"افف..لماذا يجب علينا العمل كثيراً هكذا، ما كل هذه المستندات!"
"ويجب علينا العمل لأوقات طويلة، إضافة إلى ذلك رئيسنا متقلب أحياناً يقول اليوم عطلة واحياناً أخرى ناخذ اليوم بأكمله عمل ونعود بمنتصف الليل"
"لكن نائب الرئيس يبدو وسيماً ككل يوم أليس كذلك ؟"
"شششش! اصمتي اصمتي لقد وصل الرئيس!"
اقتحم شخص الشركة يمشي رافع رأسه ويمشي واضعاً يده بجيبه واليد الاخرى ممسكه بهاتف يقلب به
طويل الجسم ذو بدلة سوداء ونظارة شمسية سوداء
بالطبع لم يسمع تذمرات موظفيه عن كيفية إدارة شركته وموظفيه وإلا كانت ستكون نهايتهم الطرد للأبد
لمحه نائبه ذو بدلة رمادية اللون واتبع خطى رئيسه
دخلوا مكتب الرئيس وبالطبع جلس الرئيس على مكتبه بهيبه
لكن لم تدم الهيبة طويلاً (المقصد هيبته راحت)
استند ظهره على الكرسي واماله للوراء قائلاً بملل بينما ينظر لنائبه الواقف بجانبه
"ما اعمال اليوم يا ترى ؟"
"اليوم سنختار موظفين جدد مثل كل سنة وسيادتك تأخرت كالعادة"
قال اخر جملة بسخرية مما جعل الرئيس ينظر إليه من أسفله لأعلاه واكتف بالصمت
"ادخلهم ؟"
قالها بسخرية هو الأخر وكأنه أمر بديهي أن يدخلهم
تنهد النائب بينما يدير عيناه ثم صفق بيديه ليدخلوا
اعتدل الرئيس بجلسته بينما ينظر بجديه للكائن الذي يريد أن يتوظف بشركته
كل من دخل لمقابلة العمل خرج بخيبه أمل من ردة فعل كلاً من الرئيس والنائب الذين ظلوا يسخرون بهمس لبعضهم ويضحكون مما جعل الذين أمامهم غير مرتاحين
انتهى العمل اخيراً وذهب رئيسنا لمنزله الحبيب
*يا ترى هل اتابع فيلم رعب هذه المرة أم مسرحية كوميدية ؟*
هذا ما كان يدور في عقله
دخل منزله وأول ما لمحته عيناه صورة صغيرة قليلا موضوعة في إطار جميل ومتواضع
امسكه وابتسم بحزن بينما يتأمل وجوه الأشخاص بالصورة
ترك الصورة وذهب يغير ملابسه ثم جلس على الطاولة المتكونة من اربع كراسي وكان يجلس على إحداها
بدأ بتناول طعامه الذي اشتراه قبل عودته للمنزل بهدوء بعدها ذهب ليتابع فيلم رعب
هذا كان روتين يومه الطبيعي طوال الثلاث سنوات الفائتة
فاليوم التالي استيقظ الرئيس كالعادة وذهب لقيادة سيارته ووجهته هي الشركة بالطبع
أوقفته إشارة المرور
كان نافذه سيارته مفتوحاً وكان سانداً ذراعه على النافذة وينظر بملل حوله منتظراً الضوء الأخضر
لفتت انتباهه السيارة التي تقف بجانب سيارته ولنكون أكثر دقة فتح نافذه تلك السيارة
نظر للوجه الذي ظهر بعد فتح النافذه
رجل بنظارة طبية يبتسم بهدوء بينما ينظر للرئيس الناظر له بتسائل وكل ما يدور بعقله
*لماذا ينظر إليّ هذا الرجل، هل اعرفه ؟*
بينما يحاول تذكر وجهه قاطعه صوت الرجل الهادئ قائلاً
"اعرف من قتل اعز من تملك"
نظر له الاخر بينما يحاول الاستيعاب
*اعز من املك ؟ اعز من املك....*
عندما أدرك مقصده كانت قد أصبحت الإشارة خضراء وبدأت السيارات خلفه بإطلاق بوق سياراتهم ليتحرك بسيارته
انطلق الاخر بسيارته تاركاً الاخر لا يعرف هل يتبعه أم لا لذا اكتف بقراءة رقم السيارة
ذهب لشركته بأقصى سرعة وبمجرد أن دخل نادى على نائبه لكي يأتي
"اريد كل المعلومات بالتفاصيل المملة عن صاحب هذه السيارة!"
