KTH || جُثمان حَيّ

By Foxyzone

745 82 750

" انتهت اللعبة يا أُمي.. " " إنّي أُصبِحُ أُمَّا الآن " " انتهت لُعْبَتُنا التي أَدخلْتِني بِها طَوعًا لأُدخ... More

مُقَدِّمة
إكليلُ الجَّبل نَقيضُ ما بَعدِ الأولى
تِسعة تِسعة الرّقم تِسْعٌ وتِسعون
دِماؤهُ الهَجِينَة

بَيْن وما بَيْن

131 20 174
By Foxyzone


اللهم صلِّ وسلِّم على سيَّدنا مُحمَّد

[في حال تواجد اي أخطاء إملائية حطوا نقطة]

♡اتمنى التفاعل والتعليق بين الفقرات ردود الفعل تسعدني وتشجعني♡

____________________

اشتباكٌ شُنّ بَيْن صُفوفِ جيشِ رموشِها العُلوية والسُفلية ، مَن في الأعلى تُناضِلُ بالارتفاع والسُفليةُ تضغطُ عليها
الى أن أعلنَ الحَكمُ هُدنةً بعْدَ مُفاوضاتٍ انتهت بفتحِ عيناها

الوَعي واللاوَعي
وجَدت ذاتَها تستقِرُ بَيْنَ الوصفين ، مفتوحةٌ مناظِرُها لكنها لا تُبصرُ شيئًا

ليست معصوبةَ العينين فالشاشةُ أمامُها مَرْئيةً لكنها لا تشعرُ بها
ومرةً أخرى ها هي ذاتُها اتخذت حيّزًا بين تنظرُ ولا ترى!

حاولتْ إخراسَ الهدوءِ الذي يطنُّ في حجرةِ مسامعِها بالتقاطِ أيًّا مِمّا يكونُ مصدرًا للصوت
لكن ما أرادت استبدالهِ بصوتٍ يمحي هُويَتَه آبٍ التزحزُح عنْ عرشهِ جاعلًا من الخفوتِ يترددُ بينَ جدرانِ أُذنها

هذا الشُّعور إنّهُ ذاتَهُ يُعادُ مرةً أخرى كما أُعيدَ مراتٍ عديدة سابقًا..!
لكن بطريقةٍ جعَلَت مِنْ نفسِها بيْنَ صفةٍ ونقيضِها

فالمرّةُ الأولى كانت لا تعي ما يحصلُ حولَها ، غيرُ مُبصرةٍ لِما أمامَها ، والطنينُ يعجُّ ارجاءَ أُذنِها
أمّا الآن فهي بَيْن وما بَيْن...

هناك الكثيرُ والكثير مِنَ الأفكار الهاربة لكنها لا تستطيعُ القبضَ على واحدةٍ منها...
وأثناءَ سرحان المُدير ألا وهو عقلَها إذ بتساؤلٍ يمرُّ أمامَ رواقِ غرفةِ الإدارة

لم تنتَظِر استيعابَ ما يحصُل ، هي فقط تُريدُ التقاطَ طرفَ خيطٍ يدُلُها عمَّا يحصلُ لها
لِتسارع بأسرِ ذاك التساؤل الذي لم يكُن سِوى شرحًا لحالتها...

أين أنا ولِمَ لا أستطيعُ التشبّثَ بحبلِ أفكاري رُغمَ عدم وجود أيُّ مُعارضٍ لذلك..!
لِتسرح بدورِها مرّةً أخرى محاولةً بذلك إيجادَ الإجابة

لكنها وبعد لحظاتٍ قليلة :
مهلًا..! ما الذي كنتُ أُفكّرُ بِه ؟

تذكّري ، تذكّري ، تذكّري...

لا إجابة ، أشعرُ بالاحباط...
لِمَ نسيتُ غايتي بتذكُّرِ أمرٍ ما..!

هل ويا تُرى نسيتُ أمرًا أرغبُ بتذكّره..!

ثانيةً واحدة
هل كنتُ أُردِدُ كلمةَ تذكّري منذُ قليل؟

لِمَ؟ هل نسيتُ أمرًا أرغبُ بتذكّره..!

تذكّري ، تذكّري ، تذكّري...

