيد اخته بثوبها الابيض عند اول درجات السلم وكان إياد يقف بالاسفل ينظر اليها بسعاده بالغه وابتسامه واسعه
و رواد ينظر اليها بحب وعاطفه اخويه صادقه واحساس بالرضا انه اتم رسالته مع اخته و ها هى اليوم تزف عروس لرجل حقيقى كإياد لترفع هى عيونها اليه حين شعرت بنظراته ليقول
- كبرتى يا فاتن
لتقبل يديه وهى تقول
- عمرى ما اكبر عليك يا رواد انت اخويا وابويا و كل حاجه ليا فى الدنيا
ليقبل راسها وقال
- انا ديما فى ظهرك اوعى تنسى
لتهز راسها بنعم وهى تقول
- ربنا يخليك ليا
وبدئوا فى نزول السلم درجه درجه حتى وصلوا امام إياد الذى لم يرفع عيونه عنها وحين حاول رواد لفت انتباه دفعه إياد بمرح وقال
- خلاص بقا يا ابنى بقت مراتى روح هات مراتى ومتخافش اختك فى عيونى
وركض بها الى داخل القاعه يصاحبه ضحك الجميع من حوله
•••••••••••••••••••••••••••
اعتدل رواد ليقف مكان إياد ينتظر نزول ملكه قلبه الذى حلم بها كثيرا ولم يكن يوما يتخيل ان تكون له ولكن كرم الله كبير رفع عيونه حين علا صوت الموسيقى لتتسع ابتسامته وهو يراها تتشبث بيد والدها كطفله صغيره تتعلم المشى لاول مره
كان مع كل خطوه يشعر ان صوت قلبه يعلو ويزداد حتى وقفت امامه ليحيى والدها وهو يعده بالحفاظ عليها ثم نظر اليها وقبل يديها و راسها وضمها بقوه و كأنه يتأكد انها الان اصبحت له حقا ولن يفرقهم شىء ليضحك صفوان وهو يقول
- يا ابنى مش كده مينفعش
ليبتعد رواد عنها وهو يقول
- كانت حلم بعيد وما صدقت اتحقق
ليشعر صفوان براحه و الثقه فى ان اختيار أيهم لم يكن خاطىء فى اختيار الصديق وايضا زوج اخته
•••••••••••••••••••••••••••
خرجت من الكرفان وهى ترتدى تلك البدله الرياضيه بنفس ألوان البدله الاولى يوم الحادث وتضع الخوذه فوق راسها وخلفها أيهم يرتدى مثلها وكان إياد وفاتن يقفان بجانب سيارتهم وكذلك رواد ولين
وحين اقترب الاثنان منهم قالت فاتن بنفاذ صبر
- هو احنى مش هنبطل الجنان ده بقا احنى بقينا ابهات وامهات
ليقول إياد بمشاغبه
- هو فى احلى من الجنان يا فتون
ليقول رواد الذى يضم لين بين ذراعيه
- والله انا ولنوش معندناش مشكله خالص مع الجنان ده احنى حتى بنحبه
ليقول أيهم بشقاوه محببه
- خلينا نشوف الجنان ده جوه السباق وعن نفسى مش قلقان انا معايا المنقذ بتاعى
قالها وهو يضم ضى الى صدره لتقول له بحب
- انا ديما فى الخدمه منقذى
ليركب الجميع السيارات لينظر أيهم الى ضى بحب و هو يفكر
(( واخيرا بقيتى عشقى و ونسيتك خوفك وشركتينى هوسى ))
وكانت هى تنظر اليه بحب مماثل وهى تفكر
(( قتلت خوفى واصبحت عشقى والان انت كل هوسى ))
وبين خوفها وهوسه نقطة تلاقي جعلت القلوب تنبض من جديد ولونت الحياه بألوان زاهيه ... ورسمت طريق مزين بالورود على الجانبين
فلم يعد هناك خوف وأصبحت تشاركة الهوس
تمت