من اجل الميراث

الفصل الثاني

وقبل ان تتحدث ام محمد مرة اخري فجأة نظرت بصدمه وخوف عندما لمحت  رنا ابنة السيده سُهير فقدت الوعي
ام محمد بخوف: هي البت ماتت هي كمان ولا اي
ام نجوي: فال الله ولا فالك يا ام محمد
بينما اسرعوا جميعاً نحوها ليساندوها ل احدي الغرف و لم يهتم احد من اخواتها وظلوا جالسون ب اماكنهم وهم يبكون ويدعون ل والدتهم ب الرحمه
..................................
علي الجانب الاخر بداخل منزل عائلة المُحمدي وخاصة في شقه اسر والد فرح
كانت تجلس فرح في غرفتها وهي تحتضن وسادتها وتبكي بشده علي فراق جدتها لطالما كانت أكثرهم تعلقاً بها ف جدتها كانت ب النسبه لها بمثابة ام ثانيه كانت هي الوحيده التي تسمع شكواها من تلك الحياه القاسيه بشده ل تتذكر ذلك اليوم التي ذهبت فيه ل جدتها وهي تبكي بشده عندما رسبت ب احدي امتحانات الثانوية التي تقام في الدروس
فلاش باك*
كانت فرح تبكي بشده بعدما علمت بأنها رسبت ب امتحان الجغرافيا هي كانت ب الأساس لا تحب ابداً تلك المادة وكانت تمقتها وبشده
ذهبت فرح بعد انتهائها من الدرس لمنزل جدتها ل تسرد لها ما حدث معها وتخفف عن نفسها قليلاً فهي ليس لديها اصدقاء ل تمرح معهم او تسرد لهم ما يدور بداخلها
دلفت لمنزل جدتها ل تجدها تجلس وهي تشاهد احد الأفلام العربيه القديمه وكان ابطال ذلك الفيلم ب الطبع عبد الحليم وشاديه ف جدتها تحبهم كثيراً كانت واقفه وهي تنظر لجدتها ثم ترددت للحظه ان تخبرها وكانت سوف تذهب مره اخري لولا نداء جدتها لها
سُهير ب ابتسامه: تعالي يا فرح مالك.؟
فرح: احم مليش
سُهير: هتخبي عليا يا فرح
فرح وقد بدأت دموعها تظهر مره اخري
فرح: انا سقطت ف امتحان الجغرافيا يا سو
سُهير: امتحان ايه هو الامتحانات بدأت!
فرح: لا ده امتحان ف الدرس
سُهير: طيب اهدي مفيهاش حاجه يعني عادي بتحصل واهم حاجه امتحان اخر السنه ده مش مهم عادي
فرح بدموع: بس انا بكره الجغرافيا اوي ومش بعرف احل حاجه منها اصلاً احنا ليه بناخد جغرافيا هنستفيد منها اي مش فاهمه
سُهير ب ابتسامه: هتستفادي منها كتير يعني مثلاً انتي عارفه ان لولا الجغرافيا دي مكنتيش عرفتي النهارده درجه الحراره قد اي والجو حر ولا حلو الصيف هيبدأ امتا والشتا هيبدأ امتا.؟
في عواصف ولا مفيش اي المحاصيل الي موجوده ف بلدك واي المحاصيل الي بلدك بتجيبها من بره كل حاجه موجوده وبتدرسيهَا اكيد ليها اهميه وأثر علي حياتك ومش مهم لو المره دي سقطتيِ ف الامتحان ده مهو اكيد محدش بينجحَ من اول مره و لازم علشان يبقي في نجاح يبقي في فشل بردو صح.؟
فرح ب ابتسامه: صح يا سو بجد شكراً اوي انا مش عارفه من غيرك كنت هعمل ايه
سُهير ب ابتسامه: اهم حاجه دلوقت تحبي الماده علشان الماده كمان تحبك لانك طوال ما انتي مش بتحبيها عمرك ما هتنجحِ فيها
فرح وهي تحتضنها: حاضر اوعدك هحاول انا همشي بقا علشان ابدأ احاول احب الماده مش عاوزه حاجه قبل ما امشي
سُهير ب ابتسامه: عاوزه سلامتك ربنا ينجحك ويسعدك
فرح: طوال ما انتي معايا وبتدعيليِ انا مش بخاف ابداً يا سو يلا باي هاجي بكره ان شاء الله واقضي اليوم معاكي
سُهير: ماشي هستناكيِ
باك*
عادت فرح من ذكرياتها وهي تبكي أكثر تفكر الي من سوف تلجأ الآن عندما تحزن وتأتي عليها تلك الحياه.؟!
