قال الجد: هذا خطأ شنيع ومفسدة كبيرة يا ياسر؛ فيا بني إذا أدى السهر في الخير إلى تضييع صلاة الفجر، فيكون هـذا السـهر حرامًا.
تنهد الجد تنهيدة ثم جلس وهو يقول لهم:
اجلسوا ... اجلسوا يا أولاد ... لا بد مـن مراعـاة هـذه القاعدة:
قاعدة المصالح والمفاسد ... فهذا السهر كما هو مشـاهد ومعلوم يؤدي فيالغالب إلى مفاسد عظيمة وأعظمها مفسدة تضييع صلاة الفجر، والكسل طوال اليوم عن فعل الواجبات اليومية.
قال عماد: نعم يا جدي كما يُفَوِّتُ على نفسه خيرًا كـثيرًا؛ لأن من عقوبة السيئة السيئة بعدها؛ كما أن من ثـواب الحسـنة الحسنة بعدها.
قال الجد: نعم نعم أيها الابن المبارك؛ فعندما أرشد رسـولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى عدم السهر والسمر بعد صلاة العشاء لم يرد بـذلك إلا الخير للأمة.
سكت الجد قليلاً، ثم قال: فقد ورد - يا أحبابي - عن الصحابي الجليل عبـد الله بـن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال:
جَدَب لنا رسول االله صلى الله عليه وسلم السمر بعد العشاء.
يعني زجرنا؛ فالجدْبُ في اللغة هو عيب الشيء وذَمُّه.