كانت تكتف يديها بينما تنظر بغضب ناحية سقف جناحها المزين برسومات عدة و خرافية، أطفال مع أجنحة بيضاء و بعض الرسومات التي ترمز للشمس و غيرها
هرتها لوي قد إستشعرت غضب مالكتها لذا إقتربت تدنو إليها بينما تمسح فورها بوجهها، فكتوريا خف غضبها تلقائيا، إلتفتت برداء نوم حريري خالص خاص بالنوم، لتشرع في محادثتها و هي نائمة على بطنها..
" غدا آخر يوم لعائلة مملكة سيرانيا الملكية لوي، لا أعلم لما أنا منزعجة لهذا الحد، لكن أشعر بمشاعر الصداقة و التعلق الشديدين، قد أمضيت الكثير رفقة إدوارد لذا إعتدت عليه، و هذا الجزء السيء في الأمر "
أصدرت القطة مواءا تحثها على الإكمال، لكنها إستدارت فجأة ناحية صوت الحراس يستأذنونها لفتح الباب، إستعدلت بجلستها مرتدية رداءا بسيطا تخفي به عري كتفاها لتجلس بهدوء سامحة لمن خلف الأبواب بالولوج لجناحها
دخلت أنستاسيا بهدوء تنظر للمكان بغباء و لا تحط بمقلتاها بخاصة الأميرة، فكتوريا كانت تنتظر بصبر أن تتكلم الأخرى، و هاهي تنبس أخيرا بعد طول صبر
" لنخرج للحديقة فكتوريا، الجو منعش و النسيم عليل "
"لما ؟"
صمتت سيا تنظر بعيدا تحك أرنبة أنفها ، ما جعل فكتوريا تتنهد من تغابيها
" هكذا؟ "
ردت عليها الأميرة تحمل ثيابها البيضاء و الرداء الذي فوقها و الذي كان كاشفا، إستدارت أنستاسيا حاملة رداءا مخمليا أحمر به بعض الياقوت و اللؤلؤ لتنظر لها رادفة
" بل هكذا "
.
.
.
كان الأمير يسير بهدوء وسط الحديقة مرتديا ثيابا خفيفة، كان جسمه ظاهرا أكثر من المعتاد بكل تفاصيله، فك حاد، أعين سوداء إنعكست بداخلها الأضوية، كأن نجوم السماء كاملة إنحبست بمقلتاه، أنف مستقيم و شفاه ممتلئة ببشرة شاحبة
خصلاته الغرابية إنسدلت بهدوء على عيناه لتعيق الرؤية لديه، إزالها للخلف مغللا أصابعه الطويلة بداخل شعره، إلتفت خلفه متوقفا عن السير حينما سمع خطوات بعيدة بعض الشيء
خطفت أنفاسه لبرهة، فكتوريا كانت تسير رفقة أنستاسيا بينما يحيطها رداء أحمر مخملي و بعض من أنحاء جسدها تظهر بخفة بسبب ثوبها الأبيض الخفيف تحت الرداء
إبتسم بخفة حين نظرت له مبتسمة ، كانت تبدو كالملاك البريء وهي تناظره من بعيد ، لوحت له بهدوء ليرد لها ذلك
أنستاسيا ابتسمت بمكر لتردف بتمثيلية
" آه فكتوريا ، نسيت شيئا مهما بالقصر !"
لم تستطع فكتوريا الرد عليها لأنها بالفعل قد ركضت مبتعدة تاركة إياها لوحدها ، إلتفتت أمامها لتشهق واضعة يدها مكان أيسرها ما جعل إدوارد يضحك بخفة
فهو ظهر أمامها دون أن تدرك ذلك !
" آسف فكتوريا "
مد يده يتمسك بخاصتها الناعمة و الصغيرة ، كانت تناسب يده بشدة ، ما راقه بشكل لا يروقه !
- Edward pov -
" لا بأس ، لكن لما أنتَ هنا بهذا الوقت المتأخر ؟"
تحدثت بهدوء و هي تناظر عيناي ، لديها قزحيتان فريدتان و نادرتان ، كأن كل حبات البن إجتمعت بداخلهما رفقة لمعة النجوم ، أو ربما كانعكاس ضوء القمر على المياه الصافية
" شعرت بالملل في الجناح ، قررت التمشي قليلا ، وأنتِ فكتوريا ؟"
تساءلت بهدوء ناظرا ناحيتها ، ابتسمت برقة ناظرة بعيدا عني ، هي لا تحتمل أي تواصل بصري معي ، هذا ما لاحظته ..
