#زيجات مستحدثة
-الفصل الرابع والسبعون-
بقلم #fatma_taha_sultan
___________
اذكروا الله
__________
يوجد عائق واحد أمامهما كي يكونا معاً ، وهو نفسيهما .. غرورهما .. على الرغم من كل غموضك ، فإن عناق واحد منك أعود إلي عشي مجدداً
#مقتبسة
___________
في ظهر يومٍ جديد
صدع صوت الجرس فذهبت نورهان لفتحه ظنًا منها أن سارة قد عادت من السوق...
وحينما فتحته وجدت أمامها شادي مبتسمًا توترت قليلا فهي تعمدت ألا تجيب علي أتصالاته منذ تواجده هنا وتهديده لها..
تمتم شادي كاسرًا حاجز الصمت:
-مساء الخير.
أجابته في ثبات زائف:
-مساء النور..خير؟!
أردف في نبرة هادئة يحاول الاحتفاظ بها لأخر وقت:
-غالبا أحنا لازم نقعد ونتكلم...في كل حاجة حصلت...فبما أنك مبترديش عليا...أيه رأيك نتقابل الساعة ستة كويس؟!
تحدثت نورهان بانفعال من نبرته العادية وكأنه لم يفعل شيء:
-يعني أنتَ تيجي وتهزقني كل شوية وأخرها تقولي عايز تتجوزني ومندخلش الراجل بأي حق تأمر؟!
أردف شادي في نبرة رزينة:
-الساعة خمسة مناسب؟!! في نفس المكان اللي قعدنا فيه المرة اللي فاتت قريب منك...هروح مشوار وهاجي على هناك...مع السلامة.
قال كلماته وأنطلق إلي المصعد دون أن ينتظر تعقيب منها من الأساس..
____________
كانت مايسه قد أتت عند والدتها لتوديعها قبل الذهاب إل شرم الشيخ لدعوة ما إلي احدي الفنادق المتواجدة هناك للقيام بإعلان مع زوجها..وجاءت لتوديع والدتها...علي الرغم من العلاقة السيئة التي باتت تجمعها معها.
وحاولت والدتها أخبارها بما فعلته اليوم...
-أنا روحت النهاردة عند شادي وشوفت إياد
أجابتها مايسة بودٍ لا يليق بها وأمومة لا تمسها بصلة:
-بجد معرفتنيش أنك رايحة المهم إياد حبيب أمه عامل أيه؟!
رمقتها والدتها بإستهزاء وهتفت في جمود:
-إياد كويس...ومكلفتيش نفسك تروحي تشوفي مين اللي بيراعي الواد....هو أبوه هيعرف يراعيه مثلا بشغله.
تمتمت مايسة بلا مبالاة:
-مهوا أكيد هيتصرف.
تحدثت والدتها في غضبٍ حاولت كتمه قدر المستطاع:
-جابله مربية قاعده معاه أغلب اليوم....وعلى فكرة شادي هيتجوز.
جف حلقها وشحب وجهها بشكل لما تتخيله وهتفت في قلق:
-يعني أيه شادي هيتجوز؟ ازاي يعني ومين اللي قالك كده
أجابتها والدتها في جمود:
-هو أيه اللي مش واضح في كلامي؟!!..هيتجوز زي ما انتِ اتجوزتي....يعني هو اللي هيقعد وفي للعيل...ولا حد يقدر يفتح بقه.
صاحت مايسة بانفعال شديد:
-أه الواطي..ال***...مضاني على التنازل وراح يشوف نفسه علشان أولع أنا بعد كده....يعني مرضيش يقعد الواد معايا أنا وجوزي وخده هو ويقعده مع واحده غريبة
قاطعتها والدتها بسخرية:
-والله أنتِ بتضحكي علي نفسك ولا علي مين يابت؟!!....هو أنتِ جوزك كان راضي بيه...ده أنتِ كنتي هتسبيه عندي...وعايزة الحق....هو أحن عليه منك حتي لو هيتجوز أنا مطمنة أنه لمصلحة الواد
صاحت مايسة بجنون وانفعال شديد:
-أنتِ بتقولي أيه....مصلحة الواد يكون مع واحده غيري الله أعلم هتعامله ازاي
تمتمت ووالدتها ببرود وقسوة شديدة:
-والله لو كانت مين ومهما عملت محدش يلومها أما أنتِ اللي أسمك أمه بعتي منتظرة الغريبة تعمل أيه يعني...مع أني متأكدة أن اللي تخلي شادي يعوز يتجوز بالسرعة دي بعد اللي هببتيه فيه...واحده كويسه زيه....وأكيد ربنا عوضه باللي تريحه...وأنا بدعيله بكده
صاحت مايسة بانفعال:
-خليكي كده ضدي في كل حاجة...وهيكون هيتجوز مين غير واحده صايعه زي اللي كان بيصيع معاهم وأحنا متجوزين...ولا تكون هي الحرباية اللي كان بيكلمها في التليفون وفضحتني قصاده؟
أردفت والدتها بلا مبالاة:
-معرفش بس هي ولا غيرها كسبت...وأنتِ اللي خسرتي يا بنتي
_____________
دقت الساعة الخامسة مساءًا..
