Don't forget to vote babies! 💞
زجاجٌ محطّم، انفاسٌ متهالكة تطالب بالخروج من رئتيّ و يدان ترتجف.
ردة فعلي علىٰ رؤية الجسد وراء النافذة سببّت جرحًا في قدمي عندما خطوتُ علىٰ زجاج الصحن المتكسر.
عليّ ان اكون هادئة.
عليّ ان اقنع نفسي انني اتخيّل الأمر.
عليّ ان اتحرك!.
اغلقتُ الستائر سريعًا لأصب تركيزي علىٰ الزجاج الذي جرح قدمي والطعام الملقىٰ علىٰ الأرض.
اخذتُ اجمعه وارمي الباقي في سلة المُهملات لأتنفس الصعداء اخيرًا.
سمعتُ عن حوادث قتل واختطاف في المدينة مُؤخرًا، لكن المنطقة التي اسكن فيها هادئة نوعًا ما ولا أظن أن أحدًا سيقصدُها.
نظرًا لأنني فقدتُ شهيتي، حملتُ ڤاليري وتأكدت من إيصاد الباب جيدًا قبل الصعود لغرفتي.
فضولي شدّني ان أُلقي نظرةً بالخارج لأرىٰ إن كان ذلك الشخص لايزال واقفًا هناك.
اقتربتُ من نافذة غُرفتي ابعدُ الستائر انشًا انشًا لأتمكن من القاءِ نظرةٍ علىٰ طريق الغابة المقابل لمنزلي.
لا احد.
تنهدتُ راحةً، ربما عليّ تناول المزيد من الفيتامينات إن كنتُ اتخيل اشياءً الآن.
غسلتُ اسنانيّ وغسلتُ وجهي استعدادًا للخلود للنوم.
حينَ استلقيتُ علىٰ سريري فتحتُ هاتفيّ أجيب علىٰ الرسائل الغير مقروءة من اصدقائي.
حتىٰ غلبني النعاس واستسلمتُ للنوم.
فتاة مُشاغبة.
ترتدي قميصًا اخف من ورقةٍ ولا شيء آخر ظنًا منها انها بمفردها.
ربما كانت كذلك بالأمس، لكن اليوم؟ ستحلمُ بالوحدةِ فحسب.
اطالعُها واقفًا بجانب احدىٰ أشجار الغابة مُقابل منزلها.
يا لحسنِ حظّي، فَراشتي تسكُن بمفردها في حي ميّت.
اردتُ ان العب بعقلها، ان اوهمها انها ترىٰ اشياءً وإنني لستُ خارج نافذتها قبل أن أظهر نفسي.
اردتُ ان امررّ اصابعي علىٰ حلماتها البارزة من قميصها الخفيف، ان العقها واسحب اصواتًا حُلوة من ثغرها.
اتسائل كيف هو صوتُها، كيف سيكُون حين تكون اصابعي عميقًا بداخلها.
سأعرف ذلك قريبًا، سأعرف كل شيءٍ عنها حتىٰ أصغر التفاصيل وأكثرها مللًا.
تعمدتُ ان آتي بمظهرٍ اسود بالكامل، كي تشعُر بالرعبِ وان لا تفكر بأن تتحداني.
علىٰ الرغم بأنني ارغبُ بها بكلّ نقاوتها وحلاوتِها، اريدُها ان تكون شرسةً حين ترغبُ بذلك.
اودّ ان أراها تقاتلني، ان تدفعني بعيدًا لأعود بشكلٍ أقوىٰ من قبل.
الصبر، الصبر هو ما احتاجُه لأحصل عليها.
لقَد رأتني.
اسقَطت الصحن الذي كانت تحملهُ ارضًا وهي تنظر اليّ.
جيّد.
لكنها عقدت حاجبيها تنظرُ للأسفل، استنتجتُ انها جُرحت.
ليّس جيدًا.
لا أريدها ان تتأذىٰ.
انا وحدي من يُسمح له بأذيتها.
اسرَعت واغلقت الستائر متسببةً برسم ابتسامة ملتوية علىٰ وجهي.
كما توقعت، قطة خائفة.
استدرتُ عائدًا ادراجي وانا علىٰ يقين انها ستنظر مرة اخرىٰ.
وحين تفعل، لن أكون هنا.