الأمر موتر ، و جميل
لا أعلم ماهية هذه المشاعر التي أشعر بها بقربها ، فقط المشي معًا هكذا ، تحت ضوء القمر و النسيم البارد ، يجعل سربا من الفراشات ترقص بداخل أضلعي ..
كأنها تعانق أيسري و تهدئه من نبضه الصاخب ، إبتسامتي دوما ما تشق وجهي قربها ، فقط هكذا
دون سبب
ينتابني شعور الإغماء ، كأن أقدامي لم تعد قادرة على حملي ، تأثيرها علي عظيم
شعور لذيذ ينتابني قربها ، و أنا لم يروقني شعور كهذا قبلا ، و لست مرتاحا للأمر ، فأخاف أن أفقدها إن علمت أنني أراها هكذا
ففي النهاية بالنسبة لها ، مجرد أصدقاء من عائلتان ملكيتان مختلفتان ..
"سيا من جرتني للخارج و قد فرت ، بالمناسبة ..ستغادر العائلة المالكة غدا ~"
تحدث هي فجأة ، بدت نبرتها حزينة بعض الشيء ما جعلني أتوقف عن السير و هي كذلك فعلت مستديرة لي ، ناظرة نحوي بتلك الأعين ..
" ولما الحزن يغلف نبرتكِ "
تفاجئت و تجمدت أوصالي..
هي إحتضتنتي !
" لقد أصبحتَ صديقي إدوارد ! ، سأشتاق لك ،أعلم أن الأمر ممنوع و مرفوض حتى التجول رفقة أمير بالليل لوحدنا ، لكن فقط ..
أتمنى لو لم أكن أميرة ..
لو لم أكن جزءا من المملكة "
ثقلت أنفاسِي تدريجيا
الأميرة حقا تحتضنني ناحيتها ، برفق و هدوء ، بشكل ليس مبالغ البتة
لكن خافقي يبالغ أكثر من المطلوب ..
" لا بأس فكتوريا ، سنتقابل الأسبوع القادم في حفلة مملكتنا ، بسيرانيا .."
همت بهدوء تفصل عناقها عني ، لفحتني البرودة و النسيم لأدرك كم أن حضنها كان دافئا
" ستغادرون قبل الصياح ؟"
نبست هي لإناظرها باستغراب
" صياح ماذا فكتوريا؟"
ردت لي بدورها نفس النظرات ، أيجدر بي أنا الإستغراب أم هي ؟ ،أنا أم أعد أفقه شيئا ..
" صياح الديك ؟!"
ضحكت بهدوء بينما هي ناضرتني بغير رضا !
" أعتذر لكنكِ ظريفة !"
تكلم مادا إحدى وجنتيها لتتورد بخجل ، مسحت على خدها بهدوء ماشية مجددا بجواره ..
" حسنًا ، أضن لن نغادر باكرا ، ربما بالظهيرة أو ما شابه "
ابتسمت هي ناظرة ناحية القمر المضيء ، سمعنا مواءًا من خلفنا لنستدير
لوي !
" قطتي الجميلة لما خرجتي ؟ ألا تعرفين أن الملكة ايزابيل تمتلك حساسية من الهررة ؟"
تحدث هي ، و قلبي ابتسم
فكتوريا بريئة ، و سهلة الخداع
أما أنا ، فلا أدري ما بال هذا القلب ، لا أفقه إن كان شعورا جيدا مطُولا ، أم أنها مجرد مشاعر مؤقتة ، سترحل برحيلي من هنا ..
- End Edward pov -
.
.
.
