أنتِ ذراعي ،لم تَكُنِ يومًا صديقة
╺────────╸⋆╺────────╸
جسدهَا كان عاجزًا عن الثبَات في سرِيرها ، وضُوء الشمس الذي كسر ظلام غرفتها جعل ملامحها تنكمش عبُوسًا ،
الصباح ، الوقت الذي تكُن له الكثِير من الكرَاهية ولا تتقبله ، ولو قليلًا . لكنهَا مُضطرة لان تستفيق به وهذَا ماتعتبرة أغتصَاب لحقُوقهَا .
توقفت عن التفكِير وبدأت بفتح عِينيها ببُطئ بعد أن شممت رَائحة السجَائر القُوية، رَائحة رجُل لا تعُود لوالدهَا. استوعبَت فجأة ' إدرِيان '
بينمَا هُو يجلس على السرِير يُحدق بهَا بأبتسَامة مَاكره وسِيجارة بين شفاهه . شعرهَا المُتناثر أعطاه الفرصة لأن يقترب منهَا ويبدأ بأبعَاده عن وجههَا " صبَاح الخِير " نبس بودِيه أمامهَا ينظر لتعابِير وجهها المصدُومة .
" ماذَا تفعل فِي الصبَاح هُنا؟." نبست بذهُول . تعُود ملامحهَا لطبيعتهُم ، واخذت تُحدق به لثُوانٍ قابلهَا هُو بنفس النظرَات وأستمتاع واضح .
كان يتأمل عِينيها بهِيام ، يرَى عبرُهم مجرَات سُودَاء ولمعه بسِيطة يُمكن رُؤيتها فقط عبر هذَا القُرب. شُيء بعينهَا جذبه إلى حدٍ كبِير ، وخَلف هذِه الجَاذبِيه بحُور غِير مُستقره ، مُتزعزعة وخَائفة .
رأت أنعكَاس رُوحهَا دَاخل حدقتِيه بشكل ارعبهَا وجعل شُتى المشَاعر تقتحم وجدَانها . قاطعته تبتعد عنه " توقَف عن التحدِيق بي هكذَا ، أنتَ تُخيفني ."
أبتسم يعُود لوضعِيته قبل قلِيل ، وأخذ يسحب سمُوم سِيجارتة بينمَا ينظر لهَا " لديكِ عينين مُمِيزه ." أفصح بأبتسَامة ثابتة يُخرج مع كُل كلمة كُومة من الدُخان .
" إدرِيَان ... توقف ." أفصحت بسخَط مُنزعجة من برُوده
مرّ صُوتهَا عَلى أذنه بطرِيقة لطِيفة من ما جعله يبتسم على طرِيقة نطقهَا لأسمه ، حِيث تمتَد حرُوف أسمه وكأنهَا تتدلع " حسنًا سأصمت ." اغلَق عِينيه يُعيد رَأسه إلى الخلف .
" لا. أخرج من الغُرفة ." نبست بأبتسامة مُستفزة تلعَب بها علِيه .
رطَب ثغره " أعتقَد أن بيننَا أتفَاق؟ من يُسقط الأخر فِي حجره أولًا." رَاوغهَا مُتعمدًا . يستمتع بتغِير تعابِيرها إلى أخرَى غير مُعجبه بمَا يقُول " حسنًا سأخرج ، ليس هُناك دَاعي لأن أرَى تعابيركِ هذِه ." أفصح يقف من مكانه ، ويضع سُترته فُوق أكتَافه ،
" بالمُناسبة .. رَائحة شعركِ تشبه الماضِي ." اخبرهَا أثناء خرُوجه يتجَاهل تسَاؤلات وجهها المُلحه على معرفة مَا يقصد ، لكنه تعمد زرع نفسه فِي رَأسه حتَى لو لم ترغَب هي بذَلك .
خرج مُتجهًا الى غُرفتة التي من المُفترض أن يكُون بهَا ، وجد أمَامه أدِيسُون ورِيڤو ،
يجلَس أحدهُم على طرف السرِير بينمَا جلَس ريڤو على الأرِيكه يمد سَاقيه عليهَا ويلعب بهاتفة .
