الفصل السادس عشر
بقلمي / زينب العربي
.
نوڤيلا / للقدر كلمة أخرى
.
.
*************************************
فلاش باك
فتح عينه بثقل ليجد غرفة بيضاء و يجد نفسه علي سرير من نفس اللون وريده يتصل بعدة محاليل لا احد بجانبه
دلفت الممرضة لتجده قد افاق
" الحمد لله أنك افقت ،سأخبر الطبيب "
كادت تغادر لكنه استوقفها ليقول بوهن
" ماذا عن الذين كانوا معي بالحادث، هل هم بالمشفى ام غادروه "
نظرت له الممرضة بشفقه ثم قالت بعمليه
" سأحضر الطبيب و هو سيخبرك بكل شيء "
كل ما حدث بعد ذلك كان كالصدمة بالنسبة ليوسف صدمة لم يفق منها لليوم حتي وبعد مرور أربعة عشر عاماً علي الحادث، ما شعورك حين تفيق لتجد من يخبرك بأن عائلتك جميعهم فقدوا ماتوا و انت من كنت تقود بهم أي أنك سبب موتهم، أخبروني أنتم ما شعوركم حينها
باك
عاد يوسف يكمل لصفا المصدومة مما تسمع لكن للان لا يوجد سبب لينتقم منها هي
زفر بشدة و اكمل
" دُمرت حياتي بعدها، ذهبت لمنزلنا حياتي ظلت عابثة تركت صلاتي و لم اداوم علي وردي نسيت ديني و بعد أسبوع من عودتي لمنزلي اشتقت لأختي، بل بالأحرى لم أنساها لأشتاق لكن ايقنت انها لن تعود، وانا السبب في موتها، بل موتهم جميعاً "
اردف بحب اخوي و ابتسامة شوق ترتسم على شفتاه
" اخذت ارتب كتبها و اغراضها التي هي بوضع يدها كما هي، فمريم كانت توأم لروحي، وقعت يدي علي مذكرات مريم "
عند هذه الخاطرة اغمض عينه آلما
"عند قراءتي لمذكراتها علمت أنه من الممكن ان يكون حادثنا مُدبر "
تحدث بهدوء غاضب بعد ان اختفت ابتسامته ليحل محلها الغضب
" هناك ثلاث أسماء بمذكراتها كانوا كطرف الخيط بالنسبة لي أولهم صائم نورالدين "
اتسعت عين صفا دهشتاً ليردف يوسف بسخرية
" لا تتتعجبي هكذا زوجتي.."
و اضاف بخبث" الـــ…… عزيزة فثأري معك لم ينتهي بعد "
زفرت صفا حانقة لكنها فضلت الصمت حتي يُكمل حديثه
وجدها صامته ففضل ان ينهي سرده أفضل من مضايقتها الآن فأكمل
" ذهبت للجامعة و تقصيت الأخبار، من صديقة مريم و باقي رفقائها، و أيضاً تحرياتي الخاصة، لأخرج بأن الاسمين الأخرين و هما هاني فاضل و راغب العدوي "
جز علي اسنانه و شدد علي قبضته حتي أبيضت و أكمل بعنف بين
" الاثنان رفقاء أخيك و بالطبع أخيك كان سببا في مضايقة أختي حتي انهم لم يكتفوا بذلك بل تجرأ اخيك علي طلب رقم هاتف بيتنا علناً أمام زميلاتها مما احرج أختي بشدة وقتها "
عض يوسف علي شفتيه غيظاً
" هذا بالطبع لم يكن سببا في انتقامي "
نظرت له صفا بعدم فهم ليضحك هو بغضب ساخر يخفي به دمعه و آلمه
" تحريات المباحث أثبتت انه كان حادث مُدبر، بل وان الشاحنة تابعة لشركة آل العدوي، و بمجرد ربط الامور ببعضها البعض يتضح تورط راغب العدوي بالحادث "
شهقت صفا برعب خشيتا ان يكون اخيها متورط هو الاخر
التوي فمه ببسمة صفراء و اكمل
" كنت بمفردي ليس بجانبي احد، بقدرة قادر تختفي تحريات المباحث ليكون الحادث مجرد حادث خطأ الخطأ خطأ السائق، أنا "
قال جملته الاخيرة و هو يشير لنفسه بسخرية
تحدثت هي محاولة ربط شتات الامور
" هذا يعني ان ذنب صائم الوحيد انه كان يريد رقم هاتف بيتكم، ام انه صديق لراغب العدوي "
نظر لها بسخرية و اردف
" لا هذا ولا ذاك "