وها هو يجلس على إحدي الطاولات منتظر أياها...وأصبحت الخامسة والربع...ظن أنها تعاند معه...ولن تأني ولكنها كانت تلج من المدخل...وسارت عدع خطوات ثم اقتربت منه وجلست على المقعد المتواجد أمامه
وهتفت في نبرة هادئة ولكنها خرجت حمقاء بعض الشيء:
-على فكرة أنا جيت علشان سارة قالتلي لازم أجي أعرف أنتَ عايز أيه مش أكتر من كده.
ضحك شادي ضحكة مشاغبة وهتف وكأنه يصدقها:
-لازم شكر مخصوص لسارة...ربنا يخليها بجد
صمتت ولم تستطيع الحديث فتمتم شادي في نبرة:
-أنا عمومًا أسف علي أي حاجة عملتها وزعلتك....أكيد مكنش قصدي...وعموما أنا اكيد غلطت بس مكنتش هسيبك تتجوزي وانا قاعد اتفرج يعني
خرجت منها ضحكة ساخرة وهتفت في نبرة مختنقة:
-هو ده بس اللي عملته...متزعلش مني أنتَ مكنتش بتعمل حاجة غير أنك بتهني وتغلط فيا...مرة متجوزة راجل قد أبويا علشان الفلوس...مرة تقولي حاتم شاكك فيا أني بوقع بينه وبين مراته...والغريبة أنه بعد كل ده تقول عايز تتجوزني.
أردف شادي في حرجٍ:
-أنا مكنش قصدي...حقيقي أنا بدأت أعرفك في أسوء فترة في حياتي...أسلوبي زي الزفت شاكك في كل الناس...فأنا أسف...وكل اللي عملته ده مكنش بمسمي قلة الذوق والشك...لأن المفروض أنتِ مهما تعملي مليش دعوة...
تنهد ثم أسترسل حديثه تحت إنصاتها التام له:
-بس أنا غيرت عليكي...حسيت أنك تخصيني...غصب عني أنا حاسس بحاجة ناحيتك...وأنا كنت بحاول اتجاهلها...بسبب طريقتنا مع بعض...بسبب الظروف اللي مريت بيها...بس معرفتش اتجاهلها وشايف أنها بتزيد كل يوم...لغايت ما متحملتش أن ممكن تكوني لغيري...وأعتقد أن دي مش مشاعري لوحدي.
توترت للغاية...ارتبكت حتي أنها كانت تحرك أصابعها بتوتر بالغ علي شاشة هاتفها الموضوع علي الطاولة..كلماته وطريقته الهادئة اربكتها ولم يعد يمكنها الهجوم...
تمتمت نورهان في تعقيب جامد ولكنه بداخله الكثير من العتاب:
-كل اللي قولته جميل جدا...وحتي لو أنا حاسه بحاجة ناحيتك ده مش كفايا أني ارتبط بواحد مبيعملش حاجة غير أنه يشك فيا...ومتقولش غيرة..طريقتك كانت معايا وحشة من أول يوم شوفتنا فيه لما جيت اتخانقت معانا
تنهد شادي وردد في ضيقٍ:
-أنا مكنتش طايق نفسي...وصلت لمرحلة في حياتي بلوم نفسي على كل دقيقة...أنا كنت بحب مايسة من وأحنا عيال يعتبر...أفتكرت أني مش ممكن أحب أو حتي أعجب بواحده غيرها...عيشت سنين بحبها وسنين تانية مخطوبين بفحت في الصخر علشان أعرف أسعدها وأنفذ طلبات ابوها وشروطه واتخطبنا فترة طويلة جدا سنين....واتجوزنا...ومرة واحده قعدت من الشغل وصفوا المصنع...علشان كده كنت بقولك حاسس بيكي.