وقَف أدِيسُون من مكانه ينظر إلى إدرِيان بضِيق وأنزعَاج " أين كُنت مُنذ الصبَاح الباكر ؟." نبس بغِير رسمية معة .
أنتبه رِيڤو لدخُول إدرِيان بعد سُؤال أديسُون المُتهكم ، مما جعل حاجبيه ترتفع إلى الأعلى ببعض الصدمة والتعجُب .
تحدث إدرِيان أسفل أنفاسة يُحملق بحده فِي وجهه أدِيسُون " لاحظ نبرتكَ أدِيسُون ، وكم مرة علي أخبَاركَ أن تتوقف عن تصرفَات الزُوجة معِي ." سخر فِي نهاية كلامة بينما يسير إلى الحمَام مُتجاهلًا اسألته .
" لما لا تُجيبني فقط ، أين كُنت؟ ." رفع يديه ليضعهُم على خصره بينما يستدِير ليوَاجه إدرِيان ، ينظر بأصرار لمعرفة مكانه .
" الأن بهذِه الوقفة تبدُو زوجة حقِيقية ." استهزء رِيڤو يتحدث أثنَاء قهقهتة على الأخر .
زفر الهُواء وتحدث تحت أنفاسه " كُنت مع امرَأة ، هل سترطم وجهكَ حزنًا الأن؟."
اخرج زفيرًا واغلق عِينيه بيأس " أرجوكَ أخبرنِي أنكَ كُنت مع خادمة ما ولم تكُن مع المُتعجرفة تلك .! "
" كُنت مع المُتعجرفة تلك ." اخبره ببرُود أثنَاء أنتزاعه القمِيص من على جسده .
قلب عِينيه بعدم رَضى لا يُعجبه ما حدث ، صُوت إدرِيان اخترق اذنه وهُو يُهدده بجدِيه " لا تقلب عِينكِ بتلك الطرِيقة والأ سأقتلعهُم ."
رطب ثغرة يُعيد رباط جشأه " أعتذر "
" اخبرتكَ أن رجالِي لا يعتذرُون ، هل نسِيت القَاعدة ؟؟." سأل يستدِير له ويرفع طرف حاجبه كتحذِير .
نظر أدِيسُون إلى رِيڤو الذي أبتسم بخُبث ثُم أعاد نظره الى إدرِيان وتذكر عدد الأعتذَارات التي قدمهَا إلى أوجِين ، أبتسَم بغبَاء مُفرط " بالطبع لا ، القوَاعد لا تُكسر ." أبتلع رِيقه عندما لم يُحرك إدرِيان عينيه من عليه لفترة .
همهم بشك يستدِير الى المرآه .
لعن نفسه ، لو أن رِيڤو انزعج منه قليلًا سيفضحه أمَام إدرِيان بدُون أم يرف له جفن ، بل وحتَى سيُساعدة لأيجَاد أكثر العقُوبات قسوه .
نظر بطرَف عِينه إلى رِيڤو الذي أتسعت أبتسَامتة خُبثًا وشرًا ، قابله بأبتسَامة مُتصنعة ولعنه تحت أنفَاسة .
╺────────╸⋆╺────────╸
أرتفعت أشعه الشمَس حتَى أصبحت وَاضحة فِي السمَاء وأصبحت أشعتهَا تدخُل إلى الأمَاكن المُعتمة ، ومنهَا إلى حدِيقة السِيدة لُوسين ،
أنعكست أشعة الشمس على وجهها مما تسبب بأنزعَاج تعابِيرهَا ، للتُو كانت مُستمتعة بالسمَاء الزرقَاء الخالية من الشمَس .
تنهدت تقف من كُرسيهَا تهم للدُاخل وأيقَاظ الفتَى المُدلل عندهَا .
سَارت بِين اروقه منزلهَا الكبِير ذُو النوَافذ الكثِيرة ، يطغَى الأبيض على الجدرَان وبعَض الزرعَات الصغِيرة في أركَان المكَان ، تُضيف جمالية أكثَر .
