.
.
.
بعد أن أنهيا عشاءهما نهض جونغكوك من مكانه ليتجه نحو المطبخ فينهض تايهيونغ بعدها وهو يحمل صحنه ليردف جونغكوك قاطعا صمتهما :
"يمكنك أن تذهب للنوم الآن"
تايهيونغ محدقا بتوتر:
"ولكن..ماذا عنك؟.."
ليقاطعه جونغكوك مشيرا:
"أنا..علي أن أستحم أولا..هيا إذهب للنوم فأنت تبدو مرهقا"
ليذهب جونغكوك بعدها نحو غرفته فيخرج ملابس مريحة لأجل استحمامه ليدخل تايهيونغ وهو ينظر لسرير جونغكوك فيردف هذا الأخير محدقا به:
"ماالأمر؟..إنه أفضل من الكنبة"
تايهيونغ بتوتر:
"كلا..اقصد أجل..أشكرك"
أخذ جونغكوك ملابسه ليخرج بعدها متجها نحو الحمام بينما الأخر بقي يحدق ويفكر بأمر مشاركة السرير مع جونغكوك ليخرج غطاء آخر من الدولاب حتى لا يضطر إلى مشاركة نفس الغطاء معه أيضا، استلقى على ظهره فوق السرير وهو يصنت إلى صوت رشاشة الحمام ويفكر إلى أن بدأ بتذكر بعض الأحداث فيتذكر فجأة مشهد سقوطه بالبحيرة وهو يغوص بأغوارها فينهض منتفضا بذهشة:
"البحيرة!..أأجل لقد تذكرت"
بقي تايهيونغ يفكر بأمر عودته لزمنه فيستلقي ملتفتا للجانب الآخر إلى أن غالبه النعاس، وماهي إلا لحظات حتى يدخل جونغكوك وهو ينشف خصلات شعره بالمنشفة فينظر إلى النائم أمامه حيث كان مديرا بظهره له فيقترب الأصغر بهدوء متفقدا إن كان نائما أم لا ليجده نائما محدقا بتلك الملامح المثالية والتي تبدو رجولية بالنسبة له حيث كانت غرته منسدلة على إحدى عينيه ليستدرك جونغكوك فجأة شروده فيرمي بالمنشفة على المنضدة فيطفئ الضوء الغرفة ليستلقي بعدها بجانب تايهيونغ مغمضا عينيه بهدوء أما بالجهة الاخرى من السرير فتح صاحب الشعر الكستنائي عينيه بعدما شعر باستلقاء جونغكوك بجانبه فيلتفت نحوه حيث كان الأصغر مديرا بظهره له فقد كانت رائحته زكية جدا كرائحة الورود فور تفتحها في فصل الربيع ، اقترب إليه تايهيونغ بهدوء وهو يشتم عبير جونغكوك فقد ذكرته برائحة زوجته جونغهي ليحدق بابتسامة حزينة إلى أن تغرغرت عيونه وأظهرت بريقها بسبب اشتياقه و حنينه إليها إلى أن غفى مستسلما للنوم .
..
..
..
في الصباح التالي الساعة تشير إلى السادسة والنصف وهو وقت استيقاظ صاحب الشعر الغرابي حيث فتح عينيه على أجمل قمر يمكن رؤيته فقد كان نائما بعمق مع صوت تنفسه الخفيف وشعره الكستنائي المنسدل على عينيه فيستيقظ جونغكوك محدقا بهذا الملاك الذي ينام بجواره فيمد أنامله الرقيقة نحو وجهه مزيحا تلك الخصلات التي تغطي عينيه فيسرح بجماله للحظة مدققا بملامحه الرجولية الكاملة.
بعدما استدرك جونغكوك شروده انتفض باستقامته من على السرير متجها إلى الحمام تاركا تايهيونغ يغط في نوم عميق بعد أن لقي الراحة والدفئ بجانب جونغكوك ، بعد مرور بضع دقائق يخرج جونغكوك من الحمام بعدما اغتسل و جهز نفسه مرتديا زيه المدرسي ليتجه بعدها نحو المطبخ ليحضر إفطارا خفيفا وفي تلك الأثناء بدأ صاحب الشعر الكستنائي يفتح عينيه ببطئ إلى ان استيقظ فيجد مكان جونغكوك فارغا نهض تايهيونغ من مكانه ليسمع صوتا خارج الغرفة فيدرك بأنه جونغكوك ليسير بعدها خارج الغرفة متجها نحو المطبخ فيجد جونغكوك يعد الفطور بهدوء ليردف الأكبر محدقا به:
"صباح الخير.."
ليلتفت الأصغر محدقا:
"صباح الخير..يبدو أنك قد استيقظت باكرا"
أومئ تايهيونغ مبتسما:
"أجل فلقد نمت جيدا بالأمس.."
جونغكوك وهو يضع الأطباق على الطاولة ليردف الآخر محدقا:
"سأذهب إلى الحمام.."