لِتُعاد حلقةُ المسائلة ، مرةً وإثنين وخمسة
كانت ستستمرُ إلى النهائيةِ وما بعدها لكن لمعانَ أحرفٍ بعقلِها الفارِغ جعلها تتوقفُ عن ذلك

كفى..!
إنها تدورُ في الدوامةِ ذاتها لمراتٍ لا تعلمُ عدَدُها

على الأقل استطاعت استنتاجَ هذا

ها هي وبعد نزاعاتٍ مع ذاتها للتمسُّكِ بغايةٍ ما
أرسَلَت لِعقلِها القيامَ بأمرٍ أيًّا كانَ يكونُ ذلك الأمر...

ليستجيبَ مَنْ استطاعَ التماس الرّجاء برسالَتِها مُعطيًا أمرَ الحراكِ لجسدِها
فاستقبَلَتْ مُحتوى ما أوتيَ إلَيها برحابةِ صدر

وأخيرًا هي تريدُ الحراك
لكنها لا تستطيع..!

ليس كما ظنّت فورًا
فهي قد شعَرت بأضلُعِها تحاولُ التَزَحزُح لكنها مثبتةٌ مِن قِبلِ شيءٍ ما..!

أي أنَّ عدم قُدرتِها على الحراك ليست معنوية إنما حقًا لا تستطيعُ الحراك
هناك ثقلٌ يمنعُها عن تنفيذِ بُغيتها !!!

هذا تطوُّر..!
استطاعت الشعور بشيءٍ يُثبتُ أنّها لا تزالُ حيةً تُرزق

" جميلةٌ للغاية انتِ ، فكيف لكِ أن تُهملي تميمةَ حظّكِ بهذا الشكل! "

تجمّدت الدماءُ في عُروقِها وتوقّف ما يُدعى بقلبِها عن النبض
شوشرةٌ وضجّة عارمة زلزلت حُجَرَ دواخِلِها

أعلنَ قلبُها استراحةً محرّمةً في قوانينِ الحياة ليتبعهُ موظّفيه بفعلِه...

أورِدَتُها و الشّرايين التي تشكِّلُ محطّاتٍ وسِككٍ لسيرِ عرباتِ الدم ، باتت تنكمشُ على ذاتِها تُقفِل طُرُقاتِها
مانعةً بذلك مرور عرباتِ العوائل التي تبغي إطعامَ باقي أعضاءَ جسدها

وعلى الرُّغمِ مِنْ هذا
فإن قدرَتِها على ترجمةِ ما يحدثُ داخلَها على شكلِ ردَّاتِ فعلٍ انعدمت..!

في الدّاخلِ مدينةٌ تحتضر سطُحها يكتسي قناعًا ليس بمقاسه...

إنها وحقًا تشعرُ بالهواءِ الذي تتنفسهُ كالسكاكين ، يقطعُ أنفاسها غيرَ آبٍ بحقيقةِ وظيفته
فكيفَ للهواءِ خيطُ النجاةِ للحياة أن يلعبَ دورًا آخر جاعلًا منها على حوافِّ الموت..!

انحلّت عقدةُ بَيْن وما بَيْن ليتّضِح نسيجُ الحقيقةِ مفرودٌ أمامها..!
هي الآن لا تعي ما يحصلُ حولها ، غيرُ مُبصرةٍ لِما أمامها ، والطنينُ يعجُّ ارجاءَ أُذنها!

" انتظرتُ طويلًا... ، طويلًا جدًّا
للدرجةِ التي جعلتني أعِدُّ السنين ، الأشهر ، الأسابيع والأيام "

هذه الكلمات لم تكُن مُجرّد أحرفٍ تجمّعت مشكلةً جملة تقعُ على مسامعِ أحدهم بطبيعية
هي تشعرُ بها كالسُّمِ يتدفقُ داخلها قاتلًا خلايا المقاومةِ بجسدها...

" حتى الساعات ، الدقائق والثواني لم تسلم منّي..! "

فقط توقف!
لا أقوى على تحمِّل المزيد...

هذا ما نطقَ بهِ عقلُها العقيم
وآهٍ كم تتنمى نفيَهُ خارجَ حدودِ جسَدِها..!

فكيفَ لملكٍ أن يرفعَ رايةَ الاستسلام مُسببًا حالةً من الهلعِ ارجاءَ مَمْلكته..!