أخذت تصعد السلالم تتجه إلى غُرفته ، وبدُون أن تطرق البَاب فتحتة تقف أمَام سرِيره بذرَاعين معقُودة قُرب جسدهَا ، بينمَا هُو يعِيش احلام اليقضى ،
ينَام على بطنه ببجَامة قطنيه قصِيرة . حدقت بأستهزَاء ، طفلين كلاهُما يمتلكان عادَات غرِيبة لا تمت للبشر بصلة ، هذَا ينام عارِي الصدر ويرفع مُؤخرته قليلًا ، والأخرَى ... اوه الأخرى أخر مره وجدتهَا تنَام فِي حوض السبَاحة بينمَا تضع لبَاسها الدَاخلي فُوق رأسهَا .
لم يأخذَان أسلُوبهَا والرِقي فِي حركَاتها ، كُل ما حصلُوا عليه حُب النفس والشمُوخ ، ألا أن لابأس فِي ذلك ، حتَى لا تبقَى قلقه طِيله حياتها عليهُم ، لن تخَاف من أن يكُون أي أحد تهدِيدًا لهُم .
أقتربت من أيرَل ورفعت يدُها إلى الأعلَى لتُنزلها عَلى مُؤخرتة بسُرعة البرَق ، من ما جعل صُوتة يخرُج بقُوة مُزلزلة المكَان ، يملئ أركَان القصر ، وشهقة تبعته أثناء وقُوفة بأستقامة أمام والدته ، ينظر بألم وعبُوس " ألا يُمكنكِ أن تكُوني رقيقة معي !!." تحدث بعد أن أستوعب ان والدته خلف الضربة ،
أبتسمت بجانبِية تنظر بأستمتاع إلى وجهه " عندمَا تكُون شخصًا راقِي سأجرب أن أعاملكَ بالطريقة نفسهَا ." نبست " والأن أنزل لتنَاول الأفطَار وأستعد للذهَاب لمدرستكَ ." أكملت تستدِير إلى الخَارج ، بينمَا أيرل ألتزم الصمَت يُحدق بهَا بأدب .
رمَى بعدهَا جسده على السرِير يُتمتم بكلمَات شُبه مسمُوعة لنفسة " اكره المدرسة ." ثُم دفن رأسه فِي الوسَادة ليصرخ بصُوت قوِي ومبحُوح يُنفس عن غضبه ،
أصبح فِي التَاسع عشرة ولازَالت تُعاملة على أنه طفل قاصر .
يرغب بترك المدرسة وهذَا حلمة الوحِيد .. لِيس الوحِيد لكنة الأفضل .
نزل إلى الأسفل ليجد وَالدته تجلس عَلى رَأس الطَاولة بينمَا تبدأ بالأكَل ، أقترب منهَا بأبتسَامة وردِية لطِيفة " صبَاح الخِير مامَا ."
" صبَاح الخِير حبِيب مَاما ." أردفت بنبرة مُعاكسة لنبرتهَا فِي الأعلى ، وكأنهَا شخصًا أخر ،
جلس بجَانبهَا وأرَاد التذمر حُول الفطُور ، لكنه شخص يُحب حِياتة ، ووالدتة لا تدعَم حُرية الرأي .
" أظن أن الفطُور هُو خِياركِ ؟ ، لديكِ ذُوق رفِيع فِي أختِيار كُل شيء ." أبتسم بزِيف ، ينظر ببرَاءة ويرمَش بين الحِين والأخر .
نظرت لفترة طوِيلة إلى ملامحة " ليس من أختِياري ." سقطت ملامحَة إلى أخرَى مصدُومة ثُم أبتسم يتنفس برَاحة " اوه الشكر لله ، كُنت أعلم أنه ليس ذُوقكِ ، أعني من يأكُل الشُوفَان بالحليب فِي الصبَاح ، وطعمة مُقزز لا أطِيقة ، وأيضًا يكُون طعمة حلُوةٍ ، يالهي كُنت أكتم ذَلك فِي قلبي من شهُور ." أخرج كُل مَا بدَاخله دُفعة وَاحدة يُنفس عن ضِيقة صدرة ،
بقِيت لُوسِين مصدُومة من كلامة ، إلا أنها صمتت تُحملق به بهدُوء ،
وقف يقترب منها يضع قُبلة على وجنتهَا " سأذهب الأن ، أُحبكِ." نبس يُريد الخرُوج لكن صُوتها أوقفة " هل كُنت فِي حفل لِيلة أمس؟."