جونغكوك مشيرا:
"ححسنا..يمكنك ذلك"
جلس جونغكوك لتناول طعامه بهدوء حتى لا يتأخر عن المدرسة فاليوم هو أول أيام الامتحانات إلى أن رن هاتفه ليجد والدته تتصل به فيرد عليها مجيبا :
"مرحبا أمي..كيف حالك؟"
الأم مخفية حزنها:
"أنا بخير عزيزي..كيف حالك أنت؟"
جونغكوك مقاطعا:
"بخير لاتقلقي..ولكن هو حال جدي ؟"
الأم بحزن:
"حالته لم تستقر بعد..إنه فقط يتبع علاجه الكيميائي"
جونغكوك بقلق:
"أتمنى أن يشفى قريبا.."
الأم مقاطعة:
"حسنا بني لن أطيل عليك..اتصلت بك لأتمنى لك التوفيق بامتحاناتك..انتبه لنفسك جيدا إلى اللقاء"
جونغكوك بحزن:
"إلى اللقاء أمي"
وقف تايهيونغ محدقا بجونغكوك والذي كان يمسح دموعه حزنا على جده فتلتقي سوداوتيه مع الأكبر فيأخذ فورا حقيبته المدرسية ليمسكه تايهيونغ رادفا:
"ماالأمر ؟..هل وقع شيء ما؟"
جونغكوك نافيا:
"كلا لم يحدث شيء..فقط جدي لم تستقر حالته بعد"
تايهيونغ وهو يمد يده نحو جونغكوك محاولا مسح دموعه:
"لا تقلق..جدك سيكون بخير أنت فقط ابلي بلاء حسنا بامتحانك وكن فتى قويا لتنال فخر والدتك"
في تلك اللحظة شعر جونغكوك بلمسات تايهيونغ على خديه وكأنها النسيم الشافي بما يشعر به ، كان تايهيونغ يحدق به وهو يمسح على خده بلطف ليمتعض الأصغر فيبتعد عنه محاولا إخفاء شعوره:
"ححسنا..علي أن أذهب الآن حتى لا أتأخر عن وقت الإمتحان"
تايهيونغ محدقا:
"حسنا..أتمنى لك حظا موفقا بامتحانك"
ليحمل جونغكوك حقيبته فيردف بهدوء:
"شكرا لك..إلى اللقاء"
لوح تايهيونغ له مبتسما بخفة:
"إلى اللقاء"
غادر جونغكوك بعدها المنزل بينما الآخر بقي ينظر حوله وكأنه شعر بإحساس الأصغر وحزنه ليحاول أن يخفف عليه فاتجه نحو المطبخ لينظف الصحون محاولا تقليد جونغكوك بذلك فقد كان يراقبه عندما يقوم بغسل الأواني وترتيبها .
..
..
..
مر الوقت سريعا وحان خروج جونغكوك من الصف برفقة صديقه جيمين بعدما أنهيا اجتياز الامتحان ليردف جيمين مخاطبا جونغكوك وهو يحاوط رقبته:
"لقد كان امتحان الرياضيات سهلا أليس كذلك"
أومئ له جونغكوك بشبح ابتسامة:
"همم..صحيح"
ليلاحظه جيمين فيردف بقلق:
"ماالأمر؟..هل طرأ أمر ما ؟"
حرك جونغكوك رأسه نافيا :
"كلا..أنا فقط أفكر بأمر جدي وحالته الصحية"
جيمين مربتا:
"لا تقلق ياصديقي..أنت فقط يجب أن تكون قويا في هذه الفترة وأنا متأكد بأن الأمور ستكون على مايرام "
جونغكوك مقاطعا:
"أنا خائف جدا جيميناه"
جيمين مواسيا:
"لا تخف..فأنت لم تعد طفلا صغيرا أنت الآن أصبحت شخصا راشدا وعليك أن تكون قويا"
حدق جونغكوك بحزن ليردف بهدوء:
"حسنا..سأحاول أن أكون قويا لأجل والدتي فهي حزينة جدا"
كان جونغكوك يسير برفقة جيمين بأحد الشوارع التي تقرب بيته حتى لمحهما شخص يبدو وكأنه يعرفهما ليقترب منهما وهو يحمل كرة السلة بيده وبجانبه يقف شابين بنفس عمره فقد كانوا يكبرون جونغكوك وجيمين بسنة واحدة فيلمحه جيمين لينكز جونغكوك مشيرا لهم:
"ماالذي يفعلونه هؤلاء المتعجرفين هنا؟"
جونغكوك محدقا:
"لست أدري..حسنا لن نهتم لهم"
كان ذلك الفتى يسير متجها نحوهما وهو يداعب تلك الكرة بين يديه ويبتسم مع رفاقه بخبث إلى أن اقترب إليهم رادفا بسخرية:
"انظروا ماذا لدينا هنا..المتحاذق وصديقه فتى المطاعم..همم كيف حالكما؟"
حدق جيمين بصديقه جونغكوك ليردف بعدها بانزعاج:
"ماالذي تقصده ياهذا؟..هيا ابتعد عن طريقنا فنحن لسنا متفرغين لك"
الشاب بابتسامة جانبية:
"تشه..حقا؟..حسنا ولكن ليس قبل أن نسوي حسابنا السابق"
جيمين بانزعاج:
"يبدو وأنك لم تتعلم الدرس بعد"
جونغكوك مقاطعا:
"دعك منه جيميناه..سأعطيه مايريده"
ضحك الشاب بخبث رادفا:
"همم..هذا جيد.."