" كل اطراف الخيط كانت تؤدي لنتيجة واحدة ان الثلاثة دبرا الحادث معاً بل وان هناك شهود قد شاهدوا صائم بموقع الحادث يومها ليتأكد من إتمام المهمة ، لكن أختفي الشهود كما تغيرت تقارير المباحث "
نظرت له عاقده حاجبيها ليرد هو بعدما امسك كتفيها و هزهم بعنف
" من كان له يد في مقتل عائلتي و ضايقوا اختي نالوا جزائهم جميعاً "
جز علي اسنانه بغضب واردف يسرد لها كيف حقق انتقامه من اثنين و لم يتبق غير الثالث الذي لم يكن سوي صائم أخيها
" كان من السهل ايقاع شابان في مقتبل العمر في طريق الإدمان، فمن السهل شراء شاب مدمن ليجر الاخرين معه و هاني كان مستعد لذلك "
نظرت بيال له هذه المرة بدهشه فهي تسمع هذا لأول مره من اخيها اما صفا فكانت لا تفرق حالتها كثرا عن بيال
قهقه بسخب و هو يكمل
" راغب كان الأذكى لم يقع صريعا للمخدرات لكن ذكائه لم يسعفه حين جعل من شقته وكرا لأصحاب (المزاج) ، فكان من السهل دس مخدرات في شقته والابلاغ عنه خاصتا بعد تحقيق شركات آل علام مكاسب علي حساب شركات العدوي فتدهور حالها ولم يستطيع صابر العدوي والد راغب أنقاذه من السجن و زاد الطين بله وفاة صابر العدوي بسكته قلبية جراء ما حدث لراغب ، فعمي كان يدير شركات أبي من فرنسا بعد رفضي انا ادارتها و تفرغي لإتمام دراستي حتي اكون علي صلة بالجامعة و أحقق انتقامي "
صمت قليلا ثم ارتفعت وتيرة ضحكاته
" وكان الحظ معي فيموت هاني بجرعة هروين زائدة في شقة راغب و يسجن راغب خمسة و عشرون عاماً "
نظر لصفا بغضب و هزها بعنف
" بالطبع تنتظرين دور أخيك في القصة "
صمتت صفا من وقع الصدمات الي تتلقاها
" من حسن حظ أخيكِ أنه قد قاطع جماعة راغب منذ وفاة عائلتي، و لم استطيع جر قدمه في المخدرات "
قهقه و اردف
" حقا كنت سئمت من صائم لسنوات و تركته حتي أستطيع الإقاع به و زجه بالسجن او حتي دماره و دمار عائلته و جاءتني الفرصة من عرض أقرب الناس إليكِ أبنة خالتك نـــهــال ، تلك الساذجة التي كانت تظن اني اتحرك بمحض اشارتها ساذجة حمقاء، لكن عرضها كان فرصة لي لأنتقم من شقيقة صائم كما كان هو احد اسباب موت شقيقتي "
نظرت له صفا شزرا لكنه لم يكترث لها واكمل
" اما الباقي فأنتِ تعرفيه، سيلان أخبرتك بكل شيء منذ بداية خطة نهال، اما الشيء الذي لا تعرفه كلا من سيلان و نهال"
قالها و صمت قليلا ثم أردف
**********************************************************************
دلف الي مكتبه الهندسي الخاص به و بصديقه يكاد يجزم ان عقله قد شُل من التفكير كيف ليوسف ان يشبه شقيق مريم رحمه الله لهذا الحد، هو لم يري وجهه سوي بضع مرات منذ اكثر من أربعة عشر عاماً، كيف لأحد ان يشبه اخر لهذا الحد، زفر بحنق و هو يكاد يجزم ان عقله قد شت و جن جنونه، فشقيق مريم لو كان علي قيد الحياة لكان في نفس عمر زوج شقيقته يوسف و هو لا يتذكر اسم شقيق مريم او اسم عائلتها حتى ، كما ان يوسف قد أخبرهم عن وفاة عائلته بحادث، واذا تم ربط الاحداث يكون عندها يوسف شقيق مريم من كان يحب سابقاً و التي رفضت ان يتزوجها و تزوجت صديقه بعدما انتقلت للإسكندرية ، لكن كيف و هو من اتصل بالمشفى يومها ليخبروه بأن جميع من كان بالسيارة توفاهم الله، ليخبر مريم بذلك و تضطر لإخفاء هويتها بمساعدته خوفا من ان تُقتل كسائر أفراد أسرتها .
