( لمحت الثقب في سفينتكِ منذ اليوم الأوّل ، لكنّي غامرت بالإبحار معكِ )
•••
( مرحبا بكِ في ما قبل الميلاد )
جاء الصوت من عند الباب ليقطع تبادل الصمت الحزين الذي غطى الأجواء بين الأثنين ، فإلتفت الأثنان لينظروا للباب في آن واحد بعدها .
" يونـ .. يونجي "
نظرت له إيلا بعد أن دمعت عيناها على الفور لتأخذ العبرات طريقها لأسفل وجهها .
كانت تلك الدموع تحمل مشاعر مختلطة من بين حزن وفرح في نفس الوقت ، رغم أنها رأت الجميع من حوله لكنها تجاهلتهم كما لو أنها لم تراهم في الأصل ، لتركض بعدها إلى صديقها وتفرغ بقية ما في داخلها من بكاء بين أحضانه .
" هل إشتقتِ إليّ لهذه الدرجة "
" كان بإمكانك إخباري بأنك سترحل ، لم فعلت هذا "
" حسنا هل كنتِ ستتركينني أرحل ! "
فصلت إيلا العناق لتنظر له وتجيب متمتمة " لا "
ليجيبها يونجي مبتسما " كنت أعرف لهذا لم أخبركِ ، كذلك لم أرد أن أجعلكِ حزينة "'
نظرت له إيلا بغضب ثم أجابت " أوه حقا ، ما رأيك في سعادتي الآن ! "
لم يجب يونجي على حديثها أكتفى بالنظر لها والأبتسام لتنقل إيلا نظرها بعد ذلك للبقية من خلفه وتقول بتردد وصوت خفيض " مرحبا ...... جميعا "
تقدم نامجون ليقلص المسافة بينهم بينما تبعه الجميع ليتفرقوا في الغرفة ويجلس كل واحد في مكان " ما بكِ ؟ "
نظرت له إيلا بإرتباك " ما بي ؟ "
" يبدو وكأنكِ لستِ سعيدة لرؤيتنا "
أنهى نامجون سؤاله ثم عقد ذراعيه إلى صدره رافعا إحدى حاجبيه كعلامة على التساؤل ليضيف جيمين مؤكدا على حديثه " أجل ، أؤيد ذلك "
نظرت إيلا للأثنين ثم نقلت نظرها لجيهوب مبتسمة " سيد چاكي ، كيف الحال ؟ "
رمقها جيهوب متعجبا " إيلانورا هل تتجنبين الجواب على أسألتهم ! "
" لا أرى فيليكس و تايهونغ ، أين هم ؟ "
لم يجب شخصا على حديثها الجميع كان يحدق بها بصمت منتظرين تعليلا لتصرفاتها وإرتباكها الغريب ، استمر التحديق هذا في إرباكها أكثر حتى نطق جين أخيرا
" ألم تشتاقين لأخيكِ ! لم تلقِ التحية حتى ؟ "
نظرت إيلا للأرض وأحكمت قبضتها على طرف ثيابها في محاولة لكتم ما بداخلها حتى لا تنهار باكية إلى أن أتى صوتا من عند الباب يناديها " أتيتِ ! "
ألتفت إيلا سريعا لترى كلا من فيليكس وتايهونغ عند الباب يبتسمون إليها ، فنظرت لفيليكس بعينيها الدامعتين لتقول بصوت يكاد يكون مسموعا بسبب إختناقه
" فيليكس ، خذني من هنا رجاءا .. بعيدا "
نظر الجميع لها بصدمة ، ليقترب جين منها محاولا التحدث معها ولكن في لمح البصر أختفت هي وفيليكس من المكان ، ليخرج كلا من جونكوك وتاي كذلك يونجي خلفهما مسرعين ليبحثوا عنهم ..
•••
في عمق إحدى الغابات ، أمام بحيرة صغيرة كانت إيلا تجلس برفقة فيليكس في صمت دام لفترة طويلة منذ لحظة وصولهم ، كانت تبكي وهو ينتظرها تفرغ ما في داخلها ..
أما الثلاثة الذين تبعوهم كانوا يختبئون في أماكن متفرقة يشاهدون ويسمعون بكاؤها من بعيد ، دون أن يعرف أحدهم أن الآخر موجود أيضا ..
جميعهم قرروا ألا يظهروا أنفسهم ، فلو كانت حقا تريد رؤيتهم أو المكوث معهم .. ما كانت لتطلب من فيليكس أن يأخذها بعيدا عنهم .
