قراءة ممتعة.💕
~~~~~~~~~
مرت تلك الليلة، حيث واجها كلا من تايهيونغ و ديبورا أرق المهمومان.
كل واحد يفكر بالآخر، لأسباب مختلفة.
كانت ديبورا تلحد في حرم العراء ، بمحاولة لخلع فستانها الحريري.
لحظتئذ، أوقفها طرقات الباب، عقدت ما بين حاجباها بإستغراب للغريب المجهول، وجعلت تنسحب من فكرة تغيير ملابسها لوقت آجل.
جرجرت أذيالها نحو الباب ، همت بفتحه و لبست قناع البرودة لأي كان الدخيل.
إلا أنها أسقطته حالما إلتقيت بحار حدقتاهما معا.
حكت بحارهما ما تدفنه أعماقهما من إنتماء و ملاذ و دفئ.
إلا أن هذا الأخير حاول تكذيب سماويتاه، سينكر كل ما خالجه من سعادة و راحة عند رؤيتها بأول صباحه.
أسبابه العديدة و تعليمات والده جعلت منه يختار ما صرخ به فؤاده برفض.
مد ذراعه و فتح الباب على وسعه، و على حين غرة، دلف لغرفتها بكل راحة.
رمقته ديبورا بحدة، مخرسة نفسها عن التذمر أو التوبيخ.
هو مالك المكان، و على جانب هذا هو سادي خطر، لا يعرف الرحمة، لن تخاطر بنفسها من أجل مبادئ سخيفة و نمط حياة لتوها تعلمته منذ الخمسة الأشهر الماضية.
أغلقت الباب، لتأخذ بخطواتها نحوه.
-ما مرادك سيد تاهيونغ؟
إستفسرت.
أمسك معصمها فجأة و أجلسها قربه على الأريكة، كانت تواجهه بظهرها أثر حركته المفاجئة.
هلتئذ، أنشأت أنامله الطويلة ترسم تجاهها نحو خصلاتها الذهبية، يعدل لها من تصريحته، ضافرا إياه.
غدت شفتا ديبورا السفلية تحت سادية أسنانها، جزاء توترها من فعلته، تودد هذا أم طريقة للأمر و الحزم؟.
-رون ثيسوس، هو ضحيتك لليوم، أريده مقتولا.
قطع أفكارها الوردية نبرته التي لا تمد لمصطلح الودية.
من جمود ثغره حكى ما لزم عليه القول.
من رقة لمساته الناعمة أدلت ما يأسره الكبرياء.
شردت بإسم الضحية، سرعان ما إستنتجت ما لم يكن بالحسبان.
-أليس هذا صديق السيد كيم المقرب؟
همهم لها.
-أتريدني قتل صديق والدك المقرب؟
إستفسرت ديبورا بشك، ليعم صمت وجيز.
إستطاعت إستلال عطره القوي، و الشعور بأنفاسه تصطدم بجدار ظهرها الممشوق.
لم تجعلها حركاته سوى أكثر بعثرة.
سبابته إستقرت حينئذ على مقدمة ظهرها،حيث بداية فتحة الظهر بفستانها، مرسلا لها قشعريرة كهربائية.
جعل سبابته تحوم فوق إعوجاج خطوط وشمها.
بنبرة أسياد الإغواء تكلم تاهيونغ بخفوت.
- للأسف دنسنا طهارة صفاء ظهرك بتعهد و إمتلاك، بدلا من جعل الوشمة نمرا موحشا، أضفت القليل لتميزك المبهر.
لم تعي ديبورا عن ما يقوله، كل ما تود التفكير به هو كم أن لمساته رقيقة حنونة، لا تماثل خشونة ملمس كف والده أو أيا من تلامست بشرته ضد خاصتها.
توقفت سبابته فجأة بمنتصف ظهرها، أي حيث إنتهاء فتحة الظهر للفستان.
-لذا أتوقع عملك الممتاز دون طرحك للأسئلة،كيفما عهدتك..بورا.
قذف كلماته يحافظ على نفس النبرة الباردة الآمرة.