مرّ يومان منذُ رأيت ذلك الجسد الأشبه بالشبح، ولأنني لم المحهُ مجددًا تيقنتُ انني كنتُ متوهمة.
ذلك لم يمنعني من التأكد بأن الباب موصد قبل الخلود للنوم.
سمعتُ صوت باب الصيدلية يُفتح لأرفع رأسي من كتابي نحوه.
"تعملين ساعاتٍ إضافيّة مجددًا؟".
تذمرتُ وانا أقف لأحتضن صديقتي هيرا.
كنا معًا لمدة طويلة جدًا حتىٰ انني نسيتُ ما معنىٰ ان يكون المرء وحيدًا.
"اجَل، الأوغاد رفعوا اسعار البنزين مجددًا".
اخبرتُها وانا اجلس في مقعدي مجددًا، لتضحك هي عابثةً بقسم معجون الأسنان.
"تعلمين انني استطيع الدفع لكِ، فلمَ كل هذا؟".
سألت لأقوم بقلبِ عيناي علىٰ حديثها المتكرر.
"اعلمُ هذا هير، لكنني افضّل الحصول علىٰ مالي بنفسي".
"كما تريدين. الديكِ شيء لفعله مساءً؟ أود الذهاب لشراءِ شيءٍ ما".
ضحكتُ لطريقة حديثها لتجنب قول انها ذاهبة في موعد.
" من هو؟"
قلبَت عينيها تضمُ ذراعيها لصدرها.
"توم".
اصدرتُ صوتًا مشمئزًا.
"اخبرتكِ انه لا يستحقكِ".
"ضعي رأيكِ بمؤخرتكِ، انا اتسلىٰ فحسب واحتاج لشراء شيء جيد، وذوقكِ افضل مني. انتهىٰ النقاش".
قهقهتُ وانا اربت علىٰ كتفها.
"حسنًا حسنًا، الساعة الخامسة ستكون جيدة".
اومئت لي ودعتني قبل خروجها من الصيدلية.
اعدتُ تركيزي للرواية التي أقرأها.
دومًا ما كنت افضل قراءة الروايات الخياليّة، ومع رشةٍ من الرومنسية والمخلوقات الغريبة.
كنتُ منغمسةً في القراءة حتىٰ انني لم انتبه لمرور الوقت حتىٰ الثالثة عصرًا، وهو موعد انتهاء مناوبتي لليوم.
دخَل راين الذي سيحل محلّي، تبادلنا التحيات وانا احمل اغراضي للخروج نحو سيارتي المركونة خارجًا.
جلستُ في مقعدي لأبدأ في القيادة، ربما يمكنني اخذ قيلولة حتىٰ موعد ذهابي مع هيرا.
حينَ خطوتُ داخل منزلي اخذتُ حمامًا سريعًا وارتميتُ علىٰ السرير.
ربما يظنني البعض كثيرة النوم، لكن العمل مُتعب للغاية.
مُتعب اكثر من اي شيء آخر
او هذا ما ظننته.
_____________
"اهَذا مُثير بما فيه الكفاية؟".
سألتني هيرا وهي تمسك فستانًا احمرًا يُظهر اكثر مما يخفي.
كان رائعًا.
"سيكون محظوظًا إن ارتديتِ هذا لهُ".
اجبتُها وانا ابتسم بجانبية لتعض شفتها السفلية وتخبر صاحبة المتجر بأنها تود قياسه.
بينما كانت هيرا في غرفة القياس، كنتُ اتجول في المتجر باحثةً عن شيء يلفت نظري.
حتىٰ رأيته.
لابد أن يكون هذا اجمل فستانٍ قد تم صنعه بيد بشرية.
كان لونه حليبيًا مع اوراقٍ رقيقة من اللون الذهبي وهذا ما جعلهُ يلمع، كان واضحًا انه من الحرير او شيءٍ ارقىٰ من ذلك بكثير.
تلمستُه بِيداي بِرقةٍ وتبسّمت للموظفة.
"كم سعرُ هذا؟".
"انه ضمن مجموعتنا الجديدة آنستي، يبلغُ الألفا دولار لكننا نستطيع خفضه لكِ إن اخذتهِ مع فستان الآنسة الأخرىٰ".