ضحك ضحكة ساخرة وهو يتذكر تلك الأيام ويسترسل حديثه:
-بقيت مكتئب وفلوسي راحت أسوء مرحلة ممكن راجل يحس بيها...وبعدين استلفت فلوس من اخويا وأتصرفت من كل حته...وفتحت المحل اللي أنتِ تعرفيه أكيد وبقت بتقول عليا بخيل...فضلت شغال فترة لغايت ما حصلي مشكل في الضرايب ومحلي أتقفلت وبقيت مديون...واللي وز عليا في الضرايب هو مسعد...وكنت كاره فيديوهات مايسه جدا...بس من القعدة في البيت المرة التانية مرة ورا مرة اقنعتني أدخل معاها وأتسلي.
رغم شعورها بالغيرة إلا أنها طلبت منه يسترسل حديثه حينما توقف ظنًا منهأنا لا تريد معرفة هذه الأشياء:
-كمل
جاء النادل ليقاطعهم بما يودوا أن يطلبوا نظرًا للإزدحام المتواجد فأتي متأخرًا طلبت عصير برتقال طازج وهو طلب قهوته....وحينما أتي طلبهم حثته نورهان علي أن يسترسل حديثه..
هتف شادي في هدوء:
-بقيت بعمل فيديوهات معاها علشان أسلي نفسي...وبعدين اقنعتني أن كتر الفيديوهات بتاعتنا هيجيب فلوس وكأني كنت مغيب ووافقتها...وفعلا رجعت المحل بفضل الفيديوهات دي ولأول مرة أحس أني معملتش أنجاز الفلوس دي مش تعبان فيها...
أبتلع ريقه وعاد يهتف في نبرة غامضة:
وفجأة بقي حسابها بيتوثق بقت معروفة لو مشيت في الشارع...بقت بتستغل إياد علشان تلم متابعين ونتخانق ومتصالحنيش إلا لو عايزة تعمل معايا فيديو والريتش يكون واقع عندها...وتفاصيل كتيرة...لدرجة أنها فكرت تشهر بيا علشان متابعين...والباقي أعتقد تعرفيه.
شعرت بنبرته المتألمة كرجل...ورأت وجه أخر للحقيقة لم تكن تعرفه...
فهتفت في هدوءٍ:
-أنتَ بتحكي كل ده ليه؟!.
تمتم شادي في نبرة هادئة:
-علشان أنا عايز تكوني عارفة كل حاجة عن حياتي...علشان أنا عايز نبدأ مع بعض...وأعتقد أنا جاوبتك علي كل حاجة علشان تعرفيني واتمني تعرفيني عليكي.
توترت نورهان وهتفت في دلال غير مقصود:
-وأنا أصلا مين قالك أني موافقه علشان احكيلك وتحكيلي..
أجابها في براءة عجيبة:
-عنيكي كل حاجة فيكي...خليتني ممكن يكون عندي أمل.
-اسطوانات غريبة مكنتش متوقعه أنها تكون بينا.
أستند بذقنه علي يده وهتف في نبرة جامدة:
-ما علينا من مصطلح اسطوانات ده...عايز أعرف كل حاجة عنك...زي ما أنا كمان قولت كل حاجة.
أردفت نورهان في هدوء:
-أنا مفيش حاجة أقولها يعني.
رفع شادي حاجبيه وردد في ابتسامة هادئة:
-مفيش حد معندهوش حاجة يقولها...عيلتك..أهلك...كل حاجة عنك.
تنهدت ثم هتفت بإيجاز:
-مفيش حاجة تعرفها أنا أمي متوفية من زمان وشبه كانت مقطوعة من شجرة وبابا بعد كام سنه حصلها...بس من ساعة موت ماما وأنا عايشة مع عمتي مكنتش بتخلف وقالت لبابا أني أقعد معاها أنا واخويا...بس ساعتها أخويا مرضيش وفضل مع بابا وروحت أنا وجوزها مات وكان يعني عندها ورث منه
صمتت فسألها بهدوء:
-وبعدين.
تمتمت نورهان والدموع تجمعت في عيناها:
-يعني ماتت وأنا في الجامعة...وكانت كاتبه ليا الشقة بأسمي...فقعدت كام سنة لوحدي وأخويا في حته وأنا في حته كان أقرب حد ليا بسنت..وقفت جنبي كتير...وبقيت بشتغل وعايشة لوحدي..وكنت شبه مقاطعه أخويا لأسباب ما...بس حصل في الأمور أمور وقعدت معاه...علي فكرة مسعد كان جوز خالتي بس خالتي دي من أم تانية...فمكنتش قريبه مننا خالص ولا نعرف عنها حاجة.