-السكرتير جي سانغ سيقدم لك ما يلزم للمهمة، و أكرر أود نتائج ممتازة.
غادر تاهيونغ غرفة ديبورا بخطوات بطيئة، مخفي الكفين بجيوب سرواله، منغلق على ذاته كالتوليب الوحيد الكئيب.
ولج لمكتبه حيث كان سكرتيره الكهل الروسي واقفا مستقيما للأوامر.
خلع تاهيونغ سترته و ألقاها بعيدا، ليتمتم:
-جي سانغ.
إنحنى الآخر بإحترام لسيده.
-بما تأمرني سيدي؟.
-أرسل خلف هوا ديبورا قناصا، أمرها لازال مشكوكا به.
~~~~~~~~~~
توقفت سيارة سوداء حديثة الطراز على الطريق، فتح الخادم الباب بإحترام، ليظهر ساق نحيفة، بعدها مالكته الفاتنة.
خرجت من السيارة ممسكة حقيبة عملها، واقفة بشموخ، تناظر أول مكان قصدته قبل ثلاثة سنوات ، أي حيث إرتقت لتكون الثعبان السام، كما ناداها شخص عزيز يوما ما.
دلفت ما يسمى الكازينو، مكان شاسع و واسع يرحب بأثرى أثرياء العالم.
ليس مكان لصرف الأموال و جنيها فحسب، بل يمتلك مطعما و نزلا للراحة، فندق تحت ظل المنظمة العليا، متخفيا برداء الكازينو.
خطوات ديبورا كانت متزنة، صنعت لها إتجاها نحو مكتب الإستقبال، لتنهي ما جاءت لأجله بسرعة.
-مساء الخير، أريد مقابلة رون ثيسوس.
إستطردت ديبورا.
إبتسم موظف الإستقبال بريبة، و أجابها قائلا؛
-مرحبا بعودتك آنسة هوا ديبورا إلى أرضنا المسالمة ، الفلانكسيفور، أخشى أن السيد ثيسوس يحظى بعطلته بالمسبح الكبير، مشغول على الأرجح.
-ألديه وقت؟
أومأ أن لا، و لازال الإبتسامة المريبة عينها تتلبس محياه.
-ستجرى حفلة بقصره الليلة سيتواجد بها بالطبع.
همهمت ديبورا مبدية إعجابها بما قاله، هي لن تستطيع سفك الدماء بفلاناكسيفور، إنها أرض محرمة، أي أنها أرض للسلام، و كل القواعد و البنود متخدوها المنظمة العليا.
مخالفة القواعد تعني التعذيب أو الموت، هي لن تخاطر.
أخفت يدها بجيب معطفها، مخرجة كريستالة دموية اللون نقش عليها بخط رفيع ذهبي "أساسين/ مغتالون".
قدمتها له، متكلفة الإبتسامة المريبة.
-أود غرفة.
بكل سرور، أخذ منها الكريستالة المتداولة بعملهم، قدم لها المفتاح و أحنى رأسه بخفة لها مستطردا؛
-تمتعي بإقامتك بفلاناكسيفور...أيتها الثعبان السام.
~~~~~~~~
-ماذا تريد التحدث عنه؟
إستطرد السيد كيم متكتف اليدان، يجلس بجناحه لفخم محتسيا أجود الخمر.
كان تاهيونغ واقفا قرب الباب يرمق والده بسخط، جرجر أذياله نحو أبيه ، و جلس قربه واضعا ساق فوق ساق.
-أردت الإستفسار عن موعد تعييني لأصبح عضوا بالمنظمة العليا، و بما أنك أكبرهم، لا بل رئيسهم و سيدهم، توجهت إليك..أبتاه.
كالعادة نبرة تاي كانت خالية المشاعر و الإحساس، كأنه لا يملك قلبا ليجعله يعيش، نظراته لوالده لم تكن كنظرات الإبن لأبيه، و لا لتلميذ لمعلمه.
فارغة كفراغ الظلام، كره و حقد و سخيمة، كنظرات مظلوم لظالم، شر يكبت ناره لشر مسالم.
إستل السيد كيم نفسا و زفر الضجر و اللامبالاة.