ابتلعتُ بصعوبةٍ، حسنًا هو رائع لكنني لستُ غبيةً لدرجة شراء شيء بهذه القيمة لإرتدائه مرةً واحدة.
خَرجت هيرا لأركّز نظري عليها واشهق بصدمة.
يا إلهي.
"لو لم أكن مستقيمةً لتزوجتكِ".
قلتُ ابالغ في ردة فعلي، لكن ما باليد حيلة فالفتاة تشعُ جمالًا ورُقيًا.
هي ضحكت واخبرت للموظفة انها ستأخذه.
"اتريدين شيئًا؟ اختاري وسأدفع".
هززتُ رأسي بالرفض، اكرهُ ان اجعلها تدفع لي بلا مناسبةٍ.
لكنني سأحرص علىٰ الوصول لمرحلة اشتري بها ذلك الفستان دون أن اهتم بأمر المال.
احتاج إلىٰ الوقت فحسب.
اجلسُ في المقعد الخلفي للسيارة متوجهًا نحو المكان الذي يجتمع فيه مايكل ومن معهُ.
كوني حصلتُ علىٰ دعوة رسمية مساء امسٍ يدل علىٰ انهم بدأوا بِأخذ انضمامي لهم بجدية وهذا ما سلسل الراحة في صدري.
انا اقترب، شيئًا فشيئًا.
برويّة، لكنني سأصلُ قريبًا.
سأصلُ لليوم الذي اعلق فيه جثثهم علىٰ صليبٍ واشاهد دمهم يجري كشلالٍ لعين.
اخرجتُ هاتفي اتفقّد ماكانت فراشتي تفعل.
مرّ يومان منذ رأتني، ويوم منذ فعلتُ انا.
حين دخلتُ منزلها الذي لم يكن قفل بابه صعب الفتح، واخذتُ اجوبُ بهِ بعد أن تأكدت انها خلدت للنوم.
رأيتُ كل زاويةٍ وبحثتُ عن الأماكن الجيدة لوضع الكاميرات الخاصة بي.
بعد كل شيء، لا أريدها ان تتعرض للأذىٰ دون علمي.
وضعتُ واحدة فوق احد ادراج مطبخها لأستطيع مراقبتها وهي تتجول هنا وهناك لإعداد طعامها، مرتديةً تلك الملابس القصيرة.
وركّبت زوجًا في غرفة معيشتها، واحدة قرب التلفاز والأخرىٰ في الحائط الذي يقابل الباب لأعلم من يزورها.
خلعتُ حذائي قبل أن ابدأ بصعود الدرج متأكدًا ان لا أصدر اي اصواتٍ قد توقظها.
حين وصلت للطابق العلوي لمحتُ حمامها وكانت لي افكار شيطانية لوضع واحدة هناك.
لكنني لم ارد ذلك
أردتها ان تريني ما لديها بموافقتها.
ان تتوسل لألمسها وأفسدها.
توجهت لغرفتها وبرويةٍ فتحت الباب الذي أصدر صوتًا خفيفًا لكن ليس كافيًا لإيقاظها.
اخذتُ انظر لأرجاء الغرفة حتىٰ حطت عيناي علىٰ سريرها.
تنام هناك بِسلامٍ كأنها ملكةُ عصرها، غير مدركة للنار التي تشعلها بداخلي.
تقدمتُ اكثر آخذًا تفاصيل وجهها الساكن.
ماللعنة؟
اهذه قطة؟
شعر اصهب وابيض قصير يحيط جسدًا بحجم يدي، تستلقي تلك القطة بجانب صدر فراشتي.
الأشياء التي سأفعلها مقابل ان اكون بمكان هذه القطة.
اطلقتُ نفسًا ساخرًا، مالذي فعلتهُ بي هذه الفتاة بين ليلةٍ وضحاها؟ لابدّ ان يكون سحرًا لأنني لم افقد رباطة جأشي بهذا الشكل من قبل.
تراجعتُ عائدًا لتأمل غرفتها، هادئة مثلها تمامًا. خزانة كبيرة ومكتبة متوسطة الحجم، أغراض متعلقة بالصيدلة علىٰ طاولة منفصلة.
لكن ما جذبني هي رفوف كثيرة من الكتب، تقدمتُ منها اقرأ العناوين.
إنها حقًا فتاة مشاغبة.
نصف الكتب هنا رومنسية وخاصة بالبالغين.