أستدَار ينظر إليهَا وأومأ برَأسه كأجابة عَلى سُؤالهَا " جَاك من نظم الحفَل ؟ ." سألت مُجددًّا ،
" أجل ." أجاب يقترب منهَا " لمَا السُؤال؟ ." أضاف بعدهَا ،
أجَابتهَا كانت رفع الجرِيدة بوجهه عَلى خبر وجُود جثة لأبن سِياسي فِي حمَامات الفُندق .
" هل شقِيقتكَ لدِيها يد فِي المُوضوع ؟؟." سألت بينمَا تُنزل الجرِيدة لتنظر فِي وجهه مُباشرةٍ ،
" بالطبَع لا " نبس يُبعد حدقتيه عنهَا إلى مكَان أخر ،
" حسنًا أصدقكَ ، لكن أن علمت أن... " قاطعهَا يُمسك كفهَا " لم يكُن خطأهَا أمي ، جاك هُو الذي قتله ." أستسلم قبل أن تشن التهدِيد حتَى ،
همهمت له " حسنًا سنحل المُوضوع ، أنتَ أذهب إلى المدرسة الأن ."
قبل وجنتها مُجددًّا وسَار إلى الخَارج .
رفعت هَاتفها تبحث عن أسمهَا ، حالمَا وجدتها أبتسمَت وبدَأت بكتَابة رسَالة نصِية تبعثهَا لهَا ،
اغلقت الهَاتف بعد انتهَائها وأخذت الحقِيبة من على الطَاولة تتجه إلى شركتهَا .
╺────────╸⋆╺────────╸
عضت شفتهَا السفلَى بقهر وأنزعَاج تنظر إلى عدِيم الكرَامة والأحسَاس يقف أمامهَا مثل الجدَار المتِين ، يُقرب وجهه منهَا بأستفزَاز يُعكر صبَاحهَا ويجلُب الشُؤم لبقِية يومهَا .
سحبت نفسٍ تُهدء نفسهَا لكن بدُون جدُوه ، وجُودة قَادر على تدمِير أعصَابهَا ، ليُضيف تعبٍ أخرَى فُوق درَاستهَا ، وهُو لا يشعَر بها وبمدَى تأثيره السلبِي فِي حِياتها ، لا يهتم سُوى بنفسه .
نظرت بصرَامة وقرف تتحدث بتهجُم وجفَاف " مَاذَا ؟؟!." وجُوده عبئًا ثقِيل على صدرهَا .
نظر ببرُود يُحرك مُقلتيه على كَامل وجهها ، يتفحصهَا قبل أن يقترب بجسده أكثر ، يضع سِيجارة تُوشك على الأنتهَاء فِي فمه ليسحب أنفَاسه منهَا ، برُوده كفِيل بأستفزَازهَا وزِيادة رغبتهَا بقتله ، تمزِيق تلك الأبتسَامة الجانبية ، أقتلَاع عِينيه من مكانهمَا حتَى لا ينظر لهَا مُجددًّا .
كانوَا يُفكرَان بالفكرة نفسهَا بمُختلف الأسبَاب ، هُو رغب بتشوِيه وجههَا حتَى لا ينظر أحدٍ لهَا ، لتبقَى له ، ملكه. لكن مَا يُعيقه هي الكرَاهية التي تمتلكهَا ناحِيتة ، هي تبغضة .