فك عقدة كفاه و إستعان بطعم لاذع غدى حلوا منذ مر السنين.
-لن أسلمك منصب مدير المنظمة، هناك من أخذه بالفعل.
صدمة، تشتيت جاهل، و إرتباك.
أحاسيس مدفونة خالجته بعد كلام والده، لكنه أبى إسقاط قناع البرودة.
أمسك ياقة والده جاذبا إياه لعنده، أما اليد الأخرى، فقد أمسك كأس والده و حطمه لأجزاء صغيرة أمام مرآ أبيه.
-واعدتني بالمنصب، الكيم لا يخلفون بوعودهم!
-و من قال أنني أخلفته، هو واحد منا، آل كيم، و أنا كوالد مهتم بمصير أعمال أجدادي، وجدت أنك لن تصلح للمنصب.
عقد لسان تاهيونغ فجأة، فاه مفتوح و نظرات مشتتة، يحلل قول أبيه المختل، و لا فرد من عائلة كيم حي سوى والده و هو، الباقي ميت.
لم يستطع تفكير بشيئ معين سوى هوية المجهول.
-ما إسمه؟.
-بني، أخشى أن عليك الإكتشاف لوحدك.
أردف والده مبتسما بجنون.
أرخى إبنه قبضته من على ياقته، و أنشأ يرفع أكمام قميصه تدريجيا.
أخذ خطواته نحو حطام الكأس، ممسكا جزأ حادا محطما.
-أتعلم لطالما فكرت..بأن معاملتك الحقيرة تجاهي منذ نعومة أظافري كان لها سببا وجيها.
وقف ناطقا بهدوء ما قبل العاصفة، كان يوالي والده الغير المهتم بظهره.
لكن سرعان ما إستدار تاهيونغ مطلقا قطعة الزجاج نحو هدفه، عنق والده.
إنتفض المعني بضعف، و أطلق شبه صرخة مكثومة، تحسست أنامله قطعة الزجاجة، و للأسف كان أضعف من أن يبذل جهد عناء إخراجها.
-ظننت أن والدي العزيز أراد تربيتي على أصول العائلة اللعينة كيم..إلا أنك و بالصدفة...
رجع بخطواته صوب والده، أهداه قبضة إندفاعية حشرت نصف طول الزجاجة داخل عنقه.
لم يوقفه والده، و ماله سوى خاضع ضعيف يإن بألم لتعذيب إبنه له، كما عذبه سابقا، و قتل آخر ذرة مشاعر متبقية.
-تكرهني بسبب مجهول، تحرمني من سعادة لم أرى لها وجود.
تراجع عن والده المقاوم للموت، أخذ منديل و جعل يمسح كفه الملطخة بدماء نجسة المصدر كما يعزم، و تابع قائلا؛
-سأبحث عن هذا السافل الذي دخل حياتي على غفلة، سأتأكد من موته بشكل تراجيدي كموتك الآن، ثم...
إستوقف الكلام شازرا والده من تحت جفنه بإبتسامة.
-سأعدل من قواعدك و بنودك، كونني سأغدو من يحكم بالمنظمة العليا، الآن إعذرني علي المغادرة، إلى لقاء آخر أبي.
خرج تاي من جناح والده مع موته، إخترقت الزجاجة شرايينه، كما إخترقت البرودة فؤاده.
لقد تغير...فمنذ المحاولات العديدة للقيان الحنان و عاطفة والده
قابله بالرفض و الإستنكار بأقسى الكلمات.
منذ ذاك الحين، تاهيونغ لم يستجد حنانه، ما لم يأبى أبيه منحه إياه بطيب خاطر.
تركه والده، وحيد يولد كرها باخعا تجاهه، بعد أن قتل كل آماله و أحبابه.
قتل آن مرينيا بيديه، ملاذه و مأواه.
~~~~~~
إكتسى السواد السماء، رقعت بأضواء نجوم كانت شهيدة على كل لحظة، كل ليلة إعتراف بالحب.
أفواها أو أجساد، و كل إثم خلق جراء الوضعية.