ابتسمت واضعًا الكاميرا في باطن احد الرفوف واتجهت نحو سريرها مجددًا.
نظرًا لكون سقف غرفتها واطئًا لم يأخذ الأمر الا رفع يداي لتثبيت الكاميرا الأخيرة في ثقب فوق سريرها مباشرةً.
اعدتُ نظري للآلهة النائمة علىٰ مقربةٍ مني.
كل ما عليّ فعله هو إزالة الغطاء ومدّ يداي لأشعر ببشرتِها ضدّ خاصتي.
لكنني لن افعل هذا، ليس بتلك الطريقة.
وثمّ بالخفة والبراعة نفسها التي دخلتُ بها كنتُ قد خرجت من غرفتها والمنزل بأكملهِ احرصُ علىٰ اغلاقِ بابها جيدًا.
انقَطع حبل أفكاري وتذكّري لما حصل بصوت توقف السيارة و وصوليّ للمكان المنشود.
خطوتُ خارجها اخبرُ آلبرت ان يقلّني حين انتهي لأتوجه بعدها نحو الداخل بمساعدة حارسٍ كان قد تعرّف علىٰ وجهي.
"تفضّل سيدي، يمكنكَ الإنتظار هنا ريثما يعود السيد ويلسون".
اومئتُ للحارس مقتربًا بخطواتٍ رزينة نحو القاعةِ الكبيرة حيثُ يقبعُ بها كل من يدعم هذا المجتمع الفاسد.
فتياتٌ وفتيانٌ صغار يرتدون ما لا يُقال عنه ثيابًا ومراهقات تملأ وجوههنّ مستحضرات التجميل يجتمعون حول الأوغاد البيدوفيليين رغمًا عنهم.
قد يبدو الأمر انه بإرادتهم، الجلوس علىٰ ارجُل العجائز اصحاب النفس الكريه ورائحة المال والثروة و التغنّج لإيهامهم انهم يريدون مضاجعتهم وتعذيبهم.
لكنني اعلمُ ان ذلك ليس صحيحًا، بعضُ الفتيات هنا قد تمّ تخديرهنّ والبعض الآخر من استسلمنَ للخوفِ واخترنَ إطاعة خاطفيهم.
لقد بحثتُ عنهم طوال سنينٍ، لن يتمكنوا من خداعِ من يعرفُهم كما يعرف السجين سجّانهُ.
حيّيتُ عددًا من الأشخاص بإيماءة بسيطة من رأسي قبل أن آخذ كأس شامبانيا بيضاء واجلس علىٰ احدىٰ الأرائك.
اجوبُ بنظريّ حول القاعة بحثًا عن أماكن الخروج وايّ ثغرةٍ ونقطة ضعفٍ اخرىٰ.
سمعتُ صوت خطواتٍ رقيقة يليها صوتٌ ناعم ينتمي لمراهقةٍ.
هي تقدمت نحويّ جاعلةً بصري يقابل عينيها الذابلة.
بلا بريقٍ او نور، عيناها كانت اشبه بالميتة.
لكن شيئًا شدّني لهما.
كانت عيناها خضراء، كفراشتي تمامًا.
لم يعجبني هذا.
"كيف اخدمكَ الليلة، سيدي؟".
شعرتُ بالتقزز مما فعله هؤلاء الماكرين من غسل دماغٍ لهذه الفتاة وغيرها.
هي تستحق الإنقاذ، كما الجميع هنا، لكنني لا استطيع المخاطرة بفرصي لمجرد انها ذكّرتني بإيلينا.
"لا حاجة، لستُ بمزاجٍ الآن".
"اوه لمَ ترفض طلبَ الصغيرة؟".
سمعتُ صوته المقزز وهو يضحك مقتربًا من حيثُ اقبع.
يضعُ يده علىٰ كتف الفتاة كأنها ملكيته.
أردتُ قتله.
زيّفت ابتسامةً وانا أقف لمصافحة مايكل.
"افضّل الإستمتاع بهم في مكانٍ خاص".
قهقه مايكل وهو يحني ظهره لمقابلة وجه الفتاة التي ترتجف.
"أنكِ محظوظة، يبدو أن سيد هيلز يغار عليكِ".
انهىٰ كلامه بصفعة علىٰ مؤخرتها مسببًا عضها لشفاهها ووجهها يخلو من التعابير.