أزدَاد غضبه لفكرة فِي رَأسه ، هلوسَاته " أمسحِي اللعنة التي على وجهكِ قبل أن امحِي ملامحكِ ." حَاصر جسدهَا حُول سِيارته يُلقي أوَامره " لا تستفزِيني ." تَابع بعد أن رَأى عِينيها البَاردة وملامحهَا المُنقرفة ،
تنهدت قبَل أن تتحدث معه للمرة الأخِيرة لعله يفهم " أدِيسون ، إلى الأن أُحاول الحفَاظ على أحترَامي لكَ حتَى لا يتأزم الأمر أكثر ولأجل أخِي أيضًا ، لكن أن فكرت بالتطَاول معي سترَى وجهًا لا يّعجبكَ أبدًا ." هل يظن أنهَا أمرَأة ضعِيفة ؟ سِيرمي أوَامره مُتوقع منهَا السِير بهُم ؟!.
سحب نفسٍ طِويل ببرُود يأخذ وقت العَالم كله ، لا يُفارق عِينها الصَارمة أو أستقَامة ثغرهَا غيضًا منه .
كانت تُحدق بظلَام عِينيه الذِي أزدَاد مع مرُور الوقت ، وغضبه أخذ حِيزًا كبِير فِي دَاخله ، البرُود فِي ملامحة توحِي لمن أمامه أنه لا يهتم ، لكن اللهيب دَاخل حدقتِيه تُشعرهَا أنه سِينفجر بأي ثَانية الأن ،
لِيس وكأنه يهمهَا أي من اللعنة التي يُظهرهَا ، حدقت ببرُود وهدُوء تنتظر ما سِيفعله ، بنفس الملامح التِي نظر بهَا لهَا .
أرتفع ثغره بأبتسَامة مُستمتعة جانبِية ، ومد يده ليُمسك فكهَا بقُوة ويرفعة حِيث وجهه، يضع قُبله خفِيفه على شفتِيها ثُم همَس بوتِيرًا خَافت مُستمتع " هل حبِيبتي تُقلد حبيبهَا ؟؟." أبتسم بأتسَاع أكبر وهُو ينظر لتوسع حدقتيهَا بصدمة ،
تجعدت ملامحهَا قرفًا من قُبلته وقُربه .
أنحنَى يسحب الكحُول من دَاخل سِيارتة ليستعملَه بدلًا من المَاء ، وأخر مندِيلًا من جِيب سترته الدَاخلي ،
بلل المندِيل بالكحُول ، وأمسك فكهَا بقُوة يعتصره بين أصَابعه ، ثُم بدء بمسح شفَاهها وجفُونهَا ، يمحِي أي ذرة من مسَاحيق التجمِيل على وجهها ، وضع قُبله على وجنتهَا وأبتسم بأريحِية " هكذَا أجمل ."
للحظة ، للحظة وَاحدة شعرت التعب فِي كامل جسدهَا ، ارَادت الأنهِيار والسقُوط ، التوقف عن التظَاهر بكُل القُوة التي لا تمتلكهَا ،
لا يُمكنهَا العِيش طُوال حِياتهَا مع شقِيق المُوت ، لا يُمكنه تقِيّد أمرَأة حُرة ، ليس من حقة ، ألا أنه أرهقهَا بعدم الأستمَاع ، تعبت من الأعَادة فِي كُل لقَاء معة .
وعَلى الرغم من كُل التعب ، والأرهَاق والأحبَاط الذِي تملكهَا ، رفعت رأسهَا مُجددًّا تنظر له بأصرَار أكبر .
أن صمتت ، أو توقفت عن المُحاربة لأجل نفسهَا ، ستكُون مثلهن ، قليلَات حِيلة ، ضعِيفة مُستسلمة ،
أمرَأة سلمت نفسهَا لقَاتل حِياتهَا .
وذَلك لن يحدُث معهَا ، لأن أن كان أدِيسون يُحب أن يعِيش دُور الملك الطَاغِي عليهَا ، فهِي ستلعب دُور الشعَب الثَائر ضد طغِيانه .
التورط مع أمرَأة عنِيدة قوِية ، تُحب أنقَاذ نفسهَا من الظلم والجُور الذِي يُريد مُمارسته عليهَا لكونه ذكر فقط ، لأنه يرَى القُوة فِي التمتع بعذَاب الأخرِين ، لذَا ستعِيش لتستمتع بعذَابه وهِي تسِير فِي كُل الخطُوط عدى خطاه .