.***
دلف لغرفة المكتب الخاص بصديقه ليجده ليس بأفضل حال منه ابتسم بسخرية علي حاله و حال صديقه و جلس علي الكرسي المقابل لصديقه
ليقول مازحا لينبه ذلك الجالس واضعاً رأسه بين كفيه
" وحدددوووه "
انتفض صائم علي كلمات زياد ليقول
" لا اله إلا الله "
( ياعم خضيت الراجل 😂😂)
ثم نظر له بوهن و فجأة نظر له و قال
" لدي مشكلة زياد ، ليس امامي غيرك لا استطيع اخبر ام ناظم بها فسيجن جنونها و لا حتي اي احد في بيتي حتي لا يجن جنون ام ناظم "
ضحك زياد علي صديقه الذي سيجن جنونه ولا يريد اغضاب زوجته لكي لا يجن جنونها هي ،
" حسنا احكي لي و سنجد حلاً ان شاءالله"
قالها زياد بهدوء ليردف صائم بأمل
" يا رب انا لا اجد لها حلا عقلي قد وقف عن التفكير "
ضحك زياد بود و ربت علي كتف صائم قائلا
" ستحل لا تقلق "
بدأ صائم في سرد قصة مريم منذ البداية حتي شكه في يوسف أنه شقيق مريم ثم تنهد قائلا
" هذا كل ما يشغل بالي، ان علمت سبأ بقصة مريم ستوقد علي النار و بربك ما اصعب نارها نار لا يمكن اطفائها، فهي تغار بشدة و ما ادراك ما غيرة النساء "
خرج زياد من تركيزه مع صائم علي ذكر غيرة النساء ليقول بحنق
" غيرة الرجال تشيب اشدهم "
نظر له صائم بمغزي و قد اخرجه عن مشكلته ليضحك صائم
" و هل وقعت في فخ الغيرة يا صديقي "
توتر زياد توتر ملحوظ فنظر صائم له غامزا
" اذن ف السنارة قد غمزت يا صديقي "
"ها هاا لا فقط مشكلات اصدقائي تعلمني "
قالها زياد بتوتر و هو يبتلع ريقه بصعوبة
تنهد صائم قائلا
" ما الحل في مشكلتي زياد "
***********************************************************************
اما الشيء الذي لا تعرفه كلا من سيلان و نهال"
قالها و صمت قليلا ثم أردف
" هو هذه "
قال جملته وهو يشير لبيال
لتقول صفا وهي رافعه احد حاجبيها
" بالطبع فلو كانوا يعلموا بزواجك ما كانوا رشحوك لتتسلي بي و تذلني "
ابتسم يوسف و تحدث ببرود مستفذ
" ما زلتي حمقاء ساذجة، انا لست متزوج غيرك "
للحظه نظرت له بعدم فهم ثم تحدثت بفهم خاطئ و نظرت لبيال باشمئزاز
" تعيش معك بنفس المنزل و ليست زوجتك "
امسك يدها بعنف ثم لولى زراعها و نظر لها بقوة
" هذه التي تهينها و اسكت لك تكون أختي سيدة صفا "
بدهشه وعدم فهم كانت حالة صفا لا يرثي لها لا تعرف ما يحدث لها بفعل الصدمات التي تتلقاها ام لأنها لم تتناول فطورها ام ماذا هي لا تعرف
" عندما كنت في الثانية عشر و مريم بالعاشرة طلق أبي أمي طلقتها الثالثة فذهبت أمي لفلسطين و هناك تزوجت من رجل فلسطيني ظلت معه إلي أن توفاه الله و كانت قد انجبت هذه "
قالها وهو يلثم يد بيال بيده بحنان
ثم اردف
" ارادت امي ان تعود لنا بعد وفاه والد طفلتها لكن اعمام بيال رفضوا ذهابها لمصر و كنا بمصر نلح عليها بالعودة فعادت لنا و اعادها أبي لذمته و كانت تذهب لفلسطين لزيارة بيال بانتظام فجدة بيال بعد فقد أبنها رفضت ان تترك بيال و امي بحاجتي انا و مريم فكانت تذهب لبيال و تأتي لنا وهكذا حتي حدث الحادث "