حالة محيطها كانت كالتالي:
اللون البنفسجي صبغ الأجواء، يصدوا صوت ألحان راقية، لتمسي هلتئذ صاخبة و مؤلمة.
الشيء الوحيد الجيد هو توفر الطعام بأنواعه، العمل على معدة فارغة لأمر سيئ، نصيحة طبيب جاهل لك.
ديبورا كانت بأسوء حالاتها، لا ينفك الناس عن التحدث معها، كأنها محور الكلام مثلا.
مهما حاولت الإستمتاع باللحظة تتشتت بنظراتها المصوبة نحو الفريسة.
هي تجيد ما تفعله عادة، الإصطياد، لكن مع وجود بعوض و ذباب، تتعقد الأمور.
حينئذ أوقفها وسيم ثلاثيني، طويل القامة أجنبي، شعر طويل نسبيا ينتهي إلى كتفاه، مربوط من الأسفل تاركا خصلات طويلة مموجة على جانبا وجهه.
للحظة هامت ديبورا بتفاصيل خلقه.
كان يمتلك زرقاوتان كالمحيط، بشرة مخملية اللون صافية، أنف مستقيم و شفتان متقوستان بإبتسامة ملتوية.
جذاب القسمات، ذو طابع يوناني.
إفردويت كانت تمتلك إبنا و هو كيوبد، لربما كان هو المستقيم أمامها بهيئته البشرية.
-آنسة بورا، لي الشرف بلقياك.
إستطرد مبتسما، سرعان ما وعت بورا على ما إنجرفت به.
ألقت نظرة على يده المعلقة، لتهم بمصافحتها متكلفة إبتسامة متوترة.
لم يكن جماله السبب بإرتباكها، بل نظراته التي إستبدلت بأخرى مرعبة.
-لم أدري أنا أملاك اللعين تاهيونغ فاتنة لهذا الحد.
غمغم الرجل بنبرة لعوبة، ما بناه من إعجاب بالجمال هدمه بسبب جملة صادقة.
كشخص يعمل لصالح رئيسه، من قدم له الحياة، يوجب عليه خدمته،تقديم الولاء و الوفاء لسيده.
حتى لو كان الأمر سخيفا كمغازلة مبتذلة مسيئة لسيدها.
كما أنها تحبه، لن تسمح لأحد إيذائه حتى لفظيا.
-حدودك أليخاندرو.
تهكمت ديبورا.
ما لبث الرجل إلى أن بدأ يقهقه كالمجنون.
بينما الأخرى تتفحص الأجواء باحثة عن الهدف؛ و من حسن حظها وجدته حيثما تركته، يتحدث.
-أتسمحين لي برقصة.
-إبتعد عني أيها اليوناني و ضاجع نفسك.
إستلت من محيطه، تابعة الرجل الكهل الذي أخذ بخطواته صعودا نحو الأعلى بقصره.
تحركت بالظلام آبية إظهار نفسها للعدد الهائل من الحراس.
إلى أن دخل هو لحجرته، صوب سريره مباشرة.
يتنفس بشكل السريع،أثر تقدمه في السن.
هذا المجال لا يليق بشخص مثله بعد الآن.
تمدد عليه مستلقيا، جعل من ديبورا تخطو تجاهه، ملقمة مسدسها.
-كنت أتوقع مجيأك آنسة الثعبانة.
حافظت على جمود ملامحها و سكونها، بينما ألآخر لايزال يتطلع إلى الصقف.
-في الحقيقة كنت متوقعا أي شيء من السيد تاهيونغ بعدما شك.
-شك بماذا؟
إستفسرت بورا.
-شك بولي المنصب.
بهدوء جرفت بورا بكلامه.
بغتة، أحست بأن شخصا ما يراقبها.
ألقت ناظراها صوب النافذة، لترى ظل شخص ما بالمبنى الأمامي.
تلاعبت بمسدسها بيدها، صانعة خدعة بخفة يدها.
أمسكت وسادة مهملة الموقع ثم علقت قائلة؛
-إذا سيد ثيسوس، ألي الشرف بقتلك؟.
فتح المعني ذاراعاه بضعف، و مازحها مردفا؛
-كلي لك يا عزيزتي، لكن..