أبتسمَت ببرُود تنظر إلى ملامحة التي انخفضت رُويدًا رُويدًا حتَى أستقَام ثغره بغِيض من فعلهَا ،
" أمسح مسَاحيق التجمِيل ، وأزل ثِيابي التي لا تُعجبكَ ، يومًا ما سأفعل الشِيء نفسة تمامًا ... لكن معكَ ." بعد كُل كلمة كانت تقُولهَا ملامحة تنزعج أكثر ، وهي تستمتع أكثر ،
قُوَانين الحِياة لا تسِير وفق مفَاهيمه فقط ، يظن أنه الاقوَى لأنه رجُل ، وأنهَا الأضعف لكونهَا أمرَأة ،
الحقيقة التي لن يتقبلهَا هُو وأمثَاله ، أن القُوة الجسدِية ليست الأهم فِي عالمنَا ، الأكثر أهمية هو العقل ،
لا يعِيش جسدٍ قوِي دَاخله عقل غبِي ، لكن العقل القوِي في الجسد العادِي يستطِيع أن يُحطم قُوانين أي بلطجي .
أستدَارت تذهب من هُنا تتركة فِي مكَانة ، مُتصنمًا يمنع نفسه من أن لا يضرب رَأسها فِي زُجاج السِيارة ،
رجُل مثله لا يفهم صِيغة النقَاش ، كُل ما يعرفه الضرَب والتهدِيد ، لأنه غبِي ، لن يستوعب هذَا الحجم من الحدِيث .
╺────────╸⋆╺────────╸
حدقت أمَامها بعِيون عَاشقة ، وحُب لا يُوصف ، حبيبهَا الذِي يكون معهَا في كُل مصَائبهَا ، سندهَا عند السقُوط ، الشِيء الحقيقي فِي حياتهَا المُزيفة ... سرِيرهَا .
فرَاقه صعبًا عليهَا لكنهَا مُضطرة ، ليس فِي اليد حِيله ، فأن بقِيت ستنفذ أموَالها ، وتعِيش فقيرة مُجددًّا ، وهذَا كَابوسًا لن ترغب فِي عيشه .
سحبت حقِيبتهَا تخرُج من المنزل الصغِير الذي أحتضنهَا ، تتجه إلى المدرسة ،
رغبتهَا كانت التخلص من المدرسة إلى الأبد ، فوجدت نفسهَا تقُوم بالتدرِيس هُنا ، الحِياة غِير مُنصفة البته ، احلامهَا تلاشت ولم تستطِيع التمسك بأي منهم ، لم يبقى لها سُوى هدفًا وَاحد وهو الوحِيد الذي تحقق نصفه على الأقل ، جمع المال وشرَاء منزل ،
لم يكُن منزل حقيقي ، كان غُرفة مُتوسطة الحجم وحمام ومطبخ ، وغُرفة جلُوس ،
سيبدُو لأي شخص أن المكَان صغِير جدًا ، لكنه كبير بالنسبة إليهَا ، مسَاحة حُرة بعِيدة عن والدُها الظَالم ،
هِي حُرة وهذَا مارغبت به طُوال حِياتها .
تنفست تسِير بين ممرَات المدرسة ، تتجه الى صفهَا ،
توقفت أمام البَاب تتنفس بهدوء تُخرج كُل طَاقة سلبِية دَاخلها ، ثُم أغلقت زر قمِيصهَا وأخفت هَاتفَا فِي جيب سترتهَا ، ودخلت بوجه بشُوش ، تضع أبتسَامة لطِيفة على مبسمهَا بينما تنظر لهُم جميعًا " صبَاح الخِير جميعًا ."
الجمِيع في حالة خمُول وأرهَاق ، وهُناك من نَام على لوحة كُرسيه ، والأخرِين يُجاهدُون فِي التركِيز معهَا ،
طلاب المُستقبَل ، لمُستقبل مُظلم ومُحطم .