هنا اغمضت بيال عيناها تبكي واوقفت يوسف بيدها لتكمل هي
" كنت في السابعة اعتدت علي ان تزورني امي كل عدة اشهر، فجأة انقطعت الزيارات لم يخبرني اعمامي بشيء حتي بدأت أعتاد غياب أمي عني لم اعد اشتاق لها، ظننتها تركتني لأخوتي التي لطالما حكت لي عنهم و ارتني صورهم، كانت انانية و اختارت ابنائها و تركتني هكذا ظننت "
ابتلعت ريقها تكمل
" عبئت بقلبي الضغينة لها و لأخوتي "
صمتت تبكيو اكملت
"حتي انهيت سنتي الاخيرة في دراستي الثانوية، و صممت علي الدراسة الجامعية بمصر، جئت مصر و بحثت عن امي واخوتي، اعلم اسم عائلتهم " علام " وجدتهم وقتها منذ عامين تقريبا لأعرف ان امي توفيت منذ اثني عشر سنة بحادث، ندمت كثيرا و بحثت عن يوسف "
عند هذه الخاطرة ابتسمت بمشاغبة ليوسف
" كان يتدلل علي و يتكبر و ظنني احدى معجباته "
صمتت ليتحدث يوسف
" هذا ما حدث منذ البداية صفا، هل ترين أخيك جاني ام مجني عليه "
كان عقل صفا قد وقف عن التفكير لا تعرف بماذا تجيبه و بماذا يهذي هو هل بيال زوجته ام أخته غير الشقيقة سيجن جنونها
الفصل انتهي يا حبايب
.
صفا كانت ممفكره تخنها مشكلة العالم و لما اتحطت في مشاكل اكبر مستحملتش بلاش نكون زي صفا حبوا نفسكم و حبوا نفسكم زي ما انتم
أحبكم في الله
ممنوع النسخ او النقل نهائيا
بقلمي / زينب العربي
زِّيـ❤ـنـ❤ـبـ❤ـ آلَعـ❤ـربـ❤ـيـ❤ـ
توقعاتكم للقادم
الفصل السابع عشر
نوڤيلا / للقدر كلمةأخرى
بقلمي / زينب العربي
توقف بسيارته أسفل منزل عائلة زوجته، لتفتح هى باب السيارة و تترجل منها دون ادنى كلمة منه او منها، كادت ان تتحرك لكنه امسك يدها و نظر لها قائلا بتحذير
" لن تخبري أحد بما دار في منزلي و إلا "
نظرت له بشفقة من الصعب عليها أن تشعر بها اتجاهه هو على وجهه الخصوص
التفتت لتدلف عبر باب البناية فوجدته خلفها تماما نظرت له باستفهام ليرد هو ببرود كأن الشيء لم يكن
" من المفترض اني زوجك، أي يجب عليّ ان اوصلك إلي منزلك و أسلمك لوالدتك "
اتبع كلماته بوضع يده حول خصرها
نظرت له هي دون كلام و ابعدت يده عنها ثم فتحت باب المصعد لتستقله قاصدة طابقهم
********************************************************************
بعد عدة أيام
" امي سأذهب للمشفى فاليوم أولي جلسات العلاج الطبيعي لنهال، و بعدها سأذهب للمسجد فموعدي هناك في الرابعة ان شاء الله "
قالتها سيلان بسرعة و هي تلف حجابها الجديد عليها ثم ارتدت حذائها
" حسنا بنيتي انتبهي لنفسك عزيزتي، و اتصلي بي لتخبريني بتحركاتك "
قالتها سلسبيل بحب و خوف علي سيلان
لتقبل سيلان يد والدتها و تغادر فوراً
************************************************************************
" صائم كيف حالك يا رجل أنارت الإسكندرية "
قالها حمزة بود و هو يسلم علي صائم في أحدي المقاهي الحديثة