قالها صائحاً بينما يضع الورقة على مكتبه لكن بشدة تشبه وكأنه يصفع المكتب
رفع يده بعدما أشار له نائبه بالهدوء
أخذ النائب الورقة التي كانت ضحية هذه الصفعة
أخذ الورقة بدون قول شيء وذهب للموظفين ليبدأوا مهمتهم المستعجلة
وبالفعل...بعد ساعة بالضبط رجع النائب ومعه كل شيء تقريباً عن ذلك الرجل
متى ولد، عن أمه وأبوه، إخوته، ماذا يحب وماذا يكره، ماذا اكل اليوم على الافطار...إلخ
"رائع..لم اتوقع أن تأتوا بكل هذه المعلومات"
قالها بدهشة بينما ينظر للأوراق المتكدسة أمامه
"حسنا والأن...اقرأ كل هذا واخبرني الاشياء التي لفتت انتباهك بالإضافة إلى رقمه"
رد النائب بقرف واضح
"تعلم أني لا احب القراءة فلماذا تطلب مني قراءة اوراق تغطي وجهك من كثرتهم ؟ أيضاً...طالما أنك لن تقرأهم، لماذا طلبت كل شيء عنه ؟"
رد الأخر بلا مبالاة
"تحمست وفعلت كما يفعلون بالأفلام، ألا يفعلون هذا ؟"
أخذ النائب الاوراق بغضب وذهب لكي يجعل أحد من الموظفين يقرأهم
مسكين ذلك الموظف....
رجع النائب مجدداً وأعطى رئيسه ورقة مكتوب بها رقم الرجل وتكتف أمامه
"لماذا تنظر إلي هكذا ؟"
رد النائب "جاك! انت...!! تسألني لماذا انظر إليك هكذا ؟ تعلم أن بالمساء ستكون خطبتي ولم توافق أن تعطيني حتى اجازة في هذا اليوم ثم تخبرني فجأة ان احضر كل المعلومات عن شخص لم أقابله بحياتي واعلم انك لم تقابله أيضاً وتسألني لماذا انظر إليك هكذا ؟!"
"هاي هاي هاي اهداً قليلاً...أولا إنه الرئيس جاكسون أو الرئيس ويلي وليس جاك! ثانياً..ما كل هذه الثقة، وما ادراك أني لم أقابله بحياتي ؟"
"لأنني صديقك منذ الابتدائية واعلم كل شيء!"
رد بسخرية "كل شيء ؟"
صمتوا قليلاً بينما ينظر الرئيس للأخر بحده من اعلاه لأسفله
اتصل جاكسون على الرقم الموجود بالورقة بينما ينتظر الرد
"إذا لم تأتي لشركة هايداي خلال عشر دقائق ستندم"
قال النائب بسخرية بينما يضحك بعدما اقفل الرئيس الخط بدون سماع إجابة الأخر
"ستندم ؟"
"اصمت"
قالها بينما يحاول كتم ضحكته على سخرية النائب
"اسمع..لارك، الشخص الذي طلبت كل المعلومات عنه قال أنه يعرف من قتل عائلتي...أو هذا ما فهمته"
"ماااذاا؟!!!"