هنا شعر بالدهشة كثيرًا فهو عرف أنها تزوجته ولكن كيف كان زوج خالتها أيضًا...لمحت استفهام علي ملامحه فأجابته:
- اتقدم ليا وساعتها رفضت...بس للأسف لعب في عقل أخويا ويعتبر أغراه بالفلوس...وأخويا قرر أنه يجوزني بالعافية...وحبسني في البيت...ومكنش في حل غير اني اتجوزه حتي الموبايل مكانش معايا....وبس أعتقد الباقي تعرفه...وأنا اتنازلت عن ورث مسعد من الأساس لانها كانت جوازة غلط.
أردف في هدوء:
-ممكن أسال سؤال....ومن غير ما تفهمي كلامي غلط
هزت رأسها موافقة وتمتم شادي:
-يعني كل اللي قولته أنا فهمته بس سؤال ومش شك أقسم بالله العظيم...الراجل اللي أسمه شريف ده خطر أنه كان يبقي عارف بيتك ويجيلك ودي أكتر حاجة عصبتني...يعني مسعد مات وحكايته معاكي خلصت أيه اللي خلي شريكه في المصايب دي يجي لغايت البيت عندك...أنا سمعت أنه اتحبس علي فكره.
تمتمت نورهان في خجل وتوتر:
-كان صاحب مسعد ومتوعد يجيله البيت
أردف شادي في نبرة هادئة:
-بمعني أيه...ووالله أنا مش قصدي حاجة.
أردفت نورهان باختناق وحاولت جعل نبرتها هادئة:
-كان عايز يشتري نصيبي من الورث زي ما قولت قبل كده بس مكنش يعرف أني اتنازلت عن كل حاجة مش أكتر من كده..وكفايا حكاوي كده أنا حكيتلك كل حاجة.
هتف شادي في نبرة متحمسة ومصممة:
-ماشي..المهم...في حد أطلب إيدك منه في العيلة غير أخوكي طبعا..بما أنه الوضع مش هيسمح.
غمغمت نورهان في انزعاج:
-لا مفيش...وبعدين ممكن تروح معايا مرة زيارة ليه...أعتقد أني واضحة معاك في كل حاجة...وياريت ميجيش يوم تفكر تعايرني بده لأن مفيش حاجة متعرفهاش لغايت دلوقتي...فكر وراجع نفسك...وأنا لسه هفكر ولو وافقت أعمل حسابك أن هيبقي فيه خطوبة وهتبقي طويلة علشان تعرفني وأعرفك أكتر وعلشان محدش يندم.
تنهدت ثم أردفت في نبرة رقيقة:
-أحنا بقالنا كتير قاعدين...نبقي نتكلم مرة تانية كفايا كده
_____________
-أنا أسفة.
اقتحمت آيات غرفة النوم بعدما ولج إليها بدر ووجدته يجلس علي الفراش وبدون مقدمات منها تفوهت معتذرة منه.
استغرب بدر تنازلها العجيب من وجهه نظرها ونظر لها مدهوشًا فتحدثت آيات في هدوء وعقلانية:
-أسفة لو كنت ضايقتك أو كنت نكدت عليك في حاجة ملكش ذنب فيها ولا أنا ليا ذنب فيها.
تحدث بدر:
-أخيرًا وصلت.
-أه الحمدلله وصلت بالسلامة.
قالتها بسخرية ومرح ثم أقتربت منه وجلست بجانبه على الفراش متمتمة متجاهلة مخاوفها من أن يفعل مثلما فعل شقيقه:
-أنا أكيد مش قصدي أنكد عليك...يمكن الموضوع وسع مني شوية...بس أنا زي ما أنتَ بتزعل أني مش بكلم أخوك...أديني الحق أزعل علي أختي...فأنا أسفة..وأكيد أنا مش هصفي لحاتم بسهولة لأنه كان أخويا الكبير...وأنا أكتر واحده عارفة أن بسنت مجروحة حتي لو بتبين عكس كده...
تنهدت ثم هتفت بإيجاز حتي لا يفهمها بطريقة خاطئة:
-أنا اسفة في حقك...بس برضو متجبرنيش ولا تحدد شكل معاملتي لحاتم...لأنها حاجة هتتصلح مع الوقت...وأوعدك أني هحاول أصفي ليه...بس ده مش هيحصل في يوم وليلة فاهمني؟!
هز رأسه بإيجاب فهو أيضًا أندفع معها...
فأقتربت منه وحاوطت عنقه متحدثة بعاطفة وحب لا تستطيع التعبير عنه في بعض الأحيان:
-متزعلش مني علشان خاطري...أنا عارفة أن لساني طويل بس أنا مش بيبقي قصدي ازعلك.
حاوط خصرها متمتمًا برفق:
-أنا بحبك يا آيات وزعلي منك دايما بيكون عتاب...لأن اللي بيحب بيعاتب...وحصل خير.