نبرته، تغيرت من المزاح للجدية، مرخيا ذراعاه.
-إحمي تاهيونغ من أخيه، جوشوا كيم.
حذرها منذرا بعاصفة قادمة و ما هي إلا ملبية.
برفق أومأت، عقب ذلك تشديد قبضتها على الوسادة.
وضعت الوسادة على وجهه، مخفية قسماته المملوءة بالتجاعيد و الشيخوخة.
رفعت المسدس صوب الوسادة، تحديدا على موضع جبينه و همست متهكمة.
-das vidania.
بغتة، ضغطت الزناد، مطلقة رصاصة الموت و الوداع الخرساء.
ألقت نظرة على الدماء متناثرة هنا، و هناك.
صنعت خطواتها نحو النافذة المفتوحة.
على حين غرة، أطلقت رصاصة على ساق المتعقب وكتفه، منذرة إياه من سخطها و غيضها.
بعد الموت تولد حياة أخرى، و ما سيأتي مستقبلا، تهابه ديبورا لسبب مجهول.
~~~~~~~~
-تاهيونغ...أتممت المهمة.
تحدثت بورا الواقفة جوار سيدها.
بعدما أمر الحراس بالتخلص من جثة والده، و إستولى على جناحه، و مجموعاته من أرقى الخمر و أطوله مدة.
ما يصعب على أي شخص عادي جمعه.
حول نظراته لها بعدما كانت على المدفئة الملتهبة أمامه.
-أحسنت، إلى غرفتك الآن.
-تاهيونغ، بما أنني أمضيت ثلاثة سنين معك، و غدوت سلاحك ضد أي شخص تحمل سخيمة اتجاهه..لربما حان وقت مغادرتي.
قاطعت كلامه بحزم، لم تسأم منه بل سئمت من هاجس الكبرياء و البرودة بعد أن قابلها بالدفئ أول مرة.
ستحاول إظهار جانبه العطوف و جعله دائم الظهور.
رغم قوتها و صمودها هي تحتاج له، تحتاج ملاذه الدافئ.
لكن كيف لشخص فقد صفة أن يهديها لآخر.
-أنا من جماعة النمر الآسيوي،
حاملة لرمزك و ولائي لك على جلدي، أنا من ميزت من قبلك بلقب الثعبان السام.
-أطلب حق مغادرة جماعتكم و المضي قدما لوحدي، سأعطيك تميمتي، تذكار دخولي لأول مرة، و أنت ملزم بالخضوع لطلبي لاسيما و أنا أمتلك التميمة.
ناظرته ببرودة، كاتمة شوق و لهفتها لإخراج التعاطف، فهي الوحيدة بمن يثق، لن يجرأ على خسارتها.
بغتة، نهض تاهيونغ من مجسله، محشرا كفيه بجيوبه بشموخ و جمود، تلاقت أنظارهما، عبرا عن ما يخالجهما، ليفصله تاي مغمغما بحدة .
-إلى غرفتك.
-لكن..
-قلت إلى غرفتك، و لاتتحرشي بأعصابي!.
هتف شبه صارخا، إنتفخت أوداجه غضبا و قلة حيلة، و زادت حدة سماويته.
يمتلك سماء شاسعة العمق، فريدة اللون، تفوت جمال السماء الأصلية بدرجات.
هناك حيث تلاقي الألم، الإستنجاد، و العطف المهشم الدفين.
الحب، جعل من برودته و جموده اللذان يسكنانه، يبدو آمنا.
و ما لايزال عثرة على لسانه، ثقيل الوزن على صدره، محمي الخروج من كبريائه، ستعشو إليه مخرجة إياه.
~~~~~~~~~
جافنها الوسن تلك الليلة، بدلا من التحرك كل مرة مستنجدة بجنية النوم.
قررت مطالعة بعض كتب الحب الشاعرية.
لعلها تستفيد من تحسين غزلها المبتذل.
كانت ترتدي منامتها الأشبه بفستان الباليه للتدريب.
يكشف جزءا مجزءا من ترقوتها و صدرها، يمتلك فتحة ظهر تكشف لها عن وشمها وبضعة كدمات زرقاء قديمة جزاء التدريبات المكثفة.