" كيف لو تعلمين موتي في الثانيةِ الواحدة ألف مرّة مُنتظرًا التفاتكِ والنظر لي "

مستمرٌّ بفعلهِ يأبى التوقف ، موقفًا بذلك الزمن عن الحراكِ والتقدُّم
فكم بدت لها كلماتهُ ثقيلةٌ على قلبها تأخذُ بين الكلمةِ وما تليها عقدٌ بأكملِه حتى تكتملُ جُملَتهُ المريرة

" وعندما تفعلين...
تُصبحُ ألفَ مرّةٍ ومرّة "

استمرَ يرجِمُ كلامهُ عليها ، كالحجارةِ بالنسبةِ لها
فَفي كلِّ مرّةٍ ينبسُ ببنت شفة هي فقط تشعرُ بتحطّمِ شيءٍ بداخِلِها

" لم يكُن عليكِ أسرَ عقلي بغرابةِ تصرُّفاتكِ...

بدأ الموضوع بحيرةٍ ولفت انتباه تتطور حتى أصبح ترقّبٍ إلى مراقبة
لأجد نفسي واقعًا مُتيّمًا بها وبفاعِلِها وما يُفعلُ بها...

غريبٌ كيف أن غرابةَ تصرُّفاتٍ قادتني إلى
غرابةِ مشاعرٍ لم أكتشفها إلا بعد أن رأيتُكِ..! "

بأسلوبٍ أشبهُ بالعِتاب ابتدأ كلامَه
وشيئًا فشيئًا صوتَهُ أخذ بالانخفاض لدرجاتٍ لم تكُن لتسمعها لولا اقترابهِ الذي اتّخذ دورَ الوسيط بين مسامِعِها وخفوتُ كلماتِه

مُنهيًا إيّاهُ بعدّةِ نقاطٍ تُمثلها وهي تفرِدُ صنّارةَ صيدِها أمامه
وتوجُّهِهِ كردٍّ مِنهُ على فعْلِها حيثُ شباكِها بكُلِّ طواعية

ليُنهيه بعلامةِ تعجُّبٍ على اكتمالِ وصفِه
ألا وهو وقوعهِ بشباكِ حُبّها..!

" فلَولا تصرّفاتكِ في ذاك الوقت ، لَما كنتِ في موضعٍ كهذا الآن ..! "

ينطقُ بذلك بينما أناملهُ أعلنت التسلُلَ بالخفاء ، الذي سُرعانَ ما أذيعَ على أسطُحِ وثنايا خصرِها
صعودًا وهبوطًا تتلمَّس أناملهُ منحنياتِها مُكرِرًا فِعلهُ مرّاتٍ مُتتالية

وهُنا هيَ فقط...

" جيمين!!! "

شهقةٌ عالية جابهها سُعالٌ قوي
سابقَ صُدورهِما فتحُ عيناها على مصرَعيهما

فتحُ عيناها..!
هَلْ استيقظت الآن..!

وقبل أن تستوعب أيٌّ مِمّا حولها
هي وفورًا انتقلت أنظارها حيثُ موضعِ يدان الآخر

لقد كان يحيطُ خصرَها..!

وبسرعةٍ هباها إيّاها جسدُها انتفضت حتى باتَ ظهرُها يلتصقُ بخشبةِ السرير مِنْ خلفها
تضمُّ ساقيها تثنيهم ضِدَّ جسدِها ويداها آوتهُما بِحضن...

بعيونٍ مُهتزة تكادُ تُقتَلع هي تُناظره
بينما دموعٍ عالقة على أطرافِ عيناها تُهدِّدُ بالسقوط ، متمسّكةً بحوافِ أهدابِها تأبى تركَ رفيقتِها وهي ترتجف

تسابَقتْ الأنفاس واشتدَّ الشِجارُ بَيْنَ قبائلِ الشّهيق وعشائِر الزّفير
كلٌّ مِنهُما يُنازِعُ لاحتلال أرضْ الحياة

كقابيل وهابيل هُما شُبِّها
قتلَ أحدَهُما الآخر قاتلًا رغبَتهُ في اُختِه التي قاتل لنَيلِها

فتَتَحَوَّلُ من باحةٍ يَلجأُ إليها كلُّ من ابتغى الحياة
إلى أرضٍ للمجازِر يُطالبُ شعبها اتحاد التوأمين