رد النائب صائحاً
طرقت السكرتيرة الباب قائلة
"لقد وصل السيد ارنوت"
سأل الرئيس نائبه "من هو ارنوب هذا ؟"
نظر له لارك ثم قال
"ادخليه"
دخل الرجل المريب مع ابتسامته الهادئة التي استفزت جاكسون
لم يبدو عليه في السيارة لكنه طويل القامة بنفس طول جاكسون تقريبا
يلبس بدلة زرقاء غامقة (كحلي) واضعاً يده داخل جيبه ويمشي مشيه عارض ازياء أو مدير أعمال كبير
نظر لساعته والإبتسامة لا تزول وجهه قال
"عشر دقائق بالضبط"
رفع جاكسون حاجبه باستغراب ثم بعدها بثواني فهم مقصده ليبدأ بالنظر له شزراً
نظر لارك لجاكسون وارنوت الذي يبدو بينهم وكأنه قصير بالرغم من أن طوله طبيعي، يلعن حظه الذي وضعه في وسط عمالقة
جلس الرجل على الكرسي واضعاً قدم فوق الأخرى قائلاً
"كنت اعرف أنك ستتصل بي وتطلب كل معلوماتي، ومؤكد عرفت أن اليوم عيد ميلادي اليس كذلك ؟ إذن..اين هديتي ؟"
"أخبرني من قتل زوجتي واولادي بسرعة!"
قالها جاكسون بغضب
رد الرجل بعدما اعتدل بجلسته وشبك يده فوق قدمه
"ليس بهذه السرعة، هل تريد فعل شيء ممتع ؟"
"شيء ممتع ؟ ماذا تقصد"
رد بابتسامته الهادئة
"اسمع...خذ هذا رقم تيدشان وسوف يطلعك على بعض المعلومات"
نظر جاكسون للرجل أمامه ثم الورقة التي وضعها على مكتبه بهدوء
"من ؟ تي تشان ؟"
نظر له ارنوت بينما يرمش بتعجب ثم رجع لابتسامته الهادئة
"هممم...حسناً، اظن لا بأس"
قالها جاكسون وهو يبتسم ابتسامة تحدي للورقة
رجع إلى منزله وفعل روتينه الطبيعي وكاد بكون قد نسى موضوع الرجل أساساً
عندما تذكر اتصل بذلك الرجل الذي يدعى تيدشان
"مرحبا ؟"
رد جاكسون بعدما اعتدل بجلسته
"نعم مرحباً، انا جاكسون ويلي..اظن أن الرجل المستفز اقصد ارنوب قال لك عني صحيح ؟"
"اوه نعم نعم، تعال لتقابلني يوم الاحد القادم الساعة الثامنة مساءاً في الزقاق بجوار متجر *** في المنطقة ***"
"همم..حسنا، انتظر هل يمكنك إعادة كلامك لأنني نسيت كتابته"
~~~~~~~~~~~
"الزقاق بجوار متجر ***......اوه هاهو"
كان هناك رجل واقف في منتصف الظلام
"اوووي ايها الرجل تشان!"
التفت تيدشان على صياح جاكسون
عندما اقترب منه جاكسون خرج من الظلام ليظهر كاملاً شيئاً فشيئاً
رجل بملابس فاخرة وغالية مع وحمه تغطي نصف وجهه
يبتسم نفس الابتسامة المستفزة التي يبتسمها ارنوت مما جعل جاكسون يتنهد بأسف على هذين الهادئين الذين لا يعرفون معنى الحياة عندما تكون منفعلاً ومرحاً وليس هادئ مستفز
رفع جاكسون يده بتسائل بينما يقول
"إذن...اين المعلومات ؟ وما الشيء الممتع بالضبط في هذا ؟"
رد عليه تيدشان "همممم....اولاً عليك حل لغز لتصل إلى شيء يخص القاتل وشيئاً فشيئاً ستعرف من هو القاتل"
صاح جاكسون بغضب "لغز؟!! اريد العثور على قاتل زوجتي واولادي وانت تقول لغز وألعاب؟! ثم من قال لك اني احب الألغاز أساساً؟!!"
"حسنا حسنا هناك شيء افضل..."
"وما هو ؟"
صاح تيدشان "لقد قاطعتني! اصمت لتعرف ما هو! ألا تستطيع؟!"