قصير ينتهي فوق ركبتاها المزينتان بالكدمات القليلة، زخرفاته المصحوبة بقسمات نهاية الفستان تتمايل مع كل رقة حركاتها.
تزيد لها أنوثة مع كل تفتح القسمات بهيئة زهرة غاردينيا منفتحة بيضاء.
طرقات الباب أجفلتها و شتتت تركيزها بالكتاب.
دلوف تاهيونغ فجأة لغرفتها مغلقا الباب و تقدمه نحوها بإندفاع.
جعل منها مرتبكة، لا تدري التصرف.
حكم قبضته على معصمها، دفعها على جدار الغرفة الواسعة و إندفع معها.
كان الأخير مخاصرا إياها، ينظر لها بعمق و هيام.
تجرأ على البوح بما يخاجله من ألم و عشق.
-تاهيونغ، لا تجعلني أستخدم تدريباتك عليك.
ساد صمت مريب، و إندفق الهدوء مخرسا كل الأصوات المشتتة.
وتيرة أنفاسهما سريعة، كمن قام بجهد يستحق الحصاد بعده.
ناظراه تجولتا بين ظلام حدقتاها كمجرة سوداوية.
حيث ظهر لمعان مختفي إلا بحضرته.
مجرة مرصعة بأفلاك ونجوم متلألئة.
حول ناظراه لشفتاها المنفرجة، تتحرش بصبره المكبوث، و تزيده رغبة بالإستلاء على هدفه.
لاحظت قربه التدريجي، يصب همه لكرزتاها المحمرتين.
-تاهيونغ إلى ما تنوي فعل..
بتر كلامها إسكاته لها بطريقته،
لاثما شفتيه بخاصتها، موصدا كل المسافات بحبه النقي الصادق.
وهي لم تكن قادرة على فعل شيء سوى إيساع حدقتاها صدمة.
عبر عن حبه المتولد منذ أن أهداها أول إبتسامة.
كانت شفتاه تتباعد، ثم توصد مجتمعة، يداعب فكرها قبل مداعبته لجسدها، و يتغزل بروحها قبل تغزله بجمال محياها.
هي، باتت كل محور تفكيره.
هي من تبدأ الثورة و تنتهي بشفتاها.
هي من حافظت على النقاء و الصفاء، عزمت على سحب فؤاده المكبل للنور، محررة إياه من الظلام.
-أنت هي الغاردينيا خاصتي.
هو إختار مصيره ليزهر معها، هو إنسان محض للتلاعب بين القدر و النجوم، محض ظروف قاسية و هموم.
لم يختر حياته، ولا هي كذلك.
بدلا من الهروب و الإختباء خلف قناع القوة.
سيظهر ما لم يجعله كبريائه إظهاره.
ضعف رجل مكسور باكي، يستنجد بحضن الوطن.
بحضن أم راحلة.
و بدلا منها، هو يمتلك مثيلة لها.
التوليب قرر الإزهار رفقة غاردينيا منبوذا حق العيش بهناء، تحت ظروف الذبول و قسوة الشتاء.
~~~~~~~~~
آن مارينيا: غاردينيا و التوليب.
02:الفصل الثاني.
تم.
~~~~~~~~~
تاي جابلي سكتة قلبية.😧
الفصل القادم رح يكون فصل شرح لعلاقة تايبورا منذ أول لقاء، أي منذ ثلاث سنين.
التميمة اللي تكلمت عنها ديبورا، هي كقلادة بأول حرف إسم تاي. T
مزخرفة الهيئة، جماعة النمر الآسيوي (جماعة تاهيونغ ) لما تضم شخص لمجالها و يصير تحت سيطرة القائد.
بيعطوهم القلادة، تدل على أن الأسير من أتباع و أملاك تاهيونغ، و إذا الأسير يحتاج لشيء من رئيسه يقدم له القلادة،ليقبل له الطلب لكنه سينفى من الجماعة،و كدا اشياء ما أبي أكمل شرح ذا أسمو حرق.
ما تبخلو بالفوت و التعليقات💕.