فتُضحي الملكةُ الأُم بلا ابنائها التوأم كلٌّ مِنهُما يتبَعَهُ جيشَهُ مِن العمليات المُخصصة لَه
معلنةً الحِداد على افتراقِ شملها

صرخاتٌ وعَويل تُطالبُ بالتِحام الجيشين ، أمطارُ دموعٍ مسببةً بكاء حِدادًا على افتراق الأخوين
لينتهي الحال بمملكةِ الحياة أرضًا كانت للحياة

لَزِمَ من يُشاركها حيّزًا بالغرفةِ الصمت متّخذًا إيّاهُ رفيقاً
يُناظِر ردودَ أفعالِها وقد اتضحت لهُ ظُنونها

" لا تقلقي لم أُقدم على فعلِ شيء
لستُ يائس لدرجةِ فعلها وانتِ نائمة..! "

تحدثَ بهدوءٍ يطمئِنُها علَّها تُشيحُ بشكوكِها
لكنهُ ما لبِثَ ثوانٍ واضعًا فاصلة مُدخِلًا السخريةُ في نبرتهِ بعدها

ناظرتهُ بريبة فقد بدا كمن لم يُنهي حديثَهُ بعد

وبالفعل كانت هناك أحرفٌ على وشكِ الخروج لكنهُ سارع بابتلاعها
على الأقل ليس بحالتها هذه..!

" أين المتعة في فعلها وانتِ نائمة..!
هناك ألحان طربٌ سماعُها ، بالتأكيد لن أفوّت فرصةَ استمتاعي بها! "

وفي النهايةِ هو أكمل ما ابتدأه...
لكن بصوتٍ خفيض لا يسمعهُ سِواه إذ بدت لها كالتمتمات

ظنّت أنها ورُبما بسبب التعب لم تستطع سماعَ ما قاله
فلولا تحرُّك شفتيه لَما علِمت أنّهُ تحدّث بالأصل

لذا تساءلت بنبرٍ واضحٌ عليهِ الفتور
لا تزال تحتَ تأثير ما حَصلَ من لحظات مستمرٌ يُحصل الآن

" ما الذي قلته؟ ، لم أسمعك جيدًا "

ارتبكَ من وُجِّه السؤال لهُ
ليُحرّك أنظاره يجولُ بها ارجاءَ الغرفة متفقدًا ما حوله ، مُنتهيًا المطاف بمجالَ نظره حيثُ صاحبةِ السؤال

" حمّالةَ صدركِ على وشكِ السقوط من أسفل قميصكِ..! "

نطقَ بأولِ شيءٍ لفت إنتباهه ، ليزفر بعدها براحةٍ بالغة
ليس جيمين من يرتبكُ في مواقفٍ كهذه..!

شهقت بخوف تمدُّ يداها لتتفقّد حالها
وبالفعل كانت تتخلخلُ مهددةً بالسقوط وسقوطِ قلبِها معها...

طريقة جلوسها وكيفيةُ شدِّ يداها على ساقيها
جعلت من ظهرها مُتقوّس مُسببًا بذلك ما قالهُ الآخر

لتُسارع وبسرعة تثبيتها
بعد أن فرضت على يداها أمر وداعٍ وانفصال مفارقةً من كانت تحتضنهم

أرادت مشاطرتِهِ فعلُه وأن تزفر براحة
لكن سُرعان ما انعكست الآية و تبدّلت الأفعال...

فها هي الراحةُ تُطاحُ جانبًا ليحلّ محلّها الخوف
و الزفرةُ التي عليها إزاحةُ ثقلٍ كان داخلها خارجًا ، أضحت غصّةً كبّت بلائها داخلًا

أحرامٌ على المدينةِ داخلها إعلانُ السلام..!
لقد سئم قلبُها من كثرةِ الإنذارات التي تُهددُ بإطاحتهِ عن رأسِ عمله...

" ما الذ-..."

توقفت عن إكمالِ ما بادرت بقولِه حالَ شعورِها بهذا الشعور المقيت...

الشعور الذي يُصاحبُ استماعها لمخارجِ الأحرفِ والكلمات بهذا الشكلِ المُتردد
وما يفوقُ كرهها هذا كُرهًا مضاعفًا ، هو النبرةِ المُصاحبة لكلماتها المُترددة...