لكن قلقهم عليها ، والمشاعر التي يحملونها داخلهم تجاهها ..
كانوا أعمق من ان يسمحوا لأنفسهم بالرحيل ، فإنتهى بهم الحال متجسسين على محادثتها ..
" ألا يكفي بكاءا ؟ "
نطق فيليكس بينما يمرر لها منديلا ورقيا لتأخذه وتمسح دموعها وتعود وتنظر للمنديل فجأة وتجيب بصوتها المبحوح " هل توجد مناديل مثل هذه قبل الميلاد ؟ "
ضحك فيليكس عاليا قبل أن يجيب " يا فتاة أنا ساحر "
نظرت له إيلا بحزن " لا تستمر بالكذب "
" ماذا تعنين ! "
" لما تخليت عن كونك إلها للعدل بسبب طفلة بشرية فانية "
نظر لها فيليكس قليلا مصدوما من كونها تعرف حقيقته وكذلك الثلاثة الآخرين كانوا أكثر صدمة منه .
" كيف عرفتِ ! "
" هناك شيئا لم تحقق الآلهة بشأنه لكني أتسائل ، ما الذي جعل إلها للعدل من المفترض أن يكون غير متحيّزا ينحاز لطفلة ويكسر القواعد ؟ "
" إنه الحب "
نظرت له إيلا ساخرة " حب ؟ هل الآلهة تحب ! .. ثم مهلا لحظة لقد كانت طفلة ؟ "
ضحك فيليكس مجددا قبل أن يجيب " معكِ حق ، الآلهة تحب كل رعاياها هذا شيء بديهي لكن الحب الذي أقصده هنا غير مسموح بالطبع ..
كل ما في الأمر أنني أشكّل تهديدا بالنسبة لتارتاروس ، كان يريد إزاحتي من طريقه ..
وقد فعل بالتعاون مع نامجون صديقك ، تم الإيقاع بي لأهتم بتلك الطفلة ..
كان الأمر طبيعيا حتى نضجت وشعرت أن مفهوم الحب عندي تبدل بعدها .. لأنه ومن الغريب ان إلها للعدل بدأ يشعر برغبة حماية شخص واحد حتى ولو على حساب العالم اجمع ..
أنتهى بي الحال كما ترين "
أنهى فيليكس جملته لتهيد إيلا نظرها للبحيرة بحزن " هل نامجون شخص سيء ؟ "
" أجل ، لكن ليس الآن "
نظرت له إيلا بسرعة مجددا " أتعني أنه شخص جيد الآن ؟ "
" لا أعرف إن تغير فعلا ، لكنه سبب الكثير من المتاعب مع تارتاروس لا يمكن مسامحته في قصر الآلهة بسهولة "
تنهدت إيلا لتعيد نظرها للماء مجددا متمتمة " ما الذي يدفع طفلٌ صغير للقيام بصفقة مع شيطان ...... لقد كان ذكيا ومحبوبا في صغره .... حقا "
" أوهمه تارتاروس أنه سيعيد إليه أسرته والقوة للإنتقام .. ومع الأنتقادات الكثيرة من حوله وافق دون الإستماع لعقله ..
أنا أعرف جيدا أن الندم يقتله يوميا منذ تلك اللحظة ، بل وواثق جدا كذلك .. لكنه يعلم في داخله أنه ذهب في طريق بلا عودة "
أنهى فيليكس حديثه ليقابله صمت تام جعله يلتفت ليجدها ترمقه بدهشة " كيف تعرف ؟ "
بدأ فيليكس بالقهقهة مجددا " يا فتاة ، قلتِ بلسانك منذ قليل .. أنا إله "
ضحكت إيلا هي الأخرى لسذاجتها قبل أن تجيب " صحيح ، خسارة أن تضيع قدسيتك وتمر بكل تلك المصاعب لأجل لا شيء في النهاية "
" من قال أنه لا شيء ! "
نظرت له إيلا بنظرة تعجب لنبرة صوته التي أصبحت حنونة فجأة ثم أجابت موضحة " أنا أعني .. فعلت كل ذلك لأجل طفلة أو فتاة أيا يكن ، وهي ليست هنا على كل حال ..
في النهاية فعلت كل شيء لأجل لا شيء "
رمقها فيليكس بإبتسامة قبل أن يدير رأسه لينظر إليها " من قال أنها ليست هنا ، ها هي أمامي " .