الدموع عالقة برموشها بينما تحاول كتم نفسها من البكاء ، تلك العادة لن تتغير بها
فكتوريا كثيرة التعلق بالناس ، و الأسبوع الذي قضاه كاملا رفقة الأمير إدوارد جعلها تتعلق به بشدة
أنستاسيا كانت تحاول معرفة ما خطبها منذ الصباح ، لكن سموها جالسة بهدوء على سريرها معانقة قطها لوي لا ترضى الخروج أو حتى تغيير ثيابها
سيا طفح كيلها لذا استقامت خارجة من جناحها متجهة ناحية غرف الأمراء ، بطريقها قابلت الأمير لوكاس و كارلوس ، إنحنت لهما بهدوء ليردا عليها
" لو سمحتي الأمير إدوارد يحتاج المساعدة بجناح الإستضافة "
" أمرك سمو الأمير "
ردت على الأمير لوكاس بهدوء لتستقيم بهدوء مهرولة ناحية غرفة الأمير ، هي كانت وجهتها منذ البداية و الآن وجدت غايتها و ذريعتها ..
طرقت الباب بهدوء لتفتحه لتجد الأمير وافقا بالشرفة رفقة آلبرت
دخل للغرفة مبتسما بخفة رفقة أخاه، ليتكلم إدوارد مشيرا ناحية حقيبة ما ..
" أود تركَ أثرٍ جميل لسمو الأميرة ، إمنحيها تلك الحقيبة دون علم أحدهم "
" لكن سموك ،أعذرني و لكن الأميرة لا تود الخروج من جناحها و حالتها متدهورة اليوم "
عقد إدوارد حاجبيه من إجابة أنستاسيا ليحمل الحقيبة متجها خارج الغرفة ، آلبرت ابتسم بوسع ناحية سيا لتزفر المعنية داخليا
" آنـي ~"
ها قد بدأنا !
.
.
.
"سموكِ !"
دلف إدوارد لجناح الأميرة الغربي بعد عدة طرقات ، كانت جالسة بهدوء غريب بينما لوي تتوسط أحضانها و صوت غرغرتها ملئ الغرفة
" إدوارد !"
نظرت له بلهفة بينما عيناها لمعت لفكرة مغادرته ، عيناها كانت تنذر على سقوط دموعها ما جعل إدوارد يتقدم ناحيتها مسرعا بعدما أغلق الباب بإحكام
جلس على السرير مستفسرا عن حالها
" مالذي يجعل أميرة كفكتوريا الحيوية حزينة ؟"
" إعتدت وجودك "
تكلم هي بينما تناظره ببراءة ، لا تود رحيله الفكرة مؤلمة بالفعل فلا داعي لأن ترى الأمر بنفسها ، لذا قررت عدم الخروج
" فكتوريا !"
ناداها إدوارد بعتاب ليمسح دموعها بيديه الكبيرتين ، عدل جلسته لينظر حوله بتشتت ، وجد رداءا أبيض على السرير الكبير بعيد قليلا ، زحف قليلا ممسكا إياه ليغطي عري كتفيها نابسا بهدوء
" أولا لنغطيك هكذا ..
ثانيا ، نحن لن ننقطع عن رؤية بعض صحيح ؟ ، نستطيع أن نتقابل في الغابة ، و لو أردتي لنتقابل يوميًا ، لن أتخلى عن صديقة رائعة مثلكِ "
فكتوريا تمسكت بالرداء متساءلة بريبة
" حقا ؟ وعد؟"
"أجل وعد "
أردف لها بصوت أجش ، فكه يتحرك بسلاسة و عيناه السوداوان تجوبان ملمحها ، ابتسمت هي بسعادة و بخجل حينما استوعبت أن إدوارد ، أمير مملكة سيرانيا ، بغرفتها و لوحدهما !
و هي بثياب نومها !
لو يعرف والدها سيتوقف قلبه عن ضخ الدم فورا و تتخلص منه
ابتسمت لتلك الفكرة لكن فجأة همست لادوارد
" أيمكنكَ نداء سيا ؟؟ أود توديعك لاحقا "
تكلمت بينما مقلتاها اتصلت بخاصته ، قلبها خفق للحظة
" بالطبع ، و لا للحزن ! أراكٍ عند بوابة القصر "
" أراكَ عندها "
...
سيا قدمت بالفعل و هاهي أنستاسيا جاهزة بكامل مظهرها الفاتن بينما تقف مودعة العائلة الحاكمة ..
إقترب إدوارد منها ليهمس لها بينما الجميع منشغل بتوديع بعضه البعض
" غدا عند غرفتك بالغابة ، بعد الغداء
دعينا نلتقي هناك !"
إبتسمت سيا بينما نظرت له بذهول
هي نجحت بصنع متمرد آخر مثلها !
___________________
يتبع ..