________________
يجلس شادي في المقهى مع حاتم حتي يخبره الجديد في حياته...وعلى ما أقدم عليه وطلبه الزواج من نورهان....
وبمجرد أن بدأ يخبره بالأمر صدع صوت هاتفه وهو يعلن عن اتصال من مايسه...أجاب عليها وحاتم يحتسي قهوته.
-ألو
جاءه صوت مايسة من الهاتف صارخة بعنف شديد:
-أنتَ هتتجوز تاني يا شادي؟!....لما صدقت أتنازل عن الحضانة علشان تشوف نفسك وتقعد ابني مع واحده غريبة....ولما أنا اتجوزت علقت ليا حبل المشنقة يا ضلالي...صدقني لاوريك
صاح شادي في صوت جهوري حتي أنه جذب أنتباه الناس الموجودة حوله في المقهى:
-أنا حر أتجوز تاني أو اتجوز عاشر ملكيش فيه...ومضربتكيش علي أيدك علشان تمضي أنتِ اللي ما صدقتي بلاش تعيشي الكدبة وتصدقيها...وياريت متكلمنيش تاني...عايزة تشوفي أبنك تكلمي ستي وتيجي...في حاجة مهمة تكلميني غير كده مسمعش صوتك وبطلي بجاحة بقا بدل ما أوريكي الوش التاني
-البجاحة دي أنتَ اللي تعرفها وياتري مين...
أعلق الهاتف في وجهها غاضبًا لم يستطيع أن يتحمل المزيد من سخافتها.
تمتم حاتم في نبرة هادئة وهو ينظر حولهما:
-الناس بتتفرج علينا...أهدي شوية.
أستطرد شادي في غضب:
-أهدى أيه بس هي دي اللي يعرفها يهدى...
أجابه حاتم بمنطقية:
-طبيعي ممكن تكون فاقت لأنها أتسرعت في جوازتها وعايزة ترجعلك ومش معترفة بده وعلشان كده اتجنت..
قاطعه شادي بسُخط:
-اتجوزت ولا متجوزتش دلوقتي ولا بعدين...ولو بعد ١٠٠ سنة حتى لو مكنتش مايسة أتجوزت بعد اللي عملته معايا عمرها ما هتكون علي ذمتي تاني.
هز حاتم رأسه متفهمًا ولكنه حاول المرح هاتفًا:
-ما علينا...المهم مين بقي العروسة اللي خليتك تغير رأيك كرة واحده كده..وتخرجك من اكتئابك؟!...عرفتها منين.
أبتلع شادي ريقه وحك ذقنه هاتفًا:
-نورهان...أنا أتقدمت لنورهان وهي لسه بتفكر.
شعر حاتم بصدمة ولكنها لم تكن شديدة كونه توقعها تحديدًا عند سؤاله عنها هي وزوجه شقيقها من أجل ولده...
هتف حاتم في نبرة هادئة وحاول جعلها مبتسمة مدركًا أنه رغم حبه لشادي ومعرفته بنظافه عقله وقلبه علي الرغم من خطأه إلا أنه شخص نقي ولكنه لم يستطيع أن يفضح أحدهما...حينما مّن الله عليه بستره...لا يستطيع هو فعل ذلك ويتمني أن تكن نورهانب الفعل باتت صالحة:
-مبروك.
ثم تذكر حديثه الذي لم يستكمله مع بسنت...وهو تركها تفعل ما تريده لن يبالي..
__________
تجلس هايدي على الفراش بعد منتصف الليل وبجانبها أمام الذي يقوم بالرسم والتلوين وهي تتابع التلفاز بينما يونس ووليد خلدوا للنوم مبكرًا بسبب درسهم الذي سيكون موعده في الثامنة صباحًا...
رسم أمام رسمته وبدأ بتلوينها باللون البني الفاتح...وكان يبتسم بسعادة بالغة وهو يري الدفتر المتواجد عليه رسمه مطبوعة لكلبٍ ويحاول تقليدها...
رأى أنه أنتهي فهتف أمام منتشلا هايدي من متابعتها للتلفاز:
-دودي تعالي كده بُصي شوفي أنا رسمت أيه.
بالفعل وجهت هايدي بصرها صوب الورقة البيضاء الذي قام بالرسم فيها...وهتفت وهي تضيق عيناها فهي بالفعل رائعة بالنسبة لعمره:
-جميلة جدا يا أمام بس أشمعنا كلب...كنت رسمتني أنا أحسن يا حبيبي.