تنهد تيدشان بينما يضع يده على جبهته بعدها عاد إلى وضعه الهادئ بينما تكتف جاكسون منتظراً الشيء ال "افضل"
"تريد معرفة من القاتل بدون لف ودوران صحيح ؟"
"صحيح"
"القاتل هو جارك ستيف"
رد جاكسون بغير تصديق وسخرية بنفس الوقت
"ماذااا؟؟ ستيف؟....وما ادراك أساساً؟"
قال الجملة الأخيرة بينما يرفع حاجبه باستغراب
وهنا ادرك تيدشان أن جاكسون قد وضعه بالفعل في قائمة المشكوك فيهم
وبالطبع قد وضع ارنوت كذلك في نفس القائمة منذ اول مرة رأى فيها ابتسامته المستفزة
"لا تتصرف حالياً ولا تظهر أي فعل يدل على انك عرفت إلا عندما اخبرك بالمزيد من المعلومات بالمرة القادمة"
"ولماذا بالمرة القادمة ؟ أخبرني الأن"
"لأنني مشغول الأن"
"إذن لماذا طلبت مقابلتي طالما انك مشغول؟!"
اكتف تيدشان بالصمت ثم ودعه بتلويحة من يده وابتسامة هادئة
"لقد قرفت من هؤلاء الجوز الهادئين...انا حقا حقا قرفت"
عاد جاكسون لمنزله كالعادة بعدما نظر بصمت لذلك المنزل بجوار منزله الذي يعيش داخله قاتل عائلته
راسل تيدشان نصياً ليعرف المكان الذي سيتقابلون به المرة القادمة
وبالفعل
بعد اربع ايام من تقابلهم ذهب ليقابله مرة أخرى
لكن هذه المرة ليس في زقاق مظلم بجانب متجر بل في مطعم راقي يحتاج أن تحجز قبله بأشهر لكي تستطيع الجلوس هناك
دخل جاكسون المطعم وكأنه شيء طبيعي يفعله كل يوم وهذا بالفعل ما هو عليه الأمر
بما أن جاكسون غني والخ...
ذهب للجالس بهدوء يتناول طعامه بأدب
جلس جاكسون، أخذ ملعقة من الصحن الذي أمامه ثم قال
"إذن...ما المعلومات التي لم تستطع قولها بالمرة الفائتة لانك مشغول ؟"
تجاهل تيدشان سؤال جاكسون الساخر قائلاً
"حسنا...كيف كانت زوجتك وأولادك ميتين ؟"
صمت جاكسون قليلاً بينما يتذكر منظر زوجته وابنيه وهم غارقين بدمائهم أمامه
"..مطعونين بسكين...عدة طعنات"
قالها بهدوء على غير العادة
نظر له تيدشان ثم ابتسم
"تريد أن تعرف كيف ماتوا ؟"
"ماذا تقصد ؟ واضح انهم مطعونين لذا ماتوا"
"لربما هناك أحد سممهم ثم ستيف طعنهم مثلاً ؟"
قالها بينما يرفع كتفيه ثم رجع يتناول طعامه
جلس جاكسون يستوعب ما قاله وثم يتخيله وثم يستوعب مرة أخرى وهذه العملية اخذت 10 ثواني ثم صاح
"ماذاا!! كيف ؟ هل اجتمع القتلة وأقاموا حفلة في منزلي؟!"
نظر تيدشان رافعاً حاجبيه باستغراب يفكر
كيف فكر في هذا الشيء ؟ ثم تذكر أنه يقول أي شيء يخطر على باله ولا يفكر أساساً فيما سيقوله
"حفلة...ثم انا قلت مثلاً"
قال تيدشان اول كلمة بقرف ثم تنهد واكمل حديثه
"المهم..."
قاطعه جاكسون قائلاً
"المهم أن زوجتي وابنائي ماتوا بسبب تسمم ولم يعانوا أو يتألموا، كان هذا الموضوع يؤرقني حتى اني فكرت أن اطعن نفسي لأجرب شعورهم وكيف أحسوا في لحظاتهم الأخيرة..."