من سوف يحتضنها ويخبرها انها قويه وانها كي تنجح لا بد ان تفشل اولاً.؟!
هل حقاً انتهي ورحلت جدتي ولن اراها مرة اخري لن اري ابتسامتها!
لا لابد انه مجرد حلم مخيف سوف استيقظ منه لا لا مهلاً انه ليس حلم انه مجرد كابوس مزعج حتماً سوف استيقظ منه
غفت فرح وسط دموعها التي تسقط و افكارها ان كل هذا ما هو الا مجرد كابوس مزعج
....................................
في صباح يوم جديد بذلك النادي كانت تجلس تلك الفتاه زهره وهي تمسك ب مذكراتها وتكتب بها
هل وجودنا بتلك الحياه فقط ل نتألم ل نبكي ونعاني!! ام انه لا بد من وجود سبب آخر لا استطيع ان اجده لطالما كانت حياتي بائسة منذ طفولتي فقط اعاني ولدت فقط ل اعاني وبسبب من اعاني بسبب من هم من المفترض اقرب الأشخاص الي امي العزيزه التي تزوجت بشخص اخر غير ابي وغادرت معه وتركتنيِ انا واخي دون ان تهتم لما سوف يحدث لنا بدونها وفي اكثر الاوقات التي تحتاج بها الفتاه ل والدتها لم اجد امي معي ولم اجد أيضاً ابي معي فهو لم يستمع لي يوماً ما لم يعبأ بحالي فما بها تلك الحياه الا يوجد سواي بها حتي تأتي عليه اين اجد تلك السعاده التي يتحدثون عنها.؟ وكيف سوف اجدها ما دُمت افتقد الأمان!! ولكن مهلاً انا قويه استطيع ان اعبر كل هذه الصعاب لطالما عبرتُ غيرها وكانت اشد قسوه.
تركت القلم عندما استمعت ل رنين هاتفها لتمسك به وتجد انه لم تكن سوي صديقتها رواء اسمها غريب اليس كذلك!! حسناً هي أيضاً استغربت حينما سمعت اسمها فهو غريب ومميز مثلها تماماً فهي غريبه حقاً تفعل اي شئ تريده ب اي وقت ولا يهمها اي شخص ولكن هذا ما يجعلها مميزه
امسكت الهاتف وأجابت عليها ل تستمع ل صوتها وهي تبدو غاضبه
رواء بغضب: انتي فين يا زهره
زهره بهدوء: ف النادي
رواء وهي تحاول ان تهدأ من غضبها: هو النهارده اي يا زهره
زهره: الاربع!
رواء: وده مش بفكرك ب حاجه خالص.؟
زهره وهي تفكر ل ثواني ثم انتفضت بفزع
زهره: الأجتماع والتصميمات يا رواء
رواء بصراخ: ايوا يا استاذه اتفضلي بقا فاضل نص ساعه ب الظبط علي الاجتماع اتنيلي شوفي هتعملي ايه وبسرعه
زهره: حاضر حاضر هروح البيت اجيب التصميمات واجي بسرعه
واغلقت قبل ان تستمع ل رد الاخري وهي تعلم أنه حتماً سوف تقتلها رواء اليوم بلا شك
......................................
بينما ب المنزل الكبير منزل عائله العُمري وخاصه في شقه حسن
كانت تجلس كلاً من ناردين ومنار وميرا وهم يشاهدون احدي المسرحيات المضحكه ويضحكون بشده ل تأتي والدتهم علي صوت ضحكاتهم
نهله بغضب طفيف: انتوا مشغلين التليفزيون جِدتكُم لسه ميته
ميرا: والمفروض نعمل اي يعني يا ماما وبعدين الحزن ف القلب مش ب الحوارات دي بتاعت نقفل التلفزيون وكل الحاجات دي
نهله بعصبيه: والله يا محترمه منك ليها المفروض التلفزيون مش يشتغل لحد لما يعدي علي الأقل اربعين يوم
ناردين: ليه يعني اربعين يوم
ميرا: وبعدين ماما انتي كده كده اصلاً مكنتيش بتحبي جدتي وكلنا عارفين
نهله بصراخ: بنت انتي بتقولي ايه
ميرا بلا مبالاه: بقول الحقيقة
ل تتلقي صفعه من والدتها فوراً بعد انتهاء جملتها تلك
نهله بعصبيه: الظاهر اني معرفتش اربي
نظرت لها ميرا بغضب و ذهبت لغرفتها دون ان تتحدث بينما نظرت كل من ناردين و منار ل بعضهم وذهبوا ل غرفتهم
.......................................