قالت كلماتها بمرح...ليجيبها أمام بذكاء يفوق عمره...وهيئته وجسده الذي لا يناسب عمره ويظهره أصغر مما هو عليه:
-أصلي لقيت الكشكول فقعدت أحاول أقلد الرسمة وبشوف فيديوز كتير علي اليوتيوب علشان أتعلم الخطوات...لغايت ما الإجازة تيجي وبابا هيسجلني في كورس علشان أتعلم أكتر... غير أني بحب الكلاب جدًا....وبحب كلب توتي وملوكه أوي
ضحكت هايدي ضحكة عالية لم تستطيع كبحها ثم تمتمت في نبرة مرحة:
-أنتَ مسخرة...بقا مالك بقا أسمه ملوكه...ملوكه دي تمشي دلع بنت أسمها ملك مثلا...لكن كده أنتَ شحورت أبن أخويا خالص....حاول تفتكس ليه أسم يكون ذكوري شوية.
رفع أمام حاجبيه وتمتم:
-هو أنتِ من الناس الذكورية...أخص عليكي أنتِ منهم؟
كان بذات الوقت قد ولج عبدالله إلي الغرفة منذ حديثهم الأخير ولم ينتبه أي منهما في البداية ولكن فيما بعد أن أستدارت هايدي وهتفت باستغراب:
-أيه ده يا عبدالله أنتَ هنا من امته؟
تحدث في نبرة ساخرة وهو يضع مفاتيحه وهاتفه علي الطاولة ويخلع سترته:
-أنا هنا تحت من أول ما ضحكتي ضحكة....لو كانت حصلت منك في الشارع أو في حته غريبة هتقولي على نفسك يا رحمن يا رحيم ساعتها.
توترت هايدي وابتلعت ريقها مع ضحكة خافتة كتمتها..فلما لا تعترف أمام ذاتها....بأنها تعشق غيرته عليها وطلباته ورغباته البسيطة تلك.
تمتم أمام بمشاغبة:
-يعني ايه يا بابا؟
أجابه عبدالله بمرح وهو يقترب من الفراش تحديدًا من موضع إمام وقام بترك قُبلة علي رأسه:
-مش لازم كل حاجة أقولها تسأل فيها...وبعدين أيه اللي مصحيك لغايت دلوقتي.
أجابه إمام بمكرٍ:
-مستنيك يا بابا...وحشتني كل يوم بتبجي بعد ما أكون نمت...وكمان بكرا الجمعة أجازة يا بابا..وأنتَ كمان أجازة.
أجابه عبدالله في عبثٍ:
-علشان كده تنام أحسن.
لم يفهم إمام مغذي حديثه بينما هايدي نهضت وتوجهت ناحية《الدولاب》حتي تأتي بملابس عبدالله متهربه...
فتحدث إمام وهو يلتقط لوحته الصغيرة الورقية متمتمًا:
-شوفت يا بابا رسمت أيه
نظر عبدالله علي الورقة وهتف بإعجاب حقيقي وأتت هايدي بالملابس المنزلية ووضعتها بجانبه وعادت مرة أخري تجلس في مكانها:
-جميلة أوي ما شاء الله عليك يعني كل يوم الموضوع بتحاول فيه..
قاطعه إمام بعفوية:
-وهفضل أحاول فيه لغايت ما أرسمكم أنتم.
أردف عبدالله في إرهاق وهو ينهض ويأخذ ملابسه لأخذ حمامه:
-كتر خيرك عمرك ما بتنسانا يا أمام....أنا عايزك تسهر براحتك بس لو جيت أصحيك ساعة صلاة الجمعة والفطار ومصحتش صدقني هعمل منك كلاب صغيرة زي اللي أنتَ راسمها ده
أنهي عبدالله كلماته وتوجه إلي المرحاض بينما هتف إمام محدثًا هايدي:
-أنتِ مستحملاه ازاي ده؟!
ضحكت هايدي ثم تحدثت في خفوتٍ:
-أه لو سمعك.
تمتم إمام وهو ينهض علي الفراش مستسلمًا:
-لا وعلى أيه أنا هنزل أنام أحسن بدل ما أبقي كلب ومقدرش أحقق حلمي
سألته هايدي باستغراب وفضول:
-وأيه هو حلمك يا إمام.
ردد إمام بمرح وهو يركض حتي يهبط إلي غرفته:
-هبقي أقولك عليه بعدين.