لم تستطع إيلا إبداء ردة فعل من أثر الصدمة ، هربت الكلمات من فمها ولم تجد ما تقوله سوى " فيليكس ! " بنبرة حزينة ومتذبذبة .
" لا عليكِ ، ليس عليكِ الإجابة على ذلك .. تصرفي كأن شيئا لم يكن "
أعتدلت إيلا في جلستها لتعطي ظهرها للبحيرة وتواجهه " كيف ؟ "
" يكفيني رؤيتك بخير ، هذا ما كنت أريده طوال السنوات السابقة ، وما زلت أريدك بخير لا أكثر "
ابتسمت إيلا ثم مسحت بعض القطرات التي سقطت من عينيها قبل أن تميل بجسدها عليه لتعانقه وتهمس في أذنه " شكرا لإعتنائك بي طوال تلك القرون "
أجابها فيليكس بعد أن بادلها العناق " كوني بخير لأجلي ، يا صغيرة "
فصل الأثنان عناقهما ليعودا كما كانا ،، ربّت فيليكس على الأرض جانبه فجلست إيلا لتواجه البحيرة من جديد ..
" إذا نامجون شخصا سيئا ! ... لكني لم أرَ منه أي سوء "
" جربي التحدث معه بشأن ذلك ، لنعرف ما الذي يدور في رأسه "
أومأت إيلا برأسها ثم همهمت " سأفعل "
......
" دعيني أعرف ما يبكيك ؟ "
نظرت له إيلا وعادت ملامح الحزن لتعتلي وجهها * قبل مجيئي إلى هنا تحدثت مع سوبين "
" ثم ! "
" لقد أخبرني حقيقة كل شخص هنا "
" ثم ! "
" طلب مني عدم الوثوق بكم "
" أها ! "
" أقول طلب مني عدم الوثوق بكم "
كان فيليكس على وشك أن يجيب قبل أن يقاطعه يونجي بعد أن خرج من مخبأه " إذا لا تثقي بنا .. بسيطة "
ألتفت الأثنان لينظرا إليه وابتسما فور رؤيته ليقول فيليكس " منقذي ها قد أتى "
ضحك يونجي قبل أن يجلس بجانب إيلا من الجهة الأخرى " لا تبالغ أيها الإله الضائع ..
إذا إيلانورا ، ليس عليكِ إرغام نفسك على ما لا تطيقينه "
نظرت له إيلا بقلة حيلة متنهدة " ما الذي عليّ فعله ، يونجي "
" إتبعي قلبك ، تعرفيننا بالفعل منذ مدة ورأيتي كل شخص منا على طبيعته ..
والآن تعرفين حقيقة كل شيء .
كل ما عليكِ فعله الآن هو إتباع قلبك . "
شردت إيلا قليلا وهي تجيب " هل هناك أمل بهم ؟ "
" ما كانت الآلهة لترسلكِ إلى هنا لمساعدتهم دون أمل "
ابتسمت إيلا ولا زالت في شرودها " هذا مريح ، لقد أحببتكم حقا .. أنتم بمثابة عائلة لي "
ساد الصمت لدقيقة قبل أن تضيف إيلا " جيمين ابن تارتاروس .. لما يساعدنا ؟ "
وقف يونجي وتقدم بعد أن ألتقط بعض الحصوات من الأرض وبدأ برميها في البحيرة " لا يحب ما يفعله أبيه .. "
" أكنت تعرف ! "
" ليس تماما ، لكن اجنحته السوداء القاتمة جعلتني أبحث خلفه قليلا ..
اكتشفت مؤخرا لكن لم يكن هناك مجال لإحداث بلبلة أخرى لقد كان الوضع سيء بالفعل "
" ما الذي لا يعجبه في أبيه ؟ "
" كل شيء ، لم يعجبه كون ولادته شيطانا أيضا .. "
سكتت إيلا لفترة قليلة تنظر ليونجي المُتكِأ بظهره على شجرة يبادلها النظر قبل أن تسأل " كان يقوم ببعض الأعمال لأمي مقابل أعضاء وحوش ! ... لما ؟ "
أجابها فيليكس بعد أن وقف هو أيضا " تارتاروس قتل والدته وأشقائه لأنهم ولدوا بأجنحة رمادية ..
وهو يقدس القوة لذلك لم يحب ويربي إلا جيمين .. أما والدتهم لما فقدت قدرتها على الأنجاب مجددا ومرضت قتلها تارتاروس وكان ينوي رميها في أسفل الجحيم ..