ليست ضعيفة والمسألةُ ليست مسألةَ من يمتلكُ لسانًا سليطًا هو الأقوى
إنها فقط مُرغمةٌ على مجاراةِ الواقِع وما يرميه إليها القدر

ليسَ ذنبُها رمي القَدر لها بمكانةٍ كهذه ولا اختيارٌ من مُتعدد هي انتقته
فمن يقفُ أمامها صاحبُ المنزل الذي تعملُ فيه..!

على الرُّغمِ أنهُ من أزاح كلفته يحاولُ قدر المستطاع إعدام الرسمية بينهم
لكنهُ يبقى مَنْ يدفعُ لها لتأوي ذاتها وطِفلِها..!

ثمَّ وإن توقفت عن مُعاملتهِ برسمية
لا تستطيعُ الضمانَ لنفسِها بأنهُ لن يحاولَ التطورِ وفعلِ ما هو أعلى من مستوياتِ إنعدامِ الرسمية...

بالنهايةِ هذا جيمين..!

" ما الذي كنت تفعلهُ عندما استيقظتُ من النوم..؟"

تحدّثت وحاولت عزفَ أوتارِ أحرُفها باتزان ليتشكّل لحنٌ طغى عليهِ القوةُ الركيكة..!
كاللحنِ الذي يصدُر مِنْ عازفٍ مُبتدئ فتخرُجُ ألحانهُ ركيكةً ضعيفة...

عقدَ الآخرُ حاجبيه إثرَ وقعِ سُؤالها على مسامِعه
فقد بترَ تساؤلها سهوتهُ مُقفلًا فمه ولعابهُ عن السيلان

بعد أن كان لا يزالُ عالقًا بمشهدها وهي تُعدِّلُ ما أنذرَ بِهِ سابقًا...

" ما الذي كنتُ أفعله..! "

ليس تمطيطًا ولا مُماطلةً بالحديث فهو حقًا لا يذكُرُ ما كان يفعله...
ليتلقى رفعة حاجبٍ منها ، وهذه المرّة نطقت باستنكار

" يداك وخصري!!! "

ازدادت عُقدةُ حاجبيه ألا تزالُ تظُنُّ بفعلِهِ شيئًا ما..!
ما بالها وهذه الأفكارُ المنحرفة؟ أكانت نائمةً على جهةِ اليسار لتحلُم أحلامًا مُخلّة بالآداب!

زفرةُ ضجرٍ هذه المرّةُ خرجت
فكيف لا تشكُّ به وأفعالهُ معها واقفةً ضِدَّه لا تشفعُ له..!

" ماذا ؟
لم أكُن أفعلُ شيئًا عدّلتُ الغطاء من حولكِ فقط لا غير "

قلّب عيناه يتحدثُ بينما تمتدُ يداه لتتخذُ موضعًا أسفلَ صدرهِ بقليل
فقد تكتّف يُناظِرُها من أسفلِ جفونِه بضجرٍ ملأ تقاسيمَ وجهه يتخللُ من هيأتِه المنتصبة أمامها

أكان فقط مجرَّد كابوس..!

أتُصدِّقُ جيمين وتقتنعُ أنهُ كان يعدّل الغطاء؟

أتُريح عقلها من التفكيرِ وتستسلِمُ لحقيقةٍ لا تعلَمُ مدى صِحَّتِها؟

لا تعلم
ما تعلمُهُ فقط أنها تشعرُ بالتعب ينهشُ خلايا جسدها نهشًا

تُريد الراحة...
الراحةُ التي تجعلها قادرةً على الاستقامةِ دونَ الشعورِ بِقدَمَيها تخونُها تهدِدُ بسقوطِ جسدِها

" اعتقي عقلكِ من الأفكار القذرة!
اخبرتكِ لستُ يائس لهذه الدرجة ثم وإن كنت... "

عاد يتكلّم بعد أن وصلَ إليه وصلةُ نظراتِها المُترددة
واضعًا عِدّةَ نقاطٍ لإكمالِ ما ابتدأه

هل أفعلُها أم لا ، هل أفعلُها أم لا
وبالنهايةِ هو :

" انتِ في فترتكِ بالفعل لذا...
انتِ أدرى بالباقي! "

فعلها وقالها
باختصار هذا هو جيمين..!