_____________
بعد مرور ما يقترب سبعة أشهر
تمتمت فيهما خطوبة نورهان وشادي...دون أحتفال فقط أرتدت شبكتها عند 《الصائغ》بوجود بسنت علي الرغم من كل شيء ذهبت لها...وابتسمت وسعدت كأي صديقة مخلصة ترى صديقتها تتجوز...ونست تمامًا ما فعلته بها...بل تتمني أن تكن سعيدة في اختيارها
بقى مالك معها اليوم تحت رغبته...فهو يقضى أغلب الأوقات عندها والباقية يمكث مع حاتم...تغيرت شكل العلاقة بينها وبينه تمامًا...حتى الحديث بات معدومًا على عهد منه أنه لن يحاول مادامت لا تريد ذلك تاركًا الوقت والأيام لها حتى تفعل ما تريده...لم يقم بالمحاولة مرة أخرى فهو يرى بأنها يجب هي من تريد الصُلح والاستقرار ليس هو وحده...
مر أسبوع..اتبعه أسبوعًا أخر ثم أسابيع كثيرة حتي باتت مدة البُعد بينهم سبعة أشهر وكأنهم سبع سنوات...أهلكت روحهما بهم...كان كلاهما يظن أن البعد وعدم الاختلاط سيكون الحل ولكنه لم يكن حل أبدًا...رُبما هدأ العقل عن العتاب والنفس عن الضيق ولكن لم ترتاح القلوب...بات كل شيء مستقر عدا قلوبهما...لم يدرك أي طرف منهما مدى الحب والحتواء المتواجد بينهما ألا بالبُعد لعل تلك الفترة هي أطول فترة على الإطلاق تباعدا بها.....
كانت في شقة والدتها طوال تلك الأشهر بينما والدتها تمكث مع آيات في شقتها نظرًا لوالدتها منذ أيام وولادة مريم أيضًا وكان سُبوع أبنتها 《روميساء》ليلة أمس على الرغم من ولادة آيات قبلها فأن موعد سُبوع أبنه آيات 《إيمان》 غدا التي أنتظروا حتي خروجها من الحضانة فجلست لعدة أيام هناك نظرًا لضعفها
ذهبت تقى في النوم سريعًا وبقيت بسنت تجلس بجانب مالك الذي لا يكف عن الحديث حتى يأتيه النوم....أصبحت تحفظ عاداته عن ظهر قلبٍ...
وأردف مالك في هدوء وبسنت تداعب خصلاتها وفي أحضانها رحيم:
-هو أنا ممكن أسالك سؤال؟!
هزت بسنت رأسها بإيجاب علي الرغم من الألم المتواجد في رأسها بسبب حديثه المستمر وإجهادها تلك الفترة بالاعتناء بهم لتواجد نبيلة عند مريم أغلب الأوقات وتواجد والدتها في الأعلى وهي معها تقوم بخدمة إيات في أيامها الأولى...
تمتم الصغير بعدما تلقى إشارتها بالسماح له بالحديث:
-هو أنا خربت علاقتك أنتِ وبابا؟!
توترت قليلا وشحبت ملامحها لتسأله باستغراب:
-مين قال كده؟؟
لم يجيبها فسألته بهدوء حتي لا تخيفه:
-مين اللي قال كده يا حبيبي؟
أردف مالك في خفوتٍ:
-طب أحلفي أنك مش هتزعلي ومش هتقولي حاجة لحد؟
هزت رأسها بهدوء وتمتمت:
-من غير ما أحلف مش هقول أحكيلي.
أستطرد الصغير في براءة:
-سمعت ستو وجدو وهما بيتكلموا...أفتكروني نايم بس أنا صحيت من النوم علشان أقول لستو أني جعان لقيتها قالت كده...ووقفت أسمع...وهي مكنتش تعرف أني بسمع...بس أنا والله العظيم مكنش قصدي أسمعهم...
تمتمت بسنت في حنان لا تدري كيف تكن لطيفة هكذا معه وكأنه يجبرها على ذلك:
-حصل خير أنتَ مكنش قصدك..
قاطعها مالك:
-مجاوبتيش علي سؤالي..
سألته بسنت في هدوء وهي تحاول الوصول إلي عقليته:
-أنتَ معملتش أي حاجة تضايقني أو تضايق باباك...أكيد أنتَ فهمت الكلام ده غلط...لأن أصلا أحنا اللي مسؤولين منكم مش العكس سواء أنتَ أو تقى...وأنتم صغيرين علي أنكم تكونوا سبب في أي حاجة....وأكيد أنتَ فهمت غلط.
-طب ليه أنتِ مش عايزة تطلعي تقعدي في الشقة اللي جيت لقيتك فيها أول مرة مش فوق بيتك لو أنا مليش ذنب في حاجة مش عايزة تعيشي فوق ليه؟!