إنه مثل مكب النفايات عندكم ، لم يعجب جيمين الأمر وطفح الكيل به كما يقولون فأخذ والدته وهرب وتمرد على أبيه ..
بالطبع تارتاروس لم يعجبه هذا ، ولكن كذلك لم يقتله ..
أما جيمين في محاولات يائسة يجمع الأعضاء من الوحوش ليكوّن أمه من جديد ..
هو يعرف أن هذا لن يجدي نفعا ولن ينجح ، لكنه مستمر وقد عزم على طلب مساعدة ساحر بعد إنتهائه "
كانت إيلا تستمع لكلمات فيليكس وهي تبكي ، وما إن انتهى حتى أجابت " قال أني أذكره بشخص عزيز ؟ "
" حبيبته " أجاب يونجي مقاطعا ليلتفت الأثنان له " حبيبته التي ماتت ..
كلما أحب جيمين شخصا وأصبح عزيزا عليه ، يقتله تارتاروس بطرق شنيعة .. كنوع من أنواع الضغط ليعود جيمين إليه "
أضاف فيليكس لكلام يونجي " بالفعل أحب إثنتان ، والإثنتان ماتا .. لذلك قرر ألا يحب أو يختلط بأحد ..
حتى جئت أنتِ وجعلته يختلط بنا ، في الواقع نحن مستهدفين من تارتاروس حتى وإن لم نكن أصدقاء أبنه "
أكمل يونجي بعدها بسخرية " قد تكوني الثالثة توخي الحذر "
وضعت إيلا يدها على قلبها وقبضتها ليزداد بكاؤها " هذا قاسي .. هذا ليس عدلا "
أجابها يونجي " لقد أراد أن يصبح ملاكا بعد مراقبته لجونكوك وهو يعتني بي لفترة .. أراد أن يثبت ذلك بنفسه "
وقفت إيلا هي الأخرى قبل أن تسأل " إذا لما عليّ الحذر منه إن كان شخصا لطيفا غير مؤذي "
تقدم يونجي ليقلص المسافة بينهم قليلا " تارتاروس يقول أنه لم يقتله لأن له دورا هاما في المستقبل .. "
أضاف فيليكس لكلامه " لا أحد يعلم ما هو "
أنهى فيليكس جملته وساد الصمت في الأجواء لبضع دقائق ، كانوا شاردين فيها كلا منهم في عالمه الخاص ، يفكر في ما يشغل باله ..
استمر الوضع هكذا حتى نطق يونجي أخيرا " ايلانورا أعذريني لكني سمعت محادثتك مع جونكوك فور وصولك ..
لم تغيرتِ معه فجأة ، أخبرتني من قبل أنكِ تحبينه ! "
نظرت له إيلا قليلا وقد عادت الدموع لتزدحم في عينيها ، أما الملاك الذي يتنصت على حديثهم إنجذب إهتمامه وتركيزه أكثر لشدة تلهفه للإجابة .. لكنه خاب أمله في النهاية عندما قررت إيلا تغيير الموضوع وتجاهل سؤال يونجي " ماذا عن تايهونغ ! لم يخبرني سوبين عنه شيئا لكنه أراد مني الحذر منه أيضا..
أنا أعني .. تاي .. إنه المبعوث .
ما الخطب معه ؟ "
أجابها فيليكس وهو ينفض ثيابه " لما في رأيك استمر في محاربة الشياطين بمفرده خمس سنوات بعد أن أنقرضت "
" لم أفهم "
" قبل كونه المبعوث كان قاتلا مستأجرا ، من القلة الذين وهبوا القوى الخارقة من الآلهة ..
أنا بنفسي من وهبته إياها لكنه أساء إستخدامها .
دعينا نعترف أنه لم يقتل شخصا بريئا ، لكن حساب الأشرار والمذنبين يقع على عاتقنا نحن الآلهة ، ليس هو .. "
نظرت له إيلا بتعجب فلاحظ فيليكس ذلك وضحك ضحكة وقورة " ستسأليني الآن لما عليكِ الحذر منه إن هذا في الماضي ؟ "
نظرت له إيلا تفرح في رأسها " أجل .. لم افهم إنه الآن المبعوث "
" لقد كان يقتل الملائكة ليأخذ قواهم .. إمتصاص أي قوة ونقلها لنفسه ، أجل تلك هي القوة التي أنعمت بها عليه .. لكنه استخدمها على الملائكة ..