ليقطب جونغكوك حاجبيه مخاطبا الشاب بغضب:
"حسنا..ماذا تريد الآن؟ "
الشاب مبتسما:
"سنلعب جولة أخرى مارأيك؟"
رمى جونغكوك محفظته جانبا ليخلع بعدها سترته مقتربا بغضب:
"حسنا..أنا موافق..هيا لننهي هذا الأمر سريعا"
الشاب مستفزا:
"حسنا قبل أن نبدأ..يجب أن نرد الدرس إذا فزت عليك "
جيمين مقاطعا:
"ماالذي تقصده ياهذا؟.."
جونغكوك مشيرا لجيمين:
"حسنا اتفقنا"
جيمين مقاطعا:
"جونغكوكاه..دعنا نذهب أرجوك"
جونغكوك بغضب:
"هيا لنبدأ"
رمى الشاب الكرة عاليا بالمنتصف فيتقدم جونغكوك لالتقاطها سريعا ليبدءا اللعب بينما الآخر يحاول أخذ الكرة منه ولكن جونغكوك كان أسرع منه ليرميها نحو السلة فيحرز هدفا ساحقا، غضب الشاب بشدة فيشير لأحد أصدقائه بأن ينضم للعب معهم مما أزعج ذلك جونغكوك فيتوقف رادفا بغضب:
"ألم تقل بأنها ستكون مباراة نخوض نحن فقط؟"
الشاب بابتسامة خبيثة:
"أنت يجب أن تلعب فقط بدون أن تتدخل بالقوانين وإلا ستجلب المتاعب لنفسك"
جونغكوك بغضب:
"وهل تقوم بتهديدي؟"
ليلتفت الآخر لرفقيه مبتسما :
"همم..مارأيك؟"
رمى جونغكوك الكرة بعيدا ليحمل بعدها سترته مغادرا فيوقفه الشاب مستفزا:
"أجل ستهرب الآن كالفتاة..أنت سوى جبان وغبي"
كانت هذه الكلمات مستفزة لجونغكوك وقبل ان يذهب التفت متقدما نحو الشاب ليلكمه على وجهه فيفزع جيمين بما فعله صديقه ليقترب منه فيسحبه من ذراعه:
"هيا جونغكوك دعنا نذهب أرجوك..إنه يستفزك فقط"
نهض الشاب بغضب شديد بعدما شعر بألم اللكمة على وجهه ليصرخ بغضب :
"أيها السافل..كيف تجرأ على لكمي"
جيمين مقاطعا:
"هذا لأنك استفزيته أيها الحقير"
ليتقدم الشاب نحو جونغكوك فيمسكه من ياقته:
"تبا لكما..لن أدعك تفلت بفعلتك أيها السافل"
فيمسكه أحدهم من ذراعيه فيلكمه الشاب بقوة إلى أن نزفت شفاه جونغكوك فيصرخ جيمين محاولا الدفاع عن صديقه:
"ابتعدا عنه أيها السفلة..سألقنكم درسا"
دفع أحدهم جيمين إلى أن سقط على الأرض فيوجه إليه ركلة على ظهره فيحاول هذا الأخير النهوض بصعوبة بينما جونغكوك يتلقى الضربات من الشاب والأخر يمسك ذراعيه فيركض جيمين باحثا عن من يساعده فيخطر بباله تايهيونغ فيركض نحو بيت جونغكوك فقد كان على مقربة من الملعب إلى أن وصل إلى البيت حيث كان تايهيونغ مستلقيا على الكنبة منتظرا عودة جونغكوك إلى أن سمع صوت جرس الباب فينهض مسرعا لرؤية الطارق ظنا منه أنه قد يكون جونغكوك فيفتح الباب بشوق ليجد سوى جيمين وهو يلهث فيردف مستغربا:
"مرحبا جيمين..أين هو جونغكوك؟"
التقط جيمين أنفاسه ليردف مشيرا:
"هيا أرجوك هيونغ أسرع..جونغكوكي في خطر"
تايهيونغ مقاطعا بفزع :
"جونغكو..كي..خذني إليه"
جيمين مستوقفا:
"مهلا..هل ستذهب مرتديا خفا منزليا؟"
تايهيونغ محدقا:
"وماذا أفعل؟"
ليأخذ جيمين حذاء رياضيا من أحذية جونغكوك ليمده إليه رادفا:
"ارتدي هذا..إنه لجونغكوك ولكن لابأس لن يمانع بذلك"
ارتداه تايهيونغ بسرعة ليردف بقلق:
"حسنا..هيا لنسرع إليه الآن"
.
.
.
* انتهى *