كان يتكلم بنبرة مرتاحة بينما على وجهه ابتسامة هادئه
حاول تيدشان أن يظهر تعابير اسف أو حزن على وجهه لكن لم يستطع لذا غير الموضوع قائلاً
"وها أنت ذا تقاطعني مرة أخرى"
"إذا لم اقاطعك سيتغير الموضوع ولن أستطيع قول ما اريد قوله!"
تنهد جاكسون ثم قال رافعاً يديه نحو تيدشان
"تفضل...ما هو المهم ؟"
تنهد تيدشان بدوره ثم قال
"الف شكر...انسيتني ماذا كنت أريد أن أقوله اساساً"
"المهم الأن انك تريد أن تنتقم وهذا شيء اكيد صحيح ؟"
رد عليه جاكسون بغضب وعينيه تشع بحقد
"بالطبع...لن انام مرتاحاً إلا عندما ارى ستيف يتوسل إلي لأقتله! ومن سممهم سأجعله يشرب اقوى انواع السم الذي يجعله يتعذب قبل أن يموت!"
"وما ادراك أن هذا السم موجود، أم تريد صناعته ؟"
رد جاكسون بلا تردد "مؤكد!"
تنهد تيدشان للمرة الألف وهو يلعن الشخص الذي أدخله في هذه المسألة
"سأقول لك كيف تنتقم إذن لذا استمع جيداً"
اكتف جاكسون باماءة رأسه مترقباً ما سيقوله الذي أمامه
"اولا...اذهب إلى جارك ستيف وافعل الآتي..."
طرق جاكسون باب المنزل الذي يلي منزله وبنفس الوقت يدق الجرس
جاكسون دائماً مزعج وهذا شيء يعرفه جميع جيرانه وتعودواً عليه
سمع جاكسون صياحاً من الداخل
"يكفي يكفي توقف سأفتح!"
فتح ستيف الباب بغضب ناظراً إلى جاكسون الذي يبتسم ابتسامة بريئة
"جاري العزيز...لم ارك بالجوار كثيراً هذه الأيام لذا جئت للاطمئنان عليك، هل انت بخير ؟"
نظر ستيف باستغراب للواقف أمامه يتحدث بنبرة قلق مصطنعه
رد ستيف "نعم بخير ؟"
حضنه جاكسون وهو يربت على ظهره بلا مبالاة ثم ابتعد عنه قائلاً
"ألن تدخلني ؟ ما رأيك أن نتابع فيلم سوياً ؟"
انزعاج ستيف كان واضحاً لجاكسون لذا شعر بالانتصار بطريقة ما
قال ستيف بابتسامة متكلفة
"نعم نعم بالطبع تفضل"
دخل جاكسون وكأن البيت بيته وجلس على الأريكة ممسكاً ريموت التلفاز مشغلاً ما يحلوا له
سأله ستيف عن ما يريد شربه ودخل بعدها المطبخ ولم يخرج إلا بعد فترة ومعه فشار وقهوة له ومشروب غازي بالتفاح لجاكسون
(ببسي تفاح يعني، البطل نمطي ولازم اخليه يحب الي بحبه مليش دعوة ┐( ˘_˘)┌ )
شغل جاكسون مسرحية كوميدية وكان يضحك على أي شيء يفعلونه بصوت عالي مزعج وكأنه يشاهد اضحك شيء فالعالم حتى دمعت عيناه من كثرة الضحك
جلس ستيف ينظر إلى المزعج بجانبه بينما يأكل الفشار ويرى ما المضحك جداً في هذه المسرحية السمجة
صوت ضحكات جاكسون أصبحت اعلى وأعلى وأكثر ازعاجاً حتى صاح ستيف بغضب
"هل يمكنك أن تصمت ايها التافه لدقيقة على الأقل؟! اشعر أن راسي سينقسم نصفين من الصداع بسببك!"
حاول جاكسون أن يكتم ابتسامة النصر خاصته لكن لم يستطع لذا تكلم بسرعة بنفس نبرة الأخر قائلاً
"تقصد أني مزعج ؟ وما قصدك بتافه؟!"