توسّعت محاجِرها للدرجةِ التي استطاعت الشعورُ بمُقلتَيها تكادُ السقوط
أقَولُ أمرٍ بهذه الخصوصية سهلٌ عندَهُ لهذا الحدّ..!

لم تستطع إدراكَ ما حولِها إذ بجسدِها يقبُعُ بنقطةِ البعيدِ عنه
تريدُ الردّ على وقاحتهِ لكن عضلةَ لسانها تشنّجت شُلّت عن الحركة

لذا اتّخذت نظراتِها حليفًا لها تُحدِّجهُ بسهامٍ قاتلة

" ما وضعُ نظراتكِ هذه !!
كان عليكِ الحذر أثناء استخدامكِ المرحاض..! "

ومرةً أُخرى ها هي تُصعقُ من جُرأته
ما الذي حدث بالعالم! هل هكذا يتواصلُ البشر مع بعضِهم بعضًا أم أنها مُحِقّةٌ بشأنِ صدمتِها..!

" انّي أستخدمُ دورات المياه المُخصصة للخدم بالفعل فما الذي جعلك تدخلُها!!! "

على الرُّغمِ من إحراجها القاتل وجدت نفسها تُبادلهُ أطرافَ الحديث
فإن كانت النّاس وقحة يجبُ عليك ان تسبقهم بمرحلةٍ من الوقاحة...

هكذا تسيرُ الحياة...
في بعض الأحيان عليكَ أن تشدَّ على نفسك وأن تضبطها بواقعٍ ومُمارساتٍ قد تكونُ ثقيلةً على كاهِلك

عليكَ أن تُجامل وأن تُساير
لستَ وحدكَ من تعيشُ في هذا العالم ولا جميعُ النفسيات كخاصَتِك

لكن إن اندمجت بالشدّ وجعلتهُ المِحور الذي تتمحورُ حولهُ حياتكَ وشخصُك
ستجد أنَّ النّاس تتواكلُ عليك لا يحسبونّ لوجودِكَ أدنى حِساب..!

فَفي بعضِ الأحيان قد تواجهِ أُناسًا خفيفةَ ظلٍّ لدرجةِ الشُّعور بالاستفراغ

وهُنا يكمُنُ دور التراخي
فكلما شعرتَ بالشدِّ المُثقل على ذاتِكَ فقط ارخي وتراخى

لسنا سِوى كائناتٍ ضعيفة أمام صانعنا مهما تظاهرنا بالقوة
لذا لا بأس بانحلال عُقدةِ الانضباط ولو قليلًا

" أظنُّ أنني مالِكُ المنزل هُنا..! "

حسنًا وفي حالةِ بصقِ القدر في أوجهنا
نحنُ فقط علينا العودةُ لوضع الشدّ...

لا أُريد أن أُطرد من عملي!!!

" شكرًا لك على المُساعدة سأحرص على ردّ ما قدّمتهُ لي يومًا ما... "

ليس كما لو أنه المتسببُ بكلِّ هذا!
هو من لسعها بكلماتِه السامّة مُسببًا فقدِها للوعي

مجددًا مُسايرةُ الواقِع...
أُريد الخروج من هُنا فقط!

ابتغت النهوض والاستقامة مِنْ على السرير
لكن تقدُّمِ الآخر ناحِيَتها و وقوفِهِ أمامها جعلَ منها تتراجعُ عن بُغيتها

ليست بطلةً لإحدى الروايات ولا مُمثلةً لدراما شهيرة حتى تنهضُ ضاربةً جبينها بصدره
مُسببةً بذلك التقاء أنظارٍ لا تعلمُ الأمدَ الذي سيُطال بِهِ اتصالِهما..!

" يومًا ما..! متى بالضبط؟ "

إنها ولأولِ مرّة تسمعُ نبرةٍ كهذه صادرةً من جيمين
ليَقطَعْ تفكيرَها حولَ نبرتِه بشدِّ أكتافها ينُمُّها على النهوضِ ومقابلتِه جسدًا ضدّ الآخر..!

كانت مُنشغلة بتحليلِ ما يفعل إلى أن فعلَ ما فعلَهُ آخِرًا
حركتهُ هذه أشعلت موجةَ مسائلةٍ أخرى

" أثناء نومي شعرتُ بأحدهم يشدُّ بقبضتيه علي... ، أكان انت؟ "

بترت ما كان يُهيأُ نفسَهُ على قولِه
يبدو أنهُ ليس الوقت المُناسب لأيٍّ مِمَّا تُفكّرُ بهِ جيمين...