ابتسم صائم بحب
" الإسكندرية مُنارة بك و بأهلها "
نظر حمزة إلي زياد باستفهام ليضحك صائم قائلا
"لم اعرفكما بعضكم ببعض آسف، عزيزاي رغم كوني صديقكما انتما الاثنان لكنكما لا تعرفان بعضكم"
ابتسم زياد و مد يده يصافح حمزة و قال
" تشرفنا سيد حمزة، لقد حكي لي صائم عنك كثيراً لكننا لن نتقابل قبل اليوم"
رد حمزة بمرح محبب
" الشرف لي زياد و لا داعي لسيد هذه "
ضحك واردف
" صحيح انني اكبر من صائم و لكن أنا أصبى منه فهو شيخ عجوز "
نظر لهم صائم بغضب مصطنع ليضحكا الاثنان
************************************************************************
تجلس علي الاريكة الوثيرة الموضوعة في صحن شقتها الواسع تضع قبضة يدها اسفل احدى وجنتيها، آثار الدموع تغطي وجنتيها عيناها الحمراوان تدلا على ما يكمن بقلبها، منذ حكت لها صفا ما حدث مع يوسف و بالأخص الجزء الخاص بمريم وهي علي تلك الحالة أي منذ يومان و صائم لم ينتبه لها حتي لم ينتبه لتغيرها معه، دائما شارد يأتي متأخرا و ينصرف لعمله باكرا، البارحة جاءها متأخراً ليطلب منها أن تُعد له حقيبة للسفر ليوم واحد و بالفعل قامت و جهزت الحقيبة دون ان تنبس ببنت شفاه ، و هو كمن كان ينتظر سكوتها هذا فقبل جبينها وسلم علي أطفاله و غادر قاصدا الإسكندرية، ليتقطع قلبها بسكوته هذا
افاقت من شرودها على هز صفا العنيف لكتفيها
وقفت صفا أمامها حانقة
" هذا ما وعدتني به سبأ، من يراكِ هكذا يدرك فوراً أن احدهما قد قتل لكِ قتيل "
رفعت رأسها تنظر لصفا و قالت بيأس و حزن
" ماذا تنتظرين مني يا صفا، هل ترين انه من السهل علي ان اعلم ان زوجي كان سببا في موت عائلة بأكملها ، هل سهل علي ان اعلم انه قاتل شارك في قتل عائلة بريئة لا ذنب لهم "
رفعت صفا اصبعها بوجه سبأ وقالت بغضب
" أخي ليس قاتل، اخي شريف انا من تعرفه جيدا "
جلست علي الاريكة تبكي
" ساعديني فقط في أثبات برأته ساعديني، عندما قصصت لكِ ما دار مع يوسف كنت أظنك اقوي مني "
أخذت تتنفس بعنف و صدرها يعلوا و يهبط أثر ما يحدث لها
" دائما ما كنتي تقوين من عزمي و الان تسقطي هكذا "
نظرت لها سبأ بألم و قالت بهستيرية
" انت لا تشعرين بي ترين أخيك ملاك، هل تظنين انه بريء "
نظرت لها صفا بخيبة أمل
" انت من تقولين عليه انه مجرم، انت يا زوجته و ام أطفاله و قبل هذا كله حبيبته "
قالتها بلوم لسبأ
لتستشعر سبأ ان غضبها قد أعماها و صور لها ما ليس بالحقيقة و ان شيطانها قد سيطر عليها لتنظر لصفا بآسف و تحتضنها عنوة
" آسفة صفا لم أعد أحتمل كل هذا، فجأة أجد من يقول لي زوجك قاتل لقد جن جنوني "
ربتت صفا علي كتف سبأ و قالت بألم
" سنثبت براءة أخي، أعدك بذلك، لكن والداي لا يجب أن يعلما بما يحدث بيني و بين يوسف عديني ألا تخبري أحد "
اردفت ببكاء
" أبي لن يحتمل هذا "
************************************************************************
" سيلا "