"نعم تافه واكبر تافه! تتظاهر بالروعة وتتظاهر بأنك مقرب من كل شخص تراه لأول مرة! كم اكره هذا فيك!"
"ماذا! تقصد أنك تكرهني!"
"نعم اكرهك وكثيراً! لا تتظاهر كأنك تحبني!"
وظلوا على هذا الحال ومع كل كلمة يقولها ستيف يحاول جاكسون ألا يضحك بها ويحاول استفزازه إلى أن وصل لمبتغاه وأخيراً
"ألم يكفيك قتلك لزوجتي واولادي!"
"نعم لم يكفيني وسأقتلك انت أيضاً!!"
امسك ستيف مزهرية من الزجاج ورماها على رأس جاكسون
حمى جاكسون رأسه بجزعيه لكن دخل فيهم بعض شظايا الزجاج المكسور لذا تلطخ كمه الابيض بالدم
أدرك ستيف ما فعله وادرك أيضاً أن جاكسون علم أنه هو القاتل لذا قال
"إذن لقد خانني هذا الوغد واخبرك اني قتلتهم ؟"
طغى على وجه جاكسون الابتسامة التي كان يكتمها حتى هذه اللحظة فهو الان سيعرف من سمم عائلته ويقتلهم هم الإثنين بنفس الطريقة التي قتلوا بها عائلته
جلس جاكسون يتخيل كيف سيعذبهم لاحقاً ونسى ما يحدث هنا حتى ذكره صياح ستيف قائلاً
"الوغد ارنوت! سأقتلكم انتم الاثنين!"
رد جاكسون بسخرية
"اتفق أنه سيموت لكن أنا لا، ليس الأن على الأقل"
عندما قال جاكسون هذه الكلمات كان يحاول تذكر من هو ارنوت، بمجرد أن تذكر اختفت ابتسامته وظهر عليه الارتباك
لعن جاكسون الوغد ارنوت وتيدشان ومجرد تذكر أنهم كانوا يلعبون به يغضبه بشدة
ومع غضبه وانفعال الأخر كاد جاكسون يقتله حتى تذكر أنه لم يعذبه بعد وبالطبع لن يسمح بموته الأن
ضربه على رقبته ليغمى عليه ثم ربطه في كرسي وذهب إلى الأخر
كان يقود سيارته لا يعلم أين وجهته لكنه يفضل أن يقود افضل من أن يبقى واقفاً مكانه
في أثناء ذلك كان يتصل بنائبه بينما يضرب عجلة القيادة بيده يشتم كل شخص يقف في طريقه أثناء قيادته
اخيراً أجاب لارك وأخبره بمكان منزله والمكان الذي يفضل الجلوس فيه
كان المكان الذي يجلس فيه قريب من مكان جاكسون لذا توجه إليه اولاً وإذا لم يجده هناك يذهب إلى منزله
ذهب ولم يجده بالفعل لذا ركب سيارته مرة أخرى وانطلق لمنزل الاخ ارنوت
وجد الباب مفتوحاً لذا جهز مسدس لحالات الطوارئ
ستتسائلون من اين جاء بالمسدس ؟
ذهب إلى الجيش عندما كان شاباً، ونعم لديه أخ لكنه ميت الأن بسبب مرضه
المهم أنه كون علاقات في الجيش واعطوه مسدس مرخص
دخل ببطئ المنزل الكبير وجلس يتأمل في كم أنه ممل
المنزل بأكمله كان باللون الابيض وعليه لوحات أشخاص ومناظر طبيعية
كان يبحث جاكسون بعينيه في الارجاء عن ارنوت فوجده جالساً على الاريكة
حتى الأريكة بيضاء!