لفت أنتبَاهها أحد الطلَاب وهُو يقف عند النَافذة ، يطل برَأسة إلى الأسفل ، ونصف جسدة فِي الخَارج ،
عبست ملامحهَا تقترب منه بدُون أن تُصدر صُوتًا " مَاذَا تفعل؟ ." نبست قُربه بصُوت هادئ وأطلت برَأسها معه حِيث المكَان الذي ينظر له ،
" هُناك مُعلم ومُعلمة يُقبلان بعض بشرَاها ."
تجعدت حَاجبيها تمد جسدهَا أكثر لتنظر إلى ذلك المشهد المُقرف وسط الرُوَاق ،
" أشعر أن رَائحتهُم مثل البصل المُتعفن ." تحدث مُجددًّا لا يستوعب مع من يتحدث ،
" أيرَل ." أبتعدت تقف على بعد مسَافة منه وشَابكت يدِيها مع بعضهُم تنظر بدُون تعابِير،
" مَاذا !!؟." تحدث قبل ان يسحب رَأسه وينظر نَاحِية الصُوت ،
تجمد جسدة بعد رُؤيته لهَا تقف أمَامة ونظرة صَارمة أعتلتهَا " اوه ." هذَا مُا ماخرج من ثغرة قبل أن يبتسم بأتسَاع وزِيف " صبَاح الخِير " أكمل ثُم سار إلى مقعدة ليجلس بأدب ،
" لا يُمكنكَ فعل ذَلك أيرَل والتجسس عليهُم غ..." قَاطعها يسحب قلمًا بين أصَابعة " تُشعريني أني أقتحمت غُرفتهما وبدَأت التجسس ." رفع عينية بعد أن أكمل كلامة ، ينظر مُباشرةٍ إلى عِينيهَا ،
" حسنًا أنهِي الموضُوع لن أجَادل ." أستدَارت تذهب إلى الطَاولة الأمَامِية ، وسحبت الكتَاب لتقُوم بفتحة على موضُوع اليوم - النشَاط والحِيوية - اغلقت الكتَاب تسحب نفسًا ثُم نظرت إلى الطلاب المُترقبين شرحهَا ،
" أتعلمُون مَاذا !!؟ ، لن ندرس اليُوم ، لنتحدث عن أنفسنَا قليلًا ." علا الحمَاس بينهُم ، وأستعَاد الجمِيع نشَاطة يُركزُون معهَا ، لقد أعطتهُم جُرعة ليومهُم بأكمله ،
" حسنًا من سِيبدأ ؟."
╺────────╸⋆╺────────╸
أول شِيء ألتقطته عند خرُوجها من الحمَام كانت رَائحتة التي تملئ المكَان ،
أبتسمت تتذكر حدِيثة ليلة أمس عن الزُوَاحف ، أمتلك معلُومات سمعتها لأول مرة فِي حِياتها ، علمت أنه مُهتم بهم كثِيرًا حتى أصبح خزَان معلُومات عنهُم.
سَارت إلى المرآه وهِي تُجفف شعرهَا القصِير ، لتتذكر كلَامة عنه -يشبه المَاضي؟- قربته لأنفهَا حتَى تشتمه ، كانت رَائحتة طِيبة !! تشبه التُوت البرِي ، كيف يربط هذَا بالمَاضي ؟!.
تسَائلت كثِيرًا لكن رنِين هَاتفهَا قطع تفكِيرها " أجل أرِيُولا ؟." أجَابت ببعض الملل وهِي تسِير إلى سرِيرها ،
" كُنت أتحدث مع رِيڤو ، واخبرنِي أن إدرِيان قضى اللِيل معكِ ، هل هذَا صحِيح ." تغِيرت ملامح نُورسِين إلى أخرَى مُنصدمة " من رِيڤو؟ ." سألت تقف بأستقَامة ،
" صدِيق إدرِيان ، الرجُل الذِي معه ذُو الشعَر البُني ."