قالتها نهال بدهشة عندما رأت سيلان بالحجاب
ابتسمت سيلان بحب و ضمت نهال بحب
" اشتقت لك نيلو "
ابتعدت عنها لتقول نهال
" ما هذا التغير الجذري كالبدر ليلة تمامه ما شاء الله "
ابتسمت سيلان بخجل أثر مدح نهال
" هل أعجبك حجابي و فستاني "
مدت نهال يدها تمسك بيد سيلان و قالت بانبهار حقيقي
" بالطبع تبدين رائعة "
لتردف سيلان
" العقبي لك حبيبتي "
ابتسمت نهال بود و صمتت
ليدلف أيهم مع الطبيب لبدأ جلسات العلاج الطبيعي
*******************************************************************
" لا أفهم صائم ماذا تريد بعدما قصصت لي ما قصصت "
قالها حمزة بعدم فهم بعدما شرح صائم شكوكه نحو يوسف
كاد صائم يتحدث فأوقفه زياد بيده ليتحدث هو
" حمزة افهمني جيدا، صائم يريد ان يلتقي بزوجتك ليتحدث لها و يريها صورة يوسف زوج صفا شقيقة صائم "
ابتلع غصه في قلبه أثر ذكره لصفا و أكمل
" انت تعرف ما حدث ما زوجتك في السابق فمن الممكن ان يكون أخيها علي قيد الحياه و هو يوسف صهر صائم "
كان حمزة يسمع الحديث و يربط اسم أبنه يوسف باسم يوسف صهر صائم و لكنه يرفض فكرة مقابله صائم لزوجته فهو يعلم عشق صائم السابق لها و هو كأي رجل يغار علي زوجته، كما أنه قد عانا سابقا لإخراج زوجته من ماضيها هذا فهو تزوجها بعد مقتل عائلتها و تغير اسمها كانت فتاه صغيرة يائسة فقدت عائلتها و موطنها و كل ما تملك ، جاهد هو ليخرجها من ضيقها و حزنها فكان لها الاب و الاخ و الاهل و السند فكيف له ان يعيدها لماضيها ثانيا و هي الآن قد نست الماضي و هي أم لفتي في الثالثة عشر و فتاه في السادسة و طبيبة لها أسمها عائشة محمد عبدالله أسمها بعدما تم تغيره من مريم خيري علام
فقال بطريقة فظة
" من مريم هذه انا لا اعرفها فزوجتي هي الدكتورة عائشة محمد عبدالله "
نظر له صائم بغضب ووقف ليمسك بتلابيب ثيابه
تدخل زياد لتهدئة الاثنان و انتهي الأمر بموافقة حمزة علي سؤال مريم او عائشة عن اخيها بعد معاناه منهما لإقناع حمزة
*************************************************************************
بعدما أطمئنت علي نهال ذهبت للمسجد و لم تنسي اخبار والدتها بتحركاتها فسلسبيل تقلق كثيرا علي سيلان خاصة بعد حادث نهال و معرفتهم بأن المقصودة كانت سيلان
، دلفت للمسجد و جلست أمام محفظة القرآن التي ستأخذ درسها معها
انتهت من الجزء المخصص و حفظ جزء أخر
" سيلان "
قالتها المحفظة ( الشيخة فريدة) لسيلان لتنظر لها سيلان
نظرت لها سيلان و ابتسمت لتتحدث فريدة
" سيلان انا أحبك كأبنتي تعرفين هذا، اليس كذالك "
قالتها بحنان و عاطفة حقيقية
ردت سيلان ببسمة
" بالطبع خالتي فريدة "
تشجعت الاخرى لتقول
" انا وجدت لك زوجا "
اتسعت عين سيلان دهشه
" ماذا تفصدي بوجتي لي زوجا "
ابتسمت فريدة و قالت
" اعني ان هناك من يريد زوجة و انا رشحتك له "
سألت سيلان باستفهام