بينما في نفس المنزل ب الدور الثالث حيث شقه ماهر كان يجلس بغرفته وهو يمسك ب صوره والدته ويبكي بشده فهي كانت كل شئ ب النسبه له كانت اكثر شخص يهتم به و ب اولاده ف من سوف يهتم به و ب اولاده بعد الان.؟
ظل يبكي ويبكي بشده حتي سمع دلف ابنه عاصي
عاصي بحزن: بابا انت بتعيط
ماهر: ..............
عاصي: بابا ممكن مش تعيط علشان عمو محمد قال ان الراجل مش لازم يعيط
ماهر: لا طبعا مفيش الكلام ده اه الراجل لازم يكون قوي بس الرجل كمان عنده مشاعر ويقدر يعيط لما يحس انه مخنوق او انه خسر حد عزيز عليه يبقي لازم يعيط علشان يقدر يقف تاني ويكمل
العياط بيهون حاجات كتير اوي ومش غلط ان الراجل يعيط مهو الراجل ده برضو بني ادم لو عاوز تعيط عيط
احتضن عاصي بشده واخد يبكي معه علي فراق جدته الحبيبه لطالما كانت هي مصدر الامان و السعاده في تلك العائله
....................................
بينما بذلك المنزل الفقير حيث تسكن سمر خطيبه صقر كانت تصرخ بها والدتها وهي تجلس تمسك بهاتفها ولا تبالي بها حتي اقتحمت والدتها الغرفه
تسنيم بصراخ:انتي يا بت مش سامعه اني عماله بنده عليكي من بدري
سمر بلا مبالاه: عاوزه اي يا ماما
تسنيم: عاوزاكيِ تقومي تشوفي تل المواعين الي جوا دي تعمليها
سمر: لا طبعاً مش هعمل انا مواعين
تسنيم: وليه بقا يا بنت بطني
سمر: علشان ايدي ولما اتجوز هخلي صقر يجيب ليا خدامه اكيد
تسنيم وهي تنظر ل ابنتها بحزن: عيشي عيشه اهلك يا سمر بدل ما تفضلي تحلميِ تحلميِ وانتي طايره وفجأة تلاقي نفسك صحيتي علي كابوس
سمر: لا مش هصحي علي كابوس هصحي علي ڤيلا ف احسن مكان وعيشه احسن من دي مليون مره هبقي هانم وهلاقيِ الي يحترمني وهلبس لبس من احسن الأماكن
تسنيم: يخوفيِ من احلامك دي يا بنت بطني
سمر ب ابتسامه: متخافيش كل احلامي دي هَتحصل طوال ما انا معايا صقر وبيحبنيِ
تسنيم: وانتي بتحبيه.؟!
سمر: مش مهم المهم انه غني وهيبقيِ ظابط
نظرت تسنيم نحو ابنتها بحزن لتقول لها قبل ان تتركها وتذهب: مش كل حاجه المظاهر ولا الفلوس في حاجات تانيه اهم
......................................
في منزل رنا كانت تجلس مع ابنائها وابنتها تصرخ
حوريه بصراخ: يعني اي يعني يعني الفرح هيتأجل تاني طبعاً صح
رنا بهدوء: اهدي يا حوريه مش مهم نأجل شهر بس مش هيحصل حاجه
حوريه بدموع: لا طبعاً هيحصل هيحصل ان هو مش موافق واكيد كده هيسبنيِ زي الي قبله وانا تعبت انا بجد تعبت يا ماما مش هقدر دي هتبقي المره رقم 10 الي حد يسيبنيِ فيها
رنا بتفكير: خلاص مش هنأجل حاجه
حوريه: بجد يا ماما يعني هنعمل الفرح عادي كمان اسبوع
رنا  وهي تحتضن ابنتها: ايوا يا روح ماما هنعمل الفرح عادي
حوريه: ربنا يخليكي ليا يا ماما
...................................
بينما في منزل محمد وخاصه بغرفه قُصي كان يجلس هو وكلاً من اخواته تامر و عمرو
عمرو: تفتكر اي الي هيحصل الايام الجايه
تامر: يعني اي اي الي حصل مش فاهم.؟
عمرو: يعني مثلا دلوقت بعد موت جدتك الميراث المفروض هيتوزع تفتكر بقا كل واحد هيرضيِ ب نصيبه!!
قُصي بغضب: انت بتفكر ف ايه يا عمرو وبعدين احنا مالنا اصلاً انت ناسي انه مش من حقنا حاجه من الميراث ده
عمرو بهدوء: لا مش ناسي ومش بفكر فينا بس عندي فضول اعرف كل واحد فيهم هيبان علي حقيقته ولا لا
تامر ب استغراب: قصدك ايه ب هيبان علي حقيقته دي.؟
عمرو: قصدي......
#يتبع.