" لمَا تتحدثِين معه ؟ ." سلسلة من الصدمَات سقطت فُوق رَأسها ، تُحاول أن تستوعب لمَا رِيڤو يُخبر صدِيقتها شِيء مثل هذَا ،
" هو من تحدث معِي ، فتح عشرَات الموَاضِيع وأغلقتهَا ، فأنتهى بنَا نتكلم عنكُم ."
" لحظة ، هل العَاهر يبنِي علاقة معكِ على حسَاب فضَائحي ؟؟"
شهقت الأخرى تقفز من مكانهَا " هذَا يعني أن كلامة صحِيح ؟؟؟."
تنفست نُورسِين بعمق ، وبدأت التفكِير فِي أضَافة جرِيمة جدِيدة فُوق جرَائمها التِي لم ولن تندم عليهَا " سنتحدث لاحقًا بشأن هذَا المُوضوع ." أغلقت الهَاتف ترغب بالوقُوف والأستعدَاد ، لقتَل المدعُو رِيڤو أو رُبما ستفعل شِيء أكبر ،
قبل أن تُغلق هاتفهَا لمحت رسَالة من وَالدتهَا ، أبتسمَت بغِير أرَادة منهَا وعاودت الجلُوس ،
" صبَاح الخِير وردتِي ، هل تنَاولتِي فطُوركِ؟ ، عليكِ فعل ذَلك اليُوم ، لأن الأيَام المُقبلة لن تستطِيعين تنَاولهَا في قصر والدكِ الكئيب ."
أنخفضت أبتسَامتها تعرف أن والدتهَا لا تذكر جَاك الا لسبب - هي مُشتاقة -
" لقد قُمت بحجز تذَاكر إلى جزر المالدِيڤ للأسترخَاء مع بعضنَا ."
ملاحظة - ممنُوع الرفض -
قهقهت بصُوت مُنخفض ، تعشق حُرية الرأي الذِي تمتلكه عَائلتها ،
تعشق والدتهُا ، وشخصِيتها ، كُل شِيء يخص والدِيها تهِيم به عشقًا ، عدَى أنفصَالهُم .
أختفت أبتسَامتها أثنَاء تذكرهَا علاقتهُم المخدُوشه وأنفصَالهُم الغِير معروف ، حِياتها مثَالية ، لكن كُل تلك المثَالية تتحطم عند الوصول لعلاقتهُم ،
لم يشعرهَا أي منهمَا بشيء سِيئ أو كلام غرِيب ، ألا أنها دَائمًا كانت تحتَاج وجودهُم على طَاولة وَاحدة .
أعادت رَأسها إلى الخلف تستلقي على السرِير ، لكن أصتدمت بشِيء صلب فِي أسفل جُمجمتهَا وأصدرت صُوتًا مُتألم . أستدَارت لترَى ما اللعنة التِي ضربت رَأسهَا به - سَاعة رجَالِية !! - زمت شفتِيها بأستغرَاب تنظر إلى مكانهَا فِي المُنتصف ،
سحبتهَا لترَى ، لم تكُون سُوى سَاعتة ، مُتوقفة على وقت وَاحد ، الحَادِية عشر مسَاءً ، لمعت عِينيهَا وأبتسَامة شقت ثغرهَا بقُوة بدُون أن تعِي على نفسهَا ،
يبدُو أن رجُل الجحِيم نسَى قلبة هُنا قبل الخرُوج .
قطع تفكِيرها صرخَة دُوت فِي أنحَاء القصر بقُوة جعلتهَا تنتفض بخُوف وقلق ، أتسعت عِينيهَا وشحبت ملامحهَا ،
تدفقت أفكارهَا المُظلمة بهسترِية ، كُل ما جال برَأسهَا أن الشخص الذِي قَامت بأيذَائه قد عَاد إلى هُنا بطرِيقة وحشِية ،
صرخت بأول شِيء خطر فِي رَأسها " أبِي ."
⭒─ׅ─ׂ─ׂ─ׅ─ׂ─ׅ─ׂ─ ۰ ★ ۰─ׂ─ׅ─ׂ─ׅ─ׅ─ׂ─ׅ─⭒
حسَاب الأنستغرَام | vipdllll |