"دعني احصل عليها اليوم في غرفةٍ خاصة".
كان عليّ فعل شيءٍ ما، حتىٰ لو كان ان اوفر لها قضاء ليلةٍ هانئة تنام بها براحةٍ بعيدةً عن هؤلاء الوحوش.
انا لن استثني نفسي، فلقد تخطيتُ طور الوحشِ منذ زمنٍ
إلا انني لست الوحش الذي يستمتع بتعذيب القواصر.
"لكَ ذلك! ".
ربت مايكل علىٰ كتفي قبل أن يجلس بجانب أصدقائه علىٰ طاولة القمار داعيًا إياي للإنضمام.
حسنًا، هذه ستكون ليلةً طويلة.
كانَت هنالك قصة قرأتها حين كنتُ مراهقةً عن إعادة تصوير لقصص الأطفال.
ومنها كانت تلكَ الأميرة ذات الشعر الذهبي التي ينقذها بطلٌ مغوار علىٰ حصانٍ ابيض من الشرير الذي اختطفها.
إلا أن في تلك القصة، كانت الأميرة تقعُ في حبّ خاطفها.
تشعُر بالأسف عليهِ كونه يعيش في ذلك البرج بمفردهِ وتحاول إعادة النور الىٰ حياتهِ.
لمدةٍ طويلة بعد قراءة تلك الرواية، اصبحتُ ارىٰ الأمور بمنظورٍ مختلف.
ربما لا يجب أن يجتمع الخير مع الخير دومًا، لربما بعض الشرّ لازمٌ للتوازن.
لكنني لم ارد هذا النوع من الشر، أبدًا.
انا علىٰ ركبتاي في غرفة المعيشة في منزلي بعدما فتحتُ الطرد الذي كان أمام بابيّ.
فُستان.
ذاتُ الفستان الذي أعجبني ولم اتمكّن من شراءهِ.
ظننتُها كانت احدىٰ الاعيب هيرا لترغمني علىٰ قبول هدية مكلفة منها لكن هيرا لم تعلم بأمر الفستان ذلك اليوم.
ورغم اتصالي بها وسؤالها عن الأمر، اجابتها كانت سالبة وانها لا تعلم عمّا اتحدث.
تلمستُ الفستان بِأناملي. انه جميل كاليوم الذي رأيته فيه.
لا يُعقل.
لا يُعقل ان احدًا رآني ذلك اليوم وأرسل لي هذا.
اخذتني ذاكرتي لليوم الذي تخيّلتُ فيه انني رأيت جسد رجلٍ أمام منزلي.
ربما..ربما لم أكن اتخيّل..
امسكتُ صدريّ اشعرُ بضيقٍ مروّع يفقدني القدرة علىٰ التنفس بشكلٍ صحيح.
فَزِعتُ بسبب صوت هاتفي معلنًا استلام رسالةٍ.
unknown number :
- اعجبتكِ هديتي الصغيرة؟
كافحتُ ان لا أُسقط الهاتف من يديّ وانا انظر لحروف الرسالة.
انا مُراقبة، يا إلهي.
Unknown number :
- انظري خارج النافذة، الآن.
لم تمرّ ثوانٍ علىٰ رؤيتي للرسالة حتىٰ رنّ ذات الرقم.
لا يجبُ ان اردّ.
لا يفترض بي الرد.
لكنني لم أمتلك خيارًا آخر، ربما يمكنني اقناع ذلك الشخص اللعين علىٰ تركيّ.
ضغطتُ زر الإجابة أخضر اللون وانا استقيمُ من الاريكة نحو النافذة.
لم يتحدّث الشخص علىٰ الجهة الثانية من الخط حتىٰ فتحتُ الستائر.
ربّاه، انا ميتة لا محالَ.
يقفُ رجل بطولهِ الفارع مكتسيًا بالأسود من رأسهِ حتىٰ أخمص قدميه.
بنيته تبدو قويةً رغم المسافة التي تفصل نافذتي عن النهاية الاخرىٰ من الشارع ونحو الغابة.
بيدهِ يحمل شيئًا مضيئًا خمنتُ انها سيجارة.
حينها قطع صوتهُ حبلَ الصمتِ قرب اذني.
"Hello, butterfly".