" من هذا و هل يعرفني و كيف يتم ذلك هل هناك من يتزوج بمن لا يعرفها "
ضحكت فريدة ثم أردفت بحبور
" مهلا يا بنيتي، اولا هو لا يعرفك و لم يراكِ من قبل، ثانيا والدته هي من رأتك فهي ترتاد المسجد مثلك، ثالثا لن يتزوجك مباشرتا هناك رؤية شرعية ترون فيها بعضكم و توافقوا او ترفضوا "
ابتسمت سيلان بتوتر و خجل و كاد ان ترد بالرفض فقلبها ليس حمل لمزيد من الخزلان
فهمت فريدة ما يدور بعقل سيلان فهي ليست صغيرة لكي لا تدرك بماذا تفكر هذه الفتاه
فقالت لها بود
" قابليه بنيتي و استخيري الله و استشيري أهلك و بعدها ارفضي او أقبلي لن يحدث شيء "
صمتت سيلان لتتحدث فريدة
" اعطيني رقم والدتك بنيتي حتي أحدد معها موعد للمقابلة "
اعطتها سيلان الرقم ثم صمتت لتتحدث فريدة
" اعرف ما يدور بعقلك "
ابتسمت سيلان قائلة
" ماذا"
ابتسمت فريدة و قالت
" احب ان اطمئن قلبك، هو شاب في الخامسة و الثلاثين لديه أختان و متزوجتان و تعيشان بالخارج، يعيش مع والدته، حافظ للقرآن الكريم و معلماً له يعمل كمهندس في احد الشركات الهندسية و شريك مع صديق له بمكتب هندسي "
ابتسمت سيلان و شكرت فريدة و غادرات لتخبر والدتها بالأمر
*************************************************************************
تجلس بغرفتها تراجع وردها ليدلف لها أبنها
" أمي لقد تأخر أبي كثرا هل أتصل به "
نظرت للساعه ثم لابنها
" لا يا يوسف هو سيأتي لقد أخبرني انه سيلتقي مع اصدقاء له اتو من القاهرة "
جاءت مريم الصغيرة من غرفتها
" اجل يا يوسف فأمي اعدت طعام زائد من أجل ضيوف أبي "
ابتسم يوسف الصغير بود و قال
" حسنا امي لن اتصل به سأنتظره "
لم يكملا حديثهما و سمعا صوت الباب فعلموا أنه أبيهم حيث أنه من عادة حمزة أن يرن جرس الباب قبل ان يفتحه بالمفتاح الخاص به خاصتا عندما يكون برفقة اصدقائه او احد غريب حتي ينبه زوجته بالدلوف لغرفتها
*************************************************************************
" ماذا ستفعل يوسف"
قالتها بيال و هي تجلس علي الاريكة المقابلة ليوسف الذي يجلس علي الكرسي واضعاً رأسه بين كفيه يشعر بالصداع يفتك برأسه
نظر لها بحزن و قال
" لا ادري "
نظرت له و قالت برجاء
" لا تتورط معهم أكثر من ذلك أخي ، انسي انتقامك من صائم و عش حياتك "
نظر لها و دمعت عيناه
" انا اريد ذلك لكن هذا لا يدعني يذكرني بمريم لا اقوي علي نسيانها حتي و بعد مضي اكثر من اربعة عشر عاما "
قال جملته وهو يشير لقلبه
حل الصمت عليهم ليقطعه صوت هاتف يوسف الذي اضاء باسم عمه محمد
رفع الهاتف يجيب عليه
" يوسف انا بفرنسا لقد سفرت في أمر عاجل، اذهب للشركة و غطي غيابي "
" حسنا عمي لا تحمل هماً، عد لنا بالسلامة "
اغلق الهاتف لتسأله بيال
" ماذا كان يريد "
زفر يوسف بقوة و قال
" يريدني ان ادير الشركة في غيابه "
عقدت بيال حاجبيها و قالت
" ماذا"
ابتسم يوسف بتهكم و قال