نظر له ارنوت بسخرية مما جعل جاكسون كاد ينفجر من غضبه
مشى جاكسون نحو ارنوت بينما يدب برجله على الأرض بعصبيه
رفع المسدس نحو رأس ارنوت ومازال ارنوت لم يغير نظرته
جهز جاكسون المسدس ليصبح جاهز للإطلاق كتحذير لارنوت لكن رد ارنوت على هذا التحذير قائلاً
"اطلق، اعلم أنك لم تأتِ إلى هنا لقتلي"
"الهذا فتحت الباب بكل ثقة ؟ تريد أن تبدو مثل الشخصيات الفخمة بالافلام ؟"
"لا علم لي بماذا تقصد فأنا لست مهووس افلام متفرغ مثلك"
"رأيت صور أشخاص هناك ومن ضمنهم طفل، ابنك ؟"
"ابني، وسيم أليس كذلك ؟"
"هاه!...تعلم شعور أن تصبح أب ويكون لديك إبن إذن..."
قالها بعصبية ساخرة ثم أكمل صارخاً
"إذن لماذا قتلت ابنائي هاا؟! وزوجتي التي لم احب غيرها طوال ال37 سنة التي عشتهم!"
دمعت عينا جاكسون رغماً عنه
ليس حزناً على زوجته أو أبنائه
حزناً على نفسه
شفقةً على نفسه
على حظه الذي جعل جاره وشخص لم يقابله من قبل يقتل اعز ما يملك
على الأقل يريد أن يعرف سبب قتله لهم!
رفع ارنوت مسدساً نحو رأس الأخر أيضاً
قال جاكسون بنفس نبرته السابقة
"إذن أنت من تنوي قتلي هاه!"
"انا لا أنوي شيئاً...لكن إذا كنت تريد الموت ليس لدي مشكلة"
رد "انا فعلاً ليس لدي مشكلة مع الموت، لكن هناك أشياء مازلت لم اجربها بعد!"
"إذن اتمنى أن تجربها في العالم الأخر!"
قالها ارنوت صائحاً بينما يضغط لإطلاق النار على رأس جاكسون
اغمض جاكسون عينيه وهو يفعل نفس الشيء
الصمت بعد كل هذا الصراخ وإطلاق النار كان رائعاً
كل ما فكر به جاكسون كان المسلسل الذي لم ينهيه ويريد معرفة نهايته
لكن عندما أدرك أن ليس هناك ألم ومازال يملك وعيه جعلته يفتح عينه بتسائل
"لم امت ؟"
"لم تصبح رأسي دونات ؟"
هذا كان ما فكر به جاكسون في تلك اللحظة
نظر جاكسون للجثة الملقاه أمامه
ارنوت مع ثقب في كلاً الجهتين من رأسه
موت فوري
اظن أنه لم يستطع حتى رؤية شريط حياته
"لماذا ؟"
"أطلق على نفسه ؟"
"ألم يكن ينوي قتلي ؟"
"ألا يريد حتى جعلي اذهب إلى احبابي ؟"
"هل كان مجرد وغد مجنون يعبث معي ويريد فقط الانتحار ؟"
أسئلة كثيرة كانت تدور برأس جاكسون وكأن رأسه غساله
قاطع حيرته اقتحام الشرطة ورؤية المنظر الذي تم وصفه قبل ثمان اسطر
"وهذا كل ما حدث"
"واظن محادثة الموظفتين وباقي الاشياء هي-"
"مجرد توابل من عندي...ستكون القصة مملة إذا لم اضفها!"
"حسنا حسنا انت معذور....اوه، الوقت يمضي بسرعة! سأذهب الأن يا جاكسون"
"تفضل الباب يفوت حمار"
"تصدق اني المخطئ في مجيئي لزيارة شخص مثلك"
"ههههههه"
تعجبني جداً النهايات المفتوحة~
ما رأيكم ؟
هل تم القبض على جاكسون ؟
هل كان يحمل بالفعل مسجلاً عندما ذهب إلى ستيف وسجل كل شيء ومع العلاقات التي لديه لم تقبض عليه الشرطة واسطة ؟
ماذا حدث لستيف ؟
هل تم نسيانه بالمنزل مكبل فالكرسي وجلس هناك حتى تعفن ؟
جيبوا نهايات من عندكم اعزائي القراء لأني ببساطة الكسل لم يسمح لي بالتفكير فيما حدث:-)
2840 كلمة