عقليته وحديثه الذي لا يناسب عمره يزعجها في بعض الأحيان..ولكنها هتفت في ثبات زائف:
-أولا العمارة كلها يعتبر بيتي...يعني سواء قعدت فوق أو قعدت تحت عند ماما..أو حتي عند جدتك وستك أو حتي آيات كلهم واحد...وبعدين أنا ممكن أكون أنا وحاتم بينا سوء فهم أو مضايقين من بعض...بس ده ملهوش علاقة بيك أبدًا....ما أنتَ وتقى بتتخانقوا كتير وبتتصالحوا من غير ما يكون حد السبب...وأنتَ معملتش أي حاجة لينا تزعلنا من بعض...وصدقني أنتَ أكيد فهمت غلط.
حاول الصغير استيعاب كلماتها والاقتناع بها...فأسترسلت بسنت حديثها في خفوتٍ:
-وأنك تحاول تسمع كلام حد من وراه ده غلط...لانه بيخليك تفهم الكلام غلط وتزعل زي ما حصل معاك...لأن ستك بتحبك جدا....وأستحالة يكون قصدها اللي سمعته...علشان كده عيب وحرام...وأنا عارفة أنه مكنش قصدك بس أنا بحكي ليك قي العموم متكررهاش تاني.
هز رأسه متفهمًا وهتف بتهذيبٍ:
-عندك حق أنا غلطان ومش هعمل كده تاني...على فكرة أنا بحبك جدا..حتي ساعات بحبك أكتر ما حبيت ماما...لأني مقعدش معاها كتير زيك...وحبيت آيات وحبيتكم كلكم...رغم أني كنت خايف لما جيت...أنتِ طيبة أوي وانا بنبسط لما بكون معاكي ومع تقى ورحيم...وبنت بدر
ابتسمت بسنت مدركة شعور الانتماء الذي ينتاب الصغير لها...فهي تشعر بالأمر ذاته ولن تكذب....لا تدري سر هذا الانتماء الرهيب بينهما...هل هي حبها لوالده الشديد...أم شفقتها بظروفة...أم عاطفتها الحنونة...أم سرٍ أخر لا تعرفه...فهو يقارن حبه لها أكثر من حبه لجومانا.
أجابته في خفوتٍ وعاطفة صادقة:
-وأنا كمان بحبك...مش هتنام بقا؟!
تمتم مالك في توجس:
-هنام بس ممكن أسألك سؤال تاني
-أنا عايزة أنام يا مالك بكرا يوم طويل..
هتف مالك:
-أهو هسأل بسرعة....أنتِ هتحضري السبوع بكرا وبابا هيحضر؟!
جزت علي أسنانها وهتفت في نبرة جامدة:
-أه أكيد.
قال كلماتها في انفعال فهو يذكرها برؤيته له غدًا فهي بالفعل باتت لا تراه إلا نادرًا...حتي معاملته مع الاطفال تتم عن طريق والدتها أما والدته....لا تتذكر حتى أخر مرة قد قام بمهاتفتها أو هي فعلت ذلك....حتي التجمع العائلي التي يحدث كل جمعة باتت بسنت تتخلف عنه...أرادت البعد حتي تستريح من مشاعرها تجاهه قليلًا هدنة لا تدري ما الذي سيحدث بعدها.....
________يتبع________
عايزو أقول انكم وحشتوني بس الوقت بيبقي ضيق جدا غير الامتحانات اللي الواحد كان فيها..
ومتنسوش الفوت والكومنت التفاعل وحش جدا🥲
ياريت تتفاعلوا علي الفصل ده حلو والفصل اللي قبليه يوصلوا ل ٦٠٠ فوت
واحب أقولكم ان احتمال كبير جدا الفصل الجاي يبقي الأخير وهيكون بعدها ناقص الخاتمة اللي هتنزل ممكن جزء أول أكتر من جزء لو هتبقي طويلة
ولغايت دلوقتي أنا مقرتتش هبدأ أنهي رواية فيهم فياريت تساعدوني في القرار للعلم أغلبكم عايز الرواية الجديدة
حاجة مهمة❤❤❤
أنا بشكركم من كل قلبي علي متابعتكم وتعليقاتكم اللطيفة وأني أتاخرت بالاسابيع واتحملتوا مودي الوحش...ووفاة والدتي...حقيقي أنا محظوظة بيكم كعيلة أتحملت ظروفي ومكتبتش كومنت يضايقني رغم طول الرواية اللي داخله علي ما يقارب سنة بتتنشر وده كان لسوء الظروف وأتمني في تفنيش الرواية مكونش زعلت حد ولو حد زعلني أنا مسامحاه وكل سنة وأنتم طيبين🥰❤