" انا من يدير الشركات بيال، لكن عمي هو الواجهة فقط فكما تعلمين بعد موت مريم انقطعت قليلا لكني عد و ادرت الشركة، لكن حتي انتقم كان يجب ان اظهر بمظهر الرجل الطائش قليل التربية "
*************************************************************************
نظرت مريم بجمود لزوجها فقال
" انا اسف حبيبتي لكني، رأيت بأمة عيني ما عانيته و تعانيه "
ثم اردف
" وجدت طرف الخيط لإيصالك لأهلك او من بقي علي قد الحياه منهم "
نظر لها بستعطاف لتنظر له بحرقة
" كم مرة قلت لك دعني أبحث عن الباقي من عائلتي فاسم عائلتي كبير، لكنك دائما ما ترفض "
ضربت علي صدره بكفها و بكت بحرقة
" تأتي لي اليوم بعدما أيقنت أن عائلتي لن تعود و لن اعود انا كما كنت، تأتي لي و تقول لي عائشة أرجعي مريم كما كنتي "
امسك يدها التي تضرب صدره ورفعها لشفتيه يقبلهم بأسف
" آسف حبيبتي كنت أريد ان اجعلك تنسي الماضي "
ضحكت بسخرية و هي تدمع
" انسي ماذا انسي قلبي!،وهل تراني نسيت و اسم أبني يوسف و اسم ابنتي مريم "
احتضنها عنوة يربت علي كتفيها يضمها له بشدة يبثها حنانه يلعن صائم على ما جعله يُقدم عليه و يرهق زوجته و يُعلقها بأمل كاذب
بعد قليل
خرج لضيوفه و ترك زوجته تغير ثيابها و ترتدي ( غطاء وجهها) نقابها
بعد عدة دقائق
كانت تجلس بجانب زوجها و امامها صائم وهي تعرفه جيدا هو من انقذها و تحمل له كل مشاعر التقدير و الاحترام و معه اخر لا تعرفه
قصي صائم علي مسامع مريم كل ما حدث منذ تقدم يوسف لخطة صفا لهذا الوقت، لا نغفل بالتأكيد عن الذي يجلس بجانب صائم يشتعل من حديث صائم عن زوج صفا و أمامه أخر لا يختلف حاله عن حال زياد فحمزة يغار و بشدة ليس من السهل ان يُجلس هكذا زوجته بين رجلين أحدهما كان يكن لها حباً و ارادها زوجه في يوم من الايام
اما عنها هي فكانت تبكي خلف غطاء وجهها تبكي و تبكي خاصتا عندما ذكر صائم اسم عائلة علام
عائلتها هي اذاً أخيها علي قيد الحياه لم يمت
اخذت تشهق شهقات مكتومة و نظرت لصائم
" ارني صورة زوج شقيقتك "
كانت متأكدة من كونه أخيها لكنها أرادت ان تزيد شعورها يقيناً
فتح هاتفه علي صور عقد قران شقيقته و اراها صورة تجمع يوسف بصفا
لمح الجالس بجانبه صورة صفا بجانب زوجها لينشطر قلبه لكنه صمت
رأت مريم صورة يوسف لتزيد من بكائها يبدوا أكبر قليلا هناك بعض الشعيرات البيضاء تزيده وقارا عيناه كما هي زادته لحيته الخفيفة جمالا ووسامه انه أخيها حبيبها توأم روحها، تركتهم و غادرت لغرفتها
لتخر ساجدة شاكرة حامدة لله علي كون شقيقها علي قيد الحياه
تبعها حمزة و تأكد من كون هذا شقيق زوجها
خرج لصائم و أخبره بالأمر فوعده صائم بأنه سيحضر يوسف للقاء مريم ان شاء الله
***************************************************************************
نهاية الفصل
توقعاتكم
بقلمي /زينب العربي
زِّيـ❤ـنـ❤ـبـ❤ـ آلَعـ❤ـربـ❤ـيـ❤ـ
بحبكم في الله
دمتم سالمين
توقعاتكم للقادم