كان دافعه خيرا لكن عمله شرير حقا .. حتى أرسلت له ملاكا ، إيميليا دانفورت "
قاطعت إيلا حديثه مسرعة " أليست تلك الذي هزم تارتاروس بقوتها مرة "
" أجل ، أخذت منه الملاك قوته تلك .. وأخبرته بأن يكتفي بما معه .. بدأ بالتحسن والتغير فعلا ..
كذلك أحبها وكانت حبه الأول ، وفي نقطة ما ماتت بسبب تارتاروس لكنها أعادت قوة تاي إليه قبل رحيلها ..
وهكذا استطاع تايهونغ إلحاق الضرر بتارتاروس .. "
مجددا شردت إيلا قليلا ثم رفعت عينيها لتنظر له بخجل وتوتر " ما زلت لم أفهم لما عليّ الحذر منه ! "
أنهت إيلا كلامها بضحكة تخفي إحراجها ، فهي لوهلة شعرت أنها غبية فجأة فتقدم يونجي وأجباها " تاي عرض عليكِ بعضا مما يعانيه أليس كذلك !
أعني الجروح والنقوش في ظهره والدم الأسود وغيرهم "
" أجل "
" لم تكن تلك الآثار الجانبية ظاهرة من قبل لكنها ظهرت بعد إستلامه لقوى المبعوث ... إنها بقايا القوى التي سرقها مسبقا ..
بإختصار لا نعرف ما يخفيه أو ما قد يحدث ، الأمر خطير وقد يخرج عن السيطرة قريبا ، لهذا على الجميع الحذر ليس أنتِ فقط . " ..
تقدم فيليكس بعد ذلك للأمام قائلا " هل نعود للمنزل ! تأخر الوقت "
مجددا تجاهلت إيلا الكلام الموجه إليها " ماذا عن أخي ؟ "
رفعت إيلا عينيها لترى فيليكس مدهوشا وقد شحب وجهه فجأة مما زادها حيرة ، فتقدمت بضع خطوات تجاهه تسأله بإهتمام " فيليكس ! "
ابتسم فيليكس فجأة " لا أعرف عنه شيئا ، فقدت قدسيتي كإله قبل أن أعرف .. هيا لنعود للمنزل "
مشى فيليكس بضع خطوات وتبعته إيلا بعد أن راقبت ظهره قليلا يملؤها القلق والشك .
" إيلانورا لم تجيبي سؤالي بخصوص جونكوك ؟ هل هناك شيء سيء عنه ! "
أوقفهما يونجي مجددا بسؤاله هذا لتجيبه إيلا بحزن وهي تنظر للأرض دون أن تلتفت له " الملاك الذي يشعر كالبشر يموت ، أنا أحبه ، لا أريده أن يموت "
أنهت كلامها لتتبع فيليكس مسرعة ويتبعهما يونجي بعدها ..
أما الملاك والمبعوث كلا منهما كان لديهم مزاج مختلف ، فالملاك كان سعيدا وقد ارتاح باله لسماع أنها لا تكرهه أو تحب غيره بالفعل ..
والمبعوث كان حزينا ومزاجه سيء ومحبط وقد شعر أنه خاسر فجأة ولا فرصة له في مثلث الحب هذا
وقف تاي شاردا في مكانه يفكر في عقله
( حتى وإن كان لدي فرصة لتصحيح صورتي لديها بعد أن عرفت عني أشياءا سيئة ..
لقد قالت أنها تحب جونكوك ..
لا بأس لم يكن في مصيري أن أحب في الأصل ، من يدري قد أموت وأنا أحارب ذلك الإله الفاسد ..
هذا أفضل لها لكن ..... " لكني أحبك إيلانورا "
نطق تاي آخر الكلمات التي في رأسه بصوت مسموع ليأتيه الرد من خلفه " وأنا أيضا " ليلتفت ويرى جونكوك خلفه ..
لكن جونكوك لم ينظر إليه كان ينظر أمامه ثم قام بفرد أجنحته بعد ذلك ليحلق بعيدا عائدا للمنزل .
•••
في غرفتها القديمة في المنزل القديم الذي أعتادت العيش فيه مع أمها ، كانت إيلا تتجول في الغرفة تستعيد بعضا من ذكرياتها في الصغر ، أما البقية فمن المفترض نائمين .