هذا ما قالهُ لِنفسهِ بينما يَحلُّ العقدةَ التي قامت يداهُ بمساعدةِ أنامِلُه صُنعها حول أكتافها مُنزلًا إيّاهُما عنهُما
ليتفوّه بِما حصلَ إجابةً على سؤالِها

" لقد كنتِ تتحركين بعشوائية مِمَّا اضطرني والطبيب تثبيتكِ وتزويدك بإبرةِ مُهدئ
كان ذلك مُنذُ خمسُ ساعاتٍ تقريبًا ، لِمَ هل تألمتِ؟ "

تابعت ما ينطُقُ به باهتمام حتى اكتملت إجابتهُ على سؤالِها

إذًا كلُّ شيءٍ شعرت به في من يُسمّى بالكابوس كان يحدُثُ فعليًا على أرضِ الواقع
لكن عقلها الباطني ترجمهُ لأحداثٍ تُذكّرها بذكرياتٍ أليمة

ليس بالشيءِ الجديدِ عليها
يحدُثُ كثيرًا عرضَ عقلِها لشريطِ ذكرياتٍ تُجاهدُ نسيانه

لكن أن تكون معلّقة بينَ الواقِع والفرضية هذا جديدٌ كلّيًا عليها

ليس وقتَ التحليل الدقيقِ خاصتك...
أسمعتِ الجُزءَ ما قبلَ الأخير!

نطقَ عقلُها بهذا
لِتعقد حاجبيها بتساؤل ماذا؟

منذُ متى عقلُها يُفيدُها بشيء..!
ليس تمامًا فالشيء الذي زوّدها به مجهول...

لكن سُرعانَ ما تبدّلت ألوانُ وجهِها لألوانِ الطّيفِ السبعة
تزدردُ ماء ريقها على الرُّغمِ مِنْ الجفاف القاتل الذي تتمتعُ به الصّحراء القاحلة داخلُ جوفِ ثغرِها

" خمسُ ساعات..! "

همهم لها من لا يزالُ أمامها
لتنفرجَ مُقلتيها بخوف وقلق قائلةً بينما تهِمُّ بالجري خارجّ نطاقِ الغرفة

" يا إلهي ، جي يونغ..! "

يتبع...

____________________

لسّا بنمهّد بأم هالأحداث :,)

بدكم تتحمّلوني التسلسل القصصي شي مهم
لازم تفهموا بعض النقاط اللي رح يكون إلها تكملة لقدّام
ما بحب شغل التبرير بالرواية يعني لقدام رح تكون هاي البدايات مجرّد توضيحات...

مبدئيًا بتبلّش الأحداث بالاحتراق بعد البارت التالت
بتمنى أدخل بصُلب القصة بصراحة متحمسة جدًا لايتللتذفيفتسفتس

سمسمسم وعرفنا اسم الرجل الصغير جي يونغ🥺
ملاحظة : جي يونغ هو اسم مولي لمّا كانت طفلة يعني لمّا كانوا يفكّروها ولد ، وحاليًا اسم ابنها

- شو بخصوص كابوس مولي وشو تحليلاتكم ، أبهروني رغم انه كلّ حاجة واضحة ؟

- شو رأيكم بشخصية جيمين😭؟

ما كنت مخططة أعملها بهالشكل بس عقلي اللي أملى علي وإيدي اللي كتبت
أحس بيكون الفيڤوريت كاركتر...

ناو باي آند سي يو سون🤏🏻

Continue Reading

You'll Also Like

84.3K 3.4K 35
كل فراشة متناثرة وليس لها ملجأ، لكنها تستمر في صراع الحياة لتعيش بسلام. كسرت جناحيها بعنف، وحطموا قلبًا بلا رحمة، لكنه ظل قويًا في مواجهة المصاعب...
396K 10.3K 79
الجزء الثاني من رواية غوثهم يا صبر ايوب للكاتبة المصرية شمس محمد بكري
73.9K 2.4K 28
بطلتنا ليال ممرضه من عائلة فقيره تعيل عائلتها تعيش بين اب عاطل يحب يدين من الناس و ام مريضه و اخ داشر و اخت تفعل اي شي من اجل المال ليقع حمل كل شي فو...