جذب إنتباهها في إحدى أركان الغرفة خزانة صغيرة لم تكن موجودة من قبل ، فتقدمت وفتحتها لتجد بها جميع عُدتها وأسلحتها وكذلك 3 زجاجات من إختراعات جين ، مع ورقة صغيرة مطوية وموضوعة على أحد الرفوف في المقدمة .
سحبت إيلا الورقة لتقرأها
{ عزيزتي إيلا ، معكِ سوبين ..
إن كنتِ تقرأين تلك الورقة الآن هذا يعني أنكِ وصلتِ لعصور ما قبل الميلاد .
لن أُسهِب في الحديث سأراكِ بعد قراءتك لهذه الورقة بيومين وسنتحدث كما نريد ..
أما الآن أريدك أن تلقي بأي شيء خارج رأسك وتنالي قسطا من الراحة ، الأيام القليلة الماضية كانت صعبة بالنسبة لكِ ، وبعد إسبوع من الآن ستصبح أصعب ..
لذلك إستغلي هذا الوقت للأسترخاء والإستعداد .
المحتويات في الخزانة هدية مني أرسلتها إليكِ ستحتاجينها ، لكن لا تخبري أحدا عن الزجاجات الثلاث ..
سنتحدث في التفاصيل لاحقا ، كوني بخير حتى أعود .
ملاكك الحارس ،، سوبين }
أنهت إيلا الخطاب الذي كانت تقرأه وهي تتجول حتى إستقرت جالسة على طرف السرير ، لتبتسم بعدها وتتمتم " ما بال هذه اللغة الرسمية "
" هل هذا خطاب من الشخص الذي يكون مثلي "
رفعت إيلا رأسها فزعة بسرعة تنظر لجونكوك الذي لم تلحظ وجوده في الغرفة ، وأخفت الورقة في جيب معطفها ثم اجابت
" عليك طرق الباب قبل الدخول ، ثم ما الذي تفعله هنا ؟ "
نظر لها جونكوك مع إبتسامة خبيثة ليتقدم نحوها ببطء " الباب مفتوحا بالفعل "
نقلت إيلا نظرها للباب لتراه مفتوحا فعلا ثم أعادت نظرها له مرة أخرى " ولو ، كان عليك ان تطرقه ..
ما الذي أتى بكَ إلى هنا ! "
" إشتقت إليك "
دُهشت إيلا قليلا من ما سمعته وبدأت تتراجع للخلف عندما اصبح قريبا بالفعل " جونكوك تحدثنا في هذا من قبل ، أخبرتك ما لدي "
ابتسم جونكوك بعد أن انتهى المسار لديها ليصطدم ظهرها بالحائط " إيلا ، سمعت كل شيء .. "
صمتت إيلا لوهلة قبل أن تجيب متمتمة " إن كنت سمعت إذا لا بد انك تعرف الآن أن هذا خطر ، ستموت ..
لا بد أنك لاحظت أن ما يحدث كله خاطيء .. لذلك لا تصعب الوضع أكثر جونكوك "
ابتسم جونكوك ورفع يده ليمسح على رأسها ويقول بصوت هاديء ودافيء " إيلا ، إن كان حُبك شيئا خاطئا ، إذا لا أريد أكون على الصواب "
ما إن أنهى جونكوك كلماته حتى أقترب منها ليطبع قبلة على ثغرها يفرّغ فيها ما في داخله من مشاعرٍ محبوسة منذ فترة طويلة ..
ما إن أنفصلا حتى لمحت إيلا من خلف جونكوك وعند الباب شخصا لتجده تاي كان واقفا رافعا يديه نحو الباب ، يبدو وكأنه كان ينوي على طرقه ولكن لسبب ما وقف رافعا يديه فقط دون حراك وعلى وجهه نظرات حزن ..
ما إن ألتقت أعينهما حتى أبتسم لها تايهونغ شبح إبتسامة بينما يقول في عقله
( إن كان حُبكِ خاطيء ، إذا يجب أن أكون على صواب )
ثم إستدار ليرحل ، أما هي كانت تنوي التحدث إليه لولا إذرع جونكوك التي ألتفت حولها فأوقفتها ..
فما كان منها إلا أن بادلته العناق في النهاية واغمضت عينيها لتسقط منها بعض العبرات الصامتة ..
قد تبدو صامتة بالفعل ، لكن بداخلها الكثير مما لا يمكن قوله .